إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

" ارادتك التجريد مع اقامة الله اياك في الأسباب من الشهوة الخفيّة , وارادتك الأسباب مع اقامة الله اياك في التجريد انحطاط عن الهمّة العليّة "

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله

والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم معرّفا بحضرة القدم وعلى آله أرواح المعاني وصحبه حصون المباني

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

وبعد,

كتابتي لشرحي على الحكمة الأولى من حكم مولانا العالم الأجلّ والعارف الفحل سيدنا ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه وأرضاه أردت أن أضيف شرحي على الحكمة الثانية من حكمه التي يقول فيها :

)
ارادتك التجريد مع اقامة الله اياك في الأسباب من الشهوة الخفيّة , وارادتك الأسباب مع اقامة الله اياك في التجريد انحطاط عن الهمّة العليّة(

فأقول وعلى الله القبول :

-
متى ما قلّ فهمك عنه قلّ علمك به

-
الأسباب لا تحجبك عنه متى ما أقامك فيها اذا تحقق فهمك عنه .

-
لو أراد منك التجريد ما فتح لك باب التعرّف اليه فيها .

-
ارادتك التجريد مع اقامة الله اياك في الأسباب , وارادتك الأسباب مع اقامة الله اياك في التجريد , دليل عدم عمارة قلبك به في الحالتين .

-
ما ذمّ لك الأسباب من حيث وجودها, فهو الذي أوجدها, بل من حيث وقوفك معها .

-
فما ذمّ الا وقوفك , قال تعالى " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " فما قال ( لا يتاجرون ولا يبيعون ) بل قال ( لا تلهيهم ) لذا نعتهم بوصف الكمال ( رجال .(

-
قد لا تجد في التجريد ما كنت تلقاه من عطاياه في الأسباب فينقلب عليك فتنة ( والفتنة أشدّ من القتل)

-
أقامك في مقام الكمال في أوّل قدم , فنهاية المتجرّدين الرجوع الى الأسباب ( فشدّي اليك بجذع النخلة)

-
أقامك في الأسباب متعرّفا اليك فيها , فلا تنزل الى سماء الحظوظ .

-
لو كان طلبك له حقا لكان حرصك على اقامته اياك في الأسباب أشدّ منك اعتناءا من ارادتك التجريد .

-
التجريد والسبب متساويان من حيث نظره لا من حيث نظرك , ومن حيث قربه منك لا من حيث قربك منه .

-
عنايته بك اقامته ايّاك في الأسباب , اذ محال أن يفتح لك باب التعرّف اليه وهو مقيمك في غير طريق الوصول .

-
طلبك له لا يفوت بأسباب ولا يحصل بتجريد , فما جرت به قسمته أجراه عليك بأسبابه .

-
الشهوة شهوتان : جليّة , قال تعالى :" منكم من يريد الدنيا "

وخفيّة , قال تعالى : " ومنكم من يريد الآخرة " .

-
مراده منك قطع ارادتك لها لا قطع ذات الحظوظ , ليتمّ نعيمك بقربه فيها , كي لا تكون عليك حجابا وتنقلب في حقك عقابا .

-
انّما كانت الشهوة خفيّة لتعلّقها بالحظوظ الغيبيّة , فكلّما تلطّف الحظ خفيت الشهوة .

-
متى ما أقامك في شيء انّما أراد تغييب نظرك فيه عن الحظوظ ليمتّعك به في حضرة الشهود , كي لا تأنس بسواه , ولا تشرب بغير كأس معناه .

-
استشعارك اقامته اياك في الأسباب سيف قاطع لمراداتك .

-
ظنّك أنك لا تصل اليه الا في التجريد عزوف منك عن باب فضله , فطال الطريق عليك .

-
التجريد : تجريد الظاهر عن الراحة والكسل والباطن عن الحظوظ والعلل .

-
التجريد ما جرّدك عن حسّك ومعناك وبقايا دعواك ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّة (

-
علامة اقامة الله لك في التجريد قوله تعالى :" يريدون وجهه "

وعلامة ارادتك الأسباب قوله تعالى :" تريد زينة الحياة الدنيا "

-
التجريد من مقتضى اسمه الباطن ( فأووا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته (

-
التجريد سلبه لوصفه منك أن تدّعيه .

-
متى ما أقامك في التجريد فقد أسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة .

-
ارادتك الأسباب نزول منك الى حسّ الأكوان , واقامته اياك في التجريد عروج بك الى مقام الاحسان .

-
التجريد مقام الأكابر ( قال انك لن تستطيع معي صبرا )

-
اقامته اياك في التجريد قبول منه لك , فكن مع قبوله لا مع تجريدك ( فتقبّلها ربّها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا (

-
ما أقامك في التجريد الا وقد تكفّل لك برزقك ( كلّما دخل عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا(

-
التجريد محراب قدسه , ليس فيه غير اسمه ووصفه .

-
ارادتك التجريد طلبك له بالحظوظ , وارادتك الأسباب طلب الحظوظ به .

-
ارادتك التجريد بشهوتك الخفية أهون سوء من ارادتك الأسباب وانحطاطك عن الهمة العليّة .

-
التجريد مع طلب الحظوظ طريق العبّاد والزهّاد .

-
ما أقامك في شيء الا وحلّت فيه أنواره وبركته عليك , فحصدت ثماره وعطّرتك أزهاره .

يا طالب التجريد بنفسك * ان الناقد بصير بيأسك

بالتجريد يا فتى فلا تقل * اذا أقامك في السهل بفأسك

يدان يحبهما الله ورسوله * لأشرف من التيجان برأسك

بسعي عليك وعلى عيالك * سلوك محقق بهاء قدسك

بذكر قليل مع فراغ قلب * وصفاء روح أسّ أساسك

فهذا صحيح مجرب عندنا * هذا الباب فاترك قياسك

وبالتجريد يا ربي قالوا به * تيها عن الأكوان بكأسك

لو عادوا النفس فذا محال * عبادة خلق جنّك وناسك

فذا التحقيق في الحالتين * فشدّ أخي بنابك وأضراسك.

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È