بسم الله الرحمن الرحيم -
والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الله عز وجل :
(إن في خلق السموات والارض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
سؤالي لمن له باع في هذه العبادة؛
هلا ارشدتنا - بارك الله فيك - كيف يكون التفكر.
هل هناك من كتب تبحث في هذا المجال قديمة كانت او حديثه؟
وما هي المواضيع التي أمرنا رب العزة أن نتفكرفيها والواردة في كتابه العزيز؟
وهل مواضيع التفكر هي نفس المواضيع التي يثيرها المهتمون في موضوع الإعجاز العلمي في القران؟
وهل هناك اوقات يفضل ان نقوم بها بهذه العبادة؟
وهل نقوم بها يوميا أو أسبوعيا او شهريا؟
وما هو أثرها في تزكية النفس؟
وهل أعطى المسلمون لهذه العبادة حيزاً كافيا في كتب الفقه حسب رأيك أم أنهم قد قصروا؟
وهل اشتهرت أحاديث عن عبادة التفكر ؟
وهل اشتهر انبياء وصحابة وأولياء بهذه العبادة.
وهل ما يذهب إليه الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى يغطي هذا الجانب؟
بسم الله الرحمان الرحيم -
الحمد لله
والصلاة والسلام على الحبيب وآله
أشكرك أخي المقدسي على هذا السؤال الذي يحمل في طيّاته عدّة أجوبة.
ولمّا إستفتحت بآية التفكّر سؤالك أردت أن أجيبك بحسب ما ظهر لي فيها والله أعلم.
أقول :
يقول إبن عطاء الله الإسكندري رضي الله عنه في حكمه الخالدة : " ما نفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة " .
فقدّم هنا العزلة على الفكرة لإنّ التفكّر من نتاج العزلة وهذا ما نجده بالضبط في الآية فقد قدّم الله تعالى ذكر عباده الذاكرين : ( يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) على ذكر التفكّر : ( ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض ) فكان التفكّر نتيجة الذكر وبه حصل فيعدّ من ثمرات الذكر.
والذكر كما تعلم هو عزل القلب عن سوى المذكور ليدخل بحر الأنوار وهنالك تتحرّر الأفكار من قيود الحسّ وتتجوّل في ميادين الغيوب والأسرار.
والدليل على ذلك في نفس الآية وذلك في قولهم بعد تفكّرهم : ( سبحانك ما خلقت هذا باطلا ) أي وصلوا إلى معرفة عين حقيقة تلك المخلوقات وهذا يجانسه من الآيات قول الله تعالى في حقّ سيّنا إبراهيم :
( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).
فدلّ على مقام الإيقان وهو مقام الأنوار كما تعلم.
ثمّ هناك أمر آخر وهو " التدبّر " وليس هو بمعنى التفكّر فالتفكّر للقلوب والتدبّر للعقول وفي هذا المجال مبحث العلوم الكونية في القرآن أما التفكّر فهو مبحث الأسرار الإلهية في الأكوان أي علم الحقيقة ومناط الحكمة في الأحكام الظاهرة والباطنة.
ولذا ورد في الخبر " تفكّر ساعة خير من عبادة سنة " وجولان الفكرة في عوالم الله تعالى أوّل ما يعطيه شهود عظمة الله يقينا ( قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون ) أي في مقام اليقين العيني لذا أوّل ما قالوه بعد تنوّرهم بالأذكار ( سبحانك ) وهو تنزيه أفعال الله وحكمته وصفاته التي ترجع في حكمهما إلى عين كمال ذاته أن تكون معلولة أو ناقصة بل هو عين الكمال في كلّ شيء لذا قال في آية أخرى ( ما خلقناهما إلا بالحقّ ) فقوله ( إلا بالحقّ ) يعطينا مفهوما متقدّما في البحث عن تلك الحقيقة شهودا وعيانا.
هذا بإختصار شديد البعض ممّا تعطيه أذواق ومفاهيم تلك الآية وإلا فالمعنى أعمق وأرقى وأشمل.
والله تعالى أعلم وأحكم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
يقول الله عز وجل :
(إن في خلق السموات والارض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).
سؤالي لمن له باع في هذه العبادة؛
هلا ارشدتنا - بارك الله فيك - كيف يكون التفكر.
هل هناك من كتب تبحث في هذا المجال قديمة كانت او حديثه؟
وما هي المواضيع التي أمرنا رب العزة أن نتفكرفيها والواردة في كتابه العزيز؟
وهل مواضيع التفكر هي نفس المواضيع التي يثيرها المهتمون في موضوع الإعجاز العلمي في القران؟
وهل هناك اوقات يفضل ان نقوم بها بهذه العبادة؟
وهل نقوم بها يوميا أو أسبوعيا او شهريا؟
وما هو أثرها في تزكية النفس؟
وهل أعطى المسلمون لهذه العبادة حيزاً كافيا في كتب الفقه حسب رأيك أم أنهم قد قصروا؟
وهل اشتهرت أحاديث عن عبادة التفكر ؟
وهل اشتهر انبياء وصحابة وأولياء بهذه العبادة.
وهل ما يذهب إليه الدكتور محمد راتب النابلسي حفظه الله تعالى يغطي هذا الجانب؟
بسم الله الرحمان الرحيم -
الحمد لله
والصلاة والسلام على الحبيب وآله
أشكرك أخي المقدسي على هذا السؤال الذي يحمل في طيّاته عدّة أجوبة.
ولمّا إستفتحت بآية التفكّر سؤالك أردت أن أجيبك بحسب ما ظهر لي فيها والله أعلم.
أقول :
يقول إبن عطاء الله الإسكندري رضي الله عنه في حكمه الخالدة : " ما نفع القلب شيء مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة " .
فقدّم هنا العزلة على الفكرة لإنّ التفكّر من نتاج العزلة وهذا ما نجده بالضبط في الآية فقد قدّم الله تعالى ذكر عباده الذاكرين : ( يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ) على ذكر التفكّر : ( ويتفكّرون في خلق السماوات والأرض ) فكان التفكّر نتيجة الذكر وبه حصل فيعدّ من ثمرات الذكر.
والذكر كما تعلم هو عزل القلب عن سوى المذكور ليدخل بحر الأنوار وهنالك تتحرّر الأفكار من قيود الحسّ وتتجوّل في ميادين الغيوب والأسرار.
والدليل على ذلك في نفس الآية وذلك في قولهم بعد تفكّرهم : ( سبحانك ما خلقت هذا باطلا ) أي وصلوا إلى معرفة عين حقيقة تلك المخلوقات وهذا يجانسه من الآيات قول الله تعالى في حقّ سيّنا إبراهيم :
( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).
فدلّ على مقام الإيقان وهو مقام الأنوار كما تعلم.
ثمّ هناك أمر آخر وهو " التدبّر " وليس هو بمعنى التفكّر فالتفكّر للقلوب والتدبّر للعقول وفي هذا المجال مبحث العلوم الكونية في القرآن أما التفكّر فهو مبحث الأسرار الإلهية في الأكوان أي علم الحقيقة ومناط الحكمة في الأحكام الظاهرة والباطنة.
ولذا ورد في الخبر " تفكّر ساعة خير من عبادة سنة " وجولان الفكرة في عوالم الله تعالى أوّل ما يعطيه شهود عظمة الله يقينا ( قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون ) أي في مقام اليقين العيني لذا أوّل ما قالوه بعد تنوّرهم بالأذكار ( سبحانك ) وهو تنزيه أفعال الله وحكمته وصفاته التي ترجع في حكمهما إلى عين كمال ذاته أن تكون معلولة أو ناقصة بل هو عين الكمال في كلّ شيء لذا قال في آية أخرى ( ما خلقناهما إلا بالحقّ ) فقوله ( إلا بالحقّ ) يعطينا مفهوما متقدّما في البحث عن تلك الحقيقة شهودا وعيانا.
هذا بإختصار شديد البعض ممّا تعطيه أذواق ومفاهيم تلك الآية وإلا فالمعنى أعمق وأرقى وأشمل.
والله تعالى أعلم وأحكم