إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

شرح الحكمة الخامسة " اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك "

بسم الله الرحمان الرحيم 

والصلاة والسلام على سيّد الكائنات وآله وصحبه

وبعد :

هذا شرح الحكمة الخامسة من حكم حكيم السادة الصوفية رضي الله عنهم سيدي العالم الفاضل والعارف الواصل ابن عطاء الله السكندري رضي الله تعالى عنه وقدس سره التي يقول فيها :

)  
اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك)

أقول وعلى الله القبول :

-
ما ضمنه لك وصف ربوبيته لا ينفكّ عنك , فاجتهادك في طلبه اتهام له منك.

-
اجتهادك فيما ضمنه لك يوكلك الى نسبة الفعل اليك , ( قال انّما أوتيته على علم عندي ) وهو لا يرى غيره فاعلا .

-
فتح لك باب التوكّل عليه في حكمة الأسباب , لئلا تتواكل .

-
الرزق متى شهدت فيه اجتهادك كساه بجلال النقمة , فلم تسر فيه بركته عليك , ومتى شهدت فضله عظمت النعمة لديك .

-
ما ضمنه لك جعله سببا في قيام بشريتك في هذه الدار , وما طلبه منك ادّخره لك نعيما في دار القرار .

-
مراده منك استشعار ما ضمنه لك كأنّه حاضر بين يديك , وانّما حجبك عنه كي لا تسكن اليه .

-
لا يقلّ اجتهادك فيما ضمنه لك الا بانقداح نور بصيرتك , واستقرار يقين سريرتك , لذا أشار لك بقوله ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) فدلّك على السماء محلّ البصيرة واليقين .

-
انّما أشار لك الى السماء مكان العلو لينبّهك بأن اجتهادك فيما ضمنه لك لا قدرة لك عليه , ولا حيلة منك في الوصول اليه , فتحا لباب التوكّل عليه.

-
انّما أشار لك الى السماء تعريفا لك بأوصافه لديك , ودلّك بوعده على مجيء أرزاقه اليك .

-
انّما أشار لك الى وجوده في السماء لعلمه بكثافة حسّك بما تشهده من الرزق الكثيف , فدلّك على معانيه , كي لا تسكن الى وهم مبانيه , فتنطمس منك البصيرة .

-
علم تشوّف نفسك الى تحصيل ما ضمن له فنبّهك على وجوده في السماء , دافعا بك الى بابه , وآخذا بك الى رحابه .

-
ما ضمنه لك انّما أراد أن ينبّهك على أنّه زادك في الطريق اليه , وأنّ ما طلبه منك مركوبك في القدوم عليه.

-
ما طلب منك حتى ضمن لك , كي لا يشغلك عنه شاغل , ولا يقطعك عنه قاطع ( و آتاكم من كلّ ما سألتموه ) أي في الطريق اليه .

-
البصيرة اذا انقدح نورها , وسطع شعاعها , لم تدلّك الا عليه , ومتى انطمست أوكلك الى ظلامها.

-
ما طلبه منك ليس بشاقّ عليك , قال تعالى  (  يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) فخفّف عنك في مختلف أحوالك , كي يدوم بقاؤك في حضرته , وتتواصل اليك نعمه .

-
ما أمرك الا جذبا منه اليك , وما نهاك الا ليدلّك عليه .

-
أمره حضرته , ونهيه جنّته , أمره ( أسجدوا لآدم ) ونهيه ( ولا تأكلا من هذه الشجرة ).

-
قد يرزقك الطاعة ولا يرزقك نيّة القصد اليه , متى طلبت بها الحظوظ , وقد يرزقك نيّة القصد اليه ولا يوصلك الى حالة الفناء فيه والبقاء به , متى وقفت مع أغياره في تجلّيات أنواره .

-
ما طلبه منك انّما طلبه ليحققك بأوصافك لئلا تكون بها جاهلا , فتكون لغيره أجهل.

-
أراد بما طلبه منك القيام بحقّ الشكر فيما ضمنه لك ليمنحك منه المزيد ( ولئن شكرتم لأزيدنّكم  ).

-
ما ضمنه لك ليس له حدّ ولا غاية ينتهي اليها , اذ أن ضمانه لك من آثار أوصافه , وهذا غاية تكريمك , ونهاية تنعيمك.

-
اجتهادك فيما طلبه منك هو عين اجتهادك فيما ضمنه لك متى انفتحت عين بصيرتك , واستنارت مشكاة سريرتك .


اجتهاد في الرزق ضمن *** همّ قلب مع حزن
مجيء الرزق يا فطن *** بلا اجتهاد فيما ضمن
الرزق قسمة بها جرى ***قدره بتوكّل ورجاء
اجتهادك فيما طلب *** سلوك عبد بالأدب
اقباله يا من طلب *** سرّ ذاته فذا العجب
لو بصيرة من رأت *** وسبق همّة بك علت

والسلام

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È