بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيّد الكائنات وآله وصحبه
وبعد :
هذا شرح الحكمة
الخامسة من حكم حكيم السادة الصوفية رضي الله عنهم سيدي العالم الفاضل والعارف
الواصل ابن عطاء الله السكندري رضي الله تعالى عنه وقدس سره التي يقول فيها :
) اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك)
أقول وعلى الله القبول :
- ما ضمنه لك وصف ربوبيته لا ينفكّ عنك , فاجتهادك في طلبه اتهام له منك.
- اجتهادك فيما ضمنه لك يوكلك الى نسبة الفعل اليك , ( قال انّما أوتيته على علم عندي ) وهو لا يرى غيره فاعلا .
- فتح لك باب التوكّل عليه في حكمة الأسباب , لئلا تتواكل .
- الرزق متى شهدت فيه اجتهادك كساه بجلال النقمة , فلم تسر فيه بركته عليك , ومتى شهدت فضله عظمت النعمة لديك .
- ما ضمنه لك جعله سببا في قيام بشريتك في هذه الدار , وما طلبه منك ادّخره لك نعيما في دار القرار .
- مراده منك استشعار ما ضمنه لك كأنّه حاضر بين يديك , وانّما حجبك عنه كي لا تسكن اليه .
- لا يقلّ اجتهادك فيما ضمنه لك الا بانقداح نور بصيرتك , واستقرار يقين سريرتك , لذا أشار لك بقوله ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) فدلّك على السماء محلّ البصيرة واليقين .
- انّما أشار لك الى السماء مكان العلو لينبّهك بأن اجتهادك فيما ضمنه لك لا قدرة لك عليه , ولا حيلة منك في الوصول اليه , فتحا لباب التوكّل عليه.
- انّما أشار لك الى السماء تعريفا لك بأوصافه لديك , ودلّك بوعده على مجيء أرزاقه اليك .
- انّما أشار لك الى وجوده في السماء لعلمه بكثافة حسّك بما تشهده من الرزق الكثيف , فدلّك على معانيه , كي لا تسكن الى وهم مبانيه , فتنطمس منك البصيرة .
- علم تشوّف نفسك الى تحصيل ما ضمن له فنبّهك على وجوده في السماء , دافعا بك الى بابه , وآخذا بك الى رحابه .
- ما ضمنه لك انّما أراد أن ينبّهك على أنّه زادك في الطريق اليه , وأنّ ما طلبه منك مركوبك في القدوم عليه.
- ما طلب منك حتى ضمن لك , كي لا يشغلك عنه شاغل , ولا يقطعك عنه قاطع ( و آتاكم من كلّ ما سألتموه ) أي في الطريق اليه .
- البصيرة اذا انقدح نورها , وسطع شعاعها , لم تدلّك الا عليه , ومتى انطمست أوكلك الى ظلامها.
- ما طلبه منك ليس بشاقّ عليك , قال تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) فخفّف عنك في مختلف أحوالك , كي يدوم بقاؤك في حضرته , وتتواصل اليك نعمه .
- ما أمرك الا جذبا منه اليك , وما نهاك الا ليدلّك عليه .
- أمره حضرته , ونهيه جنّته , أمره ( أسجدوا لآدم ) ونهيه ( ولا تأكلا من هذه الشجرة ).
- قد يرزقك الطاعة ولا يرزقك نيّة القصد اليه , متى طلبت بها الحظوظ , وقد يرزقك نيّة القصد اليه ولا يوصلك الى حالة الفناء فيه والبقاء به , متى وقفت مع أغياره في تجلّيات أنواره .
- ما طلبه منك انّما طلبه ليحققك بأوصافك لئلا تكون بها جاهلا , فتكون لغيره أجهل.
- أراد بما طلبه منك القيام بحقّ الشكر فيما ضمنه لك ليمنحك منه المزيد ( ولئن شكرتم لأزيدنّكم ).
- ما ضمنه لك ليس له حدّ ولا غاية ينتهي اليها , اذ أن ضمانه لك من آثار أوصافه , وهذا غاية تكريمك , ونهاية تنعيمك.
- اجتهادك فيما طلبه منك هو عين اجتهادك فيما ضمنه لك متى انفتحت عين بصيرتك , واستنارت مشكاة سريرتك .
اجتهاد في الرزق ضمن *** همّ قلب مع حزن
مجيء الرزق يا فطن *** بلا اجتهاد فيما ضمن
الرزق قسمة بها جرى ***قدره بتوكّل ورجاء
اجتهادك فيما طلب *** سلوك عبد بالأدب
اقباله يا من طلب *** سرّ ذاته فذا العجب
لو بصيرة من رأت *** وسبق همّة بك علت
والسلام
) اجتهادك فيما ضمن لك وتقصيرك فيما طلب منك دليل على انطماس البصيرة منك)
أقول وعلى الله القبول :
- ما ضمنه لك وصف ربوبيته لا ينفكّ عنك , فاجتهادك في طلبه اتهام له منك.
- اجتهادك فيما ضمنه لك يوكلك الى نسبة الفعل اليك , ( قال انّما أوتيته على علم عندي ) وهو لا يرى غيره فاعلا .
- فتح لك باب التوكّل عليه في حكمة الأسباب , لئلا تتواكل .
- الرزق متى شهدت فيه اجتهادك كساه بجلال النقمة , فلم تسر فيه بركته عليك , ومتى شهدت فضله عظمت النعمة لديك .
- ما ضمنه لك جعله سببا في قيام بشريتك في هذه الدار , وما طلبه منك ادّخره لك نعيما في دار القرار .
- مراده منك استشعار ما ضمنه لك كأنّه حاضر بين يديك , وانّما حجبك عنه كي لا تسكن اليه .
- لا يقلّ اجتهادك فيما ضمنه لك الا بانقداح نور بصيرتك , واستقرار يقين سريرتك , لذا أشار لك بقوله ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) فدلّك على السماء محلّ البصيرة واليقين .
- انّما أشار لك الى السماء مكان العلو لينبّهك بأن اجتهادك فيما ضمنه لك لا قدرة لك عليه , ولا حيلة منك في الوصول اليه , فتحا لباب التوكّل عليه.
- انّما أشار لك الى السماء تعريفا لك بأوصافه لديك , ودلّك بوعده على مجيء أرزاقه اليك .
- انّما أشار لك الى وجوده في السماء لعلمه بكثافة حسّك بما تشهده من الرزق الكثيف , فدلّك على معانيه , كي لا تسكن الى وهم مبانيه , فتنطمس منك البصيرة .
- علم تشوّف نفسك الى تحصيل ما ضمن له فنبّهك على وجوده في السماء , دافعا بك الى بابه , وآخذا بك الى رحابه .
- ما ضمنه لك انّما أراد أن ينبّهك على أنّه زادك في الطريق اليه , وأنّ ما طلبه منك مركوبك في القدوم عليه.
- ما طلب منك حتى ضمن لك , كي لا يشغلك عنه شاغل , ولا يقطعك عنه قاطع ( و آتاكم من كلّ ما سألتموه ) أي في الطريق اليه .
- البصيرة اذا انقدح نورها , وسطع شعاعها , لم تدلّك الا عليه , ومتى انطمست أوكلك الى ظلامها.
- ما طلبه منك ليس بشاقّ عليك , قال تعالى ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) فخفّف عنك في مختلف أحوالك , كي يدوم بقاؤك في حضرته , وتتواصل اليك نعمه .
- ما أمرك الا جذبا منه اليك , وما نهاك الا ليدلّك عليه .
- أمره حضرته , ونهيه جنّته , أمره ( أسجدوا لآدم ) ونهيه ( ولا تأكلا من هذه الشجرة ).
- قد يرزقك الطاعة ولا يرزقك نيّة القصد اليه , متى طلبت بها الحظوظ , وقد يرزقك نيّة القصد اليه ولا يوصلك الى حالة الفناء فيه والبقاء به , متى وقفت مع أغياره في تجلّيات أنواره .
- ما طلبه منك انّما طلبه ليحققك بأوصافك لئلا تكون بها جاهلا , فتكون لغيره أجهل.
- أراد بما طلبه منك القيام بحقّ الشكر فيما ضمنه لك ليمنحك منه المزيد ( ولئن شكرتم لأزيدنّكم ).
- ما ضمنه لك ليس له حدّ ولا غاية ينتهي اليها , اذ أن ضمانه لك من آثار أوصافه , وهذا غاية تكريمك , ونهاية تنعيمك.
- اجتهادك فيما طلبه منك هو عين اجتهادك فيما ضمنه لك متى انفتحت عين بصيرتك , واستنارت مشكاة سريرتك .
اجتهاد في الرزق ضمن *** همّ قلب مع حزن
مجيء الرزق يا فطن *** بلا اجتهاد فيما ضمن
الرزق قسمة بها جرى ***قدره بتوكّل ورجاء
اجتهادك فيما طلب *** سلوك عبد بالأدب
اقباله يا من طلب *** سرّ ذاته فذا العجب
لو بصيرة من رأت *** وسبق همّة بك علت
والسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق