بسم الله الرحمان الرحيم وبه أستعين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم وآله وصحبه وتابعيه
وبعد :
فهذا محاولة شرح
الحكمة السادسة من حكم حكيم السادة الصوفية ونقيب عبارة الفرقة الربّانيّة العارف
الفحل العالم الواصل والسالك الكامل سيدي ابن عطاء الله الاسكندري رضي الله عنه
وأرضاه وجعل جنّة الشهود في الفردوس مستقرّه ومأواه التي يقول في مبناها بمدد
معناها :
( لا يكن تأخّر أمد العطاء مع الالحاح في الدعاء موجبا ليأسك , فهو قد ضمن لك الاجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك , وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد (
فأقول وعلى الله تعالى التيسير والتبصير والقبول :
- يكفيك من الدعاء استجابة أن أرجعك به الى وصف عبوديتك , وأوقفك به عند حدود هويّتك.
- الهامه لك بأن أوقفك بين يديه في دعائك قبول لك منه , وما طالبه أنت منه يستجاب بقدر اخلاصك واقبالك عليه .
- دعاؤك له توجّه منك اليه , وما أنت طالبه منه توجّه نفسك اليه , فما أخّر عنك ما حرصت عليه , الا ليدوم ذلّك وفقرك بين يديه .
- ما أعطاك الا ليدوم اقبالك عليه , وما منعك الا لتتوجّه اليه , فهو في كلّ ذلك متعرّف اليك , ومقبل بوجهه عليك .
- لا يستبطىء العطاء الا من فقد مدد الاجابة , فلو سرى فيك مددها, لرفعت عن القلب ستوره, ولعاينت هيكل نوره .
- متى دعوت ولم ترد بالدعاء وجهه الكريم , فقد يعطيك في الوقت ومراده اخراجك من نعيم حضرته , الى بلاء فتنته .
- الدعاء متى استجيب حلّت بالقلب دلائله , واتّصلت حبائله.
- انّما فتح لك باب الاجابة في الدعاء ليشهدك بالعطاء عظيم فضله عليك , ليكثر رجاؤك فيه .
- دعاؤك له من حيث القصد منك الى حضرة ذاته , واجابته لك توّجها بتاج حكم تصرّف أسمائه وصفاته , فما أجابك الا في الوقت من حيث كرم ذاته , وما أعطاك الا في جمال أنوار أسمائه وصفاته .
- علم شدّة اضطرارك في مختلف أحوالك ونوازل أطوارك فعددّ لك أسماءه وصفاته للتوجّه بها اليه , ليكفيك ما أهمّك , ويكشف عنك ما أغمّك " ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها "
- العارف لا يزيده دعاؤه الا اضطرارا , ولا عطاؤه الا ذلاّ بين يديه وانكسارا .
- العارف كلّما أعطي زاده فقره اليه افتقارا , وكلّما منع تنعّم في المنع ذلاّ وانكسارا .
- قد يعطيك ليمنعك متى أردت بدعائك الحظوظ , وقد يمنعك ليعطيك متى غيّبك عنك في مقام الشهود ( وسنجزي الشاكرين(.
- ما أمرك بالدعاء لمجرّد نوال العطاء منه في اضطرارك , فما قد أعطاه لك سابق لوجودك , وانما أخّره عنك لتأخّر اقبالك عليه ( و آتاكم من كلّ ما سألتموه ) أي قبل السؤال .
- حقيقة الدعاء ما غيّبك عنك في وجود ذاته , وحقيقة العطاء بما نلته من بقاء في صورة أسمائه وصفاته .
- متى يستبطأ العطاء من جوّاد كريم , ومتى يدبّ اليأس مع وجود العليم الرحيم ( وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها (
- لا تستبطىء الا عدم اقبالك عليه , ولا تيأس الا مقدرة نفسك بين يديه .
- متى كان تأخر أمد العطاء سببا في يأسك فلعدم اقباله بوجهه عليك , وعدم اعتراف منك بنعمته التي بين يديك .
- انّما كان الدعاء روح العبادة فلأنه لا يدلّك الا عليه , ولا يقذف بقلبك الا ذليلا بين يديه ( دعوا الله مخلصين له الدين فلمّا نجّاهم ) قال هذا في الكافرين , لما غار سرّ الاخلاص , بوارد مدد الخلاص ( وكذلك ننجّي المؤمنين (
- لو فهمت عنه لكان فرحك وسرورك بتأخّر أمد العطاء أقرب اليك من فرحك بذات العطاء , لما في تأخر أمد عطائه من اقباله عليك , وتدفّق حنانه ومحابه اليك .
دعاء العبد بالأسحار *** نسيم الحضرة يا أخيار
عيّن لك وقت الدعاء *** أزمان لطف كالأزهار
فيها الدعاء بالايجاب *** مريد الذات لا أغيار
قال صدقا في الكتاب *** أجيب داعي لا يختار
أختار حسنا في الأزل *** مشكاة نوري المختار
اختيارك تابع هواك *** صفات جهل بلا أنوار
استعجالك لؤم لديك *** كرمي جارف كالتيّار
مرادي منك الانتساب *** لأهل فضلي الأطهار
دعاء صدق بالأسرار *** شمس عطايا كالنّهار
( لا يكن تأخّر أمد العطاء مع الالحاح في الدعاء موجبا ليأسك , فهو قد ضمن لك الاجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك , وفي الوقت الذي يريد لا في الوقت الذي تريد (
فأقول وعلى الله تعالى التيسير والتبصير والقبول :
- يكفيك من الدعاء استجابة أن أرجعك به الى وصف عبوديتك , وأوقفك به عند حدود هويّتك.
- الهامه لك بأن أوقفك بين يديه في دعائك قبول لك منه , وما طالبه أنت منه يستجاب بقدر اخلاصك واقبالك عليه .
- دعاؤك له توجّه منك اليه , وما أنت طالبه منه توجّه نفسك اليه , فما أخّر عنك ما حرصت عليه , الا ليدوم ذلّك وفقرك بين يديه .
- ما أعطاك الا ليدوم اقبالك عليه , وما منعك الا لتتوجّه اليه , فهو في كلّ ذلك متعرّف اليك , ومقبل بوجهه عليك .
- لا يستبطىء العطاء الا من فقد مدد الاجابة , فلو سرى فيك مددها, لرفعت عن القلب ستوره, ولعاينت هيكل نوره .
- متى دعوت ولم ترد بالدعاء وجهه الكريم , فقد يعطيك في الوقت ومراده اخراجك من نعيم حضرته , الى بلاء فتنته .
- الدعاء متى استجيب حلّت بالقلب دلائله , واتّصلت حبائله.
- انّما فتح لك باب الاجابة في الدعاء ليشهدك بالعطاء عظيم فضله عليك , ليكثر رجاؤك فيه .
- دعاؤك له من حيث القصد منك الى حضرة ذاته , واجابته لك توّجها بتاج حكم تصرّف أسمائه وصفاته , فما أجابك الا في الوقت من حيث كرم ذاته , وما أعطاك الا في جمال أنوار أسمائه وصفاته .
- علم شدّة اضطرارك في مختلف أحوالك ونوازل أطوارك فعددّ لك أسماءه وصفاته للتوجّه بها اليه , ليكفيك ما أهمّك , ويكشف عنك ما أغمّك " ولله الأسماء الحسنى فأدعوه بها "
- العارف لا يزيده دعاؤه الا اضطرارا , ولا عطاؤه الا ذلاّ بين يديه وانكسارا .
- العارف كلّما أعطي زاده فقره اليه افتقارا , وكلّما منع تنعّم في المنع ذلاّ وانكسارا .
- قد يعطيك ليمنعك متى أردت بدعائك الحظوظ , وقد يمنعك ليعطيك متى غيّبك عنك في مقام الشهود ( وسنجزي الشاكرين(.
- ما أمرك بالدعاء لمجرّد نوال العطاء منه في اضطرارك , فما قد أعطاه لك سابق لوجودك , وانما أخّره عنك لتأخّر اقبالك عليه ( و آتاكم من كلّ ما سألتموه ) أي قبل السؤال .
- حقيقة الدعاء ما غيّبك عنك في وجود ذاته , وحقيقة العطاء بما نلته من بقاء في صورة أسمائه وصفاته .
- متى يستبطأ العطاء من جوّاد كريم , ومتى يدبّ اليأس مع وجود العليم الرحيم ( وان تعدّوا نعمة الله لا تحصوها (
- لا تستبطىء الا عدم اقبالك عليه , ولا تيأس الا مقدرة نفسك بين يديه .
- متى كان تأخر أمد العطاء سببا في يأسك فلعدم اقباله بوجهه عليك , وعدم اعتراف منك بنعمته التي بين يديك .
- انّما كان الدعاء روح العبادة فلأنه لا يدلّك الا عليه , ولا يقذف بقلبك الا ذليلا بين يديه ( دعوا الله مخلصين له الدين فلمّا نجّاهم ) قال هذا في الكافرين , لما غار سرّ الاخلاص , بوارد مدد الخلاص ( وكذلك ننجّي المؤمنين (
- لو فهمت عنه لكان فرحك وسرورك بتأخّر أمد العطاء أقرب اليك من فرحك بذات العطاء , لما في تأخر أمد عطائه من اقباله عليك , وتدفّق حنانه ومحابه اليك .
دعاء العبد بالأسحار *** نسيم الحضرة يا أخيار
عيّن لك وقت الدعاء *** أزمان لطف كالأزهار
فيها الدعاء بالايجاب *** مريد الذات لا أغيار
قال صدقا في الكتاب *** أجيب داعي لا يختار
أختار حسنا في الأزل *** مشكاة نوري المختار
اختيارك تابع هواك *** صفات جهل بلا أنوار
استعجالك لؤم لديك *** كرمي جارف كالتيّار
مرادي منك الانتساب *** لأهل فضلي الأطهار
دعاء صدق بالأسرار *** شمس عطايا كالنّهار
0 التعليقات:
إرسال تعليق