إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

شرح الحكمة التاسعة : " تنوّعت أجناس الأعمال بتنوّع واردات الأحوال "

بسم الله الرحمان الرحيم
 
الحمد لله العليم الحكيم  و الصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه

أمّا بعد :

فهذه المحاولة التاسعة في شرح الحكمة التاسعة من حكم مولانا الصوفي الكامل والعارف الشامل سيدي ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه والتي يقول في متنها :

( تنوّعت أجناس الأعمال بتنوّع واردات الأحوال )                          

فأقول وعلى الله السداد في المنقول والمعقول :

-
أجناس الأعمال عناوين واردات الأحوال .

-
من علامات ورود جاذبات الأحوال ما تشهده من أجناس الأعمال .

-
متى كانت واردات الأحوال من تجلّيات صفات جلاله وافقتها أجناس الأعمال بصرف وصف العبودية , ومتى كانت من تجلّيات صفات جماله أظهرتها ببشائر لوائح الخصوصيّة .

-
متى أورد على قلبك تنوّعات واردات الأحوال , فلإقباله بتجلّياته عليك , ومتى وافقتها أعمالك فليرفع عنك مشقّتها ليدوم اقبالك عليه .

-
قلّب منك القلب بما أورده عليك من متقلّبات الأحوال , ونوّع لك أجناس الأعمال وفق مراداته فيها .

-
الأعمال أسيرة الأحوال وإليها يرجع حكمها , فكلّما تنوّعت واردات الأحوال , تلوّنت بمعناها أجناس الأعمال .

-
الأحوال متى جذبت أعمالك إليها رفعت عنك مشقّتها , فصارت أحوالك أنوارا , وزادت أعمالك في القرب منه حرصا وإصرارا .

-
متى حلّت بقلبك واردات الأحوال صدرت منك الأعمال إضطرارية , فجمعك بما أورده عليك من الاحوال عليه , وأوقفك بما إضطررت إليه من الأعمال بين يديه .

-
واردات الأحوال رسل صفاته اليك , فرحلت بعد أن ألقت كتاب محاب ذاته بين يديك .

-
واردات الأحوال نزول معاني قرآنه عليك , وأجناس الأعمال قيامك بأحكام بيانه بين يديك , فكلّما نزل المعنى أظهره البيان ( فإذا قرأناه فأتّبع قرآنه ثمّ إنّ علينا بيانه )

-
إنّما يقدم الحال ويرحل كي لا تسكن إليه , إذ أنّ في رحيله خير شاهد على أنّه مرسوله إليك , وأنّه دليلك بما ألقاه في قلبك من المعنى عليه .

-
متى علم أنّك لا تسكن إليه , أقامه إليك حبلا موصولا , وصراطا مشهودا .

-
أجناس الأعمال مفاتيح أبواب واردات الأحوال .

-
نوّع لك الأحوال ليشهدك كثرة دوام إقباله عليك , وبها نوّع لك أجناس الأعمال لعلمه بأنه لا صبر لك عليه .

-
إنّما نوّع لك واردات الأحوال ليجذبك في جميع تجلّياته عليك , ونوّع لك الأعمال ليدوم تأدّبك في بقائه بين يديه .

-
الحال لا يأتي إلا زائرا والعمل مقيم الضيافة .

-
متى كنت صادقا في أحوالك لم تدلّك أعمالك إلا عليه , ومتى كنت فيها كاذبا لم تدلّك إلا على نفسك .

-
إنّما تصرّفت فيك الأحوال ليشعرك بضعف هويّتك , ويردّك الى معرفة حدود حقيقتك , فتقف على بساط عبوديتك , غير متجاوز أقداره في خصوصيّتك , فلا تنسب تصرّفا إلا إليه , ولا ترجع إلا عبدا كاملا بين يديه

-
إنّما تصرّف العارف في الأحوال , لتحقّقه بأوصاف الكمال , فإرتضاه داعيا على بصيرة إليه , ودالاّ بجميع أحواله وأعماله عليه .



ديننا دين حال يا فتى ***** في أفعال وأقوال ودعاء

بحال زاد روح في علا**** اضطرار قصد قلب برجاء

الحال فيض وجد سما**** بأعمال سلوى جسم لا عناء

أعمالنا نجم قطب سرى*** أحوالها معراج برق لفناء

ليس علم بحال متى دنا *** كالعلم بالعمل لمن يرى

تنوّع حال مراتب نعيم**** قوم ولقوم أمسى شقاء

بحال جرى نظام ورى**** جمال وجلال كلّ سرى

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È