إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

السبت، 26 أكتوبر 2013

الفتح في الفهم عن الله وذوق المعاني

بسم الله الرحمن الرحيم

بذكرك للفتح والحديث عنه وخاصّة الفتح في الفهم عن الله وذوق المعاني ..أحببت أن أشارك معك في ذلك لقوله تعالى (وتواصا بالحقّ) أي بالحقيقة.

فنعم الوصية بالحقّ والحقيقة ( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ).

لأن الوصية بالحقّ لا بدّ أن تدمغ الباطل لأنّ الباطل كان زهوقا , فلا بد من أن يتراجع رغم أنه له صولة كصولة الحقّ ,لكنّه لا يدوم وسرعان ما يزول , لذا ختم الآية بعد ذكر الوصية بالحقّ بقوله تعالى ( وتواصوا بالصبر ) لأنّ من خصائص الحقيقة الصبر لها وعليها ,والصبر نصف الإيمان لذا قال الخضر لموسى عليهما السلام ( إنّك لن تستطيع معي صبرا ) فقال له ( ستجدني إن شاء الله صابرا ) فانظر الحديث عن الصبر في أي مقام لذا قال تعالى ( وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر ) فما طلب الخضر من موسى فهما ولا ذكاءا ولا علما بل فقط طلب منه الصبر لذاك قيل : الصبر مفتاح الفرج , فانظر قولهم ( مفتاح ) ولذا قال ( وبشّر الصابرين ) والصبر على الحقيقة هو من أعالي مراتب الصبر ( وما صبرك إلا بالله ) لذا ورد في الأسماء الحسنى ( الصبور ) ووالله لو يشرح الشارح معاني الصبر لما كفته مجلّدات.

أقول : الفتح على ثلاثة مراتب :
فتح في الفقه الإسلامي , وفتح في الفقه الإيماني , وفتح في الفقه الإحساني.
 
بالنسبة للفتح في الفقه الإسلامي جزاؤه من الله الأجور , والفتح في الفقه الإيماني جزاؤه من الله واردات النور , والفتح في الفقه الإحساني جزاؤه من الله النظرة والسرور.

والفتوحات كثيرة منها : الفتح العلمي والفتح الذوقي والفتح الكشفي والفتح في المشاهدة, والفهم هو المصاحب لكلّ هذه الفتوحات.

والعبرة كلّ العبرة بصفاء القلب وشفافية الروح.

أمّا أحوال أهل الله تعالى فليست على نسق واحد ولا على شكل واحد فهي لا تدخل تحت الحكم ولا العدد ولا الميزان ولا التقييد ولا المقاييس أبدا.
 
بل هي فوق طور العقل , فالعقل متى رجح يكون قابلا لها ولا يكون أبدا متصرّفا فيها.
 
أمّا أكابر أهل الله تعالى من كمّل العارفين والأقطاب , فلا يعلم أحدا خبرهم إلا مولاهم , قال سيدي محي الدين رضي الله عنه ( لقد تركنا البحار الزاخرات وراءنا فمن أين يدري الناس توجّهنا ).

لذا قلت :

أنشدني يا قلبي في تيه أبحر الصفاء أنشودة محابي , وعلى تلك الطلال أطربني يا حادي العيس ترانيم خلود إنجذابي وغيابي , ومتّعني هناك على الكثيب بسحرالجمال , وعلى شفاهي أنعمني حنانيك بكأس روح الوصال , دقّ يا قلبي دقّ نغمات ناقوس نبضات الحبّ لتحييني , وتجري دماء عشقك الحلال فتسقيني منها وترويني , وقل : قال قاضي الصبابة بعد أن أضحيت في نارها تتكوّى , لا بدّ يا فتى في هذا الهزيج أن تتلوى , أشرق يا فؤادي من مشارق آفاق أنوارك , ولا تغرب إلا في عين مغارب أسرارك , وأنثر على زبرجد الوجود , من أنفاس الشهود , ورود الحبّ بعطر رشح صبابتك , وشذى تغريد شبّابتك , وتمايل ثملا , طربا وعشقا , وأهمس في مسامع الأكوان بنداء الأرواح , وترانيم موسيقى النواح : أيها السادة الملاح , في جنان الفلاح , من سرّكم المقدّس المصون أستلهم محاسن الإلهام , ومن غيب غيبتي فيكم أترجم عنكم معاني الهيام , وفيكم وبكم ومنكم أستسقي كيسان المدام .

هنا أيها الصفي بستان رياض السامرين فقف بأطراف أقدام , هنا رونق ورود عذارى المحبّين فأرتشف غواني المدام , هنا صرف فيحاء أعراف الطيب , باكية عشقا من طيب الحبيب , مبتسم ثغر المسك بعنبر الخلّ القريب , هنا تقام أعراس هذا الهرجان , وتتجلّى عرائس هذا المشهد الفتّان

فإنّ عوالم الرقّة نسيمها ورد , وطيف خيالها ودّ , حسن وصالها جمال , وبريق عينيها قبس كمال , موسيقاها شدو وحدو على أطلال العشّاق , تغريدها فنّ عذب مرسوم بماء محابر الأحداق , هناك حبيبي غنّى البلبل الأزرق على الرمال , أنشودة الخلود , وأصدرت مطوّقة الزمان تقاطيع أفراح الوجود , فأضحى قلب المتيّم يتسلّى سلالة المحاب , ويستند في غرامه إلى جذع غواني الرضاب , هنا قال القلم : سأكتب هذا الحفل بصرف مداد ألوان الحبّ , فيدخل مجد تاريخ الصبّ , فتنتقش معانيه على خدود حمر الزهر , وتوضع في حسان درر المرمر , هناك حيث الضياء , يخجل الظلام في سباته , يئنّ قلبه البعيد أنين الجريح , المخدوش في عدم إحساسه 
علي الصوفي

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È