بسم الله الرحمان الرحيم
السؤال العاشر :
قلت سيدي فيما سبق (طريق الأحوال والمقامات لا يمكن السير فيه إلا بدليل إمّا أن يكون هذا الدليل شيخا عارفا مرشدا وأمّا يكون شيطانا مريدا ) والسؤال هو :
ما المخاطر االمحتملة لشخص سلك بغير مرشد ودليل ؟
هذا سؤال جدير بكلّ إهتمام
فالجواب والله أعلم :
السير في طريق الله مثاله تماما في عالم الحسّ كالسير في السفر من موطن إلى موطن ومن بلاد إلى بلاد فإنّ المرء متى جهل طريقه تاه في الصحراء وربّما خرج عليه قطّاع الطرق أو الحيوانات المفترسة والسّامّة فسلب ماله وهدّدت حياته وهذا معروف بالحسّ ومشاهد بالعين ولا ينكره أحد.
فإذا كان الأمر هكذا في هذا العالم وهو عالم الأرض فما بالك بعالم السماء ( وأنّ إلى ربّك المنتهى ) فهو طريق أخطر وأعسر وأشدّ فتحتّم وجود الدليل وهذا الدليل لا بدّ أن يكون من جنس هذا العالم وكذلك فكلّ دليل لا بدّ أن يكون من جنس عالمه وقد إتّخذ صلى الله عليه وسلّم جبريل دليلا في معراجه في السماء وإتّخذ ذلك الإعرابي دليله في الهجرة من مكّة إلى المدينة في الأرض وقد قيل الرفيق قبل الطريق والزاد قبل السفر والتخلية قبل التحلية والفناء قبل البقاء والسكر قبل الصحو ..إلى غير ذلك من الأمور المعقوله ( قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون ).
قلت :
المخاطر التي تعترض السائر أو تقول المريد السالك من غير دليل وهو الشيخ المربي كثيرة وقد أوضح منها سيدي عبد العزيز الدبّاغ جملة شافية وفسّر كيفيّة دخول الظلام على ذات الإنسان وكيف أنّ شفافيّة روحه تميل مع كلّ ريح لذا قال ( يخاف على المفتوح عليه ما دام لم تجتمع روحه مع النبي صلى الله عليه وسلّم ) فهذا حال المفتوح عليه فكيف بمن كان محجوبا فهو أولى بالعناية والرعاية وقال ( قد يتهوّد المفتوح عليه أو يتنصّر في يوم متى مرّ بروحه على الحضرات لأنّ روحه شفّافة تستغرقها وتستذجبها الحضرات ( هذا معنى كلامه بتصرّف ).
أمّا المخاطر فكثيرة :
- منها الدعوى ( أنا خير منه ).
- ومنها : الإحتجاج بالباطل في صورة الحقّ ( فبما أغويتني ) فنسب الغواية إلى الله تعالى زعما أنّه محقّق وأن الله كتب عليه الغواية في اللوح المحفوظ فشتّتته الحقائق الناقصة ففهمها فهما معكوسا وهذا علم كبير وفيه مرامي مقاييس العقول ومغاليطها وأمراض القلوب وأمراض الروح وفيه علم معرفة الأدب في حضرة الحقائق وما توجبه من فهم الحضرات و وزنها بالقسطاس المستقيم وهذا علم جليل قلّ من يدريه اليوم.
- ومنها : الوهم وهو مجال الشيطان في عالم الخيال.
- ومنها : التكبّر على الأمر فيفسخ عقود الشريعة وهذا عنوان الزندقة وكلّ من سار بغير شيخ أو سار مع شيخ ناقص مردّه إلى الزندقة لا محالة وهذا ينجم من فهم الحقيقة بالصورة الإبليسية أو تقول يرى الباطل في صورة الحقّ ويرى الحقّ في صورة الباطل.
- ومنها : إضطراب الواردات فلا يميّز صحيحها من سقيمها فيلقى إليه الباطل في صورة الحقّ فتنة وإستدراجا ومكرا ( كذب المنجّمون ولو صدقوا ) وكثير من الصوفية أصبحوا منجّمين ومشعوذين وهذا واضح وأصبحوا يبحثون عن الكنوز ويخالطون مردة الجنّ والشياطين.
- ومنها : إطالة الطريق والإستئناس بغير الله فيقف مع ما يفتح الله به عليه فيستغرقه ويستهلكه فيصبح عبدا له فيدّعي ما ليس له ( لأغوينّهم أجمعين ) فهو نسب الغواية إلى الله تعالى لمّا تعلّق الأمر بنفسه دفاعا عنها ونسب الغواية لنفسه متى تعلّق الأمر ببني الإنسان فجهل المقامات ووقع في الجهل ونطق بالحقيقة في نفس الوقت لكنّا حقيقة عليه وليست له , فبرّأ بني الإنسان من نسبة الغواية إليهم وبرّأ الله تعالى من نسبة الغواية لبني الإنسان إليه فحمل أوزار الأوّلين والآخرين فكان أوّل الكافرين وزعيم المشركين فهلك من حيث لا يدري ونطق بالكفر من حيث لا يدري فغالطته الحقائق في علم الإستدراج وهذا العلم خطير يخاف منه الأولون والآخرون.
- ومنها : أخذ الحقائق معكوسة كصورة الدجّال فهي صورة عيسى المعكوسة فافهم.
- ومنها : يخاف عليه من خطر النفس لأنّها حضرة الشيطان وهي أمّه ( فأمّه هاوية ) فلا تهوى به إلا في الظلمات ليس بخارج عنها.
- ومنها : كثرة العلل النفسية التي يغذّيها الشيطان ( إنّي لكما من الناصحين ) وهذا يقع بالوسوسة وهي قد تخفى عن أكابر الحذّاق إلا عن العارفين الكمّل فإن الشيطان يخاف منهم لأنّهم أنوار الصفات ( وجعلناها رجوما للشياطين ).
- ومنها : يقع في مخاطر طلب الأعواض وهذا ينشأ من قلّة الإخلاص شيئا فشيئا حتى يفنى الإخلاص ويظهر الرياء الخفي على سطح القلب.
- ومنها : مخاطر إعتقاد السوء في جانب الباري جلّ وعلا كمن جسّد الله تعالى أو شبّهه بخلقه أو إعتقد فيه إتّحادا أو حلولا ...إلخ وهذا ما يخاف منه الشيوخ الأكابر.
- ومنها : وخاصّة منها إعتقاد الحلول كما وقع للنصارى فإنّ الشيطان عرف كيف يدخل عليهم منها وكذلك بعض الصوفية من الذين نسبوا للمشائخ الربوبية والألوهية والقدرة على كلّ شيء وكلّ هذا باطل شريعة وحقيقة وقد حرّق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعضهم بالنار فقالوا له ( لا يعذّب بالنار إلا الله تعالى ) فما زادنا تعذيبك إلا إعتقادا فيك وفي ربوبيتك وهذا إعتقاد باطل في الإمام عليّ وقد تبرّأ شيخنا إسماعيل من بعض الفقراء في ذلك ونهرهم ووصفهم بالخروج من الملّة كما تبرّا المشائخ من قبله وقد تبرّأ عيسى من قبل في كلّ هذا وكلّ هذا من مخاطر السير من غير شريعة ولا طريقة وعدم الإعتقاد في تربية الشيخ وصحبته للأغراض والأعواض.
- ومنها : مؤازرة الشياطين لبني آدم في إخبارهم ببعض الأمور وقعت أو ستقع فيلبس الشيطان السالك من غير شيخ فتظهر عليه خوارق عادات وهي سحر شيطاني فعلها الشيطان فيتّبعه الناس وهو شيطان وقد ورد في بعض الأحاديث هذا في علامات آخر الزمان فيكون الشيطان على المنبر في صورة شيخ خطيب وهذا واقع في هذه الآونة.
- ومنها : إيحاء الشيطان بالوسوسة فيوقع الفتنة بين أهل النسبة وهذا مردّه إلى الشكّ وهو أكذب الحديث.
والمخاطر كثيرة.
وبالجملة والخلاصة فكلّ حقيقة لها صورة من الباطل فما هنالك في الكون حقيقة وإلا وكانت صورة باطلة تقابلها فيخاف على المريد من هذه الصورة الباطلة التي في ظاهرها توحي بأنها حقّ.
ومن هنا فرّق ساداتنا بين أنواع الخواطر فقالوا هناك خاطر يسمّى الخاطر الشيطاني والنفسي وحذّروا منه.
وذكروا الكشوفات وأوضحوا الفرق بين الكشف الظلماني والكشف الرباني وبين الكشف الخيالي والكشف الحقيقي.
وفرّقوا بين الحقيقة والدعوى وبين المأذون وعدمه وبين النور والظلمة.
وحذّروا من النفس ومداخلها وخاصّة بأن النفس ترتقي مع السالك في كلّ مقام فتتلوّن بلونه وتبقى لها دسائس فيه ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ) والنفس تبقى نفس ولو كالنت عارفة بالله تعالى وهذا علم جليل.
لذا نصحوا بإتّخاذ الشيخ المربي والدليل في الطريق فيكون المريد في حفظ الله تعالى ثمّ في حفظ شيخه الوارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالتسلسل والسند الباطني الحقيقي وهو المدد النوراني من حضرة القدس بلا إنقطاع ولا تحوّل ولا تبدّل.
ومن فقد الشيخ إنفرد به الشيطان لا محالة ومن إنفرد به الشيطان كان قرينه فبئس القرين.
ثمّ إن لكلّ حقيقة صورة باطلة وهي صورة في نفس الإنسان لذا كان لا بد من الفناء عنها ومن لم يفنى عن نفسه فليس له بقاء بربّه فلا يمكن أن يكون الدليل إلا وهو في مقام البقاء.
والحمد لله
والله أعلم والسلام
يتبع...
السؤال العاشر :
قلت سيدي فيما سبق (طريق الأحوال والمقامات لا يمكن السير فيه إلا بدليل إمّا أن يكون هذا الدليل شيخا عارفا مرشدا وأمّا يكون شيطانا مريدا ) والسؤال هو :
ما المخاطر االمحتملة لشخص سلك بغير مرشد ودليل ؟
هذا سؤال جدير بكلّ إهتمام
فالجواب والله أعلم :
السير في طريق الله مثاله تماما في عالم الحسّ كالسير في السفر من موطن إلى موطن ومن بلاد إلى بلاد فإنّ المرء متى جهل طريقه تاه في الصحراء وربّما خرج عليه قطّاع الطرق أو الحيوانات المفترسة والسّامّة فسلب ماله وهدّدت حياته وهذا معروف بالحسّ ومشاهد بالعين ولا ينكره أحد.
فإذا كان الأمر هكذا في هذا العالم وهو عالم الأرض فما بالك بعالم السماء ( وأنّ إلى ربّك المنتهى ) فهو طريق أخطر وأعسر وأشدّ فتحتّم وجود الدليل وهذا الدليل لا بدّ أن يكون من جنس هذا العالم وكذلك فكلّ دليل لا بدّ أن يكون من جنس عالمه وقد إتّخذ صلى الله عليه وسلّم جبريل دليلا في معراجه في السماء وإتّخذ ذلك الإعرابي دليله في الهجرة من مكّة إلى المدينة في الأرض وقد قيل الرفيق قبل الطريق والزاد قبل السفر والتخلية قبل التحلية والفناء قبل البقاء والسكر قبل الصحو ..إلى غير ذلك من الأمور المعقوله ( قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون ).
قلت :
المخاطر التي تعترض السائر أو تقول المريد السالك من غير دليل وهو الشيخ المربي كثيرة وقد أوضح منها سيدي عبد العزيز الدبّاغ جملة شافية وفسّر كيفيّة دخول الظلام على ذات الإنسان وكيف أنّ شفافيّة روحه تميل مع كلّ ريح لذا قال ( يخاف على المفتوح عليه ما دام لم تجتمع روحه مع النبي صلى الله عليه وسلّم ) فهذا حال المفتوح عليه فكيف بمن كان محجوبا فهو أولى بالعناية والرعاية وقال ( قد يتهوّد المفتوح عليه أو يتنصّر في يوم متى مرّ بروحه على الحضرات لأنّ روحه شفّافة تستغرقها وتستذجبها الحضرات ( هذا معنى كلامه بتصرّف ).
أمّا المخاطر فكثيرة :
- منها الدعوى ( أنا خير منه ).
- ومنها : الإحتجاج بالباطل في صورة الحقّ ( فبما أغويتني ) فنسب الغواية إلى الله تعالى زعما أنّه محقّق وأن الله كتب عليه الغواية في اللوح المحفوظ فشتّتته الحقائق الناقصة ففهمها فهما معكوسا وهذا علم كبير وفيه مرامي مقاييس العقول ومغاليطها وأمراض القلوب وأمراض الروح وفيه علم معرفة الأدب في حضرة الحقائق وما توجبه من فهم الحضرات و وزنها بالقسطاس المستقيم وهذا علم جليل قلّ من يدريه اليوم.
- ومنها : الوهم وهو مجال الشيطان في عالم الخيال.
- ومنها : التكبّر على الأمر فيفسخ عقود الشريعة وهذا عنوان الزندقة وكلّ من سار بغير شيخ أو سار مع شيخ ناقص مردّه إلى الزندقة لا محالة وهذا ينجم من فهم الحقيقة بالصورة الإبليسية أو تقول يرى الباطل في صورة الحقّ ويرى الحقّ في صورة الباطل.
- ومنها : إضطراب الواردات فلا يميّز صحيحها من سقيمها فيلقى إليه الباطل في صورة الحقّ فتنة وإستدراجا ومكرا ( كذب المنجّمون ولو صدقوا ) وكثير من الصوفية أصبحوا منجّمين ومشعوذين وهذا واضح وأصبحوا يبحثون عن الكنوز ويخالطون مردة الجنّ والشياطين.
- ومنها : إطالة الطريق والإستئناس بغير الله فيقف مع ما يفتح الله به عليه فيستغرقه ويستهلكه فيصبح عبدا له فيدّعي ما ليس له ( لأغوينّهم أجمعين ) فهو نسب الغواية إلى الله تعالى لمّا تعلّق الأمر بنفسه دفاعا عنها ونسب الغواية لنفسه متى تعلّق الأمر ببني الإنسان فجهل المقامات ووقع في الجهل ونطق بالحقيقة في نفس الوقت لكنّا حقيقة عليه وليست له , فبرّأ بني الإنسان من نسبة الغواية إليهم وبرّأ الله تعالى من نسبة الغواية لبني الإنسان إليه فحمل أوزار الأوّلين والآخرين فكان أوّل الكافرين وزعيم المشركين فهلك من حيث لا يدري ونطق بالكفر من حيث لا يدري فغالطته الحقائق في علم الإستدراج وهذا العلم خطير يخاف منه الأولون والآخرون.
- ومنها : أخذ الحقائق معكوسة كصورة الدجّال فهي صورة عيسى المعكوسة فافهم.
- ومنها : يخاف عليه من خطر النفس لأنّها حضرة الشيطان وهي أمّه ( فأمّه هاوية ) فلا تهوى به إلا في الظلمات ليس بخارج عنها.
- ومنها : كثرة العلل النفسية التي يغذّيها الشيطان ( إنّي لكما من الناصحين ) وهذا يقع بالوسوسة وهي قد تخفى عن أكابر الحذّاق إلا عن العارفين الكمّل فإن الشيطان يخاف منهم لأنّهم أنوار الصفات ( وجعلناها رجوما للشياطين ).
- ومنها : يقع في مخاطر طلب الأعواض وهذا ينشأ من قلّة الإخلاص شيئا فشيئا حتى يفنى الإخلاص ويظهر الرياء الخفي على سطح القلب.
- ومنها : مخاطر إعتقاد السوء في جانب الباري جلّ وعلا كمن جسّد الله تعالى أو شبّهه بخلقه أو إعتقد فيه إتّحادا أو حلولا ...إلخ وهذا ما يخاف منه الشيوخ الأكابر.
- ومنها : وخاصّة منها إعتقاد الحلول كما وقع للنصارى فإنّ الشيطان عرف كيف يدخل عليهم منها وكذلك بعض الصوفية من الذين نسبوا للمشائخ الربوبية والألوهية والقدرة على كلّ شيء وكلّ هذا باطل شريعة وحقيقة وقد حرّق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعضهم بالنار فقالوا له ( لا يعذّب بالنار إلا الله تعالى ) فما زادنا تعذيبك إلا إعتقادا فيك وفي ربوبيتك وهذا إعتقاد باطل في الإمام عليّ وقد تبرّأ شيخنا إسماعيل من بعض الفقراء في ذلك ونهرهم ووصفهم بالخروج من الملّة كما تبرّا المشائخ من قبله وقد تبرّأ عيسى من قبل في كلّ هذا وكلّ هذا من مخاطر السير من غير شريعة ولا طريقة وعدم الإعتقاد في تربية الشيخ وصحبته للأغراض والأعواض.
- ومنها : مؤازرة الشياطين لبني آدم في إخبارهم ببعض الأمور وقعت أو ستقع فيلبس الشيطان السالك من غير شيخ فتظهر عليه خوارق عادات وهي سحر شيطاني فعلها الشيطان فيتّبعه الناس وهو شيطان وقد ورد في بعض الأحاديث هذا في علامات آخر الزمان فيكون الشيطان على المنبر في صورة شيخ خطيب وهذا واقع في هذه الآونة.
- ومنها : إيحاء الشيطان بالوسوسة فيوقع الفتنة بين أهل النسبة وهذا مردّه إلى الشكّ وهو أكذب الحديث.
والمخاطر كثيرة.
وبالجملة والخلاصة فكلّ حقيقة لها صورة من الباطل فما هنالك في الكون حقيقة وإلا وكانت صورة باطلة تقابلها فيخاف على المريد من هذه الصورة الباطلة التي في ظاهرها توحي بأنها حقّ.
ومن هنا فرّق ساداتنا بين أنواع الخواطر فقالوا هناك خاطر يسمّى الخاطر الشيطاني والنفسي وحذّروا منه.
وذكروا الكشوفات وأوضحوا الفرق بين الكشف الظلماني والكشف الرباني وبين الكشف الخيالي والكشف الحقيقي.
وفرّقوا بين الحقيقة والدعوى وبين المأذون وعدمه وبين النور والظلمة.
وحذّروا من النفس ومداخلها وخاصّة بأن النفس ترتقي مع السالك في كلّ مقام فتتلوّن بلونه وتبقى لها دسائس فيه ( نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ) والنفس تبقى نفس ولو كالنت عارفة بالله تعالى وهذا علم جليل.
لذا نصحوا بإتّخاذ الشيخ المربي والدليل في الطريق فيكون المريد في حفظ الله تعالى ثمّ في حفظ شيخه الوارث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالتسلسل والسند الباطني الحقيقي وهو المدد النوراني من حضرة القدس بلا إنقطاع ولا تحوّل ولا تبدّل.
ومن فقد الشيخ إنفرد به الشيطان لا محالة ومن إنفرد به الشيطان كان قرينه فبئس القرين.
ثمّ إن لكلّ حقيقة صورة باطلة وهي صورة في نفس الإنسان لذا كان لا بد من الفناء عنها ومن لم يفنى عن نفسه فليس له بقاء بربّه فلا يمكن أن يكون الدليل إلا وهو في مقام البقاء.
والحمد لله
والله أعلم والسلام
يتبع...
0 التعليقات:
إرسال تعليق