إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأحد، 3 نوفمبر 2013

الشموس العرفانية في معرفة حضرة إسمه ( هــو ) التوحيدية 4

بسم الله الرحمان الرحيم

لأنّنا متى لم نجز الذكر بإسمه ( هــو ) عند أهل الطريقة مظنّة الوقوع في الإتحاد والحلول فهذا كلام غير مستقيم لأنّه متى صحّ الذكر بهذا الإسم لا يكون إلاّ عند شيخ عارف أجازه لمريديه أو ذكره معهم فهم تحت نظره وتحت تربيته لا يمكن أن يزيغوا لأن شيخهم كامل ...

ثمّ سيدي إنّ الأيات التي استشهدت بها تفارق موضوعنا هذا لأنّ اعتقاد النصارى في عيسى عليه السلام الألوهية أمر ليس بسبب ذكرهم لإسمه ( هــو ) بل هم اعتقدوا فيه اللأوهية لما رأوه عليه من مظاهر الروحانية كولادته من غير أب ظاهر من تمام نفخ الروح فيه وما كان يتعاطاه من اسباب المعجزات كاحيائه الموتى الذي هو من اختصاص الله تعالى فهو سبحانه المحيي المميت ورغم كونه فعل كل ذلك وأكثر منه بإذن الله تعالى إلاّ أنّهم اعتقدوا فيه الألوهية فهم ما اعتقدوا الحلول والاتحاد الإلهي فيهم بل اعتقدوه في عيسى وهو أمر خارج عنهم فلا يكون سببه ذكرهم لله تعالى بأي إسم من أسمائه .. وعليه قياسا أصحاب عبادة الأوثان من المشركين نفس الشيء ..

وعليه يكون الاستشهاد بتلك الآيات يحتمل وجها آخر غير الوجه المحدد الذي نتكلم فيه بل الذاكر متى ذكر بأي إسم فاستهلكه الذكر بذلك الإسم حتى أصبح لا يميّز فيما بينه وبين مذكوره لخلطه وعدم أهليته لذلك الذكر فقد ينطق بكلام كفري أو شركي كأن يقول أنا الربّ أو أنا الله أو حلّ اللاهوت فيّ وأنا الناسوت .. أو غير ذلك من الألفاظ الكفرية .. فهذه الأقوال كفرا باجماع إلاّ ما اعتذروا فيه عن ساداتنا رضي الله عنهم الذين صحّت تقواهم واستقامت قلوبهم ولكن استغرقهم ذكر ربهم من باب فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ..إلخ الحديث ..


 فهو من باب الإستغراق في ذكر المذكور وليس من باب الكفر الصريح الشيطاني كما فعل السامري أو إبليس لعنهما الله تعالى الذين سوّلت لهم أنفسهم أمرا فهناك فرق واضح بين تسويل النفس وبين صريح حال القلب الذي يكون موافقا لما عليه الشرع الإسلامي الحنيف .. لذا نبّه ساداتنا وأمروا بعدم الذكر بالأسماء التي يتوقّف الذكر بها على إذن من شيخ مأذون لأنّها أذكار التوجّه إلى الله تعالى فمتى ذكر بها الذاكر من غير إذن ربّما زجّته في وديان من التسويلات والأوهام والضياع من كفر وشرك .. إلخ.

فمثلا كما ترى الذي يذكر الله تعالى بعلل قلبية فسريعا ما يهوي به الذكر في الخسران المبين رغم كونه ذكرا في ظاهره ولكن الذي يوجّه ذلك الظاهر هي معانيه الباطنة فمتى صحّت نيّتك واستقامت سريرتك فلا يهمّ أيّ أنواع الذكر تذكر سواء إسمه المفرد أو الكلمة الطيبة أو غيرهما بل الذاكر ذاكرا في كل حال وبأي ذكر.

فليس المهمّ الذكر وإنّما الأهمّ المعنى التي توجّهت به أثناء الذكر فمثلا أفلا ترى اليهود يذكرون الله تعالى ؟ الجواب نعم بل منهم من يختلي ولكن بأي معنى يذكرون وبأي توجّه وكذلك النصارى في توجههم وكذلك كلّ عابد لله تعالى فيكون ذكره بحسب معناه الذي توجّه به وهنا هناك بحار عظيمة من العلم وأسرار كبيرة لو شاء الله تعالى كتبنا فيها فكلّ شيء من عند الله تعالى فهو سبحانه الإله العظيم الجواد الكريم الجميل سبحانه لا إله إلاّ هو ( أنت الموجود في الكون وحدك فما علينا إلاّ النظر ) هذا وليعلم العالم أنّ المعاني ترتسم على وجه الإنسان و كذلك تعرف من خلال صوت كلامه لذا ترى العارفين بالله تعالى من أشدّ الناس دقّة في النظر وأكثرهم رهفة في السمع.


سأتابع سيدي ما أكتبه الآن بخصوص معاني التخصيص وخصوصا ذكري إن شاء الله تعالى معاني شرح حديث الدعاء بالأسماء.

يتبع إن شاء الله تعالى ...

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È