إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الخميس، 14 نوفمبر 2013

فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه

بسم الله الرحمان الرحيم- 

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ).

لأنّهم أهل محبوبية وسبق عناية فهم مرادون ( فسوف يأتي الله بقوم ) في كلّ عصر يرتدّ فيه أهل الإيمان عن دينهم ( لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحقّ ) فما بالك بهذا العصر فهو عصرهم وقد حان مجيئهم فهي آية مبشّرة بحلول زمن المهدي وحلول نزول عيسى عليهما السلام حيث يكسّر الصليب ويقتل الخنزير فهي مبشّرة لنا ولغيرنا من الأمم ( فسوف ) تفيد في العربية المستقبل البعيد وهو آخر الزمان الذي يكون منهاجه منهاج النبوّة وقد أوشك هذا الزمان على الحلول. 

فأخبر أنّهم مختارون وأنّهم محبوبون , وأنّه سبحانه هو الذي سيأتي بهم في وصف محبّته لهم ومحبّتهم له فهذا وصفهم فكان شعارهم حقيقة وهو الشعار الأول إذ لا يقوم الدين إلاّ بوجود علوم الحقيقة وسلوكياتها حالا ومقاما , أمّا شعارهم الثاني فهو القيام بوصف الشريعة فذكر لهم علامات لا تخفى : 

أوّلها : الإصطفاء والإجتباء ( يأتي الله بقوم ). 

ثانيها : أنّهم أهل محبّة وصفاء تام إذ أنّه من شروطها ( يحبّهم ويحبّونه ). 

ثالثها : ذكر أوصافهم الذاتية في قوله تعالى : (أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين ).

فهي أعظم علامة وأكبرها.

ثالثها : ذكر أفعالهم وأعمالهم في قوله : ( يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ). 

رابعها : ذكر أنّهم من أهل الفضل بما منحهم منه في قوله : (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ).

أمّا خطابه للمؤمنين فهو تحذير منه لهم في أنّه متى إرتدّ صاحب الإيمان عن دينه فإنّ يد القدرة تتدخّل فتصطفي عبادا لأنّ الله لا يعجزه شيء وانّ هذا الدين محفوظ حفظه الله بحفظه فمن إرتدّ فإنّما يرتدّ على نفسه ولن يضرّ الله شيئا ففيه سلب المنّ على الله تعالى بالإيمان وإقامة شرعه ودينه فإنّ الله تعالى هو الذي يمنّ عليك أن هداك للإيمان وأن وفّقك للأعمال.

وفيها أنّ النصر مع الضعف وقلّة المؤمنين , وأنّ الدين لا يقوم به ولا ينصره إلاّ أهل المحبّة خاصة فهم الأصل وهم أهل الإجتباء والعناية الربانية فهم مغمورن في بحار الفضل والإختصاص.

لذا ورد أنّ المهدي يصلحه الله في ليلة وما ذلك على الله بعزيز , ومنها أنّ أهل المحبّة لا يكونون إلاّ قوما من أجناس متفرّقة وبلدان شتّى فلا عصبيات ولا طائفية ولا قومية ولا وطنية إلاّ قومية الإسلام ووطنية الإسلام.

وفيها : أنّ الدين محبّة خالصة لله وأنّ المحبّة تورث التواضع والتذلّل للمؤمنين كما تورث العزّة على الكافرين , وهناك فرق بين العزّة وبين الإستكبار فالعزّة تكون بالله والكبر يكون من النفس.ز

وفيها : أنّ من تولّى ونكث عهده فإنّ الله يستبدل غيره ولا يكون مثله بل يكون أحسن منه وأفضل.

 فأنت محتاج إلى الدين وخدمته وليس الدين محتاجا لك.

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È