بسم الله الرحمان الرحيم -
متابعة لموضوعي :
من هنا ندرك حقائقا وأمورا بعد بعثته عليه الصلاة والسلام في كون آل بيته هم منه صلى الله عليه وسلّم لكنّهم من إبنته فاطمة عليها السلام فكان ميراث النبوّة في آل بيته لكن على وجه الخصوصيات من مقامات فجميع مقامات آل البيت الشريف هي حقّ لا مرية فيه وأغلب طرق أهل الله تعالى أسّسها مشايخ من آل البيت الأشراف وهناك طرق أخرى أيضا أسّسها من ليس هو من آل البيت نسبا ولكنّه روحا من آل البيت كما قال عليه الصلاة والسلام :" سلمان منّا آل البيت " رغم كونه فارسيّا فهي نسبة معنوية وليس صلبية.
فكلامنا هنا عن النسبة الصلبية التي ضلّ بها أقوام نُسِب إليهم سوء أدب مع نسبته صلى الله عليه وسلّم الروحية المعنوية إذ أنّه أبو الأرواح صلى الله عليه وسلّم هذا كي تعلم كون آل بيته تابعين حضرته المحمّدية أمّا من لم يكونوا من آل بيته فهم تابعون للحضرة العلية على المنهاج والسير المحمّدي ومنهم كبار الصحابة الكرام كالصدّيق أبي بكر وعمر وعثمان وأبي ذرّ وغيرهم رضي الله تعالى عن جميعهم.
من هنا تمازيت طرق أهل الله تعالى من حيث الإرث فيها ومن حيث المشيخة فيها وهي وإن كانت كلّها تدلّ على الله تعالى وكلّها غايتها واحدة وسيرها واحد إلاّ أنّ لكلّ واحدة منها خصائصا لا توجد في الطريقة الأخرى.
لكن الذي أردت قوله كون الطريق متى كان سرّ المشيخة والإمامة فيها متوارث يكون فيها العارفون بالله تعالى كثيرون قال سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه: " برّكت أربعة آلاف عارف كلّهم يدلون على الله تعالى " وقال سيدي محمّد المداني رضي الله عنه وهو وارث سرّ الشاذلية في زمانه : " لقد فتح الله تعالى على أربعين فقيرا من فقراء سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه في زيارة واحدة للشيخ أحمد العلاوي رضي الله عنه".
لهذا اشتهرت الطريقة العلاوية في العالم أجمع لأنّها طريقة سلوك وليس تبرّك فأصل الطرق للسلوك ليس أكثر وهناك الكثير من الناس من يظنّ كون العارف إذا وصل إلى الحقيقة المحمّدية فهو شيخ كامل رغم كونه وهو في ذلك المقام غير مفتوح عليه بالفتح الكبير وهو مقام البقاء بعد الفناء قال تعالى:
( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ).
هذا وقد يجرّنا الموضوع إلى ذكر حضرات الأنبياء وما فيها من خصائص ظاهرة مذكورة في القرآن وكذلك أحوالهم ومشاربهم فهي ظاهرة في القرآن غاية الظهور فإنّه ليس بعد كتاب الله تعالى مصدر علم إلاّ ما كان من السنّة التي تفسّر وتفصّل هذا القرآن فأهل القرآن هم أهل الله وخاصّته.
فذكر خصوصيات المقامات والطرق وحقائقها ليس فيه بأس فما أمرنا ولا أشرنا إلى ترك طرق الصالحين ولا إلى استنقاص شيخ أو فقير أو مدد أو علم فما بالك بالاستنقاص من طرق كمّل المشايخ من كبار العارفين بالله تعالى فأيّ سماء تظلّني بعد ذلك أو أرض تقلّني وإنّما هو حديث عن الطرق بصفة عامّة وذكر بعضا من حقائقها الجزئية وليس الكليّة إذ لو أخرج عارف قادري أو تيجاني أو نقشبندي ما اختصّه الله تعالى به من الفهم والعلم والتوحيد والتفريد لربّما سكتّ أنا وشيخي أبد الدهر.
وإني لمّا زرت القاهرة وذهبت إلى بيت سيدي أحمد محمّد الحافظ التيجاني رضي الله عنه رأيت عنده في الزاوية هناك ليلا مشايخا كبارا لو لم يكن في مصر إلاّ هم لكفَوْها لكنّها تبقى مباحث تفصيلية لا تستدعي من إخواني كلّ ذاك التهويل من كوني أصدّ الناس عن أشياخ التربية وعن العارفين وكون كلامي يستحقّ الغربلة وأنّه من كلام المنتديات ...إلخ.
فلا يجب أن يصل التهويل إلى هذه الدرجة فالعبد الفقير ما نطقت كفرا ولا وقعت في شيخ ولا استنقصت من طريقة أبدا وهذه كتاباتي معلومة وموجودة فليرجع إليها من يريد أن يقف على جملة فلسفتي حول التصوّف بصفة عامّة ومذهبي فيه خصوصا موضوعي:" التجاوزات بتوزيع الرتب والمقامات " فكيف بمن يتّهمنا بما يتّهمنا به وهو يقرأ في موضوعنا " التجاوزات " إنّ هذا لشيء عجاب.
ولكن عندما يسوء الظنّ بسبب سوء الفهم تكثر الدعوى ويلبّس الحقّ بالباطل ويقع العبد في الشيء الذي فرّ منه إذ لولا وجود مسألة الخصوصيات في قلب المعترض وفكره لما أحسّ بها وإنما لما كانت عنده مسألة محورية اعترض عن الحديث في الخصوصيات لكي لا يسمع ولا يقرأ ما لا يأتي على غير مزاعمه وما أبرئ نفسي إنّ النفس أمارة بالسوء ولا أدّعي كوني عالما ولا عارفا بل كلامي ليس بحجّة ولا هو قرآن يؤخذ منه ويردّ رغم كوني أميل إلى الأدلّة والحجج في كلّ موضوع.
فلا يجرّني عدم الموافقة على معنى أو موضوع إلى الوقوع في عرض صاحبه واتهامه بما ليس فيه وكون كلامه يحتاج إلى غربلة وأنّه كلام منتديات وأنّه مكتوب لغير وجه الله تعالى وأنّه صدّ عن الحقّ فما هكذا تورد الإبل يا سعد ولا ينفع التهويل فيما ليس هو بكفر ولا زندقة ولا شرك ولا بدعة بل لو أخرجنا ما في كتب السادّة من كلامهم ما كتبوه في حقّهم من مديح وثناء وفي حقّ طرقهم ممّا يذكرون فيه خصائصهم لعمّ الإنتفاع بنور كلامهم ..
نعم الأصل أن لا تذكر الخصائص والمقامات والتفضيلات لذاته وهذا العبد الفقير الذي انتهجه منهجا فلا أذكر إن شاء الله تعالى خصوصية أو مقام إلا يكون الغرض منه توجيه المسلمين نحو حضرة ربّهم.
مرّة كنت في لقاء مع فقراء لا أذكر إسم شيخهم وكان شيخهم شاذليا فكان هذا المقدّم طوال اللقاء ينشد في قصائد مدح خير خلق الله صلى الله عليه وسلّم فقلت له يا سيدي إلى متى سنبقى في الحضرة المحمّدية هيا اعرج بنا إلى الحضرة الإلهية فغضب واحمرّ لونه وكأنّي كفرت والعياذ بالله تعالى ورفض ذلك فقلت له حينها : يا سيدي الحضرة المحمّدية مرحلة من مراحل السير وليس هي كلّ السير ..إلخ.
لكن قد لا يفهم هذا الكلام إلاّ قلّة من الخلق فربّما يفهمون كونه الجفاء والعزوف عن الإتصال بالنبيّ عليه الصلاة والسلام أو ميل الى تقليل الصلاة والسلام عليه أو التقليل من محبّتة رغم كون هذا كلّه ليس مقصودا ولا يجوز أو يحلّ أو يمكن أن يقصده مسلم وهذا معلوم ضرورة , طبعا هذا كلام عام وليس خاصّا ولا يعني أحدا غيري.
لهذا يا إخواني يجب أن يتعيّن الفهم ويغلب حسن الظنّ على القلوب والعقول فحسن الظنّ جميل ولو كنت مخطئا ولكن سوء الظنّ سيء ولو كنت محقّا فهل يرضيك ان تجرّح في إخوانك وتعرض بهم هل يفرحك هذا أم أنه يشفي غليلك ؟
هل سيجزيك الله تعالى على ذلك ؟ أم كون النصيحة تكون فضيحة ؟ وتكون بالتعريض والاتهام والتنقيص ؟ أم كونك لا تلومك في الله لومة لائم بحسب ظنّك ؟ ولا تلومك في الحق لومة ؟ فأين حدود الأدب إذن في طريق التصوّف الذي يرفع شعاره ؟ فهل أسألت العبد الفقير الأدب مع الأولياء رضي الله تعالى عنهم في ذكر بعض نواميس طرقهم وترتيباتها التربوية ؟
أقول : هذا تلبيس نفس وإلاّ من رجع إلى الله تعالى يرى بنور قلبه الحقّ من الباطل ولو كان هذا الحقّ أمر فرعي لا حاجة للناس به ولكنه يبقى حقّ في تلك الشاكلة ولا أدعي كوني أقول الحقّ ولكني أكره التعريض بالآخرين فهم مجازون على اجتهادهم ولو أخطأوا في معرفة علوم وفنون التصوّف وهي على كلّ تبقى مباحث لا تضرّ أحدا و لا تخرجه عن الملّة.
فهذا شيخ الإسلام سيدي إبراهيم الرياحي رضي الله عنه كان شاذليا كبيرا فلمّا سمع بما عليه الطريقة التيجانية في زمان صاحبها انتسب إليه وأخذ الطريق عليه ودخل الى الطريقة التيجانية فهل قدح ذلك في إيمانه من شيء ؟
لكنّنا لا ندعو أحدا ولا نأمر فقيرا بالخروج من طريقة ودخول في طريقة أخرى إلا إذا كانت الطريقة التي هو فيها طريقة تبرّك وليس طريقة سلوك فيتعيّن هنا البحث عن الشيخ المأذون والموصّل إلى الله تعالى.
في أجوبتي على أسئلة سيدي فارس النور ذكرت ذلك بتفصيله فمن شاء فليرجع إليها فهي نافعة إن شاء الله تعالى في بابها لهذا قلت العبد الفقير لا يجوز أن تقرأ لي موضوعا فتحكم به عليّ فهذا ظلم بل إقرأ مذهبي كلّه في التصوّف كي تفهم فلسفتي فيه كما لك فلسفتك فيه والسلام.
لا يعترض على كلامي في موضوع " الطرق الصوفية " إلا صاحب دعوى أما الصادق فسيقول الحمد لله على وجود النسبة الالهية والحمد لله على وجودنا فيها اما الذي تحسس من ذكر الخصائص فاعلم انه صاحب دعوى والفاهم سيفهم حتما.
متابعة لموضوعي :
من هنا ندرك حقائقا وأمورا بعد بعثته عليه الصلاة والسلام في كون آل بيته هم منه صلى الله عليه وسلّم لكنّهم من إبنته فاطمة عليها السلام فكان ميراث النبوّة في آل بيته لكن على وجه الخصوصيات من مقامات فجميع مقامات آل البيت الشريف هي حقّ لا مرية فيه وأغلب طرق أهل الله تعالى أسّسها مشايخ من آل البيت الأشراف وهناك طرق أخرى أيضا أسّسها من ليس هو من آل البيت نسبا ولكنّه روحا من آل البيت كما قال عليه الصلاة والسلام :" سلمان منّا آل البيت " رغم كونه فارسيّا فهي نسبة معنوية وليس صلبية.
فكلامنا هنا عن النسبة الصلبية التي ضلّ بها أقوام نُسِب إليهم سوء أدب مع نسبته صلى الله عليه وسلّم الروحية المعنوية إذ أنّه أبو الأرواح صلى الله عليه وسلّم هذا كي تعلم كون آل بيته تابعين حضرته المحمّدية أمّا من لم يكونوا من آل بيته فهم تابعون للحضرة العلية على المنهاج والسير المحمّدي ومنهم كبار الصحابة الكرام كالصدّيق أبي بكر وعمر وعثمان وأبي ذرّ وغيرهم رضي الله تعالى عن جميعهم.
من هنا تمازيت طرق أهل الله تعالى من حيث الإرث فيها ومن حيث المشيخة فيها وهي وإن كانت كلّها تدلّ على الله تعالى وكلّها غايتها واحدة وسيرها واحد إلاّ أنّ لكلّ واحدة منها خصائصا لا توجد في الطريقة الأخرى.
لكن الذي أردت قوله كون الطريق متى كان سرّ المشيخة والإمامة فيها متوارث يكون فيها العارفون بالله تعالى كثيرون قال سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه: " برّكت أربعة آلاف عارف كلّهم يدلون على الله تعالى " وقال سيدي محمّد المداني رضي الله عنه وهو وارث سرّ الشاذلية في زمانه : " لقد فتح الله تعالى على أربعين فقيرا من فقراء سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه في زيارة واحدة للشيخ أحمد العلاوي رضي الله عنه".
لهذا اشتهرت الطريقة العلاوية في العالم أجمع لأنّها طريقة سلوك وليس تبرّك فأصل الطرق للسلوك ليس أكثر وهناك الكثير من الناس من يظنّ كون العارف إذا وصل إلى الحقيقة المحمّدية فهو شيخ كامل رغم كونه وهو في ذلك المقام غير مفتوح عليه بالفتح الكبير وهو مقام البقاء بعد الفناء قال تعالى:
( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا. لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ).
هذا وقد يجرّنا الموضوع إلى ذكر حضرات الأنبياء وما فيها من خصائص ظاهرة مذكورة في القرآن وكذلك أحوالهم ومشاربهم فهي ظاهرة في القرآن غاية الظهور فإنّه ليس بعد كتاب الله تعالى مصدر علم إلاّ ما كان من السنّة التي تفسّر وتفصّل هذا القرآن فأهل القرآن هم أهل الله وخاصّته.
فذكر خصوصيات المقامات والطرق وحقائقها ليس فيه بأس فما أمرنا ولا أشرنا إلى ترك طرق الصالحين ولا إلى استنقاص شيخ أو فقير أو مدد أو علم فما بالك بالاستنقاص من طرق كمّل المشايخ من كبار العارفين بالله تعالى فأيّ سماء تظلّني بعد ذلك أو أرض تقلّني وإنّما هو حديث عن الطرق بصفة عامّة وذكر بعضا من حقائقها الجزئية وليس الكليّة إذ لو أخرج عارف قادري أو تيجاني أو نقشبندي ما اختصّه الله تعالى به من الفهم والعلم والتوحيد والتفريد لربّما سكتّ أنا وشيخي أبد الدهر.
وإني لمّا زرت القاهرة وذهبت إلى بيت سيدي أحمد محمّد الحافظ التيجاني رضي الله عنه رأيت عنده في الزاوية هناك ليلا مشايخا كبارا لو لم يكن في مصر إلاّ هم لكفَوْها لكنّها تبقى مباحث تفصيلية لا تستدعي من إخواني كلّ ذاك التهويل من كوني أصدّ الناس عن أشياخ التربية وعن العارفين وكون كلامي يستحقّ الغربلة وأنّه من كلام المنتديات ...إلخ.
فلا يجب أن يصل التهويل إلى هذه الدرجة فالعبد الفقير ما نطقت كفرا ولا وقعت في شيخ ولا استنقصت من طريقة أبدا وهذه كتاباتي معلومة وموجودة فليرجع إليها من يريد أن يقف على جملة فلسفتي حول التصوّف بصفة عامّة ومذهبي فيه خصوصا موضوعي:" التجاوزات بتوزيع الرتب والمقامات " فكيف بمن يتّهمنا بما يتّهمنا به وهو يقرأ في موضوعنا " التجاوزات " إنّ هذا لشيء عجاب.
ولكن عندما يسوء الظنّ بسبب سوء الفهم تكثر الدعوى ويلبّس الحقّ بالباطل ويقع العبد في الشيء الذي فرّ منه إذ لولا وجود مسألة الخصوصيات في قلب المعترض وفكره لما أحسّ بها وإنما لما كانت عنده مسألة محورية اعترض عن الحديث في الخصوصيات لكي لا يسمع ولا يقرأ ما لا يأتي على غير مزاعمه وما أبرئ نفسي إنّ النفس أمارة بالسوء ولا أدّعي كوني عالما ولا عارفا بل كلامي ليس بحجّة ولا هو قرآن يؤخذ منه ويردّ رغم كوني أميل إلى الأدلّة والحجج في كلّ موضوع.
فلا يجرّني عدم الموافقة على معنى أو موضوع إلى الوقوع في عرض صاحبه واتهامه بما ليس فيه وكون كلامه يحتاج إلى غربلة وأنّه كلام منتديات وأنّه مكتوب لغير وجه الله تعالى وأنّه صدّ عن الحقّ فما هكذا تورد الإبل يا سعد ولا ينفع التهويل فيما ليس هو بكفر ولا زندقة ولا شرك ولا بدعة بل لو أخرجنا ما في كتب السادّة من كلامهم ما كتبوه في حقّهم من مديح وثناء وفي حقّ طرقهم ممّا يذكرون فيه خصائصهم لعمّ الإنتفاع بنور كلامهم ..
نعم الأصل أن لا تذكر الخصائص والمقامات والتفضيلات لذاته وهذا العبد الفقير الذي انتهجه منهجا فلا أذكر إن شاء الله تعالى خصوصية أو مقام إلا يكون الغرض منه توجيه المسلمين نحو حضرة ربّهم.
مرّة كنت في لقاء مع فقراء لا أذكر إسم شيخهم وكان شيخهم شاذليا فكان هذا المقدّم طوال اللقاء ينشد في قصائد مدح خير خلق الله صلى الله عليه وسلّم فقلت له يا سيدي إلى متى سنبقى في الحضرة المحمّدية هيا اعرج بنا إلى الحضرة الإلهية فغضب واحمرّ لونه وكأنّي كفرت والعياذ بالله تعالى ورفض ذلك فقلت له حينها : يا سيدي الحضرة المحمّدية مرحلة من مراحل السير وليس هي كلّ السير ..إلخ.
لكن قد لا يفهم هذا الكلام إلاّ قلّة من الخلق فربّما يفهمون كونه الجفاء والعزوف عن الإتصال بالنبيّ عليه الصلاة والسلام أو ميل الى تقليل الصلاة والسلام عليه أو التقليل من محبّتة رغم كون هذا كلّه ليس مقصودا ولا يجوز أو يحلّ أو يمكن أن يقصده مسلم وهذا معلوم ضرورة , طبعا هذا كلام عام وليس خاصّا ولا يعني أحدا غيري.
لهذا يا إخواني يجب أن يتعيّن الفهم ويغلب حسن الظنّ على القلوب والعقول فحسن الظنّ جميل ولو كنت مخطئا ولكن سوء الظنّ سيء ولو كنت محقّا فهل يرضيك ان تجرّح في إخوانك وتعرض بهم هل يفرحك هذا أم أنه يشفي غليلك ؟
هل سيجزيك الله تعالى على ذلك ؟ أم كون النصيحة تكون فضيحة ؟ وتكون بالتعريض والاتهام والتنقيص ؟ أم كونك لا تلومك في الله لومة لائم بحسب ظنّك ؟ ولا تلومك في الحق لومة ؟ فأين حدود الأدب إذن في طريق التصوّف الذي يرفع شعاره ؟ فهل أسألت العبد الفقير الأدب مع الأولياء رضي الله تعالى عنهم في ذكر بعض نواميس طرقهم وترتيباتها التربوية ؟
أقول : هذا تلبيس نفس وإلاّ من رجع إلى الله تعالى يرى بنور قلبه الحقّ من الباطل ولو كان هذا الحقّ أمر فرعي لا حاجة للناس به ولكنه يبقى حقّ في تلك الشاكلة ولا أدعي كوني أقول الحقّ ولكني أكره التعريض بالآخرين فهم مجازون على اجتهادهم ولو أخطأوا في معرفة علوم وفنون التصوّف وهي على كلّ تبقى مباحث لا تضرّ أحدا و لا تخرجه عن الملّة.
فهذا شيخ الإسلام سيدي إبراهيم الرياحي رضي الله عنه كان شاذليا كبيرا فلمّا سمع بما عليه الطريقة التيجانية في زمان صاحبها انتسب إليه وأخذ الطريق عليه ودخل الى الطريقة التيجانية فهل قدح ذلك في إيمانه من شيء ؟
لكنّنا لا ندعو أحدا ولا نأمر فقيرا بالخروج من طريقة ودخول في طريقة أخرى إلا إذا كانت الطريقة التي هو فيها طريقة تبرّك وليس طريقة سلوك فيتعيّن هنا البحث عن الشيخ المأذون والموصّل إلى الله تعالى.
في أجوبتي على أسئلة سيدي فارس النور ذكرت ذلك بتفصيله فمن شاء فليرجع إليها فهي نافعة إن شاء الله تعالى في بابها لهذا قلت العبد الفقير لا يجوز أن تقرأ لي موضوعا فتحكم به عليّ فهذا ظلم بل إقرأ مذهبي كلّه في التصوّف كي تفهم فلسفتي فيه كما لك فلسفتك فيه والسلام.
لا يعترض على كلامي في موضوع " الطرق الصوفية " إلا صاحب دعوى أما الصادق فسيقول الحمد لله على وجود النسبة الالهية والحمد لله على وجودنا فيها اما الذي تحسس من ذكر الخصائص فاعلم انه صاحب دعوى والفاهم سيفهم حتما.
0 التعليقات:
إرسال تعليق