إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأحد، 27 أكتوبر 2013

معاني القرآن



الحمد لله العظيم من حيث معرفته بعظمته لا من حيث علمنا نحن بها بفهمنا لما اخبرنا به عنها
والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الكلم فأخرج الحقائق بأمّيته التي هي نبوّته في صورة رسالته التي هي بيانه بلسان الاسم الجامع فكان لا ينطق عن الهوى لخروجه في حلية الحقّ الى عالم الأكوان فكان يمزح ولا يقول الا حقّا فكانت حركاته وسكناته بالله أي في بسطه وهو مزحه وفي قبضه وهو جدّه

أمّا بعد :

فانّ معاني القرآن لا حد لها من البيان ,لأنّها من عالم الاحسان ,والحسن هو الجمال والجمال لا حدّ لوصفه ,ولا يحسن أحد رسمه ,وهو من دواعي الحبّ والعشق اللذان هما من دواعي الذوق و السكر اللذان هما من دواعي الرحمة و العلم ,فقال:

"الرحمان علّم القرآن " فما ذكر غير الرحمة والعلم اللذان وقعت بهما الاحاطة " وأحاط بكلّ شيء رحمة وعلما " فالعلم هو الرحمة والرحمة هي تعليم القرآن " الرحمان على العرش استوى " أي بالقرآن في تعليمه قبل خلق الانسان الذي علّمه البيان بعد خلقه ليعرفه به وقد انقدح لنا من ذلك قبسا بحسب حالة التعليم في الذرّ لمّا علّمنا الأسماء في الحضرة ونحن في صلب آدم أشباحا وفي حضرة الحبيب صلى الله عليه وسلّم أرواحا ,لذا كان نزول آدم بعد أن سجدت الملائكة للنّور المحمّدي في الجنّة وهي دار السكنى وفيها تمّ خلق الأزواج للسكن بعد أن كانت في مقام الرجوله عند السجود ولم يكمل من النساء غير اربعة نساء مقام الأوتاد لمن فهم المراد وكلّ من كملت من النساء كانت في مقام الرجال, وها اني أتحف السادة بما في قصّة مريم مع زكرياء عليهما السلام من الألحاظ وكؤوس المعاني من الألفاظ :

لمّا كفل زكرياء مريم بعد أن فاز بمقام الكفالة التي تخاصم عليها السّادة بعد أن نذرت بها دار السكنى وهي بها حبلى الى العليم وأن تقف محرّرة الى الصراط المستقيم فقالت بعد أن صدقت في علمها " اني وضعتها أنثى " فأشار لها الى المقام العالي بقوله " والله أعلم بما وضعت " ثمّ قالت وليس الذكر كالأنثى " لشدّة أدبها وهي في حالة النفاس بعد أن أعاذتها وهي في بطنها بربّ الناس وأعاذت ذرّيتها بعد أن ألهمت وهي في ذلك المقام بأنه ستكون لها ذرّية وانّما جهلت الكيفيّة فلم تعذ زوجها لعدم ورود الوارد بذكره وكأنّ الالهام يقول لها : أنسبي الذريّة اليها فقد قامت مقام الرجل من حيث نسبة الاولاد اليها ولم تحدّد نوع الذريّة أو أنّها كنّت بذلك اشارة الى عيسى عليه السلام ,فكانت ملهمة كما ألهمت أمّ موسى من قبل أن اذا خفت عليه فألقه في اليمّ فكان الجلال هو عين الجمال .

 ثمّ قال :" كلّما دخل عليها زكرياء المحراب وجد عندها رزقا " فذكر تعدّد مرّات الدخول ولم يعرّف بأل التعريف الرزق لتعدّده وتلوّن تشكّله فكان يسألها وهي في المحراب " أنّى لك هذا " وكأنّه يلاطفها ويعدّها الى مقامها لما يعلم من لطافة معناها في محراب تقواها ,فكان نعم الكفيل المستحقّ لها الفضل الجزيل " هنالك دعا زكرياء ربّه ربّ هب لي من لدنك ذريّة طيّبة انّك سميع الدعاء " فكان يشير الى مقام مريم عن طريق التعليم كي لا تعجز عن حمل السرّ العظيم ,لذا سأل بعد أن أتته الاجابة " أنّى يكون لي ولد وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر " تبيينا لمريم وتفهيما واشارة وتعليما لأنه كفيلها والا فما قام بحق النزيل عنده فكان نعم الكفيل فكان شيخها في التسليك وهذا معنى الكفالة وانما كان يسألها عن الرزق يتعاهد حال توجّهها فكان يتعلّم من الحضرة على لسانها ويأخذ مذاكرته من غير شعور منها من حيث هاتف الأكوان في محراب الاحسان .

ولمّا اطمأنّ الى كمال حالها دعا في المحراب بالولد فأخذ الولد من حال أبيه فكان سيّدا حصورا واسمه يحيى في مقام الصفات لذا كان ذابح الموت فقد انتهى حكمه بعد البعث من الموت فجاءته البشرى به وكان قد سأل عن الكيفية كما سأل ابراهيم من قبل وعزير عليها السلام أي مشاهدة سرّ الفعل وليس عدم الايمان به لذا قال له : أولم تؤمن قال بلى " وانّما تأتيهم الواردات بالطلب ليظهر عظيم آياته في آداب أنبيائه ورسله وكل من سار على هديهم , ثمّ طلب الآية فأمره بالصيام عن الكلام أي عدم الخروج في مقام الأسماء والبيان, فكانت آياته الصفات لعدم تجسّد المعجزة في صورة ظاهر يراها النّاس ,فأمره بستر القدرة بعدم الكلام ليتكون الحكمة في الآية الظاهرة وهي عدم الكلام ولذا قالت اقتداء به " اني نذرت للرحمن صوما فلن أكلّم اليوم انسيّا " لأنها اقتبست من حال أمّها في النذر واقتدت بزكرياء في الصيام ,وانما قالت " فلن أكلّم اليوم انسيّا " أي من لم يكن روحانيّا أما من كان فلا لأنه لا يشمله صوم الكلام .ثمّ أنها سألت " أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر " فسألت كما سأل زكرياء اقتداء بكافلها.

وانما جاءتها الملائكة بالبشرى مثل زكرياء لما جاءته الملائكة بها ولو لا ما رأت من زكرياء ما رأت من انجابه الولد رغم أن زوجه عاقر وأنه قد بلغ من الكبر عتيّا لما تحمّلت شيئا ورغم هذا قالت :" يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيّا " فهناك أرجعها الى مقام زكرياء من البحث عن الرزق بعد كمالها فقال لها " هزي اليك بجذع النخلة " وهذا مقام الرجال من رجوعها الى عالم البقاء ورجوع سرّها في ابنها الى عالم الفناء فكان لا بدّ من خروج الميّت وهو عيسى من الحي وهي مريم بعد رجوعها الى عالم الأسباب , فكانت مريم ميّتة لمّا أخرجتها الحضرة من الحيّ وهي أمّها ودعوة الأم و والدعوات هي الكلمات " فتلقّى آدم من ربّه كلمات " فكان دعاء الأنبياء كلماتهم المتجسّدة في ذرّياتهم.

 وسنكمل ان شاء الله...

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È