إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

السبت، 26 أكتوبر 2013

ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين -2-

نرجع فنقول بأن القرآن هو المقصود بقوله) العلماء ورثة الأنباء ) فدلّ على أن القرآن نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الجامع لكل ما عند الأنبياء والأولياء وقد قال تعالى ( ما فرّطنا في الكتاب من شيء ) والتفريط معلوم معناه أي برقائقه ودقائقه ومجمولاته وتفصيلاته وظاهره وباطنه إلخ...

وعليه ظهر لنا الآن ما يقوله الأولياء من حيث العلم بالله ثمّ العلم بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء خيره وشرّه من حيث إثبات الحكمة كي لا يتسرّب الى العقول التعطيل فتبطل الحكمة والثواب والعقاب والجنة والنار والأسباب والمسببّاب الخ...
 وإنّما لم يقل ( والإيمان بالأنبياء بل قال بالرسل ) وليس كلّ الأنبياء رسل ,فكان عليه ليس بواجب الإيمان بالأولياء والتصديق بهم من حيث الشرائع لكنّه واجب من حيث النبوّة فكلّ من أثبت النبوّة لنبيّ وجب أن يثبت الوراثة لوارثه وإلا وقع في الجهل وسوء الأدب ,ثمّ أن النعيم وهو نسائم الحضرة ومجال القرب جاءنا من حيث هذه الوراثة للنبوّة وليست الوراثة للرسل لذا قال ( أولائك الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولائك رفيقا ) فذكر الأنبياء ولم يذكر في هذا النعيم الرسل لأن النعيم الحقيقي هو التنعّم في شهود جمال الله تعالى,
وهذا هو مقام النبوّة لا مقام الرسلية وهذا هو مقام العبودية في جمال الخصوصية .
فذكرت الآية في المراتب أحكام وراثة الأنبياء بالترتيب فكان الصديقون, وقد قال سيدي محمد المداني في رسالته لسيدي إسماعيل رضي الله عنهما ( الصدّيق الصادق المشكور ) فأظهر مرتبته من حيث الوراثة ,وكذلك الشهداء هم درجة نازلة عن الصديقين ,ثمّ الصالحون بما أنهم ورثوا الأنبياء في الصلاح وليس في الفتح ,ثمّ ( وحسن أولائك رفيقا ) من حيث ( هم القوم لا يشقى بهم جليسهم )وهم جملة خدّام كلّ صنف من الأصناف الأربعة الذين هم أوتادها وإنّما أعني أوتاد الأرض أربعة مقامات هي ( النبوّة وهي سارية بحكم وراثتها ثمّ الصديقية وهي مشهودة ثمّ الشهادة وهي موجودة ثمّ الصلاح وهو كثير ) قلا تخلو الأرض من هذه الأربعة مقامات ومتى فقدت مالت الأرض ورجعت الى ربّها خاشعة.
 
نرجع لأقول بأن الآية ( ذلك الكتاب لا ريب فيه ) هو هذا الكتاب الذي ذكرته من حيث كلّيات الحقائق الظاهرة والباطنة من حيث هو الظاهر فليس فوقه شيء وهو الباطن فليس تحته شيء وهو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر فليس بعده شيء ,لذا قال عن طريق إسم الإشارة ( ذلك الكتاب لا ريب فيه )بوجه من الوجوه ) هدى للمتّقين ) وهم هؤلاء الأصناف الأربعة من حيث الألوهية لا من حيث الربوبية فإفترقت هنا أسماء الجمال والجلال ( هذا فراق بيني وبينك ) فافهم.

وإن شاء الله نشرع في تفسير الآية بدقائقها التي وضعت في تابوت قلبي وقذفت في اليمّ .

والسلام

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È