إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 28 أكتوبر 2013

خلاصة العلوم ولبّها واصلها وفرعها : " أشهد أن لا اله الا الله * وأشهد أن محمدا رسول الله "

بسم الله الرحمان الرحيم

وصلى الله تعالى وسلم على الحبيب وآله

وبعد :

أشهد أن لا اله الا الله * وأشهد أن محمدا رسول الله .

هذه الشهادة خلاصة العلوم ولبّها واصلها وفرعها فمن لم يقلها ويشهد بها فليس له علم البتّة مهما أدعى بل هو في جهله يسعى , وأصدق من نطق بها هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وآله , والنطق بها لا يتحقق الا ذوقا وهذا هو حقيقة النطق , فمن معانيها ولوازمها التي لا تفارقها بحال :

-
أن الشهادة من عائلة الشهود بمعنى العين وليس وراءها أين .

-
نفي الالوهية عند سلوكها بمعنى : أيها الفقير في سلوكك ستعترضك آيات عظام وخطوب جسام فاياك ان تعتقد بأنها هي وكن مثل ابراهيم عليه السلام في سلوكه لما قال في القمر والشمس هذا ربي فما كان منه الا النفي بعد انجلائها أمام أنوار الحضرة وهكذا كل فقير صوفي فلا بد أن يقول مثل قوله وفي الأخير لما أراد الاثبات بعد أن انتهى وملّ من النفي قال : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض , أنظر كيف لم يعيّن الجهة التي يقول بها بعض الناس اليوم ويعتبرونه توحيدا , فقال : وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض " ولم يقل وجهت وجهي له لأنه لا يعيّن في هذا المقام أبدا لأنه " حيثما تولوا فثم وجه الله " فأين التعيين لذا فأول الشهادة شهود أن لا اله , هذا جانبا , ثم قوله الا الله هو اطلاق الالوهية حيثما كانت وهو معنى اسمه الجامع وهو : الله " الجامع للاسماء والصفات فوحّد الصفات والاسماء بتوحيده للذات لذاك قال " الذي فطر السماوات والارض " .

والسماوات يعني بها اشارة الى الصفات والاسماء مراده منها الأرض أي أنه وحده بداية في الاسماء ثم في الصفات ثم نفاها بقوله " وجهت وجهي " ثم أثبتها سريعا به في قوله " للذي فطر السماوات والارض " فهذ توحيد ابراهيم عليه السلام .

والقول بنفي الالوهية عن سواه معناه نفي كل شيء لأنه ليس كمثله شيء وكل ما يثبته الانسان بغير اثباته لذاته سبحانه فقد قال بالشريك " والله لا يغفر ان يشرك به " ويغفر ما دون ذلك : أي متعلقات الاسماء والصفات أما متعلّقات الذات من القول بالشريك فلا يغفره أبدا وهو ظلم كبير .

وقوله " وجهت وجهي " نهاية الفناء الكامل والاضمحلال التام والسحق والمحق والكد , فما ذكر غير وجهه لأن الله يقول " فأينما تولوا فثم وجه الله " فالوجه لا يوجّه الا للوجه ولذا قال لحبيبه " فولّ وجهك شطر المسجد الحرام , لمّا رآه يبحث عن التعيين بعد الحيرة ومنه الينا قال لنا اي بالتبعية " حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره " فذكر لنا المكان بقوله :" حيثما كنتم " لأنه في كل مكان " وهو معكم أينما كنتم " فما ذكر غير توجيه الوجه , فالوجه لا يقابل الا الوجه , ومنه أن أهل الآخرة يعرفون بوجوههم " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " أي بقدر نسبتها من الوجه وعدمه وهذا من أسرار يوم البعث وانما سماه البعث من حيث انبعاث الحقائق على الصورة في العلم القديم لذا قال " لا تخفى منكم خافية " أي الخافية هي التي لا تخفى , والمراد بالخافية أي أسرار الذات فيكم التي لا تصل الى ادراك الخلائق ولا يتصورونها لأن حد الانسان من الحقائق التصور أي الصورة أما الأصل فهو يخفى عليهم, لذاك قال " لا تخفى منكم خافية " .

فهذا من معاني النفي والاثبات وهو أول قدم بالنسبة للعبد الرباني في سلوكه وغير هذا لا يعتبر سلوكا , وانما قدّم التوحيد على الرسالة في الشهادة للعلم بأن التوحيد هو الأصل فلولاه ما كانت رسالة ولا رسول أي صورة ولا روحها أي معانيها بالنفس الرحماني القائل فيه " فنفخت فيه من روحي " أي نفخت في الصورة من هذا الروح وكل من نفخت فيه منه استوى بشرا سويا كما استوت الرسل واستوى جبريل لمريم ,والرحمان على العرش استوى.

 ومن هنا نفخ عيسى في الصور فكانت باذن الله لأنه روح الله أي من حيث هذا السر

فقولنا : أشهد : أي تحقيقا وليس ظنا لأن : الظن لا يغني من الحق شيئا , وقد قال تعالى :" تظنون بالله ظن الجاهلية " أي المبالغة في الجهل , والألوهية هي الوجود المطلق ,فالنفي حقيقة هو لهذا الوجود والا فكيف سيتحقق الاثبات أي اثبات الوجود الحق ,وما ثمّ غيرا في الحقيقة ولذا قال : أاله مع الله , ولم يقل أاله مع الرحمان أومع أي اسم آخر , فالمؤذن عندما يؤذن يستفتح بعد التكبير بقوله " الله أكبر الله أكبر , يدخل في الفناء على طول ثم يرجع بالآذان الى عالم البقاء بقوله محمد رسول الله لتتحقق العبودية في مظاهر الألوهية .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته " الرفيق الأعلى " وانما سمّاه الرفيق للدلالة على حقيقته المحمدية في قوله " محمد رسول الله فلا زال مرافقا له الى الأبد وعلى العرش كتبت الشهادة كما هو معلوم وانما قال " الأعلى " لاثبات نسبته اليه وأنه منه واليه صلى الله عليه وسلم وهذا التوحيد الذي قاله النبي صلى الله عليه وسلم خاص به ولا يفهمه الا هو صلى الله عليه وسلم .


الحمد لله

تتمّة :

وقولنا : أشهد أن محمد رسول الله. 

اذا شهدنا بها في طريق سيرنا الى الفناء فهي تعدّ مرحلة من مراحل السير أما الشهادة بها حقيقة لا يمكن أن تكون الا في مقام البقاء لذا كانت الشهادة الثانية بعد الشهادة الأولى .

فاذا تحقق النفي في بداية الشهادة الأولى فانها تفنى جميع المخلوقات بما فيها الحقيقة المحمدية وهو فناء شهود واحساس لا فناء علم, فالعلم لا يفنى لذا قال له : (فاعلم أنه لا اله الا الله ) أي بعد تحقيق الفناء فيها والبقاء بها وهذا هو العلم أما المعرفة فقد تكون جذبا أو سلوكا ,ولو كان استقرارا في الحضرة المحمدية مثل الشيخ سيدي يوسف بن اسماعيل النبهاني رضي الله عنه كان في بحر الحقيقة المحمدية يسبح ولم يكن له قدم في الحضرة القدسية ولذا قال سيدي الشيخ أحمد العلاوي رضي الله عنه لما زار الشام في الثلاثينيات : أردت أن أعرج بيوسف النبهاني الى الحضرة القدسية فوجدته متشبث بالحضرة المحمدية فثبّته فيها .

لذا كان أهل الجذب من الأول أعلى مقاما من غيرهم من السالكين الذين قد يقفون مع أحكام الحقيقة المحمدية, وهي الامتحان الأول بما فيها الجنة ومظاهرها , أما أهل الجذب فليس لهم مع غيره قرار ولا عن أنفسهم والعالم أخبار الا بعد الرجوع من عنده في حلية المعرفة بالواحد القهار .

فكانت الشهادة الثانية لا يمكن فهمها حقيقة الفهم الا بعد تحقيق الشهادة الأولى وهي شهادة الوجود المطلق وتحقيق العبودية الدائمة التي لا تقبل الانفصال عنه ولا الاتصال به أبدا لأنها صفة العبد الملازمة له من الأزل والى الأبد .

هذا ثم اذا حققنا في الشهادة الأولى بعد تحقيق النفي مثل ابراهيم عليه السلام في الاثبات لما وجدنا غير اسمه تعالى " الله " ثم جاء التعريف بالشهادة الثانية في علم الحقيقة وليس في علم الشريعة وهو قولنا محمد رسول الله :

فبقي الكلام بعد النفي بأداة " الا " هكذا :

الله محمد رسول الله , فلا نجد غير الله في الأول والآخر وهو الظاهر بهذا وهو الباطن فيه أيضا , فقولنا " محمد رسول الله " هو مقام العبودية أي عبودية الخلق لمولاهم, أي المراد منهم بخلقهم واخراجهم من العدم الى الوجود ولذا كان خاتم رسول الله منقوشا عليه الأسطر الثلاثة من الفوق اسم الله ومن الادنى كلمة محمد وفي الوسط كلمة رسول كي لا يقع اتحاد ولا حلول .

أي مقام الايمان في مقام الشريعة ثم مقام الايمان في الحقيقة المحمدية المعبر عنها في أيامنا هذه بالطريقة ثم الايمان في الحقيقة المعبر عنه بالمعرفة او الاحسان الى غير ذلك ,فكان الخاتم على هذا الشكل لانه خاتم النبيئين فلا بد ان يكون الامر هكذا والا انقلبت الحقائق وصار العلم جهلا وهذا محال .

فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام محمد رسول الله فرد كأي فرد من الخلق لأن مقام الحقيقة المحمدية هو مقام روحه صلى الله عليه وسلم وهذا ليس له بل للعارفين وأهل الايمان به قاطبة أما مقامه هو فهو المقام الأحمدي أي أنه العبد في المقام الأحمدي وليس في المقام المحمدي فالمقام المحمدي مقام أمته وليس مقامه هو لذا قرنت الرسولية بجانب المحمدية ولو ذكرت مكانها النبوّة لكان اسمه أحمد حلّ محلّ اسمه محمد وهذا أمر خفي لأن مقامه ذاك خاص به هو ولا يعني أحدا.

 فكانت الشهادة الثانية هي التعريف الذي وقع في الاكوان وهو مبتغى الرحمان من خلقه الانسان وكلمة رسول هي الواسطة التي يعنيها الاولياء والعلماء العارفين في كتبهم وصلواتهم فكان الرسول اسمه محمد وليس أحمد لان أحمد مقام نبوّته المصون لذا كان خاتم النبيئين بما أن الرسالة ضمن النبوة بل هي جزء صغير من أجزائها ولذا كان عليه الصلاة والسلام لا يشير الى نفسه في أغلب الاحيان الا لمقام عبوديته ونبوته اذا تناول الكلام عن نفسه فكان ميراث الاولياء الاكابر والخواص من مقام باطن نبوته لذا كانت لهم مدارس بعدد مدارس الانبياء من قبله عليه الصلاة والسلام , والمقصود من الرسالة معرفة المرسل والرسول ومحتوى الرسالة وليس الرسالة بحد ذاتها ولذا قال : لقد جاءكم رسول من أنفسكم " ولم يقل جاءكم نبي من أنفسكم لأن هذا محال, أما الارسال فصحيح لأن مقام الارسال مقام للناس وليس للذات الخاصة بكل نبي ولذا قال : خذوا عني مناسككم " ولم يقل مناسكي , وقال " هذا جبريل اتى يعلمكم دينكم ولم يقل ديني.

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È