بسم الله الرحمان الرحيم
الأصل في الدين أن تكون الهداية والدعوة إليه بالحسنى لا بالغلظة كما قد يفهمه كثيرون ممّن جعلوا الجهاد في سبيل الله تعالى شمّاعة يعلقون عليها أوهامهم النفسية ونزعاتهم المذهبية وتعصّبهم الديني وخواطرهم الشيطانية ,فلو كان القتال معناه إكراه الناس على الدخول في دين الله تعالى بالقوّة لشرّع في مختلف أزمان الرسالات وفي حقبة كلّ نبيّ مضى ممّن سلف من الأنبياء ولكان القتال والجهاد مقصودا لذاته ولما كانت هناك أحكام كأحكام أهل الذمّة ...
الإسلام جاء بالعلم قبل كلّ شيء وليس شيئا غير العلم وهو على ثلاثة مراتب : علم العقول وعلم القلوب وعلم الأرواح ,قال تعالى في استفتاح نزول القرآن على النبيّ عليه الصلاة والسلام ( إقرأ ) فما قال له بداية جاهد أو صلّ أو صم .. إلى غير ذلك من أحكام الدين فإنّ الأحكام شيء ومقاصدها شيء آخر فإنّما جعلت مقاصد الدين العلم والمعرفة قال تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) قال ابن عباس رضي الله عنهما ( أي ليعرفون ) فهذا هو المقصد من تلك العبادة وتلك نتيجتها وثمرتها لذا قالوا فيما معناه ( العبادة عند العارفين كالتاج على رأس الملك ) ...
قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) فهذا مقام قلبي أي لا يمكنك أن تكره قلوب العباد وتطوّعها غصبا على الأحوال الربانية والمقامات الروحية المقصودة بالذات من الدين فانتفى دخول أحوال العبودية كمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم إلى قلوب الناس بالإكراه والشدّة كما قال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) أي لا يمكنك فعل ذلك متى علمت أنّ قلوب الخلق جميعهم بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء ,فليست بيد أحد من الخلق تلك القلوب قال تعالى ( إنّما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) أي لا يمكنك أن تسيطر على قلوبهم مهما سيطرت عليهم ظاهرا ...
وعليه فالإيمان لا يدخل إلى قلوب الناس بالإكراه والقوّة والغلظة بل لا يدخل الإيمان إلاّ بالضدّ من ذلك كالتحبّب والرحمة واللين والسماحة والأخلاق الحسنة الفاضلة ,فإنّ الله تعالى كتب الإحسان على كلّ شيء كما أنّ الرفق ما كان في شيء إلاّ زانه وما نزع من شيء إلاّ شانه ...
شرّع الجهاد بداية لدفع صولة المعتدي على الأعراض والأغراض والظلم والفساد وحماية الدين والدعوة إلى الله تعالى وهذا أمر ظاهر في بدايات تشريع الجهاد , قال تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) فانظر قوله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) فهم ما قاتلوا بداية بل قوتلوا وظلموا فدفعوا عن أنفسهم هذا القتل وهذا الظلم ,ودليل ذلك أيضا أنّ أوّل غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي غزوة بدر الصغرى لاسترجاع الحقوق المسلوبة والمنهوبة ثمّ بدر الكبرى التي وقع فيها القتال على مشارف المدينة المنوّرة فالجهاد ليس مقصودا لذاته بل هو مقصود لغيره فكيف بقوم اليوم جعلوه مقصودا لذاته وفي هذا تفصيل وشرح نذكر منه إن شاء الله تعالى ما لا يسع المؤمن تركه ...
قد يتّفق الكثير في هذه الحيثية في جهاد الدفع وربما خالفوا من حيثية أخرى وهي جهاد الطلب بما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال كما روي في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) فالجواب أنّ الدين كامل متكامل ليس فيه تناقض كما قال تعالى ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ) فعندما قال الله تعالى ( لا إكراه في الدين ) وقال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) فهذا لا يتناقض مع آيات الجهاد والقتال متى علمت أنّ الجهاد بداية كان لدفع صولة الظالم ولجمه عن ظلمه وصدّه عن غيّه وقتله للمسلمين بدون وجه حقّ لهذا شرّع الجهاد ضدّ المقاتلين وما شرّع قطّ ضدّ المدنيين مهما كانوا ولو كانوا كفارا أو مشركين كما قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
فالقتال لا يكون إلاّ ضدّ الذين يقاتلون في الدين ويخرجون المسلمين من ديارهم ولنا أن نتسائل اليوم : هل كلّ واقعة وقعت بإسم الجهاد اليوم وقعت من حيث المقاتلة في الدين وإخراج المسلمين من ديارهم ؟ فالجواب : لا بل أكثر ما هو واقع اليوم في بلاد المسلمين إنّما هو قتال على عصبية معينّة وطائفية مقيتة واحتكار لمفهوم الدين بإسم الإسلام فلا يمكن أن نقول أنّ ما قام به الوهابيون في خروجهم على الدولة العثمانية العلية إبّان نشوء دعوتهم النجدية هو مقاتلة الذين قاتلوهم في الدين أو أخرجوهم من ديارهم متى علمنا أنّ الخلافة الإسلامية كانت تحكّم شرع الله تعالى في الأحكام والحدود فكان خروجهم إذن نابع عن فهم معيّن للدين وعصبية فاسدة بغير وجه حقّ فقاتل الوهابيون المسلمين بحجّة كونهم يقاتلون من قاتلوهم في الدين رغم أنّ من قاتلهم لم يقاتلهم في الدين بل قاتلهم على فكرهم الخاطئ وبثّهم الفتنة والفرقة في بلاد الخلافة الإسلامية فهو قتال ضدّ الخوارج وهذا مشرّع بصريح النصوص وقد قاتل الإمام علي رضي الله عنه الخوارج الذين خرجوا على الخلافة بعد أن كفّروا المسلمين فكانت مقاتلتهم ومجاهدتهم لا لكفرهم بل لتكفيرهم المسلمين فإنّ النزعة الخوارجية في فرقة الوهابية ظاهرة لا لبس فيها ومن قال بغير ذلك فقد خان فهم الدين وماح عن الصراط المستقيم رغم كونهم اليوم انقسموا إلى فريقين فريق سمّوا أنفسهم سلفية علمية فهم يجاهدون بحسب رأيهم جهاد دعوة وقلم ونشر فكر وتسلّط بالحكم على رقاب الناس كما نراه في دولة آل سعود وقسم آخر سمّوا أنفسهم السلفية الجهادية شهروا السيوف بدعوى إقامة دولة الخلافة رغم كون الفرقتين والقسمين في أصلهما هو وهابية جهادية بزعمهم فإنّ شيخهم محمد ابن عبد الوهاب النجدي كان من الوهابية الجهادية بدليل قتاله للمسلمين وإنّما رجع فريق منهم إلى قولهم ( وهابية علمية ) بعد أن تمكّنوا من السيطرة على الحرمين الشريفين رغم كونهم ليسوا كلّهم سواء بل منهم من كان صادقا في نيّته ولكن مخطئا في علمه وفهمه لهذا حاربوا طريق الأولياء غاية المحاربة فلو ظهروا على البلاد والعباد لأفسدوا من حيث راموا الإصلاح ولصدق قول الله تعالى فيهم ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون ) فهذا نهاية الإفساد لأنهم في الجهل المركّب وهو أصعب الجهل لا حلّ له قائمون ...
فالجهاد والقتال لا يكون إلاّ ضدّ المقاتلين من أهل الكفر والشرك بلا تأويل وليس كما يتأوّله اليوم بعض ممن لا خلاق لهم من التأويلات الفاسدة التي لا تستقيم فكفّروا المسلمين ثمّ استباحوا دماءهم بحجّة جهاد المشركين كما فعل الخوارج في عصر الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ...
فنحن عندما نقول : يشرّع الجهاد ضدّ المعتدين المقاتلين كما وقع من اجتياح لأرض العراق المسلم من قبل الصليبيين المقاتلين أو في أفغانستان وفلسطين أو في غيرها من بلاد المسلمين في مختلف الأعصار فنحن مع ابن تيمية في فتواه لمقاتلة المغول والتتار فهذا حقّ ولكن لسنا معه في قتال المسلمين الذين لم يقل به ولكن قال به من انتسب إليه ممّن جاء من بعده كمحمد ابن عبد الوهاب ولا أظنّ أنّ ابن تيمية لو كان حيّا رحمه الله تعالى سيوافق على ما فعله محمد ابن عبد الوهاب من غزوه مكّة والمدينة وقتال المسلمين وعند الله تعالى تجتمع الخصوم رغم كوننا لا نوافق على كثير ممّن ذهب إليه ابن تيمية من الفتاوى التي أجمع العلماء كونها فتاوى باطلة ما قال بها أحد من قبله من العلماء المعتبرين ...
قد شوّه الجهاد اليوم والقتال بإسم الطائفية والمنهج والتحزّب ..
سنفصّل الكثير إن شاء الله تعالى بهذا الخصوص لعلّ الله تعالى يفتح آذانا صمّا وقلوبا غلفا ...
الأصل في الدين أن تكون الهداية والدعوة إليه بالحسنى لا بالغلظة كما قد يفهمه كثيرون ممّن جعلوا الجهاد في سبيل الله تعالى شمّاعة يعلقون عليها أوهامهم النفسية ونزعاتهم المذهبية وتعصّبهم الديني وخواطرهم الشيطانية ,فلو كان القتال معناه إكراه الناس على الدخول في دين الله تعالى بالقوّة لشرّع في مختلف أزمان الرسالات وفي حقبة كلّ نبيّ مضى ممّن سلف من الأنبياء ولكان القتال والجهاد مقصودا لذاته ولما كانت هناك أحكام كأحكام أهل الذمّة ...
الإسلام جاء بالعلم قبل كلّ شيء وليس شيئا غير العلم وهو على ثلاثة مراتب : علم العقول وعلم القلوب وعلم الأرواح ,قال تعالى في استفتاح نزول القرآن على النبيّ عليه الصلاة والسلام ( إقرأ ) فما قال له بداية جاهد أو صلّ أو صم .. إلى غير ذلك من أحكام الدين فإنّ الأحكام شيء ومقاصدها شيء آخر فإنّما جعلت مقاصد الدين العلم والمعرفة قال تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ) قال ابن عباس رضي الله عنهما ( أي ليعرفون ) فهذا هو المقصد من تلك العبادة وتلك نتيجتها وثمرتها لذا قالوا فيما معناه ( العبادة عند العارفين كالتاج على رأس الملك ) ...
قال تعالى ( لا إكراه في الدين ) فهذا مقام قلبي أي لا يمكنك أن تكره قلوب العباد وتطوّعها غصبا على الأحوال الربانية والمقامات الروحية المقصودة بالذات من الدين فانتفى دخول أحوال العبودية كمحبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم إلى قلوب الناس بالإكراه والشدّة كما قال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) أي لا يمكنك فعل ذلك متى علمت أنّ قلوب الخلق جميعهم بين إصبعين من أصابع الرحمان يقلبها كيف يشاء ,فليست بيد أحد من الخلق تلك القلوب قال تعالى ( إنّما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) أي لا يمكنك أن تسيطر على قلوبهم مهما سيطرت عليهم ظاهرا ...
وعليه فالإيمان لا يدخل إلى قلوب الناس بالإكراه والقوّة والغلظة بل لا يدخل الإيمان إلاّ بالضدّ من ذلك كالتحبّب والرحمة واللين والسماحة والأخلاق الحسنة الفاضلة ,فإنّ الله تعالى كتب الإحسان على كلّ شيء كما أنّ الرفق ما كان في شيء إلاّ زانه وما نزع من شيء إلاّ شانه ...
شرّع الجهاد بداية لدفع صولة المعتدي على الأعراض والأغراض والظلم والفساد وحماية الدين والدعوة إلى الله تعالى وهذا أمر ظاهر في بدايات تشريع الجهاد , قال تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) فانظر قوله تعالى ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) فهم ما قاتلوا بداية بل قوتلوا وظلموا فدفعوا عن أنفسهم هذا القتل وهذا الظلم ,ودليل ذلك أيضا أنّ أوّل غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلّم هي غزوة بدر الصغرى لاسترجاع الحقوق المسلوبة والمنهوبة ثمّ بدر الكبرى التي وقع فيها القتال على مشارف المدينة المنوّرة فالجهاد ليس مقصودا لذاته بل هو مقصود لغيره فكيف بقوم اليوم جعلوه مقصودا لذاته وفي هذا تفصيل وشرح نذكر منه إن شاء الله تعالى ما لا يسع المؤمن تركه ...
قد يتّفق الكثير في هذه الحيثية في جهاد الدفع وربما خالفوا من حيثية أخرى وهي جهاد الطلب بما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال كما روي في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ) فالجواب أنّ الدين كامل متكامل ليس فيه تناقض كما قال تعالى ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ) فعندما قال الله تعالى ( لا إكراه في الدين ) وقال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) فهذا لا يتناقض مع آيات الجهاد والقتال متى علمت أنّ الجهاد بداية كان لدفع صولة الظالم ولجمه عن ظلمه وصدّه عن غيّه وقتله للمسلمين بدون وجه حقّ لهذا شرّع الجهاد ضدّ المقاتلين وما شرّع قطّ ضدّ المدنيين مهما كانوا ولو كانوا كفارا أو مشركين كما قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )
فالقتال لا يكون إلاّ ضدّ الذين يقاتلون في الدين ويخرجون المسلمين من ديارهم ولنا أن نتسائل اليوم : هل كلّ واقعة وقعت بإسم الجهاد اليوم وقعت من حيث المقاتلة في الدين وإخراج المسلمين من ديارهم ؟ فالجواب : لا بل أكثر ما هو واقع اليوم في بلاد المسلمين إنّما هو قتال على عصبية معينّة وطائفية مقيتة واحتكار لمفهوم الدين بإسم الإسلام فلا يمكن أن نقول أنّ ما قام به الوهابيون في خروجهم على الدولة العثمانية العلية إبّان نشوء دعوتهم النجدية هو مقاتلة الذين قاتلوهم في الدين أو أخرجوهم من ديارهم متى علمنا أنّ الخلافة الإسلامية كانت تحكّم شرع الله تعالى في الأحكام والحدود فكان خروجهم إذن نابع عن فهم معيّن للدين وعصبية فاسدة بغير وجه حقّ فقاتل الوهابيون المسلمين بحجّة كونهم يقاتلون من قاتلوهم في الدين رغم أنّ من قاتلهم لم يقاتلهم في الدين بل قاتلهم على فكرهم الخاطئ وبثّهم الفتنة والفرقة في بلاد الخلافة الإسلامية فهو قتال ضدّ الخوارج وهذا مشرّع بصريح النصوص وقد قاتل الإمام علي رضي الله عنه الخوارج الذين خرجوا على الخلافة بعد أن كفّروا المسلمين فكانت مقاتلتهم ومجاهدتهم لا لكفرهم بل لتكفيرهم المسلمين فإنّ النزعة الخوارجية في فرقة الوهابية ظاهرة لا لبس فيها ومن قال بغير ذلك فقد خان فهم الدين وماح عن الصراط المستقيم رغم كونهم اليوم انقسموا إلى فريقين فريق سمّوا أنفسهم سلفية علمية فهم يجاهدون بحسب رأيهم جهاد دعوة وقلم ونشر فكر وتسلّط بالحكم على رقاب الناس كما نراه في دولة آل سعود وقسم آخر سمّوا أنفسهم السلفية الجهادية شهروا السيوف بدعوى إقامة دولة الخلافة رغم كون الفرقتين والقسمين في أصلهما هو وهابية جهادية بزعمهم فإنّ شيخهم محمد ابن عبد الوهاب النجدي كان من الوهابية الجهادية بدليل قتاله للمسلمين وإنّما رجع فريق منهم إلى قولهم ( وهابية علمية ) بعد أن تمكّنوا من السيطرة على الحرمين الشريفين رغم كونهم ليسوا كلّهم سواء بل منهم من كان صادقا في نيّته ولكن مخطئا في علمه وفهمه لهذا حاربوا طريق الأولياء غاية المحاربة فلو ظهروا على البلاد والعباد لأفسدوا من حيث راموا الإصلاح ولصدق قول الله تعالى فيهم ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنّما نحن مصلحون ) فهذا نهاية الإفساد لأنهم في الجهل المركّب وهو أصعب الجهل لا حلّ له قائمون ...
فالجهاد والقتال لا يكون إلاّ ضدّ المقاتلين من أهل الكفر والشرك بلا تأويل وليس كما يتأوّله اليوم بعض ممن لا خلاق لهم من التأويلات الفاسدة التي لا تستقيم فكفّروا المسلمين ثمّ استباحوا دماءهم بحجّة جهاد المشركين كما فعل الخوارج في عصر الإمام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ...
فنحن عندما نقول : يشرّع الجهاد ضدّ المعتدين المقاتلين كما وقع من اجتياح لأرض العراق المسلم من قبل الصليبيين المقاتلين أو في أفغانستان وفلسطين أو في غيرها من بلاد المسلمين في مختلف الأعصار فنحن مع ابن تيمية في فتواه لمقاتلة المغول والتتار فهذا حقّ ولكن لسنا معه في قتال المسلمين الذين لم يقل به ولكن قال به من انتسب إليه ممّن جاء من بعده كمحمد ابن عبد الوهاب ولا أظنّ أنّ ابن تيمية لو كان حيّا رحمه الله تعالى سيوافق على ما فعله محمد ابن عبد الوهاب من غزوه مكّة والمدينة وقتال المسلمين وعند الله تعالى تجتمع الخصوم رغم كوننا لا نوافق على كثير ممّن ذهب إليه ابن تيمية من الفتاوى التي أجمع العلماء كونها فتاوى باطلة ما قال بها أحد من قبله من العلماء المعتبرين ...
قد شوّه الجهاد اليوم والقتال بإسم الطائفية والمنهج والتحزّب ..
سنفصّل الكثير إن شاء الله تعالى بهذا الخصوص لعلّ الله تعالى يفتح آذانا صمّا وقلوبا غلفا ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق