إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

أسئلة مخصوصة لسيدي علي الصوفي 15

بسم الله الرحمن الرحيم

بارك الله بأخي الغالي على قلبي وان لم تره عيني , أشكر لطفك سيدي الفاضل , وأسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل أيامك فرح وسرور وعبير منثور , وضياء وقربات لا تزول .. 


أما بعد نكمل سيدي المشوار بصحبتكم وأسأل الله ان اوفق في طرح الأسئلة بشكل صحيح :

السؤال الثاني عشر

قلت سيدي الغالي سابقا ( للأذكار خواص وكلّ ذكر يعطي خاصيته ) والسؤال هو :


كيف ذلك ؟

السؤال الثالث عشر :

قلت سيدي ( هناك من الأذكار متى ذكرتها بغير إذن دخل الفقير بها حضرة الشيطان ) والسؤال هو : ما هي حضرة الشيطان ؟ ولماذا هناك من الاذكار ما يدخل ذكرها بغير اذن عالم الشياطين وكيف ؟ ملاحظة قد قلتم هناك من الاذكار وليس كلها فهل هذا يعني وجود اذكار توصل صاحبها وتحميه وان كان بغير اذن ؟

السؤال الرابع عشر :

قلت سيدي فيما سبق ( الوهم وهو مجال الشيطان في عالم الخيال ) والسؤال :


لو تكرمتم سيدي بشرح ذلك مع أمثلة ؟


أسال الله أن يجزيك خيرا عني وعن كل مستفيد على ان نستمر حتى تمل مني , والحمد لله
.

========================================================================




السؤال الثاني عشر

قلت سيدي الغالي سابقا ( للأذكار خواص وكلّ ذكر يعطي خاصيته ) والسؤال هو :


كيف ذلك ؟



جازاك الله خيرا سيدي فارس النور :


فالجواب والله ورسوله أعلم :

نعم للأذكار خواص وهذا أمر معروف مشهور ولا أظنّه يخفى عليك , وإنّما قصدت أنّ لكلّ ذكر خاصيّة تميّزه عن الذكر الثاني وكلّ ذكر يطلب خاصيته.

وقد أردت بقولي السابق في الجواب على السؤال بأنّ الفقير الذي يكثر من الخلط بين الأذكار فيذكر ما أذن فيه من شيخه ويذكر ما لم يؤذن فيه من شيخه فهذا لا ريب أنّه طالب خاصّيات الأذكار ولم تشوّر همّته بعد إلى الواحد القهّار , وخاصّيات الأذكار تعطى لا محالة لكلّ من ذكر بها وهذا الأغلب ولكن هناك فرق بين من ذكر بها طالبا بها وجه الله وكلّ ما يقرّبه إليه وبين من يذكر بها وليس مقصوده غير جلب المصالح النفسية ودفع المضار النفسية.

وقد ألّف البوني وغيره في خواص الأذكار وإبن الحاج وما كتبوه يعدّ من علوم الحروف والسحر وما جرى مجرى هذا أي أن من فعل ذلك بغير إذن من شيخ كامل وقع في الشيطنة والسحر وخرج عن الجادة المستقيمة كما وقع ( للطوخي عبد الفتاح المصري ) الذي يدعي إنتسابه للطريقة النقشبندية زورا وبهتانا وكتب الكتب في السحر والكفر.

قلت : إنّما يتّخذ الشيخ الكامل لأسباب منها أنّه لا يأذن لمريده في ذكر إسم من الأسماء إلا بعدما يعلم يقينا أنّ مريده قد شوّر قلبه إلى الله تعالى فلو أذن الشيخ مريدا من مريديه بذكر الإسم مثلا ومازال قلبه لم يشوّر إلى الله تعالى فيخاف عليه من الشيطان أن بستهويه لأنّ قلبه في تلك الحالة ليس له توجّه إلى الله تعالى فبأي كشف يقع له في العالم الظلماني يضع اليد في اليد مع الشيطان فيصبح قائده وشيخه.

فخواص الأذكار معناها أن يطلب المريد منها قضاء حاجاته فقط من غير إستشعار أنّه ذكر الله تعالى وهذا يوجب عليه شروطا ( كالحضور والخشوع والنور والغيبة عمّا سوى المذكور ) فتنمحي مراداته في مرادات ربّه ..وهكذا.

فكلّ من خلّط في الذكر فهو طالب علل وأغراض وشهوات نفسية جليّة وخفيّة.

والأمر كلّه متعلّق بوجهة المريد فمتى ذكر ذكرا صفاتي يخاف عليه من طلب خاصيّة ذلك الذكر فيحجب به عن ربّه.


لذا إقتصروا في السلوك على ذكر إسم الذات لتفنى الشهوات وطلب العاجلات.

هذا ما بدا لي.


والله أعلم
.


السؤال الثالث عشر :

قلت سيدي ( هناك من الأذكار متى ذكرتها بغير إذن دخل الفقير بها حضرة الشيطان ) والسؤال هو : ما هي حضرة الشيطان ؟ ولماذا هناك من الاذكار ما يدخل ذكرها بغير اذن عالم الشياطين وكيف ؟ ملاحظة قد قلتم هناك من الاذكار وليس كلها فهل هذا يعني وجود اذكار توصل صاحبها وتحميه وان كان بغير اذن ؟

الجواب والله ورسوله أعلم :
 

حضرة الشيطان هي حضرة الباطل الذي هو نقيض حضرة الحقّ أو تقول هي حضرة الظلمات التي هي نقيض حضرة النور أو تقول هي حضرة الجهل التي هي نقيض حضرة العلم أو تقول هي حضرة العناد التي هي نقيض حضرة التسليم أو تقول هي حضرة الكبر التي هي نقيض حضرة التواضع.

وبالخلاصة الجامعة : حضرة الشيطان هي المناقضة بكلّ وجه أصولا وفروعا لحضرة الرحمان أو تقول هي حضرة الكفر والشرك والنفاق.

فأصول حضرة الشيطان الكبرى هي : الكفر والشرك والنفاق وهي المقابلة لقولنا الإسلام والإيمان والإحسان.

وكذلك فروع كلّ قسم .فافهم , فحضرة الحقّ لها ما يقابلها من الباطل من كلّ وجه وفي كلّ أصل وفي كلّ فرع , فكلّ حقيقة لها صورة من الباطل تقابلها.

فمثلا النبي حقّ فله ما يقابله من الباطل وهو الذي يدّعي النبوّة , وكذلك الوليّ حقّ وله ما يقابله من الباطل وهو الزنديق.



وكذلك في كلّ صنف من الأصناف وفي كلّ نوع من الأنواع في كلّ علم وفنّ , فتجد مثلا شيخ التربية الكامل وفي مقابلته من الباطل تجد مدّعي التربية والإرشاد.

فحضرة الشيطان هي كلّ ما كان باطلا في كلّ نقيض من الحقّ.

أمّا حضرة النفس فهي ليست كمثل حضرة الشيطان فمثلا عندما نرى هذا الوجود فنحكم ببطلانه من حيث ( ألا كلّ ما خلا الله باطل) كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلّم في إستشهاده بهذا البيت للشاعر ( لبيد ) فحضرة النفس هي حضرة الباطل أيضا لكن من حيث الوجود وعدمه فكلّ من أثبت وجودا مع وجوده أو شهودا مع شهوده فهو مازال في حضرة النفس لذا قام أهل الله طريقهم على محورين : الأوّل نفي الباطل ليتبيّن الحقّ فتفنى حضرة الشيطان , والأمر الثاني : نفي الباطل من حقائق الأعيان وذلك بالفناء في الواحد الديان فتفنى حضرة النفس ( من عرف نفسه عرف ربّه ).

ومن هنا يتّضح الفرق بين الخاطر الشيطاني والخاطر النفسي وتتبيّن حقائق كلّ حضرة منهما ولتوضيح ذلك يلزم تفسير طويل دقيق.

وعليه يتبيّن بأنّ الذكر الحقيقي هو نفي وإثبات أي نفي حضرة الشيطان , وإثبات حضرة الرحمان وهذا لا يتحقّق إلا بفناء حضرة النفس بعد حضرة الشيطان بمعنى أنه عند الإثبات تفنى حضرة النفس.

فقد يذكر المريد أذكارا فتزجّ به في حضرة الشيطان كما نراه ممّن يدّعي المهدية أو القطبية أو الكرامات وغير ذلك مما لا يخفى على العباد لأنّ غرضه من الذكر طلب قضاء الأوطار النفسية والحاجات الدنيوية.

فمثلا هناك من يذكر الله تعالى ونيّته أن يصبح قطبا وهناك من يذكر ويريد التميّز بالكرامات.

وهذا يحدث أيضا حتى فيمن حفظ القرآن لغير الله فدخل النار وكذلك الذي أنفق جميع ماله فدخل النار والذي قتل في ساحات الجهاد , وإنّما دخلوا النار كما ورد في الحديث الشريف لأنّهم ما فعلوا ذلك إلا رياء وسمعة , الأوّل زجّ به القرآن في النار والثاني زجّ به الإنفاق في النار وهكذا لأن القرآن يتلوّن بلون نيّة صاحبه فافهم.

فكذلك الذكر فمتى لم يكن مأذونا أو يكون بنيّة معلولة ولم يرد به وجه الله تعالى زجّ بصاحبه في عالم الباطل وعالم الشياطين فإنعكست لديه الحقائق.

ويكفي دليلا من كتاب الله قوله تعالى ( يهدي به كثيرا ويضلّ به كثيرا ) أي القرآن الذي يحتوي على جميع الأذكار والأسماء , فيضلّ الله به كما يهدي به وكذلك الأذكار فهناك من يهتدي بها متى وافقت شروطها وهناك من يضلّ بها متى ناقضت شروطها.

وماذا نقول فيمن قال الله تعالى فيهم ( يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ) فيمكن أن نقول في حقّ معلول النيّة : إنّما أراد بذكره الذي هو من آيات الله ثمنا قليلا.

فلا يستغرب من هذا.

فهنا نعرف أهميّة تصحيح العقيدة والأعمال والنوايا لمن أراد الله تعالى والدار الآخرة.

وقولي من الأذكار : أي الأذكار التي يراد بها غير وجه الله تعالى كمن يخلط بين أذكار الصوفية وأورادهم ونيّته أن يصبح له ولاية أو جاها أو منزلة أو قطبية وغير ذلك من العلل.

ولذا قال تعالى : ( أعبدوا الله مخلصين له الدين ) فهذا الذكر الذي يزجّ بصاحبه في عوالم النور في لمح البصر ويحميه من الشيطان والنفس.

فكلّ من توجّه إلى الله بنيّته في جميع أعماله شعشع عليه نور التوحيد فكان محفوظا ظاهرا وباطنا من تسلّط الشياطين وخواطر النفس لذا أوضح هذا في قوله ( إلا عبادك منهم المخلصين ).

لأنه قاعد في الطريق المستقيم فكلّ مارّ منه لا بدّ أن يكون له نيّة الإخلاص لله وإلا إستزلّه الشيطان.

وقد وقعت هذه الحادثة لبعض أهل غزوة أحد لأنّهم أرادوا الغنائم فإستزلّهم الشيطان كما حكى القرآن عنهم ببعض ما كسبوا فكاد أن يفسد عليهم جهادهم بحضور رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

وكذلك أهل الذكر فمنهم من إنقلب زنديقا كما حكى كتاب الإبريز عن بعض الأولياء ومنهم ومنهم...

لذا وجب في السلوك مصاحبة الشيخ الكامل والإئتمار بأوامره والإنتهاء بنواهيه.

( إتّقوا الله وكونوا مع الصادقين ) فمن كان معهم مع الوقت يصبح مثلهم لأنّ الطبع يسرق.

والسلام
.

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È