إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الخميس، 7 نوفمبر 2013

أسئلة مخصوصة لسيدي علي الصوفي 19

بسم الله الرحمان الرحيم

السؤال السادس عشر :

قلت سيدي فيما سبق ( فكذلك الذكر فمتى لم يكن مأذونا أو يكون بنيّة معلولة ولم يرد به وجه الله تعالى زجّ بصاحبه في عالم الباطل وعالم الشياطين فإنعكست لديه الحقائق ).


والسؤال هو :

الا يشعر صاحب هذه الحال بانه زل و وقع وانحرف وان الحقائق معكوسة عنده , وما السبب اصلا انه مُكِرَ به ؟
 

الجواب والله و رسوله أعلم :
 

حباك الله سيدي فارس النور و جازاك خيرا :

إعلم أيها الفتى الحبيب , والأديب النجيب : أن الذكر متى لم يكن مأذونا فهو لا يدلّ على الله تعالى بمعنى أنّه لا يؤذن له في القبول كقولنا : في راعي من الرعيّة أراد أن يزور السلطان من غير إذن السلطان فإنّه حتما لا تفتح له أبواب القبول في قصر السلطان بل يطرد ويهان في الأغلب.

فإنّ الذكر الذي يوصل إلى الحضرة أي المعرفة الكبرى فلا بدّ فيه من الإذن.

فالأذكار نوعان :

النوع الأوّل : أذكار توصل إلى عوالم النور أي توصل إلى الفناء في الصفات وبالأحرى توصل إلى الجنّة أو تقول أنوار الحقيقة المحمدية فهذه هي أذكار السنّة التي ورد فيها الإذن من الشارع لكلّ أحد من المسلمين فهم فيها درجات وهذه الأنوار يحوز منها العلماء نصيب كبير لذا فأغلب علماء الشريعة من أهل السنّة والجماعة هم من أهل الكشف ومن أهل النور . وهذه الأذكار يجب فيها إعتبار الإذن المحمّدي السنّي بلا زيادة ولا نقصان وهي توصل إلى النور وإلى دخول الجنّة في الآخرة ومعاينة أنوارها في الدنيا وأكثر الأذكار التي توصل إلى هذا بعد الإستقامة والتوبة والإستغفار هي ذكر الله تعالى بصيغة الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلّم.


فإنّ السلوك مناهج ومدارس :

منها السلوك بالصلاة المفروضة والنوافل ومنهم من كان سلوكه بالأذكار والعزلة ومنهم من يكون سلوكه بالإنفاق والصدقة لأنّ هذا يميت النفس موتا كبيرا ..إلخ وغير ذلك كالجهاد وكنشر العلم.


وكلّ هذه الأنواع من السلوك يكون في الأغلب حدّها ونهايتها الفناء في الحقيقة المحمدية أي عالم الأنوار فلا يتجاوزون ذلك وأغلب علوم الشريعة والعلوم المحمدية من هذا القادوس تنشر وقد كانت مرتبة الشيخ يوسف النبهاني ومقامه رضي الله عنه الفناء في الحقيقة المحمدية فكان ثابت القدم فيها وعلى هذا أغلب مشائخ أرض الشام لذا قال سيدي أحمد العلاوي في حقّ سيدي يوسف النبهاني رضي الله عنها لمّا زار الشام في الثلاثينيات : ( أردت أن أعرج بيوسف النبهاني إلى الحضرة القدسية فوجدته متشبّثا في الحضرة المحمدية فثبّته فيها ) لذا كانت أغلب علوم سيدي النبهاني في خصوص الحضرة المحمدية وهذا تراه في كتبه و قصائده.

ثمّ إن الإذن بالمشيخة أعني الإذن بالإرشاد ينقسم إلى ثلاثة أذون :

فقد يكون الشيخ مأذونا فقط بتلقين الأوراد العامّة والأوراد العامّة أي الأوراد التي يكتسب منها المريد أحوالا فيشوّر قلبه نحو الله تعالى.

وقد يكون الشيخ مأذونا بتلقين الأذكار الخاصّة التي يكتسب منها الفقير مقامات فيرسخ فيها كالصدق والتصديق والمحبة والعفو والرحمة واليقين والتواضع ..إلخ.

وقد يكون الشيخ مأذونا بتلقين أذكار الفناء والبقاء فهذا هو الشيخ الكامل والوارث المحمدي الشامل وهذه المرتبة هي التي ينطلق عليها إسم ( الوارث المحمدي الكامل ) وهذاهو الشيخ صاحب السرّ الرباني.

ثمّ إن الأذكار قد تكون هي نفس الأذكار فلا تتعدّد وإنّما يتعدّد السرّ الذي فيها لأنّ الذكر يكون بحسب سرّ الشيخ فيه وقت تلقينه أي حالته مع ربّه لذا أذن صلى الله عليه وسلّم أمّته في جميع أذكار السنّة في مقام القلب وإختصّ الذكر الخاص لأهل مقام الروح وهم أهل نسبة الله تعالى وخاصّة آل بيته الكرام لأنّ الذي ورث هذا العلم على تمامه هو سيّدنا علي رضي الله عنه أعني ورثه ليبثّه في الأمّة بخلاف غيره من الصحابة فهو وإن ورثه فهو غير متعدّي إلى غيره لأنّ هذا العلم أختصّ به أل البيت إلا في حالات كمن ورث الصدّيق الأكبر رضي الله عنه وإنّما أعني أكابر الصحابة وهم كثر فإنّك لا تجد لهم طرائق تربوية ترجع في إسنادها إليهم غير أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه وقال البعض وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضا أمّا بقيّة الصحابة فلا , رغم قدر الصحابة العظيم ومقامهم الفخيم.


 لذا فلو تراجع أغلب الطرق الصوفية تجد مشائخها من أل البيت ثمّ أن الخلاف الذي يقول في القطبانية التي لا ينالها إلا أل البيت فقد خلط الأمور وإنّما القطبانية التي لا ينالها إلا أل البيت هي قطبانية التربية وليست قطبانية التصريف أعني قوله عليه الصلاة والسلام ( إثنان إن تمسّكتم بها فلن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنّتي وفي رواية وعترتي ) أي طريق الهداية والتربية والمقامات والأحوال وليس المراد قطبانية التصريف التي ورثها أكثر من واحد ممّن ينتسبون لغير أل البيت كسيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه وغيره.

فالذكر الذي قصد به الوصول إلى الحضرة الإلهية في أصل النيّة وجب أن يكون صادرا عن إذن وإلا زجّ بصاحبه فيما لا تحمد عقباه وشاهد هذا كمن تقدّم للتربية والإرشاد من غير إذن قال العارفون ومنهم سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه : ( يخشى أن يموت على سوء الخاتمة إذا لم يتب ).

فكذلك أمر الذكر متى قصد به الوصول إلى المشاهدة أي ذكره من أجل أن يصل إلى مقام الفناء وما تلقّى ذكره بإذن فإنه يدخله إلى عوالم الظلام لأنّ القصد إلى الله تعالى لا يتحقّق إلا بإذن بمعنى متى شوّر القلب نحو الله تعالى جاءك الإذن فيه من الله تعالى وذلك بإن يقيّض الله تعالى لك شيخا ويجيء إليك في لمح البصر لذا قيل ( من طلب الله بصدق وجد الشيخ أقرب إليه من نفسه ) أي وجد الشيخ ليأذنه في ذكر التوجّه الحقيقي أي يعطيه مفتاح أبواب الفناء .


وفي هذا الكلام تفصيل وترتيب طويل عريض لا أذكره لأنّه بحسب رأيي حجاب عن الله تعالى لذا ما ذكره الشيوخ كما أنّهم لم يذكروا دسائس النفس وخواطر الشيطان وما فصّلوها تفصيلا حتى لا ينحجب بعلمها الفقراء كقولهم ( العلم غول كبير بالنسبة للسالكين أي متى وقفوا معه ).

يتبع...

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È