بسم الله الرحمان الرحيم
السؤال الثاني :
لو ان شخصا اكرمه الله بان نال بيعة الطريق من شيخ كامل ثم شاءت الصدفة ان ينالها من شيخ اخر فبذلك هو مع من فيهم ؟
الجواب والله أعلم :
هذا السؤال عدّه ساداتنا في مبحث الوارث المحمدي الكامل الذي هو شيخ التربية في كلّ بلاد وعصر.
ومعلوم بأن للمشيخة شروط وكذلك للإرادة شروط , فإن الأرض لا تخلو من داعي إلى الله بحقّ , ولا تخلو من طالب لله بحقّ , وهذا من جنس هذا فلا بدّ أن يجتمعا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
قال الشيخ سيدي أحمد زروّق الفاسي رضي الله عنه : شروط الشيخ أربعة :
- أن يكون ذا علم صحيح
- أن يكون ذا ذوق صريح
- أن يكون ذا حالة مرضية
- أن يكون ذا همّة عالية
وقد جمعها غيره : الشرط الأوّل : أن يكون عالما بشريعة الإسلام ولا يشترط معرفته بالفروع
وأن يكون عاملا بعلمه , لأن الثمرة نتيجة العمل بالعلم.
والثالث : أن يكون سالكا , سلك الطريق على يد من له الإذن فيها من بدايتها إلى نهايتها فهو سالك كامل أي عارف بالله كامل.
الرابع : وهو الأهمّ بالنسبة للمريدين : أن يكون مأذونا , أي له الإذن الصحيح بالتسلسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
فمتى وجد شيخا بهذه الصفات وكان على بيّنة من أمره وأمر المتّبع فليلقي إليه قيادة ويطرح أمامه نفسه كالميّت بين يدي مغسّله.
كما قال صاحب العينية رضي الله عنه :
إن ساعد المقدور أو ساقك القضا = إلى شيخ حق فى الحقيقة بارع
فقم فى رضاه واتبع لمراوة = و دع كلما من قبل كنت تسارع
و كن عنده كالميت عند مغسل = يقلبه ما شاء وهو مطاوع
و لا تعترض فيما جهلت فى أمره =عليه فإن الاعتراض تنازع
وسلم له فيما تراه ولو يكن = على غيره مشروع فثم مخادع
ففى قصة الخضر كفاية = تقتل غلام والكليم يدافع
فمن وصل إلى الشيخ المربّي فلا بدّ أن يصلّي على نفسه صلاة الجنازة لأنّها أمّارة بالسوء فلا يجوز له الإلتفات يمنة ولا يسرة بل الشيخ هو الطريق إلى الله تعالى فهو الأستاذ الموصل فيه والداعي إلى الله بإذنه.
وقد إشترطوا آدابا ظاهرة وباطنة مع الشيوخ :
ومن الآداب الباطنة : قولهم : ولا يجوز لمن بايع شيخا كاملا الإنتقال منه إلى غيره فقد عدّوا هذا أقبح من كلّ قبيح وأشنع من كلّ شنيع وقال أحدهم : هذا يعدّ من كفران النعم وعدّوها : خيانة.
وإنّما أعني شيخ السلوك فهذا لا يجوز أصلا الإنتقال عنه إلى غيره فهو سوء أدب مع الله ورسوله ويخاف على صاحبه السلب والطرد واللعن.
أمّا أن يأخذ المريد عهودا من المشائخ للتبرّك فهذا جائز مع أنّه فيه ما فيه أما عهد السلوك فلا.
لذا قالوا : أثبت تنبت , وقالوا : الإنتقال عن الشيخ تسويس لبذرة الإرادة.
وقد رأينا جماعة ممن خلطوا في الطرق والأذكار وأخذوا الطريق على شيوخ كثر فوالله ما أفلح منهم أحد بل سقطت حرمة المشائخ وتعظيمهم من قلوبهم فباؤوا بخسران مبين.
فليس شيخك الذي أخذت عنه : بل شيخك الذي فتح الله لك على يديه
وقد نصح ساداتنا بملازمة ذكرا واحدا وشيخا واحدا وطريقا واحدا من الطرق معوّلا عليه وقد سألتني سيدي بقولك :
نعم قد نقل عن بعض السادات أنّه إنتقل عن شيخه ولكن هذا ليس هكذا بل ما كان إلا بالإذن الإلهي الذي لا غبار عليه وبالإذن النبوي الذي لا لبس فيه فصاحبه محفوظ إن شاء الله تعالى.
فغاية المريد هي الوصول إلى معرفة الله تعالى وهذه الغاية المنشودة والضالة المفقودة تحصل إن شاء الله تعالى من أي شيخ كامل.
فمن صاحب شيخا كاملا وأخذ عليه العهد ( إن العهد كان مسؤولا ) فلا ينتقل عنه إلا بموت أو بإشارة ربانية واضحة صريحة.
فمن رفضه قلب شيخه الكامل فإنّه ترفضه قلوب مشائخ أهل الأرض ( كلّهم من رسول الله ملتمس ) فالأمر مربوط ببعضه البعض كالبنيان المرصوص والحبل المتين وهذا معنى السند الحقيقي والسلسلة ..إلخ
فلا توجد صدفة في الإنتقال عن شيخ كامل أخذنا عليه العهد والذكر فأين الصدفة في الدين , بل يجب تحرير القصد وفهم الطريق وفهم شروط المريد وآداب الطريق وشروط الشيخ والمصاحبة التسبّب والتجرّد وهذه كلّها من مبادىء علم طريق التصوّف فليست بحكر على أحد بل يجب الجميع علمها وفهما ليكون الفقير الصادق على بيّنة من أمره وعلى بيّنة من أمر المتّبع.
فإن العلاقة بين المريد والشيخ هي علاقة محبّة في الأصل والمحبّة لا تقبل الشريك وكلّ من أشرك في محبّته فقد ضلّ سواء السبيل.
والله أعلم ورسوله
السؤال الثاني :
لو ان شخصا اكرمه الله بان نال بيعة الطريق من شيخ كامل ثم شاءت الصدفة ان ينالها من شيخ اخر فبذلك هو مع من فيهم ؟
الجواب والله أعلم :
هذا السؤال عدّه ساداتنا في مبحث الوارث المحمدي الكامل الذي هو شيخ التربية في كلّ بلاد وعصر.
ومعلوم بأن للمشيخة شروط وكذلك للإرادة شروط , فإن الأرض لا تخلو من داعي إلى الله بحقّ , ولا تخلو من طالب لله بحقّ , وهذا من جنس هذا فلا بدّ أن يجتمعا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
قال الشيخ سيدي أحمد زروّق الفاسي رضي الله عنه : شروط الشيخ أربعة :
- أن يكون ذا علم صحيح
- أن يكون ذا ذوق صريح
- أن يكون ذا حالة مرضية
- أن يكون ذا همّة عالية
وقد جمعها غيره : الشرط الأوّل : أن يكون عالما بشريعة الإسلام ولا يشترط معرفته بالفروع
وأن يكون عاملا بعلمه , لأن الثمرة نتيجة العمل بالعلم.
والثالث : أن يكون سالكا , سلك الطريق على يد من له الإذن فيها من بدايتها إلى نهايتها فهو سالك كامل أي عارف بالله كامل.
الرابع : وهو الأهمّ بالنسبة للمريدين : أن يكون مأذونا , أي له الإذن الصحيح بالتسلسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
فمتى وجد شيخا بهذه الصفات وكان على بيّنة من أمره وأمر المتّبع فليلقي إليه قيادة ويطرح أمامه نفسه كالميّت بين يدي مغسّله.
كما قال صاحب العينية رضي الله عنه :
إن ساعد المقدور أو ساقك القضا = إلى شيخ حق فى الحقيقة بارع
فقم فى رضاه واتبع لمراوة = و دع كلما من قبل كنت تسارع
و كن عنده كالميت عند مغسل = يقلبه ما شاء وهو مطاوع
و لا تعترض فيما جهلت فى أمره =عليه فإن الاعتراض تنازع
وسلم له فيما تراه ولو يكن = على غيره مشروع فثم مخادع
ففى قصة الخضر كفاية = تقتل غلام والكليم يدافع
فمن وصل إلى الشيخ المربّي فلا بدّ أن يصلّي على نفسه صلاة الجنازة لأنّها أمّارة بالسوء فلا يجوز له الإلتفات يمنة ولا يسرة بل الشيخ هو الطريق إلى الله تعالى فهو الأستاذ الموصل فيه والداعي إلى الله بإذنه.
وقد إشترطوا آدابا ظاهرة وباطنة مع الشيوخ :
ومن الآداب الباطنة : قولهم : ولا يجوز لمن بايع شيخا كاملا الإنتقال منه إلى غيره فقد عدّوا هذا أقبح من كلّ قبيح وأشنع من كلّ شنيع وقال أحدهم : هذا يعدّ من كفران النعم وعدّوها : خيانة.
وإنّما أعني شيخ السلوك فهذا لا يجوز أصلا الإنتقال عنه إلى غيره فهو سوء أدب مع الله ورسوله ويخاف على صاحبه السلب والطرد واللعن.
أمّا أن يأخذ المريد عهودا من المشائخ للتبرّك فهذا جائز مع أنّه فيه ما فيه أما عهد السلوك فلا.
لذا قالوا : أثبت تنبت , وقالوا : الإنتقال عن الشيخ تسويس لبذرة الإرادة.
وقد رأينا جماعة ممن خلطوا في الطرق والأذكار وأخذوا الطريق على شيوخ كثر فوالله ما أفلح منهم أحد بل سقطت حرمة المشائخ وتعظيمهم من قلوبهم فباؤوا بخسران مبين.
فليس شيخك الذي أخذت عنه : بل شيخك الذي فتح الله لك على يديه
وقد نصح ساداتنا بملازمة ذكرا واحدا وشيخا واحدا وطريقا واحدا من الطرق معوّلا عليه وقد سألتني سيدي بقولك :
نعم قد نقل عن بعض السادات أنّه إنتقل عن شيخه ولكن هذا ليس هكذا بل ما كان إلا بالإذن الإلهي الذي لا غبار عليه وبالإذن النبوي الذي لا لبس فيه فصاحبه محفوظ إن شاء الله تعالى.
فغاية المريد هي الوصول إلى معرفة الله تعالى وهذه الغاية المنشودة والضالة المفقودة تحصل إن شاء الله تعالى من أي شيخ كامل.
فمن صاحب شيخا كاملا وأخذ عليه العهد ( إن العهد كان مسؤولا ) فلا ينتقل عنه إلا بموت أو بإشارة ربانية واضحة صريحة.
فمن رفضه قلب شيخه الكامل فإنّه ترفضه قلوب مشائخ أهل الأرض ( كلّهم من رسول الله ملتمس ) فالأمر مربوط ببعضه البعض كالبنيان المرصوص والحبل المتين وهذا معنى السند الحقيقي والسلسلة ..إلخ
فلا توجد صدفة في الإنتقال عن شيخ كامل أخذنا عليه العهد والذكر فأين الصدفة في الدين , بل يجب تحرير القصد وفهم الطريق وفهم شروط المريد وآداب الطريق وشروط الشيخ والمصاحبة التسبّب والتجرّد وهذه كلّها من مبادىء علم طريق التصوّف فليست بحكر على أحد بل يجب الجميع علمها وفهما ليكون الفقير الصادق على بيّنة من أمره وعلى بيّنة من أمر المتّبع.
فإن العلاقة بين المريد والشيخ هي علاقة محبّة في الأصل والمحبّة لا تقبل الشريك وكلّ من أشرك في محبّته فقد ضلّ سواء السبيل.
والله أعلم ورسوله





جزاكم الله خيرا سيدي.
ردحذفمن فضلكم كيف يتعامل المريد مع جفاء الشيخ؟
هل يعمل على التواصل معه أم ينتظر من الشيخ أن يفعل ذلك؟