إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

السبت، 16 نوفمبر 2013

أسئلة مخصوصة لسيدي علي الصوفي30

بسم الله الرحمان الرحيم -

 حبيبي فارس النور : من الروح أكتب ولا شيء غير الروح مكان البوح والنوح.

قل لي حبيبي ألك بالقوم غرام , هيام ومحبّة ووئام , وضرام , وفي بعض الحالات خصام , هذا خميرنا من الخمر المدام , فاشرب كيسان الزلال , بين السطور , حيث قبور العشّاق, ونهاية الأذواق , قالوا : مات الفتى : قلت : لا رحمه الله بالعودة إلى عوالم الحسّ , حيث الناس , أعوذ بالله من الوسواس الخنّاس , من الجنّة والناس.

هناك حبيبي على تلك الطلال , يحلو البكاء والتغريد , في مقامات التفريد , فلا تقل لماذا , ولا ما هذا , فأسعفني قبل أن أموت , وقبل الفوت , إلهي دعني أناجيك بدموع قلبي , وأشواقي وحبّي , أين العبارة , ما أبعدك عنّي , إين الإشارة , ما أفناك وما أبعدك منّي , أين الرمز , دعني منك يا رمز , فهل تعتقد بأنّك تحييني أو تفنيني , أو تخصّني بذات أو خيالات , هيهات هيهات , أن أتّخذك سندا , أو صديقا وعمدا , يا ليتني , بلا ليتني , يا ليتني ما لا ليتني , يا ليتني , وأين ليتني منّي , وأين أنا منها , يا ليتني قبل يا ليتني , يا ليتني بعد يا ليتني , يا ليتني في يا ليتني , يا ليتني أن لا أقول يا ليتني , هذا حكمكم , فتصرّفوا , أنت يا عبارة لماذا شمتّ بي فلا تسعفيني , ويا إشارة , سأعود فلا أحتاج لك , لا رحمني الله أه ثمّ آه ثمّ آه متّ وربّ الكعبة , فنى منّي كلّ شيء بلا شيء , يا دعوى إتّق الله فيّ , ودعيني منك , حتى لا أستمدّ منك.

إلهي وحبيبي , أنت العالم بي وبقلبي , وبروحي وبجسمي , وبكلّ ذراتي , وبشؤوني , وبعبرات عيوني , وبضعفي وعجزي , وبفقري يا ربّ , وبعجزي , لا بعزّتك إلا ما رحمتني , لا بعزّتك إلا ما أنشلتني , لا بقيوميتك إلا ما أقلتني , لا بنورك إلا ما رحمتني , لا طاقة لي يا ربّي , لا حيلة لي يا ربّي , لا قوّة لي يا ربّي , لا فهم لي يا ربّي , لا حركة لي ولا سكون يا ربّي , أسألك يا إلهي بعظمة نور وجهك الكريم , وبإسمك القديم الذي إستضاءت بمرآته أسماء الوجود , فرآك به كلّ موجود , إلا ما رحمتني و بجاه أحديتك وبجاه وجودك الذي ملأ أركان كلّ شيء.

 يا من ليس كمثله شيء , يا واحد في أحديته , يا صمد في خلقه , إلا ما أنشلتني , إلهي أسألك بأنّك أنت أنت , أنت الله الذي تفرّد بكلّ شيء , وتفرّد في كلّ شيء , وقام به كلّ شيء , يا عظيم يا عظيم يا عظيم , إرحم هذا العبد الضعيف , فآه من ضعفي يا ربّ , إفتح لي خزائن جودك , بلا مقابل يا ربّ , وبلا مهر , وبلا تعب أو نصب , إلهي إني أسألك من بابك لا من بابي , وهل لي باب حتى أسألك به أو منه , بل من محض كرمك , ومن حنانك يا ربّ , يا ربّ عبدك غريق , عبدك يستغيث , إلهي أغثني يا غياث المستغيثين ويا راحم المستضعفين.

 آه ثمّ آه ثمّ آه , لقد متّ بل إندثرت بل عجزت , إلهي بجاه عظمة نصرتك , وبجاه عفوك ومنّتك وفضلك ورحمتك , أيا غارة الله إسرعي ’ أيا غارة الله إسرعي أيا غارة الله إسرعي , النجاة النجاة يا ربّ , الرحمة الرحمة يا ربّ , الغوث الغوث يا ربّ , لقد تفتّت كبدي , وفنى جسمي , وغرّد قلبي في كلّ تقلّباته , وناح روحي نواح الأزل , إلهي لقد متّ وأنت أعلم بموتي منّي , يا ربّ معرفتك لا أريدها , بل أريد أن لا أريد , ما حسبت الأمر هكذا يا ربّ.

 إلهي إني أعترف لك بذنوبي وخطوبي وعيوبي ونقصي وجهلي , أنا لست بشيء وأنت خالق كلّ شيء وأنا شيء من حيث إرادتك لا من حيث حقيقتك , فيا ربّ عبدك هذا لقد يئس من كلّ شيء وما بقى مع شيء , وليس لي امل إلا فيك وبك , ولن أيأس منك ومن رحمتك , يا ربّ ما أعظم شؤون الربوبية , وما أعلى قدر الألوهية.

 يا سيدي رأسي تحت أقدام عبادك من ساداتي السود فكلّ من تحبّه في الكون هو سيّد لي , ولست أنا بسيّد لأحد , وأرى الوجود بأسره أفضل مني ولا أرى فضلي على أحد , يا سيدي أنا مع ما تختار , وفي مجاري أقدارك , فأنت يا ربّي الإله وأنا العبد , والعبد جاهل يا ربّ والعبد عبدك يا ربّ , فأنا أنتسب لك لأنّك ربّي , فهل لي سواك , ولا وعزّتك , ولا وقدرك , لا ورحمتك , لا وعلمك , لا وصفاتك كلها وأسمائك .

إلهي لقد عجز منّي كلّ شيء , سيدي بعزّتك إلا ما ذكرتني عندك بالحسنى , يا رحيم يا رحيم يا رحيم , لماذا تبكيني , وقد قتلني البكاء , وهاهو نحيبي ملأ الأرجاء , وما بكاي يا سيدي إلا إعترافا منّي بخطئي وبظلمي وبذنوبي , إلهي عندما أذكر بأنك ربّي يعود لي الأمل , فوعزّتك ما أحببت العيش إلا لعلمي بأنك الذي تعيّشني وترزقني وترحمني وتحرصني.

 إلهي أغفر لي لأنني ذكرتك في يوم ما على لساني وخطرت ألوهيتك على قلبي ,وأحبّت الروح رحماتك , أغفر لي لأني ما نسيتك في يوم من الأيام , بل أتنفّس بك , إلهي يا سيدي لقد رقّ قلبي رقّة أنت أعلم بها من نورك , وغرّدت روحي تغاريد البقاء بسرورك.

 إلهي إن تركتني فقد هلكت , فيا ربّ ويا سيدي هذا عبدك أمامك , عبدك يتوسّل إليك , عبدك يرجوك , عبدك يحني رأسه خجلا وحياءا منك.

فارحمه ولا تعذّبه. 

السؤال الثالث والعشرين:

ذكرتم سيدي فيما سبق ( فقد عاقبت الشريعة وليّ الله تعالى , الحلاّج رضي الله عنه وعاقبت السهروردي رضي الله عنه حفاظا على الحقائق المحمّدية فإنّه ليس هناك هدي بعد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فكلّ من تمسّك بهديه كان محفوظا مأمونا إن شاء الله تعالى ) والسؤال هو :

كيف عاقبت الشريعة وليّ الله الحلاج والسهروردي رضي الله عنهما ولماذا ؟


الجواب والله ورسوله أعلم :

إعلم سيدي بأنّ أحكام الشريعة مصونه محكومة بحدودها وتشاريعها فمن ظلمها أو تعدّاها أو ألقاها خلف ظهره فلا بدّ أن توقفه الحضرة الإلهية أمام محكمتها سواء في الدنيا أو في الآخرة ولا يخرج عن هذا القانون أي فرد من المسلمين لأنّ الشريعة قانون الأسماء والصفات من حيث قوله تعالى : ( وإذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى وإستكبر وكان من الكافرين ).

 فمن عصى الأمر طرد ولعن مهما كانت معرفته أو رتبته في العلم , لأنّ الأوامر والنواهي هي الحجّة البالغة لله تعالى على خلقه وعليها يقع الجزاء إمّا ثوابا أو عقابا , فلها الحكم في عالم الأسماء من حدود مادية أو معنوية ولها أحكام الجزاء في عالم الصفات من ثواب وعقاب.

 أمّا الذي يقول بأنّه يطرح التكاليف الشرعية فتصبح الشريعة لا تعنيه شيئا بمجرّد وصوله إلى مرتبة العلم بالذات فهو كافر لأنّه قال بالإعتقاد الذاتي فأفسد المراتب ( إن الله لا يحبّ المفسدين ) فجعل وجوده مع وجود الله بمعنى أنّه إعتقد في نفسه بأنّه صاحب الأسماء والصفات فأبطلها فجعل نفسه ربّا من دون الله سواء أقاله تصريحا أو تلميحا.

 وإنّما قلنا كافرا بمعنى أن الشريعة حكمت بكفره لأنّ الشريعة كما بيّنا هي جنود الله تعالى التي تحرس أسرار الذات ( وما يعلم جنود ربّك إلا هو ) فمن إدّعى وصوله إلى الله تعالى عن طريق غير الشريعة فقد كذب كذبا مبينا.

 ثمّ إنّ أحكام الشريعة لا تفرّق بين الأمير والمأمور والرئيس والمرؤوس ولا بين الوليّ والعامي ولا بين العالم والجاهل فكلّ الخلق سائرون تحت حكمها قال عليه الصلاة والسلام في هذه الحقيقة : ( والله لو أنّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) وقد أقام الفاروق رضي الله عنه الحدّ على إبنه جلدا , فما قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأن إبنته من آل البيت مثلا لا يجب عليها حدّ أو قصاص بل قال ( لقطعت يدها ) رغم أنّها عليها السلام ورضي الله عنها حاشاها من ذلك فهي سيّدة نساء أهل الجنّة وأمّ الحسنين رضي الله عنهما , وإنّما أراد صلى الله عليه وسلّم تفهيم الناس معاني وأحكام دين الله فما خلط بين الأحكام فأعطى كلّ ذي حقّ حقّه.

ثمّ إن الإعتداء على الشريعة يقع في ثلاثة مراتب :

- المرتبة الأولى : في مقام الإسلام وهو مقام الأحكام الفقهية من حلال وحرام , وهي مرتبة النفس الأمّارة بالسوء أي إعتداء عليها في محلّ الشهوات والمعاصي الظاهرة الزنا والسرقة والقتل ...إلخ وهذا الإعتداء في مقام الأسماء وعالمه.

- المرتبة الثانية : في مقام الإيمان وهو مقام الطريقة في الأحكام السلوكية من حلال وحرام باطني وهي الفواحش الباطنية الرياء والحسد والغلّ والحقد والأنانية والجشع والطمع وو...إلخ لأنّ صاحب هذا خالف حكم الشريعة التي هي نصوص القرآن والسنّة ( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ..الحديث ) وهذا في عالم الصفات ومقامها.

- المرتبة الثالثة : في مقام الإحسان وهو مقام الحقيقة في أحكام الحلال والحرام من حيث إفشاء أسرار الربوبية لذا قيل ( صدور الأحرار قبور الأسرار ) فمن أحلّ كشف السرّ عاقبته الشريعة لأنّ إفشاءه لذلك السرّ وقع في عالم الشهادة الذي الحكم فيه للشريعة الإسلامية فلا حكم لغيرها أصلا فيه.

وعليه يتبيّن بأن العامي والسالك والواصل كلّهم في هذا العالم وهو عالم الشهادة تحت حكم وسلطان الشريعة فكلّ من ظلمها أو تعدّى أحكامها عاقبته عاجلا غير آجل.

هذا بالإضافة بأن للشريعة رخص في المقامات الثلاثة فكما أنّ المريض يتيمّم أو النائم أو المجنون مرفوع عليه القلم والحكم الشرعي فكذلك الفاني والمستغرق في طريق الله لا حكم للشريعة عليه ولا يقتدى به أصلا ولا يلتفت لما قاله أصلا ولا يعوّل عليه , فهل يسمع لأقوال المجانين أو أقوال النائم قتؤخذ على محمل الجدّ فحتما هذا لا يكون ولو كان ما يقوله حقّا ...فافهم.

لذا وجب التمسّك بهدي النبي صلى الله عليه وسلّم في مقامات الدين الثلاثة لأنّه الحال الأكمل والعقل الأشمل والقلب الأنور فكلّ ما لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلّم فليس من الدين أقوالا وأفعالا وتقريرا وصفاتا كالذين يلعقول المناجل والنار ويضربون أنفسهم بالسكاكين ..إلخ ثمّ يقولون بأن هذا الطريق وكذلك كالشيعة الذين يضربون أنفسهم في الحسينيات البدعية ثمّ يقولون هذا دين الله فيتعبّدون به رغم أن الشريعة تقول ( والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) هذا فضلا عن الحلاج أو السهروردي رضي الله عنهما.

فالشريعة أوّل من عاقبت إبليس لعنه الله تعالى وهو مازال في الحضرة النورية وكذلك كلّ عارف قد يعاقب وهو في الحضرة النورية.

وقد رحم الله تعالى الحلاج والسهروردي رضي الله عنهما وإلا لكان ما كان ولسان حالهما يقول وهما عند الموت : ( إنّما نحن فتنة فلا تكفر ).

لذا تبرأ الشيوخ في عهد الحلاج رضي الله عنه منه ويقال بأنّه تعرّض لدعوة أحد العارفين فوقع فيما فيه وقع.

فكلّ من أفشى اسرار الربوبية الخاصة قتلته الشريعة ولا بدّ ولو أنّه يسقط من شرفة أو تصدمه سيارة لأنّ تلك الأسرار محلّ الغيرة الربانية وقد كانت الروحانية تخطف الكتب التي كان يؤلّفها بعض الأولياء فلا يدرون لها مكانا حتى لا تخرج الأسرار.

وخاصّة في هذا الزمان المظلم فإن الروحانية النورانية القدسية تغير من أن يخرج شيئا من تلك الأسرار لأن أهل هذا الزمان ليسوا بأهل لها وقد أمر ساداتنا بأن لا يخرج الفقير وارداته وأسراره إلا لشيخه فقط وهناك من الفقراء من يسرقون واردات غيرهم ولا يخرجون هم وارداتهم والسرقة من هذا النوع بين الفقراء كثير ولهم حيل في ذلك لا تخفى ولكن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

وهناك مسائل في هذه المباحث لا داعي من الإطالة بذكرها.


رضي الله عن ساداتنا الحلاج والسهروردي وعن جميع العارفين.

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È