بسم الله الرحمان الرحيم
السؤال الثالث :
لو ان مريدا اخذ البيعة واعطيا الورد العام لها لكنه ترك الورد العام واخذ بذكر ورد اخر من طريقة اخرى فهل يستفيد في سلوكه ام انه لا حظ له ؟
الجواب والله أعلم :
مدد كل طريقة في وردها , ومدد الشيخ في ورده الذي أعطاه للمريد , وبحسب الورد يكون الوارد , فإنّه لا وارد إلا بورد.
فمن ترك وردا أخذه بالبيعة على يد شيخ كامل أو ممن أذن له الشيخ في إعطاء البيعة وتلقين الإذكار العامّة أو العامّة والخاصّة فقد خرج من الطريق لأنّ البيعة هي عهد والعهد وقع بين المتعاهدين على الورد فمن تركه فقد نقض العهد.
والله تعالى يقول : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ).
أمّا من تركه تكاسلا وتهاونا فهو أهون أمرا ممّن تركه متعمّدا مدبرا عنه إلى غيره.
ثمّ إن الذكر بالورد العام متى ما حصلت فيه البيعة فهو يعتبر ذكرا خاصّا من هذه الناحية لأنّها علامة بداية السلوك وهي التخلية وتحلية القلب بنور ذلك الذكر الذي هو الورد حتى يتوجّه القلب ويشوّر إلى طلب مولاه , فالذكر بالورد إنّما جعل لغاية وهي تخلية القلب من الميل إلى ما سوى الله تعالى فمتى شوّر القلب إلى مولاه لقّن المريد ذكر السير في المقامات وهو ذكر الإسم المفرد فيكتب إسم الجلالة على الكون بأسره ليرتسم في قلبه وتنتقش حروفه في المخيّلة وتنبسط أنواره علويّا وسفليّا حتى يقع له الفناء فيه أي الفناء في الإسم الذي لا يدلّ إلا على عين المسمّى وهو الذات الإلهي.
وهذه الإذكار أخي التي هي أذكار الأذون بالبيعة في طريق الله تعالى تلقّن للمريد مع وجود نورها الذي يحميه الله به من دخول الشيطان والنفس عليه فيكون في سيره محميّا بإذن الله تعالى لأنّه أخذ الذكر بإذن وببيعة من شيخ كامل.
أمّا أن يترك هذا كلّه ويختار أن يذكر أذكارا أخرى لم يأخذها بالإذن ولم يأخذ فيها البيعة من شيخ كامل فهو كمن ترك ميراث أبيه وذهب إلى عمّه ليورثه ...فافهم.
نعم قد يذكر الذكر العام في طريقة أخرى ولا يحصل منه إلا الأجر مثله مثل أيّ ذكر آخر ورد في السنّة أمّا أن يسلك به ويسير به في المقامات ويكابد منه الأحوال فهذا بعيد لأنّ هذه الأمور تستوجب الإذن والبيعة.
وقدّ نصّ ساداتنا الأولياء بأنّ على الفقير أن يلازم ذكرا واحدا وطريقا واحدا وشيخا واحدا حتّى لا يتشتّت تفكيره وتنهار عزائمه ويدخل في دوامة النفس والخواطر الشيطانية فإنّه من دخل هذه المداخل صار لديه هوس كبير و وساوس لا يحسد عليها وإكتئاب وتتوارد عليه الخواطر بأجناسها وتلويناتها فلا يميّز سقيمها من صحيحها وهي دوامة كبيرة لذا حذّر الأولياء من التخليط في الأذكار وتخليط الطرق.
فمن كانت غايته الله تعالى أسرع إليه وهاجر إليه من أقرب طريق.
أمّا الذي يبحث عن جميع الطرق ويريد أن يسير فيها كلّها ويحصّل جميع أسرارها فهو طالب رئاسة ولم يكن قطّ طلبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
وقد حدثت قصّة شاهدتها أمامي :
كان لنا أخا في الطريقة وكان شاذليا وخلط بين ورده و ورد السادة القادرية فحصل له كشف ظلماني في قالب كشف نوراني فإلتبس عليه الأمر إلتباسا كبيرا وبدأ الخاطر يكلّمه بأمور مهولة وهي من الشيطان فردّه مقدّمنا رضي الله عنه ورحمه الله تعالى وأرسله إلى الشيخ فساعفه الشيخ باللين وحذّره من التخليط بين أذكار الطرق.
فيا سيدي : إن لكلّ طريقة أسرار عظام وبحور جسام ودوائر كبرى ولكلّ زاوية حرّاسها ولكلّ مريد عين تراه وهي عين الشيخ أمّا عين الله تعالى فهي ترعى الجميع الشيخ والمريد.
فمن كان تحت نظر شيخه فهو محفوظ إن شاء الله تعالى.
فلا قائل بتبديل الشيوخ ولا بتخليط الأذكار ولا بتعديد الطرق بل الأمر يتعلّق فقط بالسير والسلوك إلى محبّة ملك الملوك.
أمّا من رام الوصول إلى غير ذلك فأقول له : يا سيدي لقد أخطأت الطريق من أوّل قدم فهذا طريق الله تعالى وطريق رسوله ومن كانت هجرته إلى الله تعالى ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله.
وكم حدّثتني نفسي من مرّة أن أغيّر شيخي وأذهب إلى شيخ آخر بل إنّها تحدّثني حديث الصبيان فتقول لي : يا هذا إنّك أعلم منه وأشمل إحاطة منه ..إلى نهاية خزعبلاتها
فأقول لها : يا نفس : ( سأعيش وأسمع منك الغرائب والعجائب ) فإزداد لها كرها وعليها مقتا وفيها مجاهدة لأنّها تدرك تماما دواء الشيخ لها فتريد أن تهرب منه.
و والله الذي لا يحلف بغيره عندما تأتيني فاجعة أو واجعة تقول لي نفسي : لماذا لا تتصل بالشيخ وتشكو له حالك فأقول لها : الآن فقط تعترفين أنّه شيخ أما عندما تكونين في كبريائك وعظمتك وتجبّرك تحتقرينه ( أهذا الذي بعث الله رسولا ).
وكان شيخي يعلم كلّ ذلك منّي فلا يكلّمني فيه البتّة حتى قتلني صمته وأحرقني سكوته فما يزيد أن يقول لي : هناك فلان أريد أن أقول له : يا هذا إتّق الله تعالى وحافظ على صلواتك في مواعيدها فإن الحسنات يذهبن السيّئات.
ويكفي من الإنتساب إلى الشيوخ محبّتنا لهم ومحبّتهم لنا فقد قال لنا شيخنا يوما :
( يوم القيامة عندما يأتي كلّ شيخ حاملا رايته يكون كلّ مريديه معه الأعمى والبصير والعارف والجاهل فالكلّ تحت رايته فالحمد لله على نعمة الشيوخ.
وإنّما أطيل في الإجابة محبّة في الإفادة لا غير والنصح الذي نفسي أولى به.
فأوّل الشيوخ الذي دلّك الله عليه علينا أن نلتزم قادوسه لنشرب منه فما دلّنا الله عليه إلا لحكمة جليلة , والحمد لله فالمشائخ كثر تعجّ بهم الكرة الأرضية فرحمة الله واسعة وخير الله كثير.
والسلام
السؤال الثالث :
لو ان مريدا اخذ البيعة واعطيا الورد العام لها لكنه ترك الورد العام واخذ بذكر ورد اخر من طريقة اخرى فهل يستفيد في سلوكه ام انه لا حظ له ؟
الجواب والله أعلم :
مدد كل طريقة في وردها , ومدد الشيخ في ورده الذي أعطاه للمريد , وبحسب الورد يكون الوارد , فإنّه لا وارد إلا بورد.
فمن ترك وردا أخذه بالبيعة على يد شيخ كامل أو ممن أذن له الشيخ في إعطاء البيعة وتلقين الإذكار العامّة أو العامّة والخاصّة فقد خرج من الطريق لأنّ البيعة هي عهد والعهد وقع بين المتعاهدين على الورد فمن تركه فقد نقض العهد.
والله تعالى يقول : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ).
أمّا من تركه تكاسلا وتهاونا فهو أهون أمرا ممّن تركه متعمّدا مدبرا عنه إلى غيره.
ثمّ إن الذكر بالورد العام متى ما حصلت فيه البيعة فهو يعتبر ذكرا خاصّا من هذه الناحية لأنّها علامة بداية السلوك وهي التخلية وتحلية القلب بنور ذلك الذكر الذي هو الورد حتى يتوجّه القلب ويشوّر إلى طلب مولاه , فالذكر بالورد إنّما جعل لغاية وهي تخلية القلب من الميل إلى ما سوى الله تعالى فمتى شوّر القلب إلى مولاه لقّن المريد ذكر السير في المقامات وهو ذكر الإسم المفرد فيكتب إسم الجلالة على الكون بأسره ليرتسم في قلبه وتنتقش حروفه في المخيّلة وتنبسط أنواره علويّا وسفليّا حتى يقع له الفناء فيه أي الفناء في الإسم الذي لا يدلّ إلا على عين المسمّى وهو الذات الإلهي.
وهذه الإذكار أخي التي هي أذكار الأذون بالبيعة في طريق الله تعالى تلقّن للمريد مع وجود نورها الذي يحميه الله به من دخول الشيطان والنفس عليه فيكون في سيره محميّا بإذن الله تعالى لأنّه أخذ الذكر بإذن وببيعة من شيخ كامل.
أمّا أن يترك هذا كلّه ويختار أن يذكر أذكارا أخرى لم يأخذها بالإذن ولم يأخذ فيها البيعة من شيخ كامل فهو كمن ترك ميراث أبيه وذهب إلى عمّه ليورثه ...فافهم.
نعم قد يذكر الذكر العام في طريقة أخرى ولا يحصل منه إلا الأجر مثله مثل أيّ ذكر آخر ورد في السنّة أمّا أن يسلك به ويسير به في المقامات ويكابد منه الأحوال فهذا بعيد لأنّ هذه الأمور تستوجب الإذن والبيعة.
وقدّ نصّ ساداتنا الأولياء بأنّ على الفقير أن يلازم ذكرا واحدا وطريقا واحدا وشيخا واحدا حتّى لا يتشتّت تفكيره وتنهار عزائمه ويدخل في دوامة النفس والخواطر الشيطانية فإنّه من دخل هذه المداخل صار لديه هوس كبير و وساوس لا يحسد عليها وإكتئاب وتتوارد عليه الخواطر بأجناسها وتلويناتها فلا يميّز سقيمها من صحيحها وهي دوامة كبيرة لذا حذّر الأولياء من التخليط في الأذكار وتخليط الطرق.
فمن كانت غايته الله تعالى أسرع إليه وهاجر إليه من أقرب طريق.
أمّا الذي يبحث عن جميع الطرق ويريد أن يسير فيها كلّها ويحصّل جميع أسرارها فهو طالب رئاسة ولم يكن قطّ طلبه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم.
وقد حدثت قصّة شاهدتها أمامي :
كان لنا أخا في الطريقة وكان شاذليا وخلط بين ورده و ورد السادة القادرية فحصل له كشف ظلماني في قالب كشف نوراني فإلتبس عليه الأمر إلتباسا كبيرا وبدأ الخاطر يكلّمه بأمور مهولة وهي من الشيطان فردّه مقدّمنا رضي الله عنه ورحمه الله تعالى وأرسله إلى الشيخ فساعفه الشيخ باللين وحذّره من التخليط بين أذكار الطرق.
فيا سيدي : إن لكلّ طريقة أسرار عظام وبحور جسام ودوائر كبرى ولكلّ زاوية حرّاسها ولكلّ مريد عين تراه وهي عين الشيخ أمّا عين الله تعالى فهي ترعى الجميع الشيخ والمريد.
فمن كان تحت نظر شيخه فهو محفوظ إن شاء الله تعالى.
فلا قائل بتبديل الشيوخ ولا بتخليط الأذكار ولا بتعديد الطرق بل الأمر يتعلّق فقط بالسير والسلوك إلى محبّة ملك الملوك.
أمّا من رام الوصول إلى غير ذلك فأقول له : يا سيدي لقد أخطأت الطريق من أوّل قدم فهذا طريق الله تعالى وطريق رسوله ومن كانت هجرته إلى الله تعالى ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله.
وكم حدّثتني نفسي من مرّة أن أغيّر شيخي وأذهب إلى شيخ آخر بل إنّها تحدّثني حديث الصبيان فتقول لي : يا هذا إنّك أعلم منه وأشمل إحاطة منه ..إلى نهاية خزعبلاتها
فأقول لها : يا نفس : ( سأعيش وأسمع منك الغرائب والعجائب ) فإزداد لها كرها وعليها مقتا وفيها مجاهدة لأنّها تدرك تماما دواء الشيخ لها فتريد أن تهرب منه.
و والله الذي لا يحلف بغيره عندما تأتيني فاجعة أو واجعة تقول لي نفسي : لماذا لا تتصل بالشيخ وتشكو له حالك فأقول لها : الآن فقط تعترفين أنّه شيخ أما عندما تكونين في كبريائك وعظمتك وتجبّرك تحتقرينه ( أهذا الذي بعث الله رسولا ).
وكان شيخي يعلم كلّ ذلك منّي فلا يكلّمني فيه البتّة حتى قتلني صمته وأحرقني سكوته فما يزيد أن يقول لي : هناك فلان أريد أن أقول له : يا هذا إتّق الله تعالى وحافظ على صلواتك في مواعيدها فإن الحسنات يذهبن السيّئات.
ويكفي من الإنتساب إلى الشيوخ محبّتنا لهم ومحبّتهم لنا فقد قال لنا شيخنا يوما :
( يوم القيامة عندما يأتي كلّ شيخ حاملا رايته يكون كلّ مريديه معه الأعمى والبصير والعارف والجاهل فالكلّ تحت رايته فالحمد لله على نعمة الشيوخ.
وإنّما أطيل في الإجابة محبّة في الإفادة لا غير والنصح الذي نفسي أولى به.
فأوّل الشيوخ الذي دلّك الله عليه علينا أن نلتزم قادوسه لنشرب منه فما دلّنا الله عليه إلا لحكمة جليلة , والحمد لله فالمشائخ كثر تعجّ بهم الكرة الأرضية فرحمة الله واسعة وخير الله كثير.
والسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق