بسم الله الرحمان الرحيم -
الحمد لله الهادي عباده إلى سبيله القويم
وبعد :
هناك أصل أوّل يجب معرفته فعليه أساس الأمر كلّه :
وهو أصل الإيمان بالله تعالى فإنّه أساس كلّ شيء وهذا الإيمان ينقسم إلى نوعين : النوع الأوّل : محمود , والنوع الثاني : مذموم.
والمقصود بأنّ النوع الأوّل هو إيمانك بالله تعالى وبكلّ ما أخبر به ( إذ أنّه التحقيق ) بحسب ما طلبه الله منك في هذا الإيمان , أي أنّك تؤمن بالله تعالى بحسب مرادات الله تعالى في هذا الإيمان بمعنى أنّك تؤمن به بحسب ما أراده هو منك في هذا الإيمان وليس بحسب ما تريده أنت في هذا الإيمان لذا لمّا طلب سيّدنا موسى عليه السلام من فرعون الإيمان بالله تعالى قال له فرعون ( قال فرعون وما ربّ العالمين ) قال له موسى ( ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ).
فدلّه على مقام الإيقان فما قال له ( إن كنتم مومنين ) بل قال له ( موقنين ) لأنّ فرعون طلب الحقيقة ( وما ربّ العالمين ) من غير إيمان فأوضح له موسى أنّ الحقيقة التي طلبت فهمها لا يمكنك فهمها إلا متى وصلت إلى مقام الإيقان وهذا لا يمكن حصوله لك إلا بالإيمان وهو الذلّ لله تعالى وعبادته ومجاهدة نفسك حتى تضحى عبدا ربّانيا خالصا ليس لك من أحوال هوى نفسك من شيء وإن كان فإنّك تعالجه في الحين.
فالإيمان أوّل الدرجات كما أنّه أعلى الدرجات لأنّ الإيقان وليد الإيمان وكذلك الإحسان وليد الإيقان فهذه الأركان كلّها ترجع إلى دائرة الإيمان فإنّ الإيمان بالله تعالى ليس له نهاية فهو مركز ومحور الوجود فمن لا إيمان له فلا معرفة له ولا حقيقة له لأنّ الإيمان هو الحقيقة فبقدر ترقّيك في هذا الإيمان بقدر ترقّيك في مدارج الحقائق والفهم والتوحيد لأنّ العلم إنّما وضع ( الرحمان علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان ) لمعرفة الخالق جلّ وعلا.
فإنّ العلم لا يدلّ إلاّ عليه فمن لم يدلّه علمه عليه فعلمه مسلوب النور الإلهي فأضحى شيطانا مريدا أي ذلك العلم فعلم الروحانيات لا يوجد فيه نور التوحيد بل يوجد فيه مظنّة الشرك بالله تعالى وهنا قبل أن نأتي على ذكر الروحانيات نطرح هذا السؤال ليتفكّر فيه القوم : ( هل تعلّم هذا العلم أي علم الروحانيات من حيث التسخير وقضاء الحاجات يدلّ على الله تعالى أم لا ؟؟؟ ).
أمّا النوع الثاني فهو النوع المذموم وهو أنّك تؤمن بالله تعالى بحسب مرادات نفسك وهواها أي أنّك توظّف هذا الإيمان بحسب موافقة نفسك أو عدمه عليه وفي هذا الإيمان يدخل جميع أهل الكفر والضلال من الأوّلين والآخرين وجميع أهل البدع في العقائد بصفة أدنى , فالمؤمن في هذه الحالة وإن آمن بالله تعالى فإيمانه في حقيقته جهل بالله تعالى بل هو إيمان بحسب طريقة إبليس في هذا الإيمان فإنّ إبليس ما كفر لأنّه جحد وجود الله تعالى بل كفر لأنّه نازع هذا الربّ شؤونه وأوامره.
فالسؤال الثاني ( هل طلب منّا الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلّم تعلّم علم تسخير الروحانيين وتصريفهم في قضاء الحاجات النفسية ؟؟؟
أم أنّه سبحانه قاضي الحاجات فسألنا أن ندعوه هو ولا ننادي على ملوك الجنّ لنستخدمهم في قضاء حوائجنا ؟؟؟
فهل نادى إبراهيم عليه السلام ( جمهروش ) لينقذه من النار ؟؟؟
بل هذا جبريل وهو رئيس الملائكة وما وافق سيّدنا إبراهيم عليه السلام أن يقضي له حاجة رغم أنّ الله تعالى هو الذي أرسله إليه ؟؟؟
فهلاّ سألنا أنفسنا في يوم من الأيّام لماذ رفض إبراهيم عليه السلام أن يقضي حاجته جبريل ؟؟؟
وهل وصلت إلى الإجابة وأقنعتك ؟؟؟
فهل نادى محمد رسول الله على ملوك الجنّ ليقضوا حاجته الدنيوية في همّ الرزق لمّا شدّ الحجر على بطنه من الجوع أم أنّه إستغاث بملوك الجنّ وإستخدمهم بالأسماء العظام في غزوة بدر ليغيثوه أم أننّا لا نقرأ في قوله تعالى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ).
وسنتكلّم في علوم الإمداد عند الإلتجاء إلى الله تعالى (فهذا تمهيد أمهّد به ).
كنت العبد الضعيف في صغري أصابني مرض غريب فكان شيء يسري فيّ وفي قلبي فكنت وأنا صغير أقفز أجري من شدّة سريان ذلك الأمر في عروقي فأدور في الحيّ وأنادي بأعلى صوتي : لا إله إلا الله – لا إله إلا الله – لا إله إلا الله , أنادي بأعلى صوتي فما مرّ في فكري ولا جرى على بالي وقتها بأنّه هناك أحد من الناس يحسن أن ينجيني في تلك اللحظة غير الله تعالى , فوالله ما جنيت من وراء هذا غير أمور حسان كمعرفتي بالطريق وهدايتي إلى الله تعالى.
فبعد ذلك الصراخ والنداء إجتباني الله تعالى وهداني إلى طريق السادة الكرام فإنّ العبد الفقير لا يدلّ إلا على الله تعالى وهكذا أوصانا سبحانه وتعالى لأنّه من دلّ على غيره فقد خاب وتعس وكنت فيما مضى أشتكي إلى شيخي حوائجي فيقول لي ألا تجد شيئا في الكتاب والسنّة إقرأ سورة يس فإنّها لما قرئت له وهكذا كان يعلّمني كيف ألتمس أبواب قضاء حوائجي عن طريق المنهاج المحمّدي فما دلّني قطّ على جنّ ولا تسخير ولا تصريف أبدا وسنأتي على كلّ هذا بالتفصيل.
فالعقيدة الصحيحة تقول بأنّه : لا فاعل إلا الله ولا خالق ولا رازق إلا الله ولا نافع ولا ضارّ إلا الله تعالى ولا كاشف كروب ولا قاضي حاجات إلا الله تعالى لأنّه الفاعل سبحانه فلا فاعل معه سواه ولا عليم معه سواه ولا حكيم معه سواه ولا حاضرا معه سواه ولا لطيفا معه سواه ولا رحيما معه سواه ولا مانعا أو معطيا معه سواه.
فمتى تحقّق هذا الأصل وإنعقد في القلب إعتقادا جازما فسّرت جميع الأمور الحادثة بحسب مقتضيات هذا الإيمان فلا ترى في الكون حقيقة فاعلا ولا رازقا ولا نافعا ولا ضارّا إلا الله تعالى ففي هذه الحالة الأولى وهي الأصلية تصبح الأسباب في نظرك لا حول لها ولا قوّة إلا بالله فهي في هذا مثلها مثلك عاجزة ضعيفة فقيرة من كلّ وجه فهذا الباب من الإيمان وهو أوّل باب يجب الإعتقاد به والجزم به على الوجه الكامل فمتى كان هذا كانت جميع الأمور التي تعتزمها أدبا ومادّة يسري فيه هذا الإيمان.
فتحفظ بذلك سرّ التوحيد في قلبك فلا يعترضك شبهة ولا ميل ولا ملل ولا كلل في هذا الإيمان إذ أنّه يضحى روح حياتك وأنفاسك الذي تعيش به فتعترف بالحقيقة التي تقول ( أإله مع الله ) والتي تقول (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهْوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) فتثبت على هذا الأصل ثباتا تامّا ( يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك ) أي في أركانه الثلاثة بمعنى أن تثبت على هذه العقيدة في مقام الإسلام متى كنت من أهل الحجاب , ثمّ تثبت عليها في مقام الإيمان ( يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله ) ثمّ تثبت عليها في مقام الإحسان (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ).
فالمؤمن من حيث هو مؤمن لا يلتفت أصلا إلا إلى حقائق هذا الإيمان فيضحى أغلى عنده من أبنائه و والديه وماله بل وأغلى عنده من الإنس والجنّ لأنّه من أراد أن يبيع هذا الإيمان في أي سوق كان بثمن زهيد فإنّه قيل فيه ( يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ).
يتبع...
الحمد لله الهادي عباده إلى سبيله القويم
وبعد :
هناك أصل أوّل يجب معرفته فعليه أساس الأمر كلّه :
وهو أصل الإيمان بالله تعالى فإنّه أساس كلّ شيء وهذا الإيمان ينقسم إلى نوعين : النوع الأوّل : محمود , والنوع الثاني : مذموم.
والمقصود بأنّ النوع الأوّل هو إيمانك بالله تعالى وبكلّ ما أخبر به ( إذ أنّه التحقيق ) بحسب ما طلبه الله منك في هذا الإيمان , أي أنّك تؤمن بالله تعالى بحسب مرادات الله تعالى في هذا الإيمان بمعنى أنّك تؤمن به بحسب ما أراده هو منك في هذا الإيمان وليس بحسب ما تريده أنت في هذا الإيمان لذا لمّا طلب سيّدنا موسى عليه السلام من فرعون الإيمان بالله تعالى قال له فرعون ( قال فرعون وما ربّ العالمين ) قال له موسى ( ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ).
فدلّه على مقام الإيقان فما قال له ( إن كنتم مومنين ) بل قال له ( موقنين ) لأنّ فرعون طلب الحقيقة ( وما ربّ العالمين ) من غير إيمان فأوضح له موسى أنّ الحقيقة التي طلبت فهمها لا يمكنك فهمها إلا متى وصلت إلى مقام الإيقان وهذا لا يمكن حصوله لك إلا بالإيمان وهو الذلّ لله تعالى وعبادته ومجاهدة نفسك حتى تضحى عبدا ربّانيا خالصا ليس لك من أحوال هوى نفسك من شيء وإن كان فإنّك تعالجه في الحين.
فالإيمان أوّل الدرجات كما أنّه أعلى الدرجات لأنّ الإيقان وليد الإيمان وكذلك الإحسان وليد الإيقان فهذه الأركان كلّها ترجع إلى دائرة الإيمان فإنّ الإيمان بالله تعالى ليس له نهاية فهو مركز ومحور الوجود فمن لا إيمان له فلا معرفة له ولا حقيقة له لأنّ الإيمان هو الحقيقة فبقدر ترقّيك في هذا الإيمان بقدر ترقّيك في مدارج الحقائق والفهم والتوحيد لأنّ العلم إنّما وضع ( الرحمان علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان ) لمعرفة الخالق جلّ وعلا.
فإنّ العلم لا يدلّ إلاّ عليه فمن لم يدلّه علمه عليه فعلمه مسلوب النور الإلهي فأضحى شيطانا مريدا أي ذلك العلم فعلم الروحانيات لا يوجد فيه نور التوحيد بل يوجد فيه مظنّة الشرك بالله تعالى وهنا قبل أن نأتي على ذكر الروحانيات نطرح هذا السؤال ليتفكّر فيه القوم : ( هل تعلّم هذا العلم أي علم الروحانيات من حيث التسخير وقضاء الحاجات يدلّ على الله تعالى أم لا ؟؟؟ ).
أمّا النوع الثاني فهو النوع المذموم وهو أنّك تؤمن بالله تعالى بحسب مرادات نفسك وهواها أي أنّك توظّف هذا الإيمان بحسب موافقة نفسك أو عدمه عليه وفي هذا الإيمان يدخل جميع أهل الكفر والضلال من الأوّلين والآخرين وجميع أهل البدع في العقائد بصفة أدنى , فالمؤمن في هذه الحالة وإن آمن بالله تعالى فإيمانه في حقيقته جهل بالله تعالى بل هو إيمان بحسب طريقة إبليس في هذا الإيمان فإنّ إبليس ما كفر لأنّه جحد وجود الله تعالى بل كفر لأنّه نازع هذا الربّ شؤونه وأوامره.
فالسؤال الثاني ( هل طلب منّا الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلّم تعلّم علم تسخير الروحانيين وتصريفهم في قضاء الحاجات النفسية ؟؟؟
أم أنّه سبحانه قاضي الحاجات فسألنا أن ندعوه هو ولا ننادي على ملوك الجنّ لنستخدمهم في قضاء حوائجنا ؟؟؟
فهل نادى إبراهيم عليه السلام ( جمهروش ) لينقذه من النار ؟؟؟
بل هذا جبريل وهو رئيس الملائكة وما وافق سيّدنا إبراهيم عليه السلام أن يقضي له حاجة رغم أنّ الله تعالى هو الذي أرسله إليه ؟؟؟
فهلاّ سألنا أنفسنا في يوم من الأيّام لماذ رفض إبراهيم عليه السلام أن يقضي حاجته جبريل ؟؟؟
وهل وصلت إلى الإجابة وأقنعتك ؟؟؟
فهل نادى محمد رسول الله على ملوك الجنّ ليقضوا حاجته الدنيوية في همّ الرزق لمّا شدّ الحجر على بطنه من الجوع أم أنّه إستغاث بملوك الجنّ وإستخدمهم بالأسماء العظام في غزوة بدر ليغيثوه أم أننّا لا نقرأ في قوله تعالى (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ).
وسنتكلّم في علوم الإمداد عند الإلتجاء إلى الله تعالى (فهذا تمهيد أمهّد به ).
كنت العبد الضعيف في صغري أصابني مرض غريب فكان شيء يسري فيّ وفي قلبي فكنت وأنا صغير أقفز أجري من شدّة سريان ذلك الأمر في عروقي فأدور في الحيّ وأنادي بأعلى صوتي : لا إله إلا الله – لا إله إلا الله – لا إله إلا الله , أنادي بأعلى صوتي فما مرّ في فكري ولا جرى على بالي وقتها بأنّه هناك أحد من الناس يحسن أن ينجيني في تلك اللحظة غير الله تعالى , فوالله ما جنيت من وراء هذا غير أمور حسان كمعرفتي بالطريق وهدايتي إلى الله تعالى.
فبعد ذلك الصراخ والنداء إجتباني الله تعالى وهداني إلى طريق السادة الكرام فإنّ العبد الفقير لا يدلّ إلا على الله تعالى وهكذا أوصانا سبحانه وتعالى لأنّه من دلّ على غيره فقد خاب وتعس وكنت فيما مضى أشتكي إلى شيخي حوائجي فيقول لي ألا تجد شيئا في الكتاب والسنّة إقرأ سورة يس فإنّها لما قرئت له وهكذا كان يعلّمني كيف ألتمس أبواب قضاء حوائجي عن طريق المنهاج المحمّدي فما دلّني قطّ على جنّ ولا تسخير ولا تصريف أبدا وسنأتي على كلّ هذا بالتفصيل.
فالعقيدة الصحيحة تقول بأنّه : لا فاعل إلا الله ولا خالق ولا رازق إلا الله ولا نافع ولا ضارّ إلا الله تعالى ولا كاشف كروب ولا قاضي حاجات إلا الله تعالى لأنّه الفاعل سبحانه فلا فاعل معه سواه ولا عليم معه سواه ولا حكيم معه سواه ولا حاضرا معه سواه ولا لطيفا معه سواه ولا رحيما معه سواه ولا مانعا أو معطيا معه سواه.
فمتى تحقّق هذا الأصل وإنعقد في القلب إعتقادا جازما فسّرت جميع الأمور الحادثة بحسب مقتضيات هذا الإيمان فلا ترى في الكون حقيقة فاعلا ولا رازقا ولا نافعا ولا ضارّا إلا الله تعالى ففي هذه الحالة الأولى وهي الأصلية تصبح الأسباب في نظرك لا حول لها ولا قوّة إلا بالله فهي في هذا مثلها مثلك عاجزة ضعيفة فقيرة من كلّ وجه فهذا الباب من الإيمان وهو أوّل باب يجب الإعتقاد به والجزم به على الوجه الكامل فمتى كان هذا كانت جميع الأمور التي تعتزمها أدبا ومادّة يسري فيه هذا الإيمان.
فتحفظ بذلك سرّ التوحيد في قلبك فلا يعترضك شبهة ولا ميل ولا ملل ولا كلل في هذا الإيمان إذ أنّه يضحى روح حياتك وأنفاسك الذي تعيش به فتعترف بالحقيقة التي تقول ( أإله مع الله ) والتي تقول (قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهْوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) فتثبت على هذا الأصل ثباتا تامّا ( يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك ) أي في أركانه الثلاثة بمعنى أن تثبت على هذه العقيدة في مقام الإسلام متى كنت من أهل الحجاب , ثمّ تثبت عليها في مقام الإيمان ( يا أيّها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله ) ثمّ تثبت عليها في مقام الإحسان (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ).
فالمؤمن من حيث هو مؤمن لا يلتفت أصلا إلا إلى حقائق هذا الإيمان فيضحى أغلى عنده من أبنائه و والديه وماله بل وأغلى عنده من الإنس والجنّ لأنّه من أراد أن يبيع هذا الإيمان في أي سوق كان بثمن زهيد فإنّه قيل فيه ( يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ).
يتبع...
0 التعليقات:
إرسال تعليق