بسم الله الرحمان الرحيم -
فصل :
لتعلم أيّها الإنسان قدرك عند ربّك ومنزلتك العظمى أنظر إلى أمرين :
الأمر الأوّل :
الملائكة التي غارت على مقامك أن لا تحافظ عليه فلا تعرف قدرك فيه فذكرت في مقالها ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك )كي تعلم أنّ مقامات الإصطفاء لا تنال بالأعمال مهما بلغ شأن تلك الأعمال ولو صدرت في مقام التنوير الذاتي فلا يحتجّ بها عند ورود فضل الله عليك أو على غيرك , ولا تنال بأفضلية الخلقة في أصل صنعها ... بل الفضل ليس له مقياس غير مقياس المشيئة التي لا تقاس فأنت يا إنسان في بحر المشيئة الإلهية تسبح ولا تدري ( والله ذو الفضل العظيم ).
الأمر الثاني :
حسد إبليس لك وقد كان في صفّ الملائكة يعبد ربّه معهم لتعلم عظمة وشرف المقام الذي أقامك الله فيه فهو أمانة في عنقك إلى يوم القيامة فالإنسان في خلافة الأرض مسيّر وليس مخيّرا أعني في قبولها أو عدمها فعاداك إبليس لعنه الله تعالى كلّ هذا العداء ففرّط في الحضرة والجنّة وفي قرب الله تعالى ورضاه لما علمه من قدر منيف لتلك المرتبة العظيمة التي أقامك الله فيها.
فأنت يا إنسان حبيب الحقّ وعين جوهرة الوجود خدمتك الأكوان برمّتها وسجدت لك الملائكة وأنت في صلب أبيك آدم لأنّك قطب الوجود في الحقيقة.
فأنت بين حبيب وهم الملائكة وبين عدوّ وهو الشيطان كي لا تضلّ طريق المحبوب بل جعلك بين نقيضين كي تخلع النعلين فتصلّي صلاتك الأبدية السرمدية التي لا رفع من سجودها أبدا.
رأيت مرّة عارفا وليّا صالحا يعالج نفسه أن يرفع جبهته من السجود فما استطاع حتى كادت جبهته تقطر دما.
التنافس الحقيقي ليس هو تنافس الدنيا ولا تنافس الآخرة بل هو التنافس إلى المحبوب هناك يصحّ السباق فمن سبق فقد لحق ( أيّهم أقرب ).
قالت الهمّة المحمّدية المقدّسة ( والله يا عمّاه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتّى يظهره الله أو أهلك دونه ) فإنّه عليه الصلاة والسلام أخذ الكتاب بقوّة.
قال : حتّى يظهره الله , فنسب فعل الإظهار إلى الله.
وقال : أو أهلك دونه , فما نسب فعل الهلاك إلى الله تعالى لأنّ الله تعالى لا يهلك من يظهر دينه بل يحفظه ويعينه.
فصل :
لتعلم أيّها الإنسان قدرك عند ربّك ومنزلتك العظمى أنظر إلى أمرين :
الأمر الأوّل :
الملائكة التي غارت على مقامك أن لا تحافظ عليه فلا تعرف قدرك فيه فذكرت في مقالها ( ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك )كي تعلم أنّ مقامات الإصطفاء لا تنال بالأعمال مهما بلغ شأن تلك الأعمال ولو صدرت في مقام التنوير الذاتي فلا يحتجّ بها عند ورود فضل الله عليك أو على غيرك , ولا تنال بأفضلية الخلقة في أصل صنعها ... بل الفضل ليس له مقياس غير مقياس المشيئة التي لا تقاس فأنت يا إنسان في بحر المشيئة الإلهية تسبح ولا تدري ( والله ذو الفضل العظيم ).
الأمر الثاني :
حسد إبليس لك وقد كان في صفّ الملائكة يعبد ربّه معهم لتعلم عظمة وشرف المقام الذي أقامك الله فيه فهو أمانة في عنقك إلى يوم القيامة فالإنسان في خلافة الأرض مسيّر وليس مخيّرا أعني في قبولها أو عدمها فعاداك إبليس لعنه الله تعالى كلّ هذا العداء ففرّط في الحضرة والجنّة وفي قرب الله تعالى ورضاه لما علمه من قدر منيف لتلك المرتبة العظيمة التي أقامك الله فيها.
فأنت يا إنسان حبيب الحقّ وعين جوهرة الوجود خدمتك الأكوان برمّتها وسجدت لك الملائكة وأنت في صلب أبيك آدم لأنّك قطب الوجود في الحقيقة.
فأنت بين حبيب وهم الملائكة وبين عدوّ وهو الشيطان كي لا تضلّ طريق المحبوب بل جعلك بين نقيضين كي تخلع النعلين فتصلّي صلاتك الأبدية السرمدية التي لا رفع من سجودها أبدا.
رأيت مرّة عارفا وليّا صالحا يعالج نفسه أن يرفع جبهته من السجود فما استطاع حتى كادت جبهته تقطر دما.
التنافس الحقيقي ليس هو تنافس الدنيا ولا تنافس الآخرة بل هو التنافس إلى المحبوب هناك يصحّ السباق فمن سبق فقد لحق ( أيّهم أقرب ).
قالت الهمّة المحمّدية المقدّسة ( والله يا عمّاه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتّى يظهره الله أو أهلك دونه ) فإنّه عليه الصلاة والسلام أخذ الكتاب بقوّة.
قال : حتّى يظهره الله , فنسب فعل الإظهار إلى الله.
وقال : أو أهلك دونه , فما نسب فعل الهلاك إلى الله تعالى لأنّ الله تعالى لا يهلك من يظهر دينه بل يحفظه ويعينه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق