إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

لذّة الأنس في مجاهدة النفس4

بسم الله الرحمان الرحيم -


قال تعالى ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ).

أعلمك سبحانه كون نفسك التي بين جنبيك ليس يربطك بها من العلاقات إلاّ علاقة واحدة إمّا علاقة تزكية من تخلية وتحلية فتكون علاقة صدق ومحبة وعدل معها ونجاة وإمّا علاقة موافقة واستجابة لرغباتها وميل إلى شهزاتها فتكون علاقة خيبة وخسارة وضلال وظلمة ...

لذا أعلمك سبحانه وتعالى كون القياد بيدك لا بيدها وأنّ الحكم لك عليها فهي وديعة عندك إمّا أن تزكيها فتنجو معها وإمّا أن تتركها فتهلك معها لأنه سبحانه رزقك عقل التكليف في مقام الإسلام فرغبها في الثواب ورهبها من العقاب ثمّ رزقك قلب التعريف في مقام الإيمان فرغّبها في الإيقان ورهبها من الحجاب ثمّ رزقك روح العبودية في مقام الإحسان فرغّبها في المشاهدة ورهبها من السلب ..

فرزقك عقل التكليف الذي هو عقل الخلافة لمعرفة الأسماء الإلهية في عالم الظهور من أمر ونهي ثمّ رزقك قلب التعريف الذي هو لبّ حضور المعاني النورية والأسرار الإيقانية لمعرفة الصفات الإلهية في عالم الأنوار من سير ويقين ثمّ رزقك روح العبودية الذي هو لبّ المشاهدة والمكالمة لمعرفة الذات الصمدية في عالم الأسرار من أدب ومعرفة فأنت تسير بها في كلّ مرحلة من مراحل سيرك كي تخلصها من أشواك الجهل وظلمة وجودها إلى أن تسمع نداء الفلاح بعد نداء الصلاه ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ) فهذا بداية السير الخالي من خواطر النفس والسوء ( وأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق ) فليس هناك أعمق من فجّ النفس فسبحان من خلّص أولياءه من كدورات النفس و ( إلاّ عبادك منهم المخلصين ).

فالفلاح راجع لك في تزكيتها والخسارة عائدة عليك في دسّها وسترها والدفاع عنها وموافقتها في شهواتها وميولاتها والرضا عن أفعالها والإمتثال إلى خواطرها فأنت بهذا تخون الأمانة قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ).

فأوّل قدم يضعه المؤمن المسلم في طريق الله تعالى هو طريق عدم الرضا عن النفس ثمّ مجاهدتها.

 قال سيدي أحمد ابن عطاء الله تعالى السكندري رضي الله عنه ( أَصْلُ كُلِّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوةٍ؛ الرِّضا عَنِ النَّفْسِ. وَأَصْلُ كُلِّ طاعَةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرِّضا مِنْكَ عَنْها. وَلَئِنْ تَصْحَبَ جاهِلاً لا يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عالِماً يَرْضى عَنْ نَفْسِهِ ).

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È