بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
لمّا قال يوسف لأبيه ( يا أبت إني رأيت ) أي خصوصية ما تفضّل الله تعالى به عليّ في مقامي أجابه أبوه بعد أن أمره بكتم مقامه عن إخوته مخافة بروز الحسد منهم والغيرة فيكيدو له كيدا لعزّة المقامات كما قالت الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) قائلا ( وكذلك يجتبيك ربّك ) بما أراكه في منامك كي تستعدّ لما أنت مطلوب له أي لأنّك أهل لذلك يا يوسف فلا عجب لقول الله تعالى ( اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) فالإجتباء عناية سابقة ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) أمّا الهداية فهي كرامة لاحقة .. فالإجتباء حقيقة والهداية طريقة ...
فمقام كلّ واحد من أهل الله تعالى يكون بحسب إجتباء الله تعالى له كما قال تعالى ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) فالأنبياء والرسل الذين وقع ذكرهم في القرآن هم أصحاب حضرات العبودية الكبرى وهي حضرات متنوّعة ومتفرّعه فقد يكون وليّ على قدم نبيّ وقد يكون على قدم أكثر من نبيّ فإنّ أولياء أمّة سيدّنا محمد صلى الله عليه وسلّم في الشاهد كأنبياء بني إسرائيل لقوله عليه الصلاة والسلام ( العلماء ورثة الأنبياء ) لذا قيل ( الشيخ بين مريديه كالنبيّ مع قومه ) وهذا أمر صحيح بحكم الإرث لا بحكم أنّ هذا الشيخ أو ذاك يزاحم مرتبة النبوّة .. لذا كثير ما تسمع وتقرأ أنّ غير واحد من الأولياء إجتمع مع روح أكثر من نبي في منامه كما حكى الشيخ الأكبر ذلك وغيره رضي الله تعالى عنهم فقال أنّه تاب على يد عيسى عليه السلام .. وهذا أمر مشهور يحدث كثيرا للأولياء رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ...
قال تعالى ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ).
تشعرك هذه الآية علوّ مقام إخوة سيّدنا يوسف لأنّهم لو لم يكونوا كذلك لما كانت في قصّة يوسف مع إخوته آيات للسائلين وإنّما قال السائلين وما قال مثلا العابدين أو الساجدين أو العالمين أو المؤمنين إذ أنّ مناط الآيات لا يكون خاصّة إلاّ متعلّقا بالإيمان ليشعرك أنّ قصّة يوسف أمر مخصوص جرى فيما بين أهل الله تعالى لها تعلّق بالمقامات فهو أمر سماوي أكثر منه أرضي لقوله ( إني رايت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) فكانت محنتهم محنة باطنة لهذا استشعر يوسف ذلك وعرفه لمّا قال ( قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) أي لا تأنيب عليكم ولا لوم فكان إبتلاء إخوة يوسف بيوسف شديدا كما أنّ إبتلاءه بهم أكثر شدّة.
( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) أي السائلين نوال أعلى المقامات وأرقى العلوم والدرجات , وهذا في حقيقته مطلب شريف لكن لا تجوز فيه المزاحمة كما قال تعالى لسيدنا موسى عليه السلام ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) فرغم كون الأنبياء والرسل عليهم السلام معصومين إلاّ أنّه أورد قصصهم عبرة لنا كوننا غير معصومين فإذا كان المعصوم صار معه هذا الحال أو ذاك فما بالك بغير المعصوم أن لو صار معه ذلك فربّما هلك والله أرحم الراحمين.
ومن ذلك ما تراه من شفوف رتب العارفين فيما بينهم فيظنّ من لا يفهم منطقهم كما قال تعالى على لسان سليمان عليه السلام ( عُلّمنا منطق الطير ) كما وقع مما حكاه الإمام الشعراني رضي الله عنه قصة إجتماع في وليمة حضر فيها قطبين هما سيدي محمد الحنفي وسيدي علي وفا رضي الله عنهما فصارت بينهما منازلة عظيمة وكما وقع بين سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي شيخ سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه وبين سيدي محمد ظافر المدني رضي الله عنه من منازلة لذا قال سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لمّا أكمل تربية بعض مريديه فصاروا من جملة كمّل العارفين ( لا أنصح أحدكم بالمكوث معي في بلدتي خشية المضرّة له ) نقلته بالمعنى وكذلك ما كتبه سيدي علي بن حرازم في رسالته لشيخه سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنهما وذلك لمّا سأله أن يضمن له الحصول على جميع ما عند الشيخ الأكبر من علوم فأجابه إلى طلبه إلاّ قطبانية الشيخ فقال لا أعلم فيها أمرا بل مردّها إلى الله تعالى ...
وفي مثل هذا المعنى نجد كثيرا من القصص فقد يحدث بين الأولياء من نفس ما هو موجود في قصّة سيّدنا يوسف عليه السلام كما حكى الإمام الشعراني من ذلك كثير رضي الله عنه كفي قصّة سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وبعض مريديه .. بل قد يهلك وليّ وليّا آخر أدنى مقاما منه متى اساء الأدب مع شرع الله تعالى فحقّت عليه العقوبة وكذلك ما يقع من السلب عند العارفين فكم من عارف سلب ما آتاه الله تعالى لعدم توفية حق الشكر عليه ...
ومن ذلك ما كان بصدده سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه لمّا تعلّق باطنه بمعرفة المقامات والأحوال حتى أنّه نسب إلى نفسه ختمية الولاية الخاصّة ثمّ قال بعد أن تبيّن له خلاف ذلك كم جلت ببصيرتي في عالم الملكوت بحثا عن علوم ومقامات وأحوال خاتم الأولياء فما أطلعني الله تعالى على ذلك من شيء .
وإنّما جرّنا الكلام في هذا الأمر لما فيه من بعض معاني وتجانس تشابه قصّة يوسف وإخوته من وجه لا من جميع الوجوه لذا قال تعالى ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ) فحاشا ساداتنا الأنبياء أو الأولياء عليهم جميعا السلام أن يتبادر إلى قلوبهم أو يخطر على أفئدتهم أيّ خاطر سيء لا يليق بمقاماتهم وبما هم عليه من صفاء ولكن هناك أمر ملكوتي يستوجب عند الأحوال القلبية التنافس على المحبّة والقرب ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) متى علمت أنّ القرب بالأحوال والتمايز بالعلوم كما قال تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ).
فإن سألت :
هل يكون بين الأولياء مخاصمة رغم كونهم أهل صفاء وقرب من الله تعالى ؟
فالجواب :
نعم هذا يكون ولكن لا من جانب مرض في قلوبهم ولكن من جانب افتراق أحوالهم وتعدد علومهم وغيرتهم على المقامات والأحوال كما ورد عن أبي يزيد رضي الله عنه في قوله لما سأله مريده بعد أن أخبره عن معراجه المنامي و وقوفه بين يدي الله تعالى ( هل سألته محبته أو قال معرفته ) فأجابه ( لقد غار قلبي أن يعرفه أو قال يحبه مثلي ) نقلته بالمعنى.
فكانت قصّة يوسف قصّة ملكوتية باطنية تعلّقها بالمقامات والعلوم المرموز لها في الرؤيا بالكواكب
يتبع إن شاء الله تعالى ...
قال تعالى ( وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
لمّا قال يوسف لأبيه ( يا أبت إني رأيت ) أي خصوصية ما تفضّل الله تعالى به عليّ في مقامي أجابه أبوه بعد أن أمره بكتم مقامه عن إخوته مخافة بروز الحسد منهم والغيرة فيكيدو له كيدا لعزّة المقامات كما قالت الملائكة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ) قائلا ( وكذلك يجتبيك ربّك ) بما أراكه في منامك كي تستعدّ لما أنت مطلوب له أي لأنّك أهل لذلك يا يوسف فلا عجب لقول الله تعالى ( اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) فالإجتباء عناية سابقة ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) أمّا الهداية فهي كرامة لاحقة .. فالإجتباء حقيقة والهداية طريقة ...
فمقام كلّ واحد من أهل الله تعالى يكون بحسب إجتباء الله تعالى له كما قال تعالى ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ) فالأنبياء والرسل الذين وقع ذكرهم في القرآن هم أصحاب حضرات العبودية الكبرى وهي حضرات متنوّعة ومتفرّعه فقد يكون وليّ على قدم نبيّ وقد يكون على قدم أكثر من نبيّ فإنّ أولياء أمّة سيدّنا محمد صلى الله عليه وسلّم في الشاهد كأنبياء بني إسرائيل لقوله عليه الصلاة والسلام ( العلماء ورثة الأنبياء ) لذا قيل ( الشيخ بين مريديه كالنبيّ مع قومه ) وهذا أمر صحيح بحكم الإرث لا بحكم أنّ هذا الشيخ أو ذاك يزاحم مرتبة النبوّة .. لذا كثير ما تسمع وتقرأ أنّ غير واحد من الأولياء إجتمع مع روح أكثر من نبي في منامه كما حكى الشيخ الأكبر ذلك وغيره رضي الله تعالى عنهم فقال أنّه تاب على يد عيسى عليه السلام .. وهذا أمر مشهور يحدث كثيرا للأولياء رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ...
قال تعالى ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ).
تشعرك هذه الآية علوّ مقام إخوة سيّدنا يوسف لأنّهم لو لم يكونوا كذلك لما كانت في قصّة يوسف مع إخوته آيات للسائلين وإنّما قال السائلين وما قال مثلا العابدين أو الساجدين أو العالمين أو المؤمنين إذ أنّ مناط الآيات لا يكون خاصّة إلاّ متعلّقا بالإيمان ليشعرك أنّ قصّة يوسف أمر مخصوص جرى فيما بين أهل الله تعالى لها تعلّق بالمقامات فهو أمر سماوي أكثر منه أرضي لقوله ( إني رايت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين ) فكانت محنتهم محنة باطنة لهذا استشعر يوسف ذلك وعرفه لمّا قال ( قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) أي لا تأنيب عليكم ولا لوم فكان إبتلاء إخوة يوسف بيوسف شديدا كما أنّ إبتلاءه بهم أكثر شدّة.
( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) أي السائلين نوال أعلى المقامات وأرقى العلوم والدرجات , وهذا في حقيقته مطلب شريف لكن لا تجوز فيه المزاحمة كما قال تعالى لسيدنا موسى عليه السلام ( قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ) فرغم كون الأنبياء والرسل عليهم السلام معصومين إلاّ أنّه أورد قصصهم عبرة لنا كوننا غير معصومين فإذا كان المعصوم صار معه هذا الحال أو ذاك فما بالك بغير المعصوم أن لو صار معه ذلك فربّما هلك والله أرحم الراحمين.
ومن ذلك ما تراه من شفوف رتب العارفين فيما بينهم فيظنّ من لا يفهم منطقهم كما قال تعالى على لسان سليمان عليه السلام ( عُلّمنا منطق الطير ) كما وقع مما حكاه الإمام الشعراني رضي الله عنه قصة إجتماع في وليمة حضر فيها قطبين هما سيدي محمد الحنفي وسيدي علي وفا رضي الله عنهما فصارت بينهما منازلة عظيمة وكما وقع بين سيدي محمد بن الحبيب البوزيدي شيخ سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه وبين سيدي محمد ظافر المدني رضي الله عنه من منازلة لذا قال سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لمّا أكمل تربية بعض مريديه فصاروا من جملة كمّل العارفين ( لا أنصح أحدكم بالمكوث معي في بلدتي خشية المضرّة له ) نقلته بالمعنى وكذلك ما كتبه سيدي علي بن حرازم في رسالته لشيخه سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنهما وذلك لمّا سأله أن يضمن له الحصول على جميع ما عند الشيخ الأكبر من علوم فأجابه إلى طلبه إلاّ قطبانية الشيخ فقال لا أعلم فيها أمرا بل مردّها إلى الله تعالى ...
وفي مثل هذا المعنى نجد كثيرا من القصص فقد يحدث بين الأولياء من نفس ما هو موجود في قصّة سيّدنا يوسف عليه السلام كما حكى الإمام الشعراني من ذلك كثير رضي الله عنه كفي قصّة سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وبعض مريديه .. بل قد يهلك وليّ وليّا آخر أدنى مقاما منه متى اساء الأدب مع شرع الله تعالى فحقّت عليه العقوبة وكذلك ما يقع من السلب عند العارفين فكم من عارف سلب ما آتاه الله تعالى لعدم توفية حق الشكر عليه ...
ومن ذلك ما كان بصدده سيدي محي الدين بن عربي رضي الله عنه لمّا تعلّق باطنه بمعرفة المقامات والأحوال حتى أنّه نسب إلى نفسه ختمية الولاية الخاصّة ثمّ قال بعد أن تبيّن له خلاف ذلك كم جلت ببصيرتي في عالم الملكوت بحثا عن علوم ومقامات وأحوال خاتم الأولياء فما أطلعني الله تعالى على ذلك من شيء .
وإنّما جرّنا الكلام في هذا الأمر لما فيه من بعض معاني وتجانس تشابه قصّة يوسف وإخوته من وجه لا من جميع الوجوه لذا قال تعالى ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ) فحاشا ساداتنا الأنبياء أو الأولياء عليهم جميعا السلام أن يتبادر إلى قلوبهم أو يخطر على أفئدتهم أيّ خاطر سيء لا يليق بمقاماتهم وبما هم عليه من صفاء ولكن هناك أمر ملكوتي يستوجب عند الأحوال القلبية التنافس على المحبّة والقرب ( أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ) متى علمت أنّ القرب بالأحوال والتمايز بالعلوم كما قال تعالى ( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ).
فإن سألت :
هل يكون بين الأولياء مخاصمة رغم كونهم أهل صفاء وقرب من الله تعالى ؟
فالجواب :
نعم هذا يكون ولكن لا من جانب مرض في قلوبهم ولكن من جانب افتراق أحوالهم وتعدد علومهم وغيرتهم على المقامات والأحوال كما ورد عن أبي يزيد رضي الله عنه في قوله لما سأله مريده بعد أن أخبره عن معراجه المنامي و وقوفه بين يدي الله تعالى ( هل سألته محبته أو قال معرفته ) فأجابه ( لقد غار قلبي أن يعرفه أو قال يحبه مثلي ) نقلته بالمعنى.
فكانت قصّة يوسف قصّة ملكوتية باطنية تعلّقها بالمقامات والعلوم المرموز لها في الرؤيا بالكواكب
يتبع إن شاء الله تعالى ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق