إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

شرح قصيدة ( يا من تريد تدري فنّي ) لسيدي الشيخ العلاوي رضي الله عنه 5

بسم الله الرحمان الرحيم - 

قال الناظم رضي الله عنه :

( أمَّا الظُرُوفْ وَالْأْكْوَانِ --- لَيْسَ لِي فِيهَا بَقِيَا )

هذا أيضا تفسير للبيت الذي قبله عند حديثه عن طلبه عند التداني من وراء العبودية من حيث أنّ الأكوان وعالم السوى بأسره لم يكن لها عليه من سلطان بعد أن تحرّر منها فإنّ سلطان عوالم الأغيار لا يستملك المريد إلاّ عندما تتوجّه همّته إليها لذا نبّهنا الله تعالى في قوله لإبليس لعنه الله تعالى:

( عبادي ليس لك عليهم سلطان ).

فهذا الأصل ثمّ قال سبحانه:

( إلاّ من تبعك منهم ).

فهو إشارة إلى باب وجود الحريّة عن عبادة ما سوى الله تعالى وسيأتي الناظم رضي الله عنه على ذكر حرّيته بتفاصيلها مثلما قال عليه الصلاة والسلام حين انتقاله ( الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى ) فهو عن مقام حريته يتحدّث فعلى قدر عبوديتك لله تعالى تكون حرّا ممّا سواه وعلى قدر عبوديته لغيره تكون عبدا لهذا الغير والله تعالى لا يرضى أن تكون لغيره عبدا فإنّ العبد لا يحقّ له أن يكون للعبد عبدا فلو فعل ذلك فقد ظلم نفسه.

( أمّا الظروف والأكوان ) مناط سجن التقييد والتقليد ( ليس لي فيها بقيا ) أي أيّة بقية مهما كانت خفيّة فهو في هذا العبد المحض الذي تحقّق بالأسماء والصفات وتوجّه في تلك الصورة إلى عبادة الذات المحض من حيث حريته وهكذا فلا يحسن لك أن تتبّع شيخا ليست له تلك الحرية التي لا تتحقّق مع وجود البقايا المقصود بها عدم تعلّق همّته بما سوى الله تعالى فمن كان في مثل هذه الحالة وهذا المستوى من العبودية لا يرى غيرية أصلا لأنّه خرج بروحه عن عوالم السوى فلا يشاهد ولا يرى غير أنوار الباقي سبحانه وتعالى وهو المنعوت بمقام المشاهدة.

لذا أشار على المريد أن يطلبه في هذا المستوى كي يتحقّق بمعرفته ويشاهد وصلته بخالقه ومولاه ويتيقّن من منزلته ووظيفته كما قال تعالى:

( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ).

فنِعْمَ هذا المقعد الصدق وعليه تعيّن على المريد السالك أن يتوجّه إلى ربّه بلبّه وسرّه كي تستضاح له الأمور وتتكشّف لديه حقائف السرّ المصون. 

والله أعلم 

...

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È