بسم الله الرحمان الرحيم -
قال الناظم رضي الله عنه :
( إِنِّي مَظْهَرٌ رَبَّانِي --- وَالْحَالُ يَشْهَدْ عَلِيَا)
بدأ الناظم رضي الله عنه هنا بذكر وبيان حقيقة وصلته بالله تعالى وشرح مستوى مرتبته في عالم البقاء من حيث الدلالة على الله تعالى وهكذا هم جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومن ثمّ ورثتهم رضي الله عنهم فما هم إلاّ مظاهر ربانية تدلّ على الله تعالى من كلّ وجه.
لذا نحن كمسلمين أخذنا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام كلّ شيء من حيث أنّ جميع المسلمين يتشبّهون برسول الله عليه الصلاة والسلام وهو المنعوت بالسنّة المشرّفة فما السنّة النبوية في حقيقتها غير ذلك المظهر الرباني الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فالتزمنا به من حيث باب دخول الأنوار على القلوب بذلك وبه تستقيم الأٍرواح وتتهذّب.
ولكن يجب مع هذا شهود تلك الوصلة بالله تعالى مناط الجذب كي يجتمع السلوك مع الجذب وهما العينان في الحقيقتين المنعوتتان بالكتاب والسنّة فهما لا يفترقان حيث مجمع البحرين المراد بهما أنّ الله تعالى تجلّى بأسمائه وصفاته في بحر ذاته , فهذا التجلّي هو مناط الخلافة الإلهية في الوجود فيضحى القطب في هذا المنحى فردا واحدا من حيث هذا التجلّي الأسمائي والصفاتي وسيأتي الناظم رضي الله عنه على بيان ذلك.
لذا قال الناظم رضي الله عنه :
( إنّي مظهر رباني ) ولم يقل ( المظهر ) بالتعريف لأنّ هذا خاصّ بسيّد الوجود عليه الصلاة والسلام وإنّما هو مظهر رباني في عصره رضي الله عنه القائم بشؤون تلك الخلافة من حيث إنفراده بالقطبانية في الوجود ونعني هنا بالقطبانية قطبانية التربية وهي للألوهية بخلاف قطبانية التصريف فهي للربوبية خاصّة المنعوتة بعلم القضاء والقدر.
فلمّا كان هذا القطب وهو الناظم رضي الله عنه سيّد أهل زمانه من حيث الدلالة على الله تعالى في الوجود ترى بكلّ وضوح مستوى دلالته على الله تعالى حتّى أنّ أربعين فردا من مريديه فتح الله تعالى عليه بالفتح الكبير في زيارة واحدة له في زاويته فإنّ الفيض الذي ناله سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه ومن ثمّ بثّه في غيره كما قال في البيت اللاحق وسنأتي عليه بالشرح والبيان ( أنا فيّاض الرحمان ...إلخ ) فهو في كلّ هذا متعرّف لمن يريد أن يتّخذه شيخا كي يأخذ بيده إلى الله تعالى وبهذا يُعرف الشيخ حقيقة أمّا غير ذلك من مقاييس فهي باطلة مقارنة مع هذه الحالة وهذا المشهد بعد أن أوضح لنا في قوله ( إنّي مظهر رباني ).
وإنّ المظاهر الربانية أمر معلوم ومشهود سواء في الكتاب أو السنّة ومنها قوله تعالى:
( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ).
لأنّهم مظاهر ربانية أو كقوله عليه الصلاة والسلام: ( من تذكّركم رؤيته بالله ).
والمظهر الرباني عندما تراه وتشاهده فلا يخطر على بالك غير الله تعالى لأنّه دالّ عليه بمقاله وحاله وفي هذا بيان وتفصيل معروف لا نطيل به وفي ذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنّة.
فلمّا كان مشهد الناظم رضي الله عنه في هذه القصيدة سرد حقائق وصلته بربّه تجاوز الشكل والمظهر الخارجي إلى حكاية اللبّ الباطني المتمثّل في القلب وفي الروح خاصّة لذا لم يستشهد في شهادته بالمقال بل جنح مباشرة إلى الحال فقال رضي الله عنه ( والحال يشهد عليّا ) وليس مقصوده في هذا أنّ حاله خصوصا يشهد عليه بل أكثر من ذلك أطلق الحال بعد أن عرّفه لك بأنّه لا يمكنك أن تراه كما سيأتي عليه إلاّ في مرتبة حالك مع الله تعالى فمتى تحقّقت بالحال ذوقا وشعورا أدركت لا محالة مستوى تلك الشهادة منه في حاله.
أي بمعنى أنّ المريد يأتي محجوبا فيذهب مفتوحا عليه ويدخل وهو لا يدرك ذوقا ولا شمّ نفحة فما يخرج إلاّ وهو في الأنوار يحبو و للأسرار متعطّش ويقول هل من مزيد فهذا وغيره من مشاهد الحال الذي يشهد عليه كما قال قائلهم هل عوّدناك إلاّ وصالا أو ذقت منّا غير الصفاء والجمالا أو كما قالوا رضي الله عنهم:
فهذه وغيرها من بعض معانيه رضي الله عنه في قوله :
إنّي مظهر رباني --- والحال يشهد عليا
والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى ...
قال الناظم رضي الله عنه :
( إِنِّي مَظْهَرٌ رَبَّانِي --- وَالْحَالُ يَشْهَدْ عَلِيَا)
بدأ الناظم رضي الله عنه هنا بذكر وبيان حقيقة وصلته بالله تعالى وشرح مستوى مرتبته في عالم البقاء من حيث الدلالة على الله تعالى وهكذا هم جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومن ثمّ ورثتهم رضي الله عنهم فما هم إلاّ مظاهر ربانية تدلّ على الله تعالى من كلّ وجه.
لذا نحن كمسلمين أخذنا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام كلّ شيء من حيث أنّ جميع المسلمين يتشبّهون برسول الله عليه الصلاة والسلام وهو المنعوت بالسنّة المشرّفة فما السنّة النبوية في حقيقتها غير ذلك المظهر الرباني الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فالتزمنا به من حيث باب دخول الأنوار على القلوب بذلك وبه تستقيم الأٍرواح وتتهذّب.
ولكن يجب مع هذا شهود تلك الوصلة بالله تعالى مناط الجذب كي يجتمع السلوك مع الجذب وهما العينان في الحقيقتين المنعوتتان بالكتاب والسنّة فهما لا يفترقان حيث مجمع البحرين المراد بهما أنّ الله تعالى تجلّى بأسمائه وصفاته في بحر ذاته , فهذا التجلّي هو مناط الخلافة الإلهية في الوجود فيضحى القطب في هذا المنحى فردا واحدا من حيث هذا التجلّي الأسمائي والصفاتي وسيأتي الناظم رضي الله عنه على بيان ذلك.
لذا قال الناظم رضي الله عنه :
( إنّي مظهر رباني ) ولم يقل ( المظهر ) بالتعريف لأنّ هذا خاصّ بسيّد الوجود عليه الصلاة والسلام وإنّما هو مظهر رباني في عصره رضي الله عنه القائم بشؤون تلك الخلافة من حيث إنفراده بالقطبانية في الوجود ونعني هنا بالقطبانية قطبانية التربية وهي للألوهية بخلاف قطبانية التصريف فهي للربوبية خاصّة المنعوتة بعلم القضاء والقدر.
فلمّا كان هذا القطب وهو الناظم رضي الله عنه سيّد أهل زمانه من حيث الدلالة على الله تعالى في الوجود ترى بكلّ وضوح مستوى دلالته على الله تعالى حتّى أنّ أربعين فردا من مريديه فتح الله تعالى عليه بالفتح الكبير في زيارة واحدة له في زاويته فإنّ الفيض الذي ناله سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه ومن ثمّ بثّه في غيره كما قال في البيت اللاحق وسنأتي عليه بالشرح والبيان ( أنا فيّاض الرحمان ...إلخ ) فهو في كلّ هذا متعرّف لمن يريد أن يتّخذه شيخا كي يأخذ بيده إلى الله تعالى وبهذا يُعرف الشيخ حقيقة أمّا غير ذلك من مقاييس فهي باطلة مقارنة مع هذه الحالة وهذا المشهد بعد أن أوضح لنا في قوله ( إنّي مظهر رباني ).
وإنّ المظاهر الربانية أمر معلوم ومشهود سواء في الكتاب أو السنّة ومنها قوله تعالى:
( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ).
لأنّهم مظاهر ربانية أو كقوله عليه الصلاة والسلام: ( من تذكّركم رؤيته بالله ).
والمظهر الرباني عندما تراه وتشاهده فلا يخطر على بالك غير الله تعالى لأنّه دالّ عليه بمقاله وحاله وفي هذا بيان وتفصيل معروف لا نطيل به وفي ذلك شواهد كثيرة من الكتاب والسنّة.
فلمّا كان مشهد الناظم رضي الله عنه في هذه القصيدة سرد حقائق وصلته بربّه تجاوز الشكل والمظهر الخارجي إلى حكاية اللبّ الباطني المتمثّل في القلب وفي الروح خاصّة لذا لم يستشهد في شهادته بالمقال بل جنح مباشرة إلى الحال فقال رضي الله عنه ( والحال يشهد عليّا ) وليس مقصوده في هذا أنّ حاله خصوصا يشهد عليه بل أكثر من ذلك أطلق الحال بعد أن عرّفه لك بأنّه لا يمكنك أن تراه كما سيأتي عليه إلاّ في مرتبة حالك مع الله تعالى فمتى تحقّقت بالحال ذوقا وشعورا أدركت لا محالة مستوى تلك الشهادة منه في حاله.
أي بمعنى أنّ المريد يأتي محجوبا فيذهب مفتوحا عليه ويدخل وهو لا يدرك ذوقا ولا شمّ نفحة فما يخرج إلاّ وهو في الأنوار يحبو و للأسرار متعطّش ويقول هل من مزيد فهذا وغيره من مشاهد الحال الذي يشهد عليه كما قال قائلهم هل عوّدناك إلاّ وصالا أو ذقت منّا غير الصفاء والجمالا أو كما قالوا رضي الله عنهم:
فهذه وغيرها من بعض معانيه رضي الله عنه في قوله :
إنّي مظهر رباني --- والحال يشهد عليا
والله أعلم
يتبع إن شاء الله تعالى ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق