بسم الله الرحمان الرحيم -
والصلاة والسلام على المحقق الاعظم واله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك لطيفة من اللطائف جادت بها قريحة الشيخ العارف بالله تعالى سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه اداب العبودية تتناول هذا البحث.
قال رضي الله عنه فيما معناه :
"القائل بالاستواء جريا على ظاهر اللفظ مخطىء بكل وجه وذلك ان كلام الله تعالى قديم غير مخلوق باتفاق المسلمين الا المعتزلة فالله تعالى اخبر في كلامه القديم انه استوى على العرش قبل خلق العرش وقبل خلق المخلوقات باسرها فكيف يكون معنى الاستواء كما فسره المجسمين وهذه حجة ظاهرة على بطلان كلامهم بلا ريب ." انتهى معنى كلامه رضي الله عنه.
واقول :
ان الاستواء بمعنى علو المكان محال على الله تعالى اما علو المكانة فصحيح لانه العلي الكبير ويمكن فهم استحالة المكان والجهة في حق الباري جل وعلا عقلا ونقلا .
اما عقلا فكما ورد في اقوال اهل الكلام من ان التحيز والحركة كالجلوس والنزول من احكام الاجسام فليس هناك غير الجسم والجوهر والعرض وجميع احكامها منتفية عن الله تعالى ببديهة العقل فالجسم مثلا يمكن ان يكون في جهة من الجهات الست لانه يقبل التحيز ويجري عليه حكم الزمان والمكان والجسم مركب من اجزاء لا تقبل الانقسام في ذاتها وهي المعبر عن مفردها بالجوهر فالقلب مثلا جوهر لا يقبل القسمة ولا يقوم الا في جسم مركب وكذلك العرض فهي حالة لا ثبوت لها كالصفرة او الحمرة عند الخوف او الخجل على الوجه.
فمن فسر الاستواء بمعنى علو المكان او الجلوس وكل ما يشم منه رائحة التحيز او الحركة فهو على ضلالة عظيمة في عقائد التوحيد من غير شك هذا من احكام العقل والتي هي الوجوب الاستحالة الجواز فمحال كل هذا على الله تعالى.
قال الامام مالك رحمه الله تعالى لما سالوه عن معنى الاستواء قال : "الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
فقوله الاستواء معلوم: اي اننا علمنا عن طريق السمع وذلك باخبار الله تعالى في الاية الكريمة "الرحمان على العرش استوى" اي ان الاستواء معلوم سمعا وخبرا لا كما يفسره الخصوم من ان المقصود من لفظة "معلوم " حقيقة الاستواء وتقريرا لما علق بافكارهم من التجسيم وانما تقريرا للخبر والعلم السمعي اليقيني .
وقوله الكيف مجهول : بداية هذا دليل على ان المقصود بكلمة "معلوم " ليست حقيقة الاستواء وانما خبر الاستواء فاذا كنا قد علمنا حقيقة الاستواء كما يزعمون فيكون الكلام متناقضا اذا صدقنا بأن الكيف مجهول وانما اراد الامام مالك رحمه الله بقوله "الكيف مجهول" نفي التشبيه والتجسيم عن عقول السامعين لذاك نعت السائل بأنه صاحب بدعة بهذا السؤال لعلمه بأن الخوض في مثل هذه المسائل بمجرد العقل البشري من اعظم المزالق والمخاطر.
وقوله " والايمان به واجب " دليل ثاني على صحة تفسير قول الامام رحمه الله " الاستواء معلوم " بأنه معلوم عن طريق السمع من غير فهم حقيقته والعقول بداهة لا تؤمن الا بما هضمته وعلمته وفهمته وتيقنت منه لا المقصود بأن الايمان به واجب اي الايمان بتفسير عقولنا لمعنى الاستواء كما يشطح بذلك اهل التجسيم من السلفية وغيرهم انما الايمان به واجب لان عقولنا لن تدرك معانيه مهما حاولت فشؤون الخالق سبحانه محجوبة عن العقول وغاية امر العقل في الفهم العالم المحسوس " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار".
ولذا لما كان سيدنا ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام يعاين انوار الصفات المذكورة في الايات الكريمة قال في الاخير: اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض مسلما حنيفا وما انا من المشركين " فالله الله الله على هذا المشرب البراهيمي المقدس ويا لله ما اجمل هذا التوحيد وما ارقاه وهذه الاية تتلى عند دخول بحر الفناء التام بالنسبة لاهل السير.
فلا بد لكل فقير ان يتلو هذه الاية كما تلاها سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام عند ولوجه هذا المقام وهذا هو معنى حقيقة تلاوة القران بالنسبة للسالكين رضي الله عنهم وارضاهم وهذا معنى قولها " كان خلقه القران" وهذا معنى " الرحمان علم القران " وهذا معنى قوله " اقرأ باسم ربك" اي اقرأ به.
اما قوله "والسؤال عنه بدعة" نعم وهي من اعظم البدع بلا ريب فالخوض في شؤون الاله من غير سلوك بطالة وبدعة من القول وجدال في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .وانما خاض علماء الامة في هذه المباحث ليس لكونهم مبتدعين فحاشاهم من ذلك وانما لابطال عقائد التجسيم والتشبيه في حق الله سبحانه وتعالى التي خاض فيها المجسمة في كل زمان من التاريخ الاسلامي ومن الكفار المندسين بين اهل الاسلام ومن جرا في فلكهم من الفلاسفة والا فالفطرة السليمة كفيلة بحفظ الله تعالى ان تحفظ للمؤمن ايمانه من العقائد الفاسدة.
قال لي احد ممن ينتسبون الى السلفية وهو من المقربين من اعيان مشائخهم من الذين يظهرون على القنوات الفضائية: انا منذ صغري ومنذ ان كنت على الفطرة لما ارى اهل بلدتنا وهم في العابهم النارية على الخيول ببنادقهم وعندما يطلقون النار في الهواء تجاه السماء كنت ابكي واقول لهم لا تطلقوا النار فان ربنا في السماء في جهة العلو " فقلت له:
هذه ليست فطرة سليمة فلو كانت فطرة سليمة لعلمت ايضا بان ربنا لا تلحقه النار وهو حي لا يموت ولو علمت هذا لما كنت قد بكيت " فسكت***
والصلاة والسلام على المحقق الاعظم واله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك لطيفة من اللطائف جادت بها قريحة الشيخ العارف بالله تعالى سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه في كتابه اداب العبودية تتناول هذا البحث.
قال رضي الله عنه فيما معناه :
"القائل بالاستواء جريا على ظاهر اللفظ مخطىء بكل وجه وذلك ان كلام الله تعالى قديم غير مخلوق باتفاق المسلمين الا المعتزلة فالله تعالى اخبر في كلامه القديم انه استوى على العرش قبل خلق العرش وقبل خلق المخلوقات باسرها فكيف يكون معنى الاستواء كما فسره المجسمين وهذه حجة ظاهرة على بطلان كلامهم بلا ريب ." انتهى معنى كلامه رضي الله عنه.
واقول :
ان الاستواء بمعنى علو المكان محال على الله تعالى اما علو المكانة فصحيح لانه العلي الكبير ويمكن فهم استحالة المكان والجهة في حق الباري جل وعلا عقلا ونقلا .
اما عقلا فكما ورد في اقوال اهل الكلام من ان التحيز والحركة كالجلوس والنزول من احكام الاجسام فليس هناك غير الجسم والجوهر والعرض وجميع احكامها منتفية عن الله تعالى ببديهة العقل فالجسم مثلا يمكن ان يكون في جهة من الجهات الست لانه يقبل التحيز ويجري عليه حكم الزمان والمكان والجسم مركب من اجزاء لا تقبل الانقسام في ذاتها وهي المعبر عن مفردها بالجوهر فالقلب مثلا جوهر لا يقبل القسمة ولا يقوم الا في جسم مركب وكذلك العرض فهي حالة لا ثبوت لها كالصفرة او الحمرة عند الخوف او الخجل على الوجه.
فمن فسر الاستواء بمعنى علو المكان او الجلوس وكل ما يشم منه رائحة التحيز او الحركة فهو على ضلالة عظيمة في عقائد التوحيد من غير شك هذا من احكام العقل والتي هي الوجوب الاستحالة الجواز فمحال كل هذا على الله تعالى.
قال الامام مالك رحمه الله تعالى لما سالوه عن معنى الاستواء قال : "الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
فقوله الاستواء معلوم: اي اننا علمنا عن طريق السمع وذلك باخبار الله تعالى في الاية الكريمة "الرحمان على العرش استوى" اي ان الاستواء معلوم سمعا وخبرا لا كما يفسره الخصوم من ان المقصود من لفظة "معلوم " حقيقة الاستواء وتقريرا لما علق بافكارهم من التجسيم وانما تقريرا للخبر والعلم السمعي اليقيني .
وقوله الكيف مجهول : بداية هذا دليل على ان المقصود بكلمة "معلوم " ليست حقيقة الاستواء وانما خبر الاستواء فاذا كنا قد علمنا حقيقة الاستواء كما يزعمون فيكون الكلام متناقضا اذا صدقنا بأن الكيف مجهول وانما اراد الامام مالك رحمه الله بقوله "الكيف مجهول" نفي التشبيه والتجسيم عن عقول السامعين لذاك نعت السائل بأنه صاحب بدعة بهذا السؤال لعلمه بأن الخوض في مثل هذه المسائل بمجرد العقل البشري من اعظم المزالق والمخاطر.
وقوله " والايمان به واجب " دليل ثاني على صحة تفسير قول الامام رحمه الله " الاستواء معلوم " بأنه معلوم عن طريق السمع من غير فهم حقيقته والعقول بداهة لا تؤمن الا بما هضمته وعلمته وفهمته وتيقنت منه لا المقصود بأن الايمان به واجب اي الايمان بتفسير عقولنا لمعنى الاستواء كما يشطح بذلك اهل التجسيم من السلفية وغيرهم انما الايمان به واجب لان عقولنا لن تدرك معانيه مهما حاولت فشؤون الخالق سبحانه محجوبة عن العقول وغاية امر العقل في الفهم العالم المحسوس " لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار".
ولذا لما كان سيدنا ابراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام يعاين انوار الصفات المذكورة في الايات الكريمة قال في الاخير: اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض مسلما حنيفا وما انا من المشركين " فالله الله الله على هذا المشرب البراهيمي المقدس ويا لله ما اجمل هذا التوحيد وما ارقاه وهذه الاية تتلى عند دخول بحر الفناء التام بالنسبة لاهل السير.
فلا بد لكل فقير ان يتلو هذه الاية كما تلاها سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام عند ولوجه هذا المقام وهذا هو معنى حقيقة تلاوة القران بالنسبة للسالكين رضي الله عنهم وارضاهم وهذا معنى قولها " كان خلقه القران" وهذا معنى " الرحمان علم القران " وهذا معنى قوله " اقرأ باسم ربك" اي اقرأ به.
اما قوله "والسؤال عنه بدعة" نعم وهي من اعظم البدع بلا ريب فالخوض في شؤون الاله من غير سلوك بطالة وبدعة من القول وجدال في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير .وانما خاض علماء الامة في هذه المباحث ليس لكونهم مبتدعين فحاشاهم من ذلك وانما لابطال عقائد التجسيم والتشبيه في حق الله سبحانه وتعالى التي خاض فيها المجسمة في كل زمان من التاريخ الاسلامي ومن الكفار المندسين بين اهل الاسلام ومن جرا في فلكهم من الفلاسفة والا فالفطرة السليمة كفيلة بحفظ الله تعالى ان تحفظ للمؤمن ايمانه من العقائد الفاسدة.
قال لي احد ممن ينتسبون الى السلفية وهو من المقربين من اعيان مشائخهم من الذين يظهرون على القنوات الفضائية: انا منذ صغري ومنذ ان كنت على الفطرة لما ارى اهل بلدتنا وهم في العابهم النارية على الخيول ببنادقهم وعندما يطلقون النار في الهواء تجاه السماء كنت ابكي واقول لهم لا تطلقوا النار فان ربنا في السماء في جهة العلو " فقلت له:
هذه ليست فطرة سليمة فلو كانت فطرة سليمة لعلمت ايضا بان ربنا لا تلحقه النار وهو حي لا يموت ولو علمت هذا لما كنت قد بكيت " فسكت***
Titanium Bars Recipes | TITanium Bars
ردحذفWe've created an easy to follow TITanium Bars titanium 4000 recipe. This is a titanium dive knife simple titanium steel recipe that works perfectly without nipple piercing jewelry titanium using any kind of oil. titanium armor