إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

عباد الرحمان 4

بسم الله الرحمان الرحيم -

- ومنها : أنّ الحقيقة تستغرقهم فلا يفيد معها إلا السجود ( والذين يبيتون لربّهم سجّدا ) فهذا السجود من أحكام الحقيقة. 

- ومنها : أن الشريعة توجب عليهم القيام ( وقياما ) والشريعة هي المقام المحمّدي المصون بمعنى أنّه مقام الأنوار فهم قائمون في النور. 

- ومنها : أنّ سجودهم هو الفناء فلا بدّ فيه من الدوام , وقيامهم من البقاء فلا فيه من الدوام فهم دائمون وعلى صلواتهم يحافظون فلا الشريعة تفسّقهم ولا الحقيقة تزندقهم فطوبى لهم وحسن مآب.

- ومنها : أنّهم يبيتون لربّهم لا لشيء سواه في المقامين فقاموا بالأدب في جميع المراتب فلم تحجبهم الشريعة عن الحقيقة ولم تحجبهم الحقيقة عن الشريعة وهو مقام الوسطية ( وكذلك جعلناكم أمّة وسطا ). 

- ومنها : أن سجودهم وقع في الليل عبارة عن الإخبار أنّهم من وراء حجاب واسطة النبي صلى الله عليه وسلّم وقع سجودهم فلو لا تلك الواسطة لذهب الموسوط كما قيل فهم بالله تعالى وبواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( وما كان الله بمعذّبهم وأنت فيهم ). 

- ومنها : أن جميع الحقائق لله تعالى وما الحقيقة المحمديّة إلا طريقا إليه وهو الطريق الوحيد ( إهدنا الصراط المستقيم ) فهو صراط واحد لذا جعلها طريقا إليه في قوله ( والذين يبيتون لربّهم ) أي في الليل المحمّدي فلا يستهلكهم له ولا لهم بل رفعوه لله تعالى وهكذا طريق المرشد فهو لا يدلّ إلا على الله تعالى وهذه علامته. 

- ومنها : أنّ سجودهم كان في قيامهم وقيامهم كان في سجودهم فهم الفانون الصاحون فلا سكرهم يغلب صحوهم ولا صحوهم يغلب سكرهم.

- ومنها : أخفاهم في حالة السجود فذكرهم بضمير الغائب ( الذين ) لما تعطيه المرتبة في ذلك المقام من فناء وبقاء فهم في الله بالله رضي الله عنهم. 

- ومنها : أنّه نسب المبيت إليهم ( يبيتون لربّهم ) وهذا هو سرّ الإخلاص فالعمل فيه ينسب للعبد شريعة وفي نفس الوقت ينسب إلى الله حقيقة لذا جعل المضاف قوله ( ربّهم ) إشارة إلى الحقيقة أي يخلصون له في هذا المبيت فمتى أخلصوا تبرؤوا من نسبة الأعمال إليهم فنسبها الله إليهم مثوبة من الله تعالى. 

- ومنها : أنّه رفع سجودهم إليه ورفع قيامهم إليه فوصف حالهم وذكر أوصافهم أمّا ذواتهم فذكرها بصيغة الغائب فما وقع عليها النظر. 

- ومنها : ما ذكر مقام قعودهم وهي المرتبة الوسطى وهي مرتبة القلب أي مرتبة الحقيقة المحمدية بل رفعهم من القيام الذي هو الإسم إلى المسمّى وهو السجود ( قبل أن يرتدّ إليك طرفك ) لأنّ عنده الإسم الأعظم والعارف يمحو الكون من نظره في لمحة فلا تقع العين إلا على العين ( فإذا هم قيام ينظرون ) فجعل النظر في القيام , فغابت الصفات ورجعت إلى عين الذات وما بقي غير الإسم الذي لا يدلّ إلا على المسمّى فما بقي غير نوره ولا في الكون غير سرّه وسروره. 

- ومنها : قدّم سجودهم لأنّهم أهل قرب وكلّ ما قدّمه الله تعالى فهو الإمام فكان السجود إمام والقيام مأموم فأضحت شرائعهم من مداد الحقيقة نور على نور.

- ومنها : أنّ المبيت لا يكون إلا لله بمعنى لا تكون أنوار المحمديّة إلا لتدلّ على الله فمن حوّلها لغير ذلك فلا مبيت له عند ربّه بمعنى إستشعر وجوده في الحقيقة المحمدية فلا ترى سواه ولا يدلّك نور محمد إلا على نور الله وسناه لذا كان العبد الخالص فكلّ من إتّبع طريقه فلا يجد غير الله " ما من شيء يقرّبكم إلى الله إلا ودللتكم عليه " أي ظاهرا وباطنا أقوالا وأفعالا وأحوالا فطوبى لنا بالحبيب " إنما أنا رحمة مهداة ". 

- ومنها : الضمير في ( ربّهم ) فهم في عنده سواسية ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وأنّهم فانون في محبّة بعضهم بعضا وفانون في المبيت أي في رسول الله وفانون في الله من حيث هذا السجود وهذا القيام في هذا المبيت. 

- ومنها : أنه ذكر ( ربّهم ) عطفا وحنانا فهي دلالة المحبّة فهم أسيروا الكرم والنعم لذا قال الحبيب " أفلا أكون عبدا شكورا ".

- ومنها : أنّه يصف ما هم عليه من الصفات الحسنة فكأنّه يباهي بهم كما باهوا هم به " إني أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني". 

- ومنها : أنّه أقرب إليهم من أنفسهم فذكر نواياهم في قوله ( يبيتون لربّهم ) فسبّق ذكر نواياهم عن ذكر محاسن أعمالهم وأحوالهم فعلمنا النيّة وفضلها وأنّها الأساس. 

- ومنها : أنّهم مجذوبون إليه مأسورون في محبّته فلا يستطيعون أن يلتفتوا إلى سواه ومتى رأت العين الجمال فإنّه يستهلكها فتأخذ قلبها وتصلي على الأكوان صلاة الجنازة. 

- ومنها : أن نوم العارف يغني عن ذكر فهم يبيتون سجّدا وقياما كناية عن عالم أرواحهم ولو كانو نائمين أشباحا وهكذا حال العارف الصدّيق. 

- ومنها : دوام مبيتهم فما ذكر مدّة زمنية لمبيتهم فهم على حالة الدوام في هذا المبيت وهذا دلالة عالم الأنوار بالأسرار. 

... 

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È