بسم الله الرحمان الرحيم -
قال تعالى :
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاما ).
هؤلاء هم الملامتية من الصوفية أصحاب ستر المقامات والأحوال لغيبتهم عنها وفيها بالله تعالى.
فذكر صفاتهم في هذه الآية على غاية من التحقيق المطلق الذي لا يعلم كنهه إلا الله تعالى
فذكرهم بأسمى صفاتهم وهي العبودية ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ).
ونسبهم إلى إسمه الرحمان الذي به إستوى على العرش لأنّ منشأهم من عين الرحمة والجمال فكانوا مضافين إلى إسمه الرحمان الذي علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان.
فذكر جمعهم على إسمه الرحمان من حيث ( رحمتي سبقت غضبي ) فكانوا السابقين وهكذا حال الرحمة فلها السبق دائما ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فكان السابق الذي لا يلحق والمقرّب الذي لا يدرك صلى الله عليه وسلّم.
ومدحهم بالسكينة والوقار في مشيهم على الأرض وبالتواضع عليها لأن الأرض محلّ التواضع ومحلّ السكينة والوقار- وترى الأرض خاشعة- فإتّصفت بوصف الخليفة فيها.
ثمّ ذكر علمهم اللّدني في قوله :
( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).
فنعت من لم يعرف ويفهم علمهم بالجاهل فكانوا رحماء به فقالوا له سلاما.
ودلّ على كتم علمهم عن غير أهله من الجاهلين به.
وذكر وجود النكران عليهم في علومهم في قوله :
( وإذا خاطبهم الجاهلون ).
وهذا يدلّ على أنّ رشحات علمهم خرجت على ألسنتهم وذواتهم حالا ومقاما وإلاّ ما كلّمهم ولا خاطبهم الجاهلون.
ومنها : أنهم لا يزكّون أنفسهم ولا يدلّون عليها لذا أظهرتهم الحضرة بذكر صفاتهم وهكذا كلّ من خفي فلا بدّ أن تظهره الحضرة من إسمها الظاهر.
ومنها : ذكره أنّهم متدثّرون في وصف الرحمة فلا يخرج منهم إلا وصف الجمال لذا قالوا لهم : سلاما - وهو الأمان منهم أن لا يؤذون مخلوقا من خلق الله.
ومنها : ذكر مشيهم في الأرض في تلك الصورة من السكينة والوقار والتواضع التي هي من علامات العلم والثبات وجميع مقامات التوحيد والإحسان , فما صار النكران عليهم إلا معاندة ومكابرة فيما به تحلّوا وخرجوا.
ومنها : أنّ مخاطبة الجاهلين لهم تكون في وقت دون وقت كي لا يقفوا مع نفوسهم فلا يدوم لهم حال ولا يبقون في مقام لذا ذكر : مشيهم في الأرض.
ومنها : ذكره أنّهم أهل تجريد في الغالب وأهل سياحة في قوله : يمشون في الأرض.
ومنها : أنّ مشيهم هونا بالسكينة والوقار هو المشي اللطيف وهذا من أحكام الروح.
ومنها : ذكره تعدّد سياحاتهم في الظاهرة والباطنة بالجسم والروح فتعدّد أصناف المنكرين عليهم لذا قال : وإذا خاطبهم الجاهلون - أي حيثما كانوا بحسب مراتب الجهل بكلّ حال وبكلّ مقام.
ومنها : أنّهم مجموعون في الرحمة في وصف الإسم الرحمان , ومتفرّقون في مقامات العبادة أي في علم كلّ منهم فهو تعدّد مشاربهم , فجمعهم في وجه وفرّقهم من وجه لأن هذا من أحكام الجمع والفرق , فتلوّن هذا من كلّ وجه لأنه يقول : ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) وهو السير في الذات ( كلّ يوم هو في شأن ).
ومنها : جمعهم في قوله ( عبادي ) وفرّقهم في هذا الجمع فلم يقل لهم عبدي وهذا ذكر لأهل الملامتية المنزّهون عن طلب المقامات والأحوال فقد لا ترى فيما بينهم صاحب مرتبة تصريف أو تسليك أو أية وظيفة فليست الوظائف من شأنهم.
ومنها : أنهم أصحاب بواطن صافية فلا حقد بينهم ولا غشّ ولا حسد ( ألّف بين قلوبهم ) فأصبحوا بنعمته إخوانا وبه خلاّنا.
ومنها : وجود الصحبة فيما بينهم فهم هنا وهناك مجموعون ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ( إخوانا على سرر متقابلين ) أي غير متدابرين ( فلا تدابروا ).
ومنها : جميع أحوالهم ومقاماتهم موصولة بإسمه الرحمان فلا ترى منهم إلا جمالا ودلالا
" هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "
ومنها : حيثما حلّوا حلّت الرحمة معهم " إلا بذكر الصالحين تتنزّل الرحمات " فكيف بوجودهم معنا فكيف بخدمتنا ومحبّتنا لهم ( والمرء مع من أحبّ ).
ومنها ...إلخ
قال تعالى :
( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاما ).
هؤلاء هم الملامتية من الصوفية أصحاب ستر المقامات والأحوال لغيبتهم عنها وفيها بالله تعالى.
فذكر صفاتهم في هذه الآية على غاية من التحقيق المطلق الذي لا يعلم كنهه إلا الله تعالى
فذكرهم بأسمى صفاتهم وهي العبودية ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ).
ونسبهم إلى إسمه الرحمان الذي به إستوى على العرش لأنّ منشأهم من عين الرحمة والجمال فكانوا مضافين إلى إسمه الرحمان الذي علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان.
فذكر جمعهم على إسمه الرحمان من حيث ( رحمتي سبقت غضبي ) فكانوا السابقين وهكذا حال الرحمة فلها السبق دائما ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) فكان السابق الذي لا يلحق والمقرّب الذي لا يدرك صلى الله عليه وسلّم.
ومدحهم بالسكينة والوقار في مشيهم على الأرض وبالتواضع عليها لأن الأرض محلّ التواضع ومحلّ السكينة والوقار- وترى الأرض خاشعة- فإتّصفت بوصف الخليفة فيها.
ثمّ ذكر علمهم اللّدني في قوله :
( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).
فنعت من لم يعرف ويفهم علمهم بالجاهل فكانوا رحماء به فقالوا له سلاما.
ودلّ على كتم علمهم عن غير أهله من الجاهلين به.
وذكر وجود النكران عليهم في علومهم في قوله :
( وإذا خاطبهم الجاهلون ).
وهذا يدلّ على أنّ رشحات علمهم خرجت على ألسنتهم وذواتهم حالا ومقاما وإلاّ ما كلّمهم ولا خاطبهم الجاهلون.
ومنها : أنهم لا يزكّون أنفسهم ولا يدلّون عليها لذا أظهرتهم الحضرة بذكر صفاتهم وهكذا كلّ من خفي فلا بدّ أن تظهره الحضرة من إسمها الظاهر.
ومنها : ذكره أنّهم متدثّرون في وصف الرحمة فلا يخرج منهم إلا وصف الجمال لذا قالوا لهم : سلاما - وهو الأمان منهم أن لا يؤذون مخلوقا من خلق الله.
ومنها : ذكر مشيهم في الأرض في تلك الصورة من السكينة والوقار والتواضع التي هي من علامات العلم والثبات وجميع مقامات التوحيد والإحسان , فما صار النكران عليهم إلا معاندة ومكابرة فيما به تحلّوا وخرجوا.
ومنها : أنّ مخاطبة الجاهلين لهم تكون في وقت دون وقت كي لا يقفوا مع نفوسهم فلا يدوم لهم حال ولا يبقون في مقام لذا ذكر : مشيهم في الأرض.
ومنها : ذكره أنّهم أهل تجريد في الغالب وأهل سياحة في قوله : يمشون في الأرض.
ومنها : أنّ مشيهم هونا بالسكينة والوقار هو المشي اللطيف وهذا من أحكام الروح.
ومنها : ذكره تعدّد سياحاتهم في الظاهرة والباطنة بالجسم والروح فتعدّد أصناف المنكرين عليهم لذا قال : وإذا خاطبهم الجاهلون - أي حيثما كانوا بحسب مراتب الجهل بكلّ حال وبكلّ مقام.
ومنها : أنّهم مجموعون في الرحمة في وصف الإسم الرحمان , ومتفرّقون في مقامات العبادة أي في علم كلّ منهم فهو تعدّد مشاربهم , فجمعهم في وجه وفرّقهم من وجه لأن هذا من أحكام الجمع والفرق , فتلوّن هذا من كلّ وجه لأنه يقول : ( فأينما تولّوا فثمّ وجه الله ) وهو السير في الذات ( كلّ يوم هو في شأن ).
ومنها : جمعهم في قوله ( عبادي ) وفرّقهم في هذا الجمع فلم يقل لهم عبدي وهذا ذكر لأهل الملامتية المنزّهون عن طلب المقامات والأحوال فقد لا ترى فيما بينهم صاحب مرتبة تصريف أو تسليك أو أية وظيفة فليست الوظائف من شأنهم.
ومنها : أنهم أصحاب بواطن صافية فلا حقد بينهم ولا غشّ ولا حسد ( ألّف بين قلوبهم ) فأصبحوا بنعمته إخوانا وبه خلاّنا.
ومنها : وجود الصحبة فيما بينهم فهم هنا وهناك مجموعون ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) ( إخوانا على سرر متقابلين ) أي غير متدابرين ( فلا تدابروا ).
ومنها : جميع أحوالهم ومقاماتهم موصولة بإسمه الرحمان فلا ترى منهم إلا جمالا ودلالا
" هم القوم لا يشقى بهم جليسهم "
ومنها : حيثما حلّوا حلّت الرحمة معهم " إلا بذكر الصالحين تتنزّل الرحمات " فكيف بوجودهم معنا فكيف بخدمتنا ومحبّتنا لهم ( والمرء مع من أحبّ ).
ومنها ...إلخ
0 التعليقات:
إرسال تعليق