إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 9 ديسمبر 2013

عباد الرحمان 2

بسم الله الرحمان الرحيم -

ومنها : أنّهم أهل فقر فهم الفقراء إليه في قوله:

( يمشون على الأرض هونا ).

ومنها : أن فقرهم وتجريدهم وسياحتهم مقدّم على علمهم وذوقهم وهو شاهدهم على ذلك في قوله :

( يمشون على الأرض هونا ).

فهو مقدّم على قوله :

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).

ومنها : ذكره وصف بشريتهم من حيث إحكام الشريعة في قوله:

( يمشون على الأرض هونا ).

 لأنّ هذا يعطي قوله:

( إياك نعبد ).

ومنها : ذكر خصوصيتهم في قوله :

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).

وهذا يعطي قوله :

( وإياك نستعين ).

في خصوصيتنا , لأنه ( وما فعلته عن أمري ).

ومنها : أنّهم أهل العناية الربانية في قوله:

( وعباد الرحمان ).

أي قبل خلق الإنسان فسبقت بهم العناية وقد قيل ( من سبقت له العناية لا تضرّه الجناية ).

وقيل : إذا ما العناية لاحظتك عيونها *** فنم فالمخاوف كلّهنّ أمان 

ومنها : أن سكينتهم و وقارهم في قوله:

( يمشون على الأرض هونا ) نالوها بما تحلّوا به من وصف العلم والمعرفة لذا عطف بقوله :

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ). 

ومنها : أنّ المنكر عليهم جاهل مهما بلغ من العلم درجات. 

ومنها : حصول تعريف العلم وتعريف الجهل , فالعلم الحقيقي ما نالوه , والجهل حقيقة ما غاب من ذلك العلم الذي به إختصّوا. 

لذا نعت كلّ منكر عليهم بالجهل فتعيّن بأن العلم حقيقة هو علمهم وما عداه يسمّى جهل بالمقارنة مع علمهم , فكانت علوم المعرفة هي العلم وما سواه جهل. 

ومنها : ذكره بأن الكرامات لا تظهر عليهم في الغالب فلا يطيرون في الهواء ولا يمشون على الماء بل قال فيهم : 

( يمشون على الأرض هونا ). 

ومنها : إشارته أنّ من كان هذا حاله هو المتمكّن من العلم راسخ القدم فيه. 

ومنها : أنّهم آثروا العبودية على إظهار الخصوصية فهم في أرض الخمول مدفونون ( يمشون على الأرض هونا ).

ومنها : أنّهم مخالطون للعوام في قوله:

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).

ومنها : أنهم الرحمة للخلق في قوله:

( قالوا سلاما ). 

ومنها : أن المنكرين يخاطبونهم بالجهل أمّا هم فلا يقولون إلا حقّا في قوله:

( قالوا سلاما ).

ومنها : في قوله ( قالوا سلاما ) إشارة إلى عالم البقاء فلا يظهرون من أحكام الفناء شيئا فهم باقون بالله تعالى. 

ومنها : أنهم بحكم بشريتهم صار الإنكار على علومهم فراعوا هذا الجانب فعذروا غيرهم في قوله :( قالوا سلاما).

ومنها : أنّهم متجرّدون في قوله:

( الذين يمشون على الأرض هونا ) ومتسبّبون في قوله :( قالوا سلاما ). 

ومنها : أنّهم لم يظهروا علومهم للمنكرين فهي خاصّة بالمعتقدين لذا قالوا لمن أنكر عليهم ( قالوا سلاما ) أمّا المعتقدون فلا يقولون لهم هذا. 

ومنها : أنهم راعوا جانب الربوبية في قدرتها فتركوا لها التصريف في قوله:

( يمشون على الأرض هونا ).

ومنها : أنّهم تأدّبوا مع جانب الربوبية في علمها في قوله:

( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ).

ومنها : تبيان مراتب علوم الخواص في قوله :

( وإذا خاطبهم الجاهلون ). 

ومنها : بيان أنّ أهل هذا الوصف بهذا العلم يكون وصفهم العبودية المحضة فهم عبيد الحضرة أصحاب النظرة. 

ومنها : أنهم لا يبتغون إستكبارا في الأرض ولا فسادا في قوله:

( يمشون على الأرض هونا ).

ومنها : أنّ هذه من مراتب مقام الإحسان فكلّ شيء فيهم حسن. 

ومنها : أنّهم أهل صفاء في مشيهم على الأرض وفي محادثتهم مع الخلق. 

ومنها : أنهم لا يتّهمون غيرهم بالجهل لعلمهم بأنّ للناس مراتب في العلوم ومقادير لذا ما قالوا لهم إلا ( سلاما ).

ومنها : أنّهم يتلطّفون مع المنكرين الجاهلين عسى أن يصيبهم شيئا من محاسنهم فيتعلّقون بسمتهم وهديهم في قوله:

( قالوا سلاما ). 

ومنها : أنّهم أهل لطف لرقّة معانيهم في مشيهم على الأرض بسكينة و وقار وفي قولهم اللطيف ( قالوا سلاما ).

ومنها : أنّهم متّفقون على عدم إظهار أسرار الله تعالى ومتفقون على الرحمة بخلق الله وهذا مذهبهم في قولهم بلسان جميعهم ( قالوا سلاما ). 

يتبع... 

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È