إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الخميس، 12 ديسمبر 2013

الطرق الصوفية 3

بسم الله الرحمان الرحيم -

اقتباس :

سيدي أبو ضياء كتب : 

.. لذا يتبين الآن أن الطريقة القادرية البودشيشية المعاصرة ... طريقة جامعة لها خصوصية تتسع كثيرا عن مفهوم الانتساب الضيق للشجرة القادرية، كما قد يتوهم من قراءة مقال سيدنا علي الصوفي.


علي الصوفي كتب : 

اقتباس:

طريقة القادرية شيخها كان ولا يزال شيخا واحدا هو سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه فكلّ العارفين الكمّل من أصحاب القطبانيات والفردانيات .. الخ المقامات ممّن جاؤوا من بعده في طريقته لم يبلغوا مقامه لأنّه رضي الله عنه لم يورّث مقامه لأحد من أهل طريقته فكان هو الشيخ المنفرد بطريقته فلم ينفرد بلواء طريقته ممّن جاء من بعده من المنتسبين أحد لهذا لا نجد أسماء طرق منسوبة الى أولائك الأقطاب والأوتاد والأفراد من أهل طريقته.

هناك فرق بين أخذ الطريقة والسير فيها فقد ينتسب الفقير المأذون الباحث عن قلبه وحاله إلى أكثر من طريقة ويأخذ منها بقدر حاجته منها ورغبته فيها كما إنتسب سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه إلى أكثر من طريق وأخذ منه كطريق الشاذلية بل لقد درس الحكم العطائية في تونس وتعلّق بكثير من أقطاب الشاذلية كما انتسب للقادرية وغيرها كما هو مذكور في سيرته الذاتية في كتاب جواهر المعاني وغيره من كتب السادة التيجانية رضي الله تعالى عنهم.

أمّا الخلوتية فسنده متصل بها فهذا أمر أمّا الإستقلال بطريقته الخاصّة والرجوع إليها فهو أمر آخر فالأمر المقصود في كلامي واضح وهو كون الإستقلال بالطريقة يرجع نسبة الطريق إليه لهذا لمّا استقلّ سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه بطريقته الخاصّة سمّيت ( الطريقة التيجانية ) لأنّ له مشيخة في التربية خاصّ به وهو صلاة الفاتح لما أغلق فهي طابعه في الطريق فصلاة الفاتح وان كانت موجودة من قبل ( فافهم ). 

فأمر نسبة الطرق الى أصحابها لا يكون إلاّ بالإنفراد بمشيخة السلوك على غير مثال سبقه لهذا قلنا كون أتباع الطريقة القادرية هم في حكم الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه فلا ينسب في طريقته ممّن يأتي من بعده الطريقة الى نفسه كما نسبت هو إليه لأنّه لم يجعل مشيخته فيها مقاما متوارثا ( فافهم ) نعم قد يكون المريد في القادرية شيخا كبير وربّما يكون قطبا أو فردا .. الخ.

 لكن بخصوص التربية فإنّه لن تنسب الطريق إليه مهما علا شأنه في خصوصيته مع ربّه فهذا المقصود بكلامي إلاّ أن يستقلّ بطريقة خاصّة به كما استقلّ سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه لكن في الشاذلية مقام المشيخة فيه متوارث بمعنى كون شيخ الطريقة في كلّ زمان قد يكون مجدّدا فيها أي مجددا في أمر السلوك وفي طابع الطريق من حيث الفناء والبقاء الذي تجتمع كل الطرق في الوصول إلى تلك الغاية. 

فلا يعني كونه الإنسان يأخذ على أكثر من شيخ وطريقة كونه صاحب طريقة أو كونه جامع في تلك الطريقة فليست الطريقة القادرية جامعة لجميع الطرق بل هي طريقة خاصة بصاحبها سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وكذلك الطرق الأخرى إلا قطب التربية فهو الذي يربي في كلّ طريق فهو أستاذ كلّ زمان. 

حضرت مرّة تلقين الإسم من طرف قطب من أقطاب التربية لأخ لنا رفاعي فلمّا أحسّ كون الفقير الرفاعي تحدثه نفسه بترك طريق الرفاعية قال له ( ابق في طريقتك والفقير يسلكك وأنت فيها بحسب أصول الشيخ الرفاعي في التربية والتسليك ) وكذلك قال لأحد فقراء النقشبندية لمّا ذكر أوراد النقشبندية حتى أثمرت له أحوالهم ...

بالنسبة للطريقة القادرية فقد كادت أن تضحى طريقة تبرّك فأحياها سيدي أو مدين بالمنور القادري البودشيشي فقد أحيا الله تعالى به التربية السلوكية القادرية في أنحاء المغرب ثمّ كونه آذن إبنه من بعده وإبن ابنه كما آذن الشيخ سيدي محمد الصوفي الذي نشر الطريق في الجزائر وهلمّ انتشرت معالم السلوك في الطريقة من جديد ..

قلت : 

بالنسبة لما كابده وجاهده الشيخ أبو مدين بالمنور القادري البودشيشي رضي الله عنه إنّما هو بحثا منه عن الوصول والسلوك والتربية لهذا أخذ بيده جملة من العارفين في مختلف الطرق فلا يعني كونه أخذ عنه أنّه ورث أسرارهم بل أخذ ما يصلح له منهم رضي الله عنهم جميعا وإلاّ فإنّ سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه كان قطب وقته في زمانه وكان المشهور بتلقين الإسم الأعظم ... والكلام يطول ..

لهذا رجع سيدي أبو مدين بالمنور بعد التأهيل إلى الزاوية القادرية فرجع إلى أصل طريقته يسلك فيها فلم يستقلّ بطريقة منسوبة له لأنّه لا طريقة له لهذا قلت كون نسبة ( البودشيشية ) هي نسبة للزاوية وليس للطريقة وذلك مما سبق يتضح كونها تسمية العامّة لتلك الزاوية وليس هي تسمية سلوكية كقولنا مثلا ( الطريقة العلاوية ) وقد أجاب سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنهم ضمن أجوبته على مسائل كون الطريقة التيجانية لا شيخ فيها بعد سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه ( فافهم هذا المعنى بارك الله فيكم ).

بينما في الطريقة الشاذلية فيها شيوخ الى اليوم فقد ورّث سيدي أبو الحسن رضي الله عنه مشيخته في التربية لمن يأتي من بعده من أهل طريقته لهذا استقلّ مشلئخ بطريقته كما استقلّ بها سيدي العربي الدرقاوي رضي الله عنه فكان شيخا صاحب طريقة خاصّة رغم كونه شاذلي الانتساب لكنه في تربيته مستقلّ عن سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه فلو جاءه سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه لدخل من بابه وتأدّب بآدابه لكن في الطرق الأخرى لو دخل سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه على أيّ مقدّم في الطريقة التيجانية لتأخّر ذلك المقدم وترك المجال لإمام الطريقة ( فافهم ). 

قال شيخنا حاكيا عن إذنه ( قبل وفاة شيخنا بسنة شرح لي سيدنا الشيخ الخمرة الشاذلية ثمّ ذاكرني في شروط الإمامة ... الخ الإذن ) ثمّ قال ( متى سألني الله عزّ وجلّ يوم القيامة من تركت من بعدك ؟ فسأقول له : لقد تركت فلانا إماما ) فالإمامة في طريق الشاذلية مقام متوارث ليس كبقية الطرق فالإمامة فيها غير متوارثة بل إمام كل طريقة هو صاحبها الذي أنشأها.

فإمام التيجانية هو سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه وإمام الرفاعية هو سيدي أحمد الرفاعي رضي الله عنه وكذلك في القادرية أما الشاذلية فالإمام فيها طبعا هو سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه فهو إمام الشاذلية على الإطلاق لكنّه ترك مقام إمامته متوارثا في طريقته لهذا كانت طريقته طريقة أشياخ أي طريقة أقطاب وقد أشار إلى ذلك بقوله ( تلميذنا أستاذ أهل زمانه ) وقال ( كتبي أصحابي ) رضي الله عن جميع ساداتنا رضي الله تعالى عنهم. 

أمّا ما ذكرته من كون الشيخ أبو مدين بالمنور القادري البودشيشي رضي الله عنه له تلقي غيبي من الشيخ سيدي يوسف النبهاني رضي الله عنه فاعلم أنّ هذا التلقي في الحضرة المحمدية وليس هو من الحضرة الإلهية بما أنّ سيدي يوسف النبهاني عارف بالله تعالى في مقام الحضرة المحمّدية رضي الله تعالى عنه لهذا اهتمّ بشؤون تلك الحضرة فكانت جميع فيوضاته فيها فتوشك أن تكون جميع تآليفه في الحضرة المحمدية وقد قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه لما زار بلاد الشام والتقى بسيدي يوسف النبهاني رضي الله عنه :

أردت أن أعرج بيوسف النبهاني إلى حضرة القدس فوجدته متشبّثا بالحضرة المحمدية فثبتّه فيها ) أمّاأسانيد الطرق التي كتبها سيدي يوسف النبهاني رضي الله عنه في بعض من كتبه فقد صرّح بنفسه كون أغلبها أخذها تبركا وليس سلوكا وتربية وهذا أمر كثير مشهور نجده عند الكثير من الناس ثمّ كون الأذون عامّة وخاصّة فالإذن بالورد العام هو الذي يحصل كثيرا أمّا الإذن بالورد الخاص فلا يكون خاصّة الا لإبن الطريقة ( فافهم ). 

أعلمتك بهذا سيدي كي تدرك كون حديثي ليس عن مراتب أهل الولاية وقطبانياتهم ودرجاتهم الخصوصية لأنّي وجدت خلطا في فهم ما كتبته في الأعلى من حيث أذون الطرق والإمامة فيها والسرّ التربية فيها وبين مقامات الأولياء في كلّ طريقة.

ونضرب مثالا على ذلك فهذا سيدي الرواس رضي الله عنه كان في زمانه نال القطبانية العظمى والغوثية الكبرى رغم كونه لم يكن شيخا مستقلاّ في الطريقة الرفاعية ( فافهم ) فليس كلامي عن المقامات فقد يكون سيدي أبو مدين بالمنور أو ابنه سيدي الحاج العباس أو سيدي حمزة رضي الله عنهم جميعا نالوا درجات عالية في المقامات وما يدريني فلعلّهم من كبار الأقطاب فلست عن هذا أتحدّث وإنّما موضوعي واضح لمن تدبّره بتمعّن وتمهّل ..

بقي بعد هذا لا إيهام في كلامي فليس كلامي موهم في شيء بل هو واضح إلاّ لمن توهّم وجود تحجير رحمة الله تعالى الواسعة في نشر الطريق ووسعها أو استنقاص من قدر ساداتنا أشياخ الطرق أو متبعيهم الذين عمّ فضلهم وظهر أمرهم ووضع الله تعالى لهم القبول في الأرض فهذا لا يقوله عاقل فضلا عن أن ينوهّمه صوفي ..

اقتباس:

. "ما ننسخ من آية أو ننسها  نأتي بخير منها أو مثلها، ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير" (أنظر تأويل هذه الآية لسيدي أبو العباس المرسي في لطائف المنن)
2. "أمتي كالمطر، لا يدرى أولها خير أم آخرها" حديث حسن رواه الطبراني...

فهذه الأمة في الزيادة لا في النقصان في باب الفضل الرباني و المدد الروحاني إلى أن ينزل مظهر الروحانية في الوجود سيدنا عيسى عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام...


ومن يعارضكم في هذا سيدي فهل رأيت في موضوعي معنى ينافي هذا الذي ذكرته حضرتك ثمّ لو تعمدنا جدلا ما قوله في قوله عليه الصلاة والسلام ( لَا يَأْتِي زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ) وقوله صلى الله عليه وسلّم ( خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) فلسنا نحن في القرون الخيرية بل في القرون الظلامية التي لا تخلو من خير طبعا لأن الخير في أمة الحبيب الى يوم القيامة ..

العبد الضعيف سيدي أدافع عن جميع طرق أهل الله تعالى وأفديهم إن شاء الله تعالى بنفسي وروحي ولا أتعصّب إن شاء الله تعالى لشيخ ولا لطريقة ولا لطائفة بل أبحث إن شاء الله تعالى عن الحقّ فحيثما وجدت الحق أو اعتقدت كونه الحقّ أخذت به من باب رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

والله تعالى أعلم وأحكم 

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È