إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

الطرق الصوفية 2

بسم الله الرحمان الرحيم -

فلمّا كان الأمر كذلك وهو كذلك نفهم معنى قول سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ( كتبي أصحابي ) أي كأنّه حاضر في كلّ زمان في طريقته ومن هنا قالوا بتشذّل القطب وقد قال هذا القول مشايخ كبار حجّة في طريق القوم منهم سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله تعالى عنه لهذا سمّوها طريقة الأقطاب لكون مقام سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه متوارث في طريقته.

فكانت لأهل طريقته نسبة مشيخة الطريق إليهم قال أحد مشائخ طريقة الشاذلية في زمن من الأزمان ( والله لو كان سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه حيّا لدخل من بابي ) يشير رضي الله عنه كونه ورث سرّ مشيخة سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه فسرّ مشيخة الشاذلية متوارث فالمشيخة عند الشاذلية متوارثة ..

بقي موضوع مهمّ أحبّ الكتابة فيه وهو كون السماع لم يكن أصلا في الطريقة الشاذلية ما فعله ولا رغّب فيه الشيخ سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وإنّما زاده من جاء بعده من أشياخ طريقته وقد حدث هذا في البيت الوفائي فالذي أحدث الإنشاد لمّا وردت واردات الوفائية هم البيت الوفائي لأنّ سيدي محمد وفا رضي الله عنه استقلّ بمشيخة الطريق حتى أنّ سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه كان يعتقد فيه ختمية الولاية فألّف كتابا في حقّه ...

لهذا أيضا ترى العلم الكبير الذي عليه السادة الشاذلية في فهم القرآن العظيم وكذلك في العلوم الشرعية وفقهها ومن نظر في كتاب الحكم وفي شرح ابن عجيبة وفي قصيدة البوصيري ومشائخ الازهر والقرويين والزيتونة يدرك كون المدرسة الشاذلية من كبرى المدرسات التربوية السلوكية العلمية في العالم الإسلامي اليوم.

ولا يعني هذا الاستهانة أبدا بما عليه المدارس الأخرى كالرفاعية في العلم الديني فإنّ سلوكهم كثيرا ما يكون في طلب العلم والقادرية أصحاب الأحوال الربانية فهذه مدارس أشهر من نار على علم لها أيادي بيضاء في الإسلام رضي الله عن أصحابها جميعا ..

إلاّ أن طابع التيجانية جعلها سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه صلاة الفاتح فكانت طابعهم في الطريق ..

هذا ويشهد الله تعالى كوني أحبّ كلّ صوفي صادق مهما كانت طريقته ولا أرى في قلبي فرقا فيما بينهم فكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم.

ثمّ سنعود ان شاء الله تعالى لتقرير كون الطريقة الشاذلية وجميع الطرق متأسسة على الكتاب والسنّة بالتفصيل مع الدليل وكون ما أحدثه المتبركون فيه الغثّ كما فيه السمين وكون الحضرات والأناشيد والقصائد ليست هي أصل في السلوك وما كان يتعاطاها سيدي أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه ولكن الأشياخ من بعده كان منهجهم ونظريتهم بحسب واقع الزمان.

فلو سلكوا مريديهم بالقرآن لفرّوا كما قال تعالى:

( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ).

كما قال الصحابة رضي الله عنهم " علّمنا رسول الله الإيمان ثمّ علّمنا القرآن" رغم كون التعبّد يكون بالقرآن وحروفه وليس بالإنشاد وحروفه فحروف الشعر ليس هي حروف القرآن فالمعنى لا يتعبّد به الا مع وجود النيّة ( فافهم ) وإلاّ كان الإنشاد من جملة الغناء والترفيه.

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È