بسم الله الرحمان الرحيم -
فلمّا كان شأن إسماعيل كذلك لعدم نسبة البشرى لأمّه بل زفّت البشرى لأبيه به فأسكنه عند بيت الله المحرّم في واد غير ذي زرع كما قال تعالى:
( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ).
فانظر قوله كيف قال تحديدا ( من ذريتي ) ولم يقل ( ذريتي ) فكأنه كان على وحي بما سيرزقه الله تعالى من سارّة عليها السلام فرجع إليها بعد أن أسكن هاجر واسماعيل عليهما السلام تحديدا عند بيت الله المحرّم ثمّ لما شرع في بناء بيت الكعبة كان معه سيدنا اسماعيل عليه السلام يبني معه كما قال تعالى:
( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ثمّ قالا عليهما السلام كما قال تعالى ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ).
فبعد بناء البيت سألا القبول لذا قالا ( إنّك أنت السميع ) لدعائنا ( العليم ) بنوايانا الصالحة فلمّا تمّ القبول سألا ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ) لأنّ الإسلام دين الفطرة وهو دين العبودية المحضة والصفاء التام ثمّ دعوا بهذه الصفة التي هي صفة الإسلام التي هي حال ذاتي لتعلّق الإسلام بالحضرة الإلهية بسريانها في ذريتهما الذين هم المسلمين فسألا بقولهما كما قال تعالى ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) نهاية الاستسلام لك وهم الذاتيون.
ثمّ سألا بعد ذلك ( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ) أي في هذا المشرب الذاتي الحاوي للأسماء والصفات ثمّ سألا ( وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) فذكرا مقام التوبة لهما ولذريتهما من بعدهما ومقام التوبة الحقيقة هو الرجوع للمولى والخروج عن ملاحظة السوى قال تعالى في بيان معرفة حقيقة الإسلام ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) أنظر قوله بتدبّر ( لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ).
فسيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هو الفتى الذاتي لذا كان أوّل المسلمين ولهذا لم يقل موسى عليه السلام لمّا أفاق بعد صعقه بسبب طلبه نظر الرؤية كونه أوّل المسلمين بل قال كما قال تعالى ( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) فرجع إلى ذكر مقام الإيمان بعد أن سأل النظر وهو في مقام الإحسان لذا قال ( سبحانك ) رجوع منه وتوبة وأوبة كما قالت الملائكة ( سبحانك لا علم لنا الا ما علّمتنا ) وقال يونس ( سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين ).
ثمّ بعد ذلك سألاّ في دعائهما ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).
أي ابعث فيهم رسولا من وصفهم وهو الأميّة الأميّة التي هي للذاتية والإسلام الذي هو للسلوك والعروج إلى الحضرة الإلهية على صفة الظاهر والباطن التي هي صفة أهل الكمال كما قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ) فماذا تطلبون يا بني إسماعيل أو لم يعطكم الله تعالى أكثر ممّا أعطى بني إسحاق ويعقوب فجعلكم الذاتيين وجعل رسولكم رحمة للعالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين.
فانظر كي ادّخرك الله تعالى أيها المسلم إلى آخر الزمان بما تراه من الأقطاب والأفراد والأبدال والأوتاد والعارفين في هذه الأمة ومن أصحاب السلوك والعروج ومن العلماء العاملين والمجاهدين في سبيل نصرة الدين ألا ترى ذلك أيّها المسلم وأنت محفوظ بدعاء أبويك إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ومحفوظ بدعاء مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فماذا تخشى بعد هذا هل تخشى على أمّة الإسلام ؟ اطمئنّ فرغم الزلازل والفتن ستبقى رايتها عالية خفّاقة فقط قم بما يجب عليك من نصرة الشريعة المحمدية في ذاتك ومن حولك وفي غيرك .
فمتى شاهدت بيت الله تعالى الحرام اليوم وشاهدت وفود الحجيج وزرت مدينة خير خلق الله تعالى صلى الله عليه وسلّم تدرك عظمة هذه الأمّة وكيف اغتاظ أعداؤها منها ففعلوا كلّ ما بوسعهم للقضاء عليها ولكنّ الله تعالى ناصر دينه وعبده رسوله ولو كره الكافرون.
ونعني خاصّة ذرية إسماعيل الذين هم من العرب المستعربة الذين رسول الله صلى الله عليه وسلّم منهم وليس كل العرب فهناك من الأعراب العاربة كما قال تعالى:
( الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
فالعرب المستعربة هم أبناء إسماعيل عليه السلام فتلك هي الذرية المسلمة خاصّة وهي قبائل موجودة إلى اليوم خاصّة في شبه الجزيرة العربية وقد تفرّق في البلاد العربية كثير منهم حقيقة لذا فرّقوا بين العرب العدنانية وبين العرب قحطانية فجعلوا القحطانية أصل العرب وكون العرب المستعربة تعرّبت بسبب نسبتهم إليها فليس كلّ العرب من المسلمين بل منهم النصارى ومنهم اليهود ومنهم الكفار بلا دين ..إلخ لكن الأغلبية الساحقة مسلمة والحمد لله تعالى فهم كثير لكنّهم اليوم كما ورد في الحديث غثاء كغثاء السيل ..
من المفسرين والعلماء من ذهب كون الذبيح هو إسحاق لكن الجمهور على كونه إسماعيل وهذا قولنا ورأينا والله تعالى أعلى وأعلم.
قلت :
إشارة الذبح كون إسماعيل عليه السلام فتى متحرّر في عالم الصفات فلا يتقيّد بأبيه إبراهيم إلأ من حيث كونه الشيخ المربي والإمام الموصل عامّة لا من حيث كونه أبيه خاصّة لهذا لم يكن في نسل بني إسماعيل النبوّة كما كانت في نسل بني إسحاق.. فلم يكن إسماعيل صفاتيا في هذا الإرث بل كان ذاتيا من حيث الإسلام .. لأنّ الإسلام أمر الله تعالى به سيّدنا إبراهيم عليه السلام:
( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ).
فأصبح الأسلام صفة وطبعا لسيّدنا إبراهيم لذا هو الذي سمّانا المسلمين أي سمّانا حالا قبل أن يسمّينا مقالا ( فافهم ) وذلك في قوله ( أسلمت لرب العالمين ) فهو سمّانا بهذا الإسم فذكر هنا التسمية وكون الإسم أمرا ذاتيا وليس صفاتيا أعني هذا الإسم الجامع لأحوال الدين ومقاماته العبودية الذي هو الإسلام هو مشرب ذاتي لذا أُمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون أوّل المسلمين وأوّل العابدين لأنّ أوّل العابدين هو أوّل المسلمين ( فافهم ).
فلمّا كان شأن إسماعيل كذلك لعدم نسبة البشرى لأمّه بل زفّت البشرى لأبيه به فأسكنه عند بيت الله المحرّم في واد غير ذي زرع كما قال تعالى:
( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ).
فانظر قوله كيف قال تحديدا ( من ذريتي ) ولم يقل ( ذريتي ) فكأنه كان على وحي بما سيرزقه الله تعالى من سارّة عليها السلام فرجع إليها بعد أن أسكن هاجر واسماعيل عليهما السلام تحديدا عند بيت الله المحرّم ثمّ لما شرع في بناء بيت الكعبة كان معه سيدنا اسماعيل عليه السلام يبني معه كما قال تعالى:
( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ثمّ قالا عليهما السلام كما قال تعالى ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ).
فبعد بناء البيت سألا القبول لذا قالا ( إنّك أنت السميع ) لدعائنا ( العليم ) بنوايانا الصالحة فلمّا تمّ القبول سألا ( رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ) لأنّ الإسلام دين الفطرة وهو دين العبودية المحضة والصفاء التام ثمّ دعوا بهذه الصفة التي هي صفة الإسلام التي هي حال ذاتي لتعلّق الإسلام بالحضرة الإلهية بسريانها في ذريتهما الذين هم المسلمين فسألا بقولهما كما قال تعالى ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ) نهاية الاستسلام لك وهم الذاتيون.
ثمّ سألا بعد ذلك ( وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ) أي في هذا المشرب الذاتي الحاوي للأسماء والصفات ثمّ سألا ( وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) فذكرا مقام التوبة لهما ولذريتهما من بعدهما ومقام التوبة الحقيقة هو الرجوع للمولى والخروج عن ملاحظة السوى قال تعالى في بيان معرفة حقيقة الإسلام ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) أنظر قوله بتدبّر ( لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ).
فسيّدنا محمد صلى الله عليه وسلّم هو الفتى الذاتي لذا كان أوّل المسلمين ولهذا لم يقل موسى عليه السلام لمّا أفاق بعد صعقه بسبب طلبه نظر الرؤية كونه أوّل المسلمين بل قال كما قال تعالى ( فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) فرجع إلى ذكر مقام الإيمان بعد أن سأل النظر وهو في مقام الإحسان لذا قال ( سبحانك ) رجوع منه وتوبة وأوبة كما قالت الملائكة ( سبحانك لا علم لنا الا ما علّمتنا ) وقال يونس ( سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين ).
ثمّ بعد ذلك سألاّ في دعائهما ( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ).
أي ابعث فيهم رسولا من وصفهم وهو الأميّة الأميّة التي هي للذاتية والإسلام الذي هو للسلوك والعروج إلى الحضرة الإلهية على صفة الظاهر والباطن التي هي صفة أهل الكمال كما قال تعالى ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا ) فماذا تطلبون يا بني إسماعيل أو لم يعطكم الله تعالى أكثر ممّا أعطى بني إسحاق ويعقوب فجعلكم الذاتيين وجعل رسولكم رحمة للعالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين.
فانظر كي ادّخرك الله تعالى أيها المسلم إلى آخر الزمان بما تراه من الأقطاب والأفراد والأبدال والأوتاد والعارفين في هذه الأمة ومن أصحاب السلوك والعروج ومن العلماء العاملين والمجاهدين في سبيل نصرة الدين ألا ترى ذلك أيّها المسلم وأنت محفوظ بدعاء أبويك إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ومحفوظ بدعاء مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فماذا تخشى بعد هذا هل تخشى على أمّة الإسلام ؟ اطمئنّ فرغم الزلازل والفتن ستبقى رايتها عالية خفّاقة فقط قم بما يجب عليك من نصرة الشريعة المحمدية في ذاتك ومن حولك وفي غيرك .
فمتى شاهدت بيت الله تعالى الحرام اليوم وشاهدت وفود الحجيج وزرت مدينة خير خلق الله تعالى صلى الله عليه وسلّم تدرك عظمة هذه الأمّة وكيف اغتاظ أعداؤها منها ففعلوا كلّ ما بوسعهم للقضاء عليها ولكنّ الله تعالى ناصر دينه وعبده رسوله ولو كره الكافرون.
ونعني خاصّة ذرية إسماعيل الذين هم من العرب المستعربة الذين رسول الله صلى الله عليه وسلّم منهم وليس كل العرب فهناك من الأعراب العاربة كما قال تعالى:
( الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ).
فالعرب المستعربة هم أبناء إسماعيل عليه السلام فتلك هي الذرية المسلمة خاصّة وهي قبائل موجودة إلى اليوم خاصّة في شبه الجزيرة العربية وقد تفرّق في البلاد العربية كثير منهم حقيقة لذا فرّقوا بين العرب العدنانية وبين العرب قحطانية فجعلوا القحطانية أصل العرب وكون العرب المستعربة تعرّبت بسبب نسبتهم إليها فليس كلّ العرب من المسلمين بل منهم النصارى ومنهم اليهود ومنهم الكفار بلا دين ..إلخ لكن الأغلبية الساحقة مسلمة والحمد لله تعالى فهم كثير لكنّهم اليوم كما ورد في الحديث غثاء كغثاء السيل ..
من المفسرين والعلماء من ذهب كون الذبيح هو إسحاق لكن الجمهور على كونه إسماعيل وهذا قولنا ورأينا والله تعالى أعلى وأعلم.
قلت :
إشارة الذبح كون إسماعيل عليه السلام فتى متحرّر في عالم الصفات فلا يتقيّد بأبيه إبراهيم إلأ من حيث كونه الشيخ المربي والإمام الموصل عامّة لا من حيث كونه أبيه خاصّة لهذا لم يكن في نسل بني إسماعيل النبوّة كما كانت في نسل بني إسحاق.. فلم يكن إسماعيل صفاتيا في هذا الإرث بل كان ذاتيا من حيث الإسلام .. لأنّ الإسلام أمر الله تعالى به سيّدنا إبراهيم عليه السلام:
( إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ).
فأصبح الأسلام صفة وطبعا لسيّدنا إبراهيم لذا هو الذي سمّانا المسلمين أي سمّانا حالا قبل أن يسمّينا مقالا ( فافهم ) وذلك في قوله ( أسلمت لرب العالمين ) فهو سمّانا بهذا الإسم فذكر هنا التسمية وكون الإسم أمرا ذاتيا وليس صفاتيا أعني هذا الإسم الجامع لأحوال الدين ومقاماته العبودية الذي هو الإسلام هو مشرب ذاتي لذا أُمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يكون أوّل المسلمين وأوّل العابدين لأنّ أوّل العابدين هو أوّل المسلمين ( فافهم ).
0 التعليقات:
إرسال تعليق