بسم الله الرحمان الرحيم -
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
العلم والتعليم شيء أما الذكر والمذاكرة فهما شيء آخر.
العلم ثمرة التعلّم والمذاكرة ثمرة الذكر.
الكثير من الناس لا يفرق بين علم العلماء وبين مذاكرات العارفين.
المذاكرة لا تكون إلاّ آنية في وقتها من مدد و حال القلب تعالج القلوب وتنورها لهذا تشدّ إليها الرحال أكثر من طلب العلم فالذكر بلا مذاكرة كنخل بلا لقاح لهذا فالمذاكرة تفتح عين البصيرة وتقطع الشك باليقين فهي خاصّة بالمؤمنين المراد بهم أهل السلوك خاصّة لأنّ لفظة الإيمان متى وردت في القرآن فهي تشمل خاصّة السالكين المتنورين أمّا لفظة الإيقان متى وردت فيراد بها خاصّة ذكر إيقان السالكين فذاك علمهم خلال تلك المرحلة من سيرهم فمن كمل إيمانه ولج إلى مقام الإيقان وكل من كمل إيقانه دخل عالم الإحسان لهذا ترى ورود لفظة الايمان ولفظة الايقان ولفظة الاحسان في القرآن فهي من أحكام العلم والسلوك ..
قال تعالى:
( وذكّر فإنّما أنت مذكّر ).
فوصفه هنا بأعلى درجات العلم التي هي التذكير لأنّ التذكير خاص بالعارفين فشتان بين من يعلمك وبين من يذكّرك.
العلم والتعليم من أحكام الشريعة أمّا المذاكرة والتذكير فهو من شأن الطريقة لهذا تحتّم فيها الإذن فيجب على كلّ مذكّر الإذن لأن التذكير غذاء للقلب والروح ونفع لها وهذا النفع لا يكون إلاّ بإذن قال تعالى ( وذكر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ) فالإذن هنا واضح في قوله :( وذكّر ).
لهذا كان كلامه عليه الصلاة والسلام مفهوما ولا يعترض عليه معارضا فما فهمه الناس فهموه وما تعسّر عليهم في بعض حديثه تأوّلوه على أحسن التأويلات ولم يردّوه لأنّ صاحب الإذن في التعبير لا تجده إلاّ هكذا.
قال سيدي ابن عطاء الله في حكمه ( من أذن له في التعبير حسنت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته ).
فديننا دين إذن و تذكير ومذاكرة فهذا الأصل فإذا غاب هذا الأصل التحقيقي رجعنا الى الأصل الشرعي الظاهري فكان علما وتعليما لهذا سمّي القرآن ونعت بكونه الذكر الحكيم فالمذاكرة من عائلته.
قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه ( أيها الحاضر أذكر وذاكر --- إياك تنكر حال أهل الله ).
ثمّ إنّ المذاكرة أنواع لكنها تأتي بحسب احتياجات القلوب لهذا ترى قلوب السالكين عطشى لمذاكرات العارفين كما قال قائلهم ( يا رسول الله عندما تحدثنا عن الجنة والنار فكأنما نراها رأي عين .... الحديث ) لكثرة ما يجود به المذكّر من أحواله فسقاهم كأسا من خمر شرابه ..
لأن المذاكرة تكون بالإذن وهو سريان الحال منك إلى السامعين بحسب إحتياج قلب كلّ سامع فقد تكون للسالكين حقائق وأشواق لكنهم غير مأذونين في التعبير عنها لكن هناك المأذون فهو ينفع السالكين لأنه سيسقي الناس من كأسه .. لهذا اشترطوا في الشيخ كونه لا بدّ أن يكون مأذونا .. فعدم الإذن لا ينفع الله تعالى به فمرده الى الخسران ..
لهذا قال ساداتنا المأذون مأمون يعنون به الإذن الحقيقي المعمول به عند القوم وهو الإذن اللفظي أو الكتابي من الشيخ العارف المأذون في حياته يقظة لا مناما ويكون ذلك تعضيدا للإذن الوارد في القلب من قبل الله تعالى ثمّ رسوله صلى الله عليه وسلّم فالشيخ لا يأذنك إلا بعد أن يجد الإذن بالإذن لك في قلبه في حياته وليس بعد مماته فادعاء الإذن بعد انتقال الشيوخ في طريق الله تعالى غالبا ما يكون كذب على الله و رسوله صلى الله عليه وسلّم بتأويلات النفس وتلبيساتها الخفية في قالب النصح منها والحضرة العلية كفيلة باظهار صاحب الإذن الصحيح في كل زمان ومكان في مختلف الطرق ..
فالإذن ليس دعوى لسانية بل حال قلبي مشهود سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول ( صاحب الإذن يأتي بالعجب العجاب في العلوم والمعارف ولا يلحقه أحد ولو كان هذا المأذون لم ير ذرّة من نور الله تعالى لا كشفا ولا مشاهدة ... ) يقصد أن معتمد طريق القوم على الإذن لأنّ الإذن يجرّ الكلام إلى القلوب فتلك علامته تجد فيه حلاوة لا تجدها في كلام غيره ولو كان نفس الكلام لهذا قال سيدي ابن عطاء رضي الله عنه ( من أذن له في التعبير حسنت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته ) فلا تجد صاحب الإذن إلاّ هكذا ...
فديننا دين إذن حتى في الجهاد والقتال قال تعالى :
( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ).
فما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ بإذن رباني فخرج كونه يستعمل السيف لاكراه الناس على الايمان بل لا يخطر هذا له على بال بوارد نفسي وإنّما لما جاءه الإذن جاءه كون المشركين ظلموا المؤمنين ... فلما كان القتال بإذن من الله تعالى انتصر عليهم صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء نصر الله والفتح ... الآيات ).
فإياك أن تعتقد أنّ الدين مهمل من دون إذن يتكلم فيه كل من هب ودب بل الإذون فيه لم تنقطع ولن تنقطع حتى يرفع الله عز وجل دينه من الأرض.
لذا تحتّم علينا صحبة المأذون ولو كان أمّيا وترك صحبة الغير مأذون في طريق الله تعالى ولو كان عالما لأن الحقائق التي عنده لو أخرجها ستخرج مكسوفة الأنوار لا ينتفع بها أحد لهذا يتكلم هذا ويتكلم هذا ( فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ) ...
إذا علمت هذا فاعلم الفرق الشاسع بين المذاكرة الربانية وبين تعلم العلم الشرعي أو الإسلامي.
فصحاب الإذن بالكلام في طريق الله تعالى لا يفتقر إلى العلوم أصلا بل تتهاطل عليه العلوم والفهوم بلا انقطاع فتراه يمرح فيها حيث يشاء مثل أهل الجنة في الجنة لهذا كثرت تآليف أهل الله تعالى أمّا مذاكراتهم وعلومهم فهي بالملايين فيا سعادة من اتبع مأذونا ... فسرّ الطريق في الإذن ( إقرأ ).
ثمّ إنّ للمأذون نور في كلامه تحسه وتشاهده بقلبك فلا يحجبك الله تعالى عنه لأن كلام المأذون ينفع المؤمنين ..فمتى كنت صادقا مع ربك قارعا باب قربه فأكيد أنك ستعرف المأذون من غيره بمجرّد مصاحبته أو سماع مذاكرته.
ثمّ إنّ الإذن أنواع فهناك الإذن الخاص وهناك الإذن العام في خصوصيات وعموميات كالذين بيدهم مفاتيح الكعبة اليوم فهم مأذونون من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فافهم.
هذا بايجاز قلته لتعلق المذاكرة بالإذن والإذن بالأدب والعلم وصفاء الحال مع وجود القال كما قال ( من أذن له في التعبير حسنت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته )
والله تعالى أعلم وأحكم ..
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
العلم والتعليم شيء أما الذكر والمذاكرة فهما شيء آخر.
العلم ثمرة التعلّم والمذاكرة ثمرة الذكر.
الكثير من الناس لا يفرق بين علم العلماء وبين مذاكرات العارفين.
المذاكرة لا تكون إلاّ آنية في وقتها من مدد و حال القلب تعالج القلوب وتنورها لهذا تشدّ إليها الرحال أكثر من طلب العلم فالذكر بلا مذاكرة كنخل بلا لقاح لهذا فالمذاكرة تفتح عين البصيرة وتقطع الشك باليقين فهي خاصّة بالمؤمنين المراد بهم أهل السلوك خاصّة لأنّ لفظة الإيمان متى وردت في القرآن فهي تشمل خاصّة السالكين المتنورين أمّا لفظة الإيقان متى وردت فيراد بها خاصّة ذكر إيقان السالكين فذاك علمهم خلال تلك المرحلة من سيرهم فمن كمل إيمانه ولج إلى مقام الإيقان وكل من كمل إيقانه دخل عالم الإحسان لهذا ترى ورود لفظة الايمان ولفظة الايقان ولفظة الاحسان في القرآن فهي من أحكام العلم والسلوك ..
قال تعالى:
( وذكّر فإنّما أنت مذكّر ).
فوصفه هنا بأعلى درجات العلم التي هي التذكير لأنّ التذكير خاص بالعارفين فشتان بين من يعلمك وبين من يذكّرك.
العلم والتعليم من أحكام الشريعة أمّا المذاكرة والتذكير فهو من شأن الطريقة لهذا تحتّم فيها الإذن فيجب على كلّ مذكّر الإذن لأن التذكير غذاء للقلب والروح ونفع لها وهذا النفع لا يكون إلاّ بإذن قال تعالى ( وذكر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين ) فالإذن هنا واضح في قوله :( وذكّر ).
لهذا كان كلامه عليه الصلاة والسلام مفهوما ولا يعترض عليه معارضا فما فهمه الناس فهموه وما تعسّر عليهم في بعض حديثه تأوّلوه على أحسن التأويلات ولم يردّوه لأنّ صاحب الإذن في التعبير لا تجده إلاّ هكذا.
قال سيدي ابن عطاء الله في حكمه ( من أذن له في التعبير حسنت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته ).
فديننا دين إذن و تذكير ومذاكرة فهذا الأصل فإذا غاب هذا الأصل التحقيقي رجعنا الى الأصل الشرعي الظاهري فكان علما وتعليما لهذا سمّي القرآن ونعت بكونه الذكر الحكيم فالمذاكرة من عائلته.
قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه ( أيها الحاضر أذكر وذاكر --- إياك تنكر حال أهل الله ).
ثمّ إنّ المذاكرة أنواع لكنها تأتي بحسب احتياجات القلوب لهذا ترى قلوب السالكين عطشى لمذاكرات العارفين كما قال قائلهم ( يا رسول الله عندما تحدثنا عن الجنة والنار فكأنما نراها رأي عين .... الحديث ) لكثرة ما يجود به المذكّر من أحواله فسقاهم كأسا من خمر شرابه ..
لأن المذاكرة تكون بالإذن وهو سريان الحال منك إلى السامعين بحسب إحتياج قلب كلّ سامع فقد تكون للسالكين حقائق وأشواق لكنهم غير مأذونين في التعبير عنها لكن هناك المأذون فهو ينفع السالكين لأنه سيسقي الناس من كأسه .. لهذا اشترطوا في الشيخ كونه لا بدّ أن يكون مأذونا .. فعدم الإذن لا ينفع الله تعالى به فمرده الى الخسران ..
لهذا قال ساداتنا المأذون مأمون يعنون به الإذن الحقيقي المعمول به عند القوم وهو الإذن اللفظي أو الكتابي من الشيخ العارف المأذون في حياته يقظة لا مناما ويكون ذلك تعضيدا للإذن الوارد في القلب من قبل الله تعالى ثمّ رسوله صلى الله عليه وسلّم فالشيخ لا يأذنك إلا بعد أن يجد الإذن بالإذن لك في قلبه في حياته وليس بعد مماته فادعاء الإذن بعد انتقال الشيوخ في طريق الله تعالى غالبا ما يكون كذب على الله و رسوله صلى الله عليه وسلّم بتأويلات النفس وتلبيساتها الخفية في قالب النصح منها والحضرة العلية كفيلة باظهار صاحب الإذن الصحيح في كل زمان ومكان في مختلف الطرق ..
فالإذن ليس دعوى لسانية بل حال قلبي مشهود سمعت شيخنا رضي الله عنه يقول ( صاحب الإذن يأتي بالعجب العجاب في العلوم والمعارف ولا يلحقه أحد ولو كان هذا المأذون لم ير ذرّة من نور الله تعالى لا كشفا ولا مشاهدة ... ) يقصد أن معتمد طريق القوم على الإذن لأنّ الإذن يجرّ الكلام إلى القلوب فتلك علامته تجد فيه حلاوة لا تجدها في كلام غيره ولو كان نفس الكلام لهذا قال سيدي ابن عطاء رضي الله عنه ( من أذن له في التعبير حسنت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته ) فلا تجد صاحب الإذن إلاّ هكذا ...
فديننا دين إذن حتى في الجهاد والقتال قال تعالى :
( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ).
فما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم إلاّ بإذن رباني فخرج كونه يستعمل السيف لاكراه الناس على الايمان بل لا يخطر هذا له على بال بوارد نفسي وإنّما لما جاءه الإذن جاءه كون المشركين ظلموا المؤمنين ... فلما كان القتال بإذن من الله تعالى انتصر عليهم صلى الله عليه وسلم ( إذا جاء نصر الله والفتح ... الآيات ).
فإياك أن تعتقد أنّ الدين مهمل من دون إذن يتكلم فيه كل من هب ودب بل الإذون فيه لم تنقطع ولن تنقطع حتى يرفع الله عز وجل دينه من الأرض.
لذا تحتّم علينا صحبة المأذون ولو كان أمّيا وترك صحبة الغير مأذون في طريق الله تعالى ولو كان عالما لأن الحقائق التي عنده لو أخرجها ستخرج مكسوفة الأنوار لا ينتفع بها أحد لهذا يتكلم هذا ويتكلم هذا ( فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ) ...
إذا علمت هذا فاعلم الفرق الشاسع بين المذاكرة الربانية وبين تعلم العلم الشرعي أو الإسلامي.
فصحاب الإذن بالكلام في طريق الله تعالى لا يفتقر إلى العلوم أصلا بل تتهاطل عليه العلوم والفهوم بلا انقطاع فتراه يمرح فيها حيث يشاء مثل أهل الجنة في الجنة لهذا كثرت تآليف أهل الله تعالى أمّا مذاكراتهم وعلومهم فهي بالملايين فيا سعادة من اتبع مأذونا ... فسرّ الطريق في الإذن ( إقرأ ).
ثمّ إنّ للمأذون نور في كلامه تحسه وتشاهده بقلبك فلا يحجبك الله تعالى عنه لأن كلام المأذون ينفع المؤمنين ..فمتى كنت صادقا مع ربك قارعا باب قربه فأكيد أنك ستعرف المأذون من غيره بمجرّد مصاحبته أو سماع مذاكرته.
ثمّ إنّ الإذن أنواع فهناك الإذن الخاص وهناك الإذن العام في خصوصيات وعموميات كالذين بيدهم مفاتيح الكعبة اليوم فهم مأذونون من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فافهم.
هذا بايجاز قلته لتعلق المذاكرة بالإذن والإذن بالأدب والعلم وصفاء الحال مع وجود القال كما قال ( من أذن له في التعبير حسنت في مسامع الخلق عبارته وجليت إليهم إشارته )
والله تعالى أعلم وأحكم ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق