بسم الله الرحمان الرحيم -
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
لن أفسّر هذا إلاّ بآية من القرآن والسلام.
قال الله تعالى :
( وإذ قال الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَال َسبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ). " سورة المائدة "
فهنا كما قال المفسّرون رضي الله عنهم وأرضاهم أنّ سيّدنا عيسى ما قال في الجواب ( لم أقل ) أو ( ما قلت لهم ذلك ) بل قال ( سبحانك ) أوّل الخطاب وهو نهاية التنزيه والتوحيد ثمّ قال ( ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ ) يعني في عقلي وما أستشعره الآن وقبل الآن وبعد الآن من توحيدك.
ما يكون لي أن أقول مثل هذا القول لأنّه مخالف لما أعتقده وأؤمن به ولكن ( إن كنت قلته فقد علمته ) أي يا ربّي إن كنت قلته في باطن نفسي من حيث لم أشعر به ولا أحسست به لما عليه نفسي في دهاليز شؤونها من مزاحمة للألوهية ( فقد علمته ) أي فقد علمته أنت يا ربّ ولم أعلمه أنا لأنّك بكلّ شيء عليم ( وتعلم السرّ وأخفى ) ثمّ قال ( تعلم ما في نفسي ) أي ممّا لا أعلمه أنا منها ثمّ قال ( ولا أعلم ما في نفسك ) ممّا تعلمه منّي ( إنّك أنت علاّم الغيوب ) فيما لم يدخل عالم شهودنا ولا شعورنا ولا علمنا بـأنفسنا.
فأنظر رعاك الله تعالى إلى شدّة مراقبة سيّدنا عيسى عليه السلام لربّه ثمّ لنفسه وأنّه لم ينزّه نفسه بل نزّه الله تعالى في قوله ( سبحانك ) وإلى كثرة أدبه الناجم عن عظيم معرفته بربّه " ومن عرف نفسه عرف ربّه ".
فسيّدنا عيسى هنا لم ينزّه نفسه عن دعوى الألوهية في باطنها الذي لا يعلمه منها بعد أن سأله الله تعالى وهنا هناك بحور عميقة من الحقائق تكلّ عنها سوابق الهمم فضلا عن غيرها.
فالنفس يا إخواني كانت ولا تزال مزاحمة للألوهية في ألوهيتها بل لو غفل عنها العارف طرفة عين لكان ما كان لهذا قال عليه الصلاة والسلام :" لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك ".
فالنفس مزاحمة للذات الإلهية بخلاف الشيطان فهو مزاحم للصفات الإلهية لهذا قال إبليس لعنه الله تعالى كما قال تعالى ( فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك منهم المخلصين ) فهو هنا لم يدخل في مزاحمة الذات لهذا إستثنى أي أنّ حدوده وسطوته لا يعدو عالم الصفات لهذا إعترض على الخلافة الإلهية التي هي من عالم الصفات.
فمقياس كلّ شيء هو العبودية لله تعالى فكلّ من خرج في خصوصيته في غير صفة عبوديته سلب وطرد كما طرد إبليس لعنه الله تعالى وسلب وكما سلب السامري لعنه الله تعالى وسلب غير واحد من كبار العارفين.
فالله الله إخواني في هذا إياكم إياكم أن تخرجوا من وصف عبوديتكم فتتحدّثون عن خصوصيتكم أو تطلبونها فضلا عن أن تشاهدونها وتلاحظونها فضلا على أن تستدلوا بها على غيركم.
فإنّه لا يجمعنا شيء غير عبودية الله تعالى ..
يا سادة :
العبودية لا دخل فيها لخصوصية كما قال تعالى:
( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ).
فهنا لم يقدّم الإنس في الذكر فلم يذكر مكرمتهم بتقديمهم في الذكر على الجنّ لأنّ المقام مقام عبودية وليس خصوصية فإبليس لعنه الله تعالى إنّما خرج من مقام عبوديته لمزاحمته الخصوصيات فأرادها له.
فالله الله في الخصوصيات فهي ليست من التحقيق في شيء فكلّ من تراه يحكي في الخصوصيات فلا تغتنرّ به فما هو غير شيطان إلاّ من أذن له في ذلك كالأنبياء والمرسلين والأولياء الكمّل من العارفين فهم مأمورون .... والحديث يطول.
فالنفس داهية وأيّ داهية ويكفيك قوله عليه الصلاة والسلام إن كنت تفهم :" لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك ".
حكاية :
كان أحد الفقراء في تونس يذكر كثيرا فحدث له هذا التجلي النفسي فكانوا يقولون له كذا وكذا فيقول ويردّ ومن محمّد هذا ( يعني رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) ثمّ لما ذهب إلى شيخه أوشك أن يأخذ بلحيته فقال المريد لشيخه من أنت فقال له : أنا سرّ الرحمان ...فهدأت نفسه ...إلخ.
فلمّا سألوه عن الأمر قال فيه العارفون " هو في تجلي نفسي تلبيسي ".
والمقصود أنّه ذكر الله تعالى غير قاصدا وجهه الكريم بل هو في باطن نفسه مما لم يعلمه فيه يريد خصوصيات وتأليه لهذا سيخرج الدجال في هذا الوصف لأنّ الدجال يخرج في وصف الصلاح أوّلا ..إلخ .. إلى أن يصل إلى التجلي النفسي فيخرج في وصف الألوهية.
.... الحديث يطول في هذا والعاقبة للمتقين فها إنّي العبد الفقير قد نصحت.
هناك الكثير الكثير من الحقائق ولا أريد التطويل في مثل هذه المواضيع إلاّ بين أهلها
والسلام.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين
لن أفسّر هذا إلاّ بآية من القرآن والسلام.
قال الله تعالى :
( وإذ قال الله يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَال َسبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ). " سورة المائدة "
فهنا كما قال المفسّرون رضي الله عنهم وأرضاهم أنّ سيّدنا عيسى ما قال في الجواب ( لم أقل ) أو ( ما قلت لهم ذلك ) بل قال ( سبحانك ) أوّل الخطاب وهو نهاية التنزيه والتوحيد ثمّ قال ( ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ ) يعني في عقلي وما أستشعره الآن وقبل الآن وبعد الآن من توحيدك.
ما يكون لي أن أقول مثل هذا القول لأنّه مخالف لما أعتقده وأؤمن به ولكن ( إن كنت قلته فقد علمته ) أي يا ربّي إن كنت قلته في باطن نفسي من حيث لم أشعر به ولا أحسست به لما عليه نفسي في دهاليز شؤونها من مزاحمة للألوهية ( فقد علمته ) أي فقد علمته أنت يا ربّ ولم أعلمه أنا لأنّك بكلّ شيء عليم ( وتعلم السرّ وأخفى ) ثمّ قال ( تعلم ما في نفسي ) أي ممّا لا أعلمه أنا منها ثمّ قال ( ولا أعلم ما في نفسك ) ممّا تعلمه منّي ( إنّك أنت علاّم الغيوب ) فيما لم يدخل عالم شهودنا ولا شعورنا ولا علمنا بـأنفسنا.
فأنظر رعاك الله تعالى إلى شدّة مراقبة سيّدنا عيسى عليه السلام لربّه ثمّ لنفسه وأنّه لم ينزّه نفسه بل نزّه الله تعالى في قوله ( سبحانك ) وإلى كثرة أدبه الناجم عن عظيم معرفته بربّه " ومن عرف نفسه عرف ربّه ".
فسيّدنا عيسى هنا لم ينزّه نفسه عن دعوى الألوهية في باطنها الذي لا يعلمه منها بعد أن سأله الله تعالى وهنا هناك بحور عميقة من الحقائق تكلّ عنها سوابق الهمم فضلا عن غيرها.
فالنفس يا إخواني كانت ولا تزال مزاحمة للألوهية في ألوهيتها بل لو غفل عنها العارف طرفة عين لكان ما كان لهذا قال عليه الصلاة والسلام :" لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك ".
فالنفس مزاحمة للذات الإلهية بخلاف الشيطان فهو مزاحم للصفات الإلهية لهذا قال إبليس لعنه الله تعالى كما قال تعالى ( فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين إلاّ عبادك منهم المخلصين ) فهو هنا لم يدخل في مزاحمة الذات لهذا إستثنى أي أنّ حدوده وسطوته لا يعدو عالم الصفات لهذا إعترض على الخلافة الإلهية التي هي من عالم الصفات.
فمقياس كلّ شيء هو العبودية لله تعالى فكلّ من خرج في خصوصيته في غير صفة عبوديته سلب وطرد كما طرد إبليس لعنه الله تعالى وسلب وكما سلب السامري لعنه الله تعالى وسلب غير واحد من كبار العارفين.
فالله الله إخواني في هذا إياكم إياكم أن تخرجوا من وصف عبوديتكم فتتحدّثون عن خصوصيتكم أو تطلبونها فضلا عن أن تشاهدونها وتلاحظونها فضلا على أن تستدلوا بها على غيركم.
فإنّه لا يجمعنا شيء غير عبودية الله تعالى ..
يا سادة :
العبودية لا دخل فيها لخصوصية كما قال تعالى:
( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ).
فهنا لم يقدّم الإنس في الذكر فلم يذكر مكرمتهم بتقديمهم في الذكر على الجنّ لأنّ المقام مقام عبودية وليس خصوصية فإبليس لعنه الله تعالى إنّما خرج من مقام عبوديته لمزاحمته الخصوصيات فأرادها له.
فالله الله في الخصوصيات فهي ليست من التحقيق في شيء فكلّ من تراه يحكي في الخصوصيات فلا تغتنرّ به فما هو غير شيطان إلاّ من أذن له في ذلك كالأنبياء والمرسلين والأولياء الكمّل من العارفين فهم مأمورون .... والحديث يطول.
فالنفس داهية وأيّ داهية ويكفيك قوله عليه الصلاة والسلام إن كنت تفهم :" لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقلّ من ذلك ".
حكاية :
كان أحد الفقراء في تونس يذكر كثيرا فحدث له هذا التجلي النفسي فكانوا يقولون له كذا وكذا فيقول ويردّ ومن محمّد هذا ( يعني رسول الله صلى الله عليه وسلّم ) ثمّ لما ذهب إلى شيخه أوشك أن يأخذ بلحيته فقال المريد لشيخه من أنت فقال له : أنا سرّ الرحمان ...فهدأت نفسه ...إلخ.
فلمّا سألوه عن الأمر قال فيه العارفون " هو في تجلي نفسي تلبيسي ".
والمقصود أنّه ذكر الله تعالى غير قاصدا وجهه الكريم بل هو في باطن نفسه مما لم يعلمه فيه يريد خصوصيات وتأليه لهذا سيخرج الدجال في هذا الوصف لأنّ الدجال يخرج في وصف الصلاح أوّلا ..إلخ .. إلى أن يصل إلى التجلي النفسي فيخرج في وصف الألوهية.
.... الحديث يطول في هذا والعاقبة للمتقين فها إنّي العبد الفقير قد نصحت.
هناك الكثير الكثير من الحقائق ولا أريد التطويل في مثل هذه المواضيع إلاّ بين أهلها
والسلام.
0 التعليقات:
إرسال تعليق