إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الخميس، 28 نوفمبر 2013

خواطري حول المسيخ الدجّال 1 ...

بسم الله الرحمان الرحيم - 

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه

لقد ورد في الكثير من الأحاديث النبويّة التحذير من فتنة الدجال ( المسيخ الدجال ) لعنه الله تعالى والتحذير من عظيم فتنته فإنّه قد ورد في الأحاديث النبويّة أنّه ما من نبيّ إلاّ وقد حذّر أمّته من فتنة هذا الدجال وقد قال عليه الصلاة والسلام ( إنّه خارج فيكم لا محالة ) وبما أنّه خارج فينا لا محالة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن نستعيذ منه عند كلّ صلاة وأمرنا أن نتهيّأ له ظاهرا وباطنا إذ أنّه صورة سيّدنا عيسى المسيح مقلوبة فهو محلّ التلبيس لأنّ علومه علوم سحر.

لذا وجب أن نتصدّى له بعلوم الولاية التي تضادد أوجه السحر في كلّ وجه وإنّما قلنا علوم الولاية دون غيرها من العلوم لأنّ عيسى عليه السلام هو المسيح الذي جمع أسرار علوم الولاية أو تقول علوم الباطن فهو نائب عن النبي صلى الله عليه وسلّم فيها لذا يحكم في أمّته بعد أن ينزل فيها ليقتل المسيخ الدجّال لأنّه لا يقتله إلاّ عيسى لأنّه سيقتل صورته المعكوسة التي سيخرج فيها الدجّال كما أنّ إبليس خرج في صورة آدم معكوسة لأنّ هناك أمران هما : النعمة والنقمة , فالنقمة هي صورة النعمة معكوسة , فأضحى هناك تعلّقان :

الأوّل :

تعلّق عيسى من حيث باطنه بمضادّة علوم المسيخ الدجّال فسيبطلها جملة وتفصيلا وهذا لا يتحقّق إلاّ بقتله لأنّ علوم السحر يجب فيها القتل وإلاّ فإنّها تبقى لذا كان حكم الساحر هو القتل لأنّه كافر , فمن علامات إقتراب خروج الدجّال ما تراه من ميل الناس إلى علوم السحر كالشعوذة والكهانة لقضاء الأغراض النفسية والمصالح الدنيوية وقد تفشّى هذا الأمر في الأمّة الآن غاية التفشّي فإنّ الدجّال لا يخرج إلاّ في صورته أي صورته الظاهرة قبل الباطنة , وصورته الظاهرة هي ما تراه من ذهاب الناس إلى تعلّم علوم السحر أو الإسراع وراء أهلها وتصديقهم والعمل بهم ومعهم , فجميع علوم السحر هي صورة علوم أهل الولاية مقلوبة ومعكوسة فمثلا : الإستدراج والكيد والسحر والتلبيس هي عكس الكرامة والحكمة والمعارف الإلهية والعلوم والإيقان بالحقّ.

فإنّ ما يغلب العبد به الدجّال هو علوم أهل الحقيقة لذا أمرنا صلى الله عليه وسلّم بقراءة فواتح سورة الكهف عند رؤيته فإنّها عصمة من كيده وتلبيسه لأنّ سورة الكهف فيها علوم أهل الولاية ومراتبهم بأسرها لذا حدّد لنا النبي صلى الله عليه وسلّم سورة الكهف من دون جميع السور أعني بصفة أولى لما تعطيه حقائق ذلك لذا ورد في سورة الكهف قصّة أولياء أهل الكهف وقصّة ولاية الخضر وقصّة ولاية أهل الصفّة وقصّة ولاية ذي القرنين.

... لذا أختير عيسى عليه السلام لهذا الأمر لأنّ حقيقته تعطي هذا الأمر , ومعلوم أنّ عيسى عليه السلام حضرته أحدية لذا أختصّ بيوم الأحد ويوم الأحد لا يمكننا تحديده ومعرفته إلاّ بيوم الإثنين لذا وجب عند ظهور عيسى عليه السلام ظهور حافظ يحفظه في هذا الخروج وهذا الحافظ هو الشرع المحمّدي المتمثّل في شخص المهدي المنتظر عليه السلام لذا يتّخذه عيسى إماما يصلّي به في الأقصى كما ورد حتّى تحفظ حقائق عيسى حمايتين : الأولى : ظهور الدجال وقتله من طرف عيسى عليه السلام فيحمي عيسى حقيقته التي تسرّب إليها ما تسرّب فيرجعها إلى أصلها الحقيقي لذا رمز إلى ذلك في قوله ( والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيّا ) فقوله : ويوم أموت فيه دلالة على حفظه في قوله ( والسلام عليّ ) والسلام مقام بقاء وهذا لا يكون إلاّ عند نزوله هذا الثاني الآتي عن قريب ولا يتحقّق له إلاّ بمعيّة المهدي لأنّ أمّتنا هي أمّة سلام وتحيّتها السلام وحقيقتها السلام.

فكانت علوم الدجال لا ينقضها إلاّ علوم الولاية ولا يبطلها إلاّ معارفهم الدينية لأنّهم على بصيرة منه ومن فعاله وتلبيساته بيقين ونور من الله تعالى أعلمتك بهذا كي تعلم درجة علوم أهل الولاية في هذا الزمان والزمان الذي يليه كزمان عيسى والمهدي عليهما السلام فهم أعلى طبقة في الولاية علوما على الإطلاق أعني من بعد السلف الصالح الذين هم خير القرون وأنت تعلم أنّ جميع الرسل حذّروا أقوامهم من فتنة الدجّال لتعلم خطره لذا وجب أن يكون في زمنه من هو في مستوى فتنته هذه فتحتّم أن يكون عيسى والمهدي عليهما السلام وأتباع عيسى وأتباع المهدي عليهما السلام.

 فإذا أردت أن تعرف مرتبة أتباع عيسى في العلم فانظر إلى مرتبة عيسى في علوم الحقائق وكذلك فمتى أردت أن تعلم مرتبة أتباع المهدي فانظر مرتبة المهدي في الحقائق وأنّه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم وأوحد أهل زمانه وقد بشّر به رسول الله صلى اله عليه وسلّم منذ زمنه لتعلم أهميّة زمنه وزمن عيسى وزمن أتباعهما وما هم عليه من القوّة والعلم والحكمة فإنّهم سيقاتلون الدجال الذي أجمعت الأنبياء والرسل على أنّه أعظم فتنة خرجت على وجه الأرض أكبر من فرعون وأخطر من النمرود ومن أبي جهل ...

فإنّه سيّدعي الألوهية ليس بنكرانها كما فعل فرعون عندما طالبهم بأن يرتقوا في السماء يبحثوا عن الإله الذي أخبر عنه موسى فإنّه قال ( ما أريكم إلأ ما أرى ) أي دلّس بوجود الظاهر المحسوس لذا كان أمر فرعون بجانب أمر الدجّال كلا شيء , وكذلك غاية أمر النمرود لمّا إدّعى الألوهية أنّه عجز عن الإتيان بالشمس من المغرب بعد أن إدّعى الإحياء والإماتة بخلاف الدجال فهو بعلوم السحر يموّه على جميع البشر ويدلّس عليهم ويريهم ما يظهر في الظاهر أنّه حقّ فيعبده أهل الأرض كلّهم لذا وظّف اليوم الوسائل التكنولوجية وترقّب ظهورها ليظهر فيها لأنّه لا يمكنه أن يحكم في الأرض إلا بواسطتها.

وهو كما قيل على ألسنة بعض العلماء ما يسمّونه اليوم ( العالم هو تلك القرية الصغيرة ) وسمّاه الغرب ( النظام العالمي الجديد ) أي يصبح العالم كلّه كبلد واحد لذا تأخّر خروج الدجّال إلى الوقت الذي يناسب مخطّطاته فلو خرج في زمن قبل هذا لما أحسن فعل شيء لعدم مساعدة الوقت والوسائل لذا كنّى النبيّ عليه الصاة والسلام عن وسائل يتبعها المسيخ الدجّال بإشارات خفيّة لأنّ وقته لم يكن وقت تصريح فرمز كفي قوله ( أيامه ... يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ....) وهذا حقائق زمنيّة يعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لكنّها لا يتسنّى له أن يخبر عنها الصحابة ومن كان في ذلك الزمن لأنّه أمر لا تبلغه عقولهم إلاّ المفتوح عليه من الصحابة فهو على علم بذلك وقد ورد عن بعض الصحابة رؤيته للدجّال والدابة وهذه مشاهد غيبية وليست حسيّة أو تقول مشاهد معنوية.

أمّا أبو جهل فكان إعتراضه على النبوّة وما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلّم من حيث توحيد الآلهة لذا قالوا أهل زمانه من المشركين ( أجعل الآلهة إله واحدا ) لذا كان فرعون هذه الأمّة من حيث عناده وكبريائه , أمّا الدجال فقد خالف كلّ الجماعة فكانت فتنته عظيمة لمسايرة الزمن لها فإنّه بقي يترقّب هذا الزمن ليظهر فيه بفارغ الصبر لأنّ الصبر مقام إيماني لا يعطاه إلاّ مؤمن أمّا الكافر فلا صبر له لأنّه لا ينفعه الصبر في شيء بخلاف المسلم فصبره صبر جميل غاية في الحسن فهو شطر الإيمان.

الأمر الثاني :

تعلّق عيسى من حيث ظاهره بالمهدي الإمام المنتظر وهو مقام الخلافة الكونية في الوجود وهي من تصاريف القطب الذي هو المهدي المنتظر من حيث الحقيقة المحمّدية في الأكوان وأنّها ميزان العدل والصلاح فيقاوم الفساد ويقتل علماء السلطان الذين هم علماء السوء فيكون أمره ظاهري أكثر منه باطني فيعطيه الله تعالى الأرض ويملكها له وهو مقام الظهور وهو مقام الخلافة والحكم الذي هو العدل فترجع الأحكام الشرعية للبزوغ من جديد فيكون إماما واحدا وحكما واحدا ومنهجا واحدا يلمّ الله به شمل الإسلام والمسلمين ويقطع دابر الكفّار والمشركين وعليه يتعيّن علينا فهم هذا المهدي وعلومه وأحواله وظهوره وعاداته وهذا ما سنذكره في الصفحة القادمة ليعلم القوم ويبشروا بنصر الله تعالى ( لقد جاء نصر الله والفتح ) وعن قريب يكون دخول الناس في دين الله أفواجا فهذه الآية لا تعطي أحكامها الحقيقية أعني سورة النصر إلأ قبل رفع القرآن بقليل لأنّه على المشهور من أواخر السور نزولا فيكون حكمها آخرا ( فافهم ).

يتبع ... 

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È