بسم الله الرحمان الرحيم -
قلت : العلم والجهل مقياسهما الحقيقي ليس ما نشاهده من القدرة على التحكّم في عالم المادّة من تكنولوجيا حديثة وصناعات خارقة لما تعرفه العادة في مختلف الأزمان بل المقياس هو : النور والظلام.
النور : هو الدليل الحقيقي على وجود العلم الحقيقي.
أمّا الظلام : فهو الدليل الناصع المشاهد على وجود الجهل الحقيقي.
فمثلا على ذلك : هذه التكنولوجيا الحديثة لها جانبان : جانب إيجابي ولّده نور العقل وإستقامة الفكر , وجانب سلبي ولّده ظلمة القلب وإعوجاج الفهم , كصنع السيارة مثلا : شيء إيجابي لأنّه ينفع الخلق ذلك ويساعدهم على التخفيف من أتعاب السفر والذهاب والإيّاب , أمّا صنع الأسلحة الفتّاكة مثلا كالقنابل والرؤوس النووية مثلا فهي دليل ظلمة وفساد قلب صانعها.
فكان التلبيس الحاصل بين النور والظلمة في عالم المادة والطبيعة , وفي عالم الروح والقلب أو تقول عالم اللطافة , وهذا العالم الذي نراه اليوم ونشاهده لا جدال في أنّه عالم المسيخ الدجّال وهو مؤسّسة الماسونية العالمية التي تحكم العالم بأسره فكرا وسياسة وثقافة وإقتصادا قوّة عسكرية وإجتماعا , فكلّ من لم يوفّقه الله تعالى للوقوف على هذه الحقيقة فلا يمكنه أن يفهم ولا أن يستوعب ما يحصل الآن وما حصل بالأمس القريب والبعيد.
قلت : العلاقة واضحة جدّا عند كلّ عاقل ولكلّ قلب سليم منوّر بنور الله تعالى بين عالم التكنولوجيا و بين خروج وظهور المسيخ الدجّال الذي إختار هذا الوقت بالذات ليخرج فيه لأنّ التكنولوجيا تساعده على ذلك كي يحكم العالم ويقاتله ويحاربه ويسيطر عليه , وبين المسيخ الدجّال وإبليس لأنّ نهاية إبليس قربت ويوم القيامة قرب لذا فإنّه سيخرج إبليس على العالم في وصف لم يسبق له مثيل وهو وصف المسيخ الدجّال تلك الفتنة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية بأسرها من عهد آدم وإلى قيام الساعة.
فكما بدأ إبليس إساءة أدبه في حضرة الله تعالى فإنّه سينهيها بإساءة أدبه في أرض خلافة الله تعالى فيخرج إبليس خروجين خروج ظاهر متمثّل في هذه التكنولوجيا الظاهرة والتي هي سلاح المسيخ الدجّال والذي سيسيطر به على العالم بأسره وخروج باطن يتمثّل في عوالم الجنّ والشياطين فإنّهم سيخرجون على الملأ في خروج لم يسبق به مثيل وهذه من علامات الساعة الكبرى ويتمثّل هذا في خرق العادات الباطنة في عوالم الجنّ والشياطين فيخبرك الدجّال بما في قلبك قبل أن تتكلّم مثلا وهذا واقع لا محالة وله دليل الأحاديث والإستقراء منها.
قلت : بالنسبة للأنبياء قبل خروجهم يسبقهم شيء يدلّ على وشوك إشراق شمس مجيئهم يسمّى إرهاصات كما وقعت بالنسبة للكثيرين منهم كسيّدنا موسى وأمّ عيسى وو....
وكذلك سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم فمن إرهاصات نبوّته سقوط شرفات قصر كسرى وخمود نار فارس وو... وهي معروفة في كتب البيهقي وغيره .
وكذلك أهل الولاية لهم علامات تدلّ على مجيئهم وعلى أنّهم أولياء منذ صغرهم ومذهبنا أنّ الوليّ يمكنه أن يعرف أنّه وليّ ولا تقدح معرفته تلك في عبوديته ولا مقامه شيئا بالقياس على أنّ النبيّ يعلم بنفسه أنّه نبيّ والشهيد يعلم بنفسه أنّه شهيد كما علم أهل الكهف ذلك والخضر وغيرهم , وكذلك الأمر بالنسبة لكلّ أمر أو خطب جلل , فمثلا القيامة لها علامات تسبق وتأذن بقرب حلولها كما ذكرتها الأحاديث وكذلك خروج المهدي له علامات تسبق خروجه وظهوره , وهكذا في كلّ أمر.
وكذلك هنا فللمسيخ الدجّال علامات تسبق خروجه وتدلّ على قربه ووشك حلوله , ومنها : وهو موضوعنا : هذه التكنولوجيا الحديثة المتمثّلة في هذا التواصل الهائل بين الشعوب حتّى إختلطت الثقافات وإمتزجت الديانات وتلبّس الحقّ بالباطل كثيرا مع ظهور القوى أعني قوى الظلم والقهر والإستعمار والحكم الجبري ... وكثير معلوم لا يخفى على أحد , فخروج قوى الظلم والقهر ومعاداة الله تعالى ورسوله إلى الساحة.
حتّى أنّهم صوّروا النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلّم بعمامة في صورة صاروخ أو قنبلة دلالة على أنّه إرهابي وأنّ الإسلام هو الإرهاب , كي يلبّسون الحقّ بالباطل فيضحى العدل والنور والرحمة والمحبّة هو جور وإرهاب وقسوة وظلمة وبغض وكره , بمعنى تنقلب فيه الحقائق فيعتقد الكافة من العوام في مختلف البلدان أنّ المفاهيم الحقيقية هي الموجودة والآن والتي تظهرها الشاشات , وقد أخبرت البصيرة المحمّدية عن هذا بقوله في آخر الزمان : يصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا والأمين خائنا والخائن أمينا.
هذا العالم وهذا الكوكب الذي يحكمه اليوم اليهود بإمتياز وعلى جميع الأصعدة فلا يصدر قرار أممي أو قرار إقليمي إلاّ بموافقتهم لأنّ حكمهم لا يتمثّل فقط في تلك البلاد الصغيرة في أرض المشرق بل الأمر أكبر من ذلك إنّما يحكمون ويمهّدون لملكهم الذي هو المسيخ الدجّال , فلا يجب علينا أن نعتقد أنّ الدجّال يخرج في وقت ضعف اليهود بل إنّه يخرج في أوّجّ قوّتهم وهو هذا الوقت بلا منازع لذا كتب بعض العلماء والمفكّرين في هذا الأمر كتبا وجاؤوا بما إستطاعوا من الشواهد سواء منها الشواهد الغيبية المستقاة من الدين أو الشواهد الملموسة من صميم الواقع مع البحث والمقارنة والإستقراء والتي أفلح في بيان الكثير من رموزها المفكّر المصري محمّد عيسى داود منذ أوائل التسعينات إبّان حرب الخليج الأولى فأخبر بالدليل والبرهان أنّ زمان المسيخ الدجّال قد أطلّ في كتابه ( إحذروا المسيخ الدجال على الأبواب ).
فتكلّم عن العلاقة الواضحة الجليّة بين مثلّث برمودا الغريب وبين الشكل الإهرامي في ورقة من فئة الدولار الواحد ثمّ ربط غيره من العلماء بين الشكل الهندسي لأهرامات مصر وبين شكل ذلك الهرم كصورة في ورقة من فئة الدولار الواحد , إلاّ أنّ المفكّر محمد عيسى تعصّب قليلا عندما تناول هذا البحث لحساب الأرض والوطنية المصرية على حساب الدين والشخصية الإسلامية.
وكان من الأجدر أن تقلب لديه الآية فيسبّق الوطنية الإسلامية قبل الوطنية المصرية وهذا أمر هو فيه معذور بحسب النشأة الطفولية وبما هنالك من أسباب حصلت في فكر القوميات في الخمسنيات والستّينيات وطغيان الفكر القومي العربي والعرقي على الفكر القومي الإسلامي وإلى الآن الأمّة ما زالت تئنّ تحت ألم تلك المفارقات الهائلة والغريبة فانعدمت الشخصية الإسلامية من الوجود أو أوشكت وهذا من مخطّطات الممهّدين لخروج الدجال وهي الصهيونية العالمية المتمثّلة في الماسونية فهما وجهان لعملة واحدة.
قلت : ظنّ محمد عيسى داود أنّ المسيخ الدجال غار من مصر ومن علم مصر وما تركه الفراعنة من حضارة قديمة حار فيها الناس إلى يومنا هذا , ولكن الحقيقة أنّ الحقيقة هذه التي ذكرها ليست بحقّ لا من قريب ولا من بعيد وإنّما يجب أن نبحث في الكون اليوم عن العلاقة بين أمرين : الحضارة الفرعونية القديمة فهي أمّ الحضارات السابقة , وبين هذه الحضارة التكنولوجية التي نشاهدها اليوم وهي أمّ جميع الحضارات على الإطلاقات , فهناك قاسم مشترك بين الحضارة الفرعونية وبين الحضارة الغربية اليوم وذلك كونهما معجزتين من جميع الوجوه وبهما إستعبد من إستعبد أهل الأرض , فاستعبد فرعون بني إسرائيل وطغى وتجبّر وتكبّر عليهم فقتل أبناءهم وإستحيى نساءهم ثمّ قال ( أنا ربّكم الأعلى ) أي بتلك القوّة الهائلة وتلك الحضارة التي وإلى اليوم نرى ونشاهد معالمها , ثمّ الأمر الثاني :
أنّ المسيخ الدجّال علامة حكمه هي تلك الأهرامات أي أنّ تلك الأهرامات هي علامة الفرعنة في الأرض وإدّعاء الألوهية التي سيدّعيها فرعون التاريخ الآدمي بأسره وهو ( المسيخ الدجّال ) , لتعلم أيضا أنّ فرعون مشهور في زمانه بسحرته وأنّ السحر وهو علم الشياطين كان القوّة النافذة في زمانه وبها بحسب فرعون وقع التحدّي لموسى عليه السلام , وكذلك المسيخ الدجّال فسلاحه هو ذلك العلم بعينه وهو علم السحر والشيطنة فسيعطيه إبليس جميع القوى القصوى في إستخدام ذلك , فبينهما علاقة قويّة جدّا أعني العلاقة بين الأهرامات الفرعونية وبين خاتم المسيخ الدجّال وهو علامة ( الأهرامات التي نشاهدها على ورقة الدولار ).
قلت : الشكل الهرمي كما أثبت الكثير من العلماء هو شكل له مناسبات من حيث معرفة أسرار الطبيعة والمقدّمات والنتائج كالتحنيط الذي إشتهر عنهم في زمنهم وكذلك الرموز الغريبة التي لا توجد إلاّ في علم السحر والتي يدّعي بعض العلماء أنّها لغات قديمة كانت سارية في زمن أهلها وهذا أراه العبد الضعيف فيه نوع من الخلط بين هناك لغات وأنا لا أتكلّم عنها وإنّما كلامي على الطلسمات والإشارات السحرية التي تحتويها.
فكانت العلاقة كبيرة ووثيقة بين الحضارة الفرعونية وبين هذه الحضارة التي نشاهدها اليوم , وإنّما الكثير من الباحثين وعلماء الآثار الذين يأتون إلى مصر ويبحثون في الأهرامات ماهم إلاّ يهود الأصل أو أقول أغلبهم فهم فرحون بتلك الأهرامات كفرحهم بالدجال لذا إتّخذوا صورة الأهرامات على شكل المثلّث كإمضاء من المسيخ الدجال ودلالة خاتمه وإلاّ فسد السحر وإنقلب على الساحر لأنّهم أيضا لهم قوانين تحكمهم ولا يحسنون أن يخفونها إذ لو أنّهم يخفونها لما حصل مرادهم منها ولا فيها.
لذا فإنّك ترى جميع الحفلات التي تقام في العالم للمغنّين الغربيين الكبار وحتّى بعض المشارقة تحتوي في كلماتها وأوزانها شكل ذلك الهرم وهذا ما تشاهده وتلحظه جليّا في ذلك بل حتّى دخولهم وخروجهم يكون في شكل هرم مثلّث وكذلك البنايات في العالم اليوم والتي تحمل شكل مربّعات وهذا ليس من كلامي بل حقّقه نخبة من المفكّرين والباحثين فلهم مجهودات إستفدنا منها جميعا إلاّ أنّ المجهود يجب أن يواصل وذلك بالخروج بالعلاج والدواء وكيفية فهم ذلك وتفهيمه ومن ثمّ الإقناع به والتصّدي له لذا فالعبد الضعيف أردت أن أشاركهم في هذا فليس لنا قصدا غير حماية أمّتنا الإسلامية الحبيبة وأمّتنا العربية لتعمل لذلك ألف حساب فسنخرج بحول الله من مكايد المسيخ الدجال وحيل الشيطان من الكتم إلى التصريح ومن التلميح إلى التوضيح.
يجب أن تعلم الأمّة أنّ القتال وجها لوجها مع الأعداء الذين لا يريدون خيرا للبشرية جمعاء ولأهل الأرض جميعهم من إنس وجنّ وحيوان وجماد , إنقلبت كيفيته اليوم وتغيّرت قوانين الحرب فيه شكلا ومضمونا فاليوم أضحت الحروب حروب عقول وتخطيطات قبل كلّ شيء ومنها الصنع والتصنيع والتكنولوجيا الحديثة في المخابر وتحت تخوم الأرض قبل أن تتجسّد في الواقع والظاهر فتغيّرت اليوم موازين فهم الحرب وإستراتيجيتها فهي حرب عقول وخفاء قبل حرب أبدان وظهور.
فإنّ أكبر سلاح للمسيخ الدجال اليوم هو سلاح ( الخفاء ) وما أعظمه وأشرسه من سلاح , عدوّ يحاربك في وضح النهار من غير أن تراه أو تشعر به : في أكلك وشربك , في حياتك الثقافية , الإجتماعية , والإقتصادية , في حياتك الشخصية , في طريقة تفكيرك , في برمجة عقلك بحسب قوانينه , في تقنينك وصفا وفعلا , في لباسك , في طريقة فهمك للأمور والأشياء , في عاطفتك ....
وهذا بالذات التمهيد كي يتسنّى للدجّال أن يعبده أهل الأرض جميعهم وإلاّ فكيف يعبده العبد إلاّ بعد السيطرة التامّة عليه ذهنيا وماديّا وأدبيّا , فلا تظنّ كلامي هذا مجرّد وهم بل له من مواقع الحقيقة نصيب وافر بل هائل.
لتعلم أيّها المسلم : أنّك اليوم تعيش في مقدّمات ظهور المسيخ الدجّال تلك الفتنة التي قال عنها رسولك صلى الله عليه وسلّم بأنّها أعظم فتنة ستخرج للبشرية جمعاء من عهد آدم وبها أخبر جميع الرسل أتباعهم وحذّروهم منها غاية التحذير بل لقد أبلغ القول عليه الصلاة والسلام في ذلك حتى قال أحد الصحابة ( ... حتّى ظنّنا أنّه في طرف النخيل ) هذا لتعلم أنّك اليوم في زمن الدجّال لذا ترى التدجيل في كلّ شيء : في الأخبار في السياسة في الحكم , في الدين , في الجامعات , في العائلة , في المجتمع , .... ألا يكفيك كلّ ذلك كي تستدلّ على أنّ المسيخ الدجّال حاضر معنا موجود ويرتقب فقط خروجه العيني الذي لن يكون حتّى يستوفي أتباعه ترتيب وتمهيد مملكته التي توشك أو أوشكت على تمام التمهيد.
لذا تشاهد اليوم بصماته في كلّ شيء وعلى كلّ شيء : فأوّل ما تلاحظ بصمته تراها في مناهج التعليم في المشارق والمغارب , في النظام العالمي الجديد , في القوّة العسكرية والبطش ...إلخ.
قلت : العلم والجهل مقياسهما الحقيقي ليس ما نشاهده من القدرة على التحكّم في عالم المادّة من تكنولوجيا حديثة وصناعات خارقة لما تعرفه العادة في مختلف الأزمان بل المقياس هو : النور والظلام.
النور : هو الدليل الحقيقي على وجود العلم الحقيقي.
أمّا الظلام : فهو الدليل الناصع المشاهد على وجود الجهل الحقيقي.
فمثلا على ذلك : هذه التكنولوجيا الحديثة لها جانبان : جانب إيجابي ولّده نور العقل وإستقامة الفكر , وجانب سلبي ولّده ظلمة القلب وإعوجاج الفهم , كصنع السيارة مثلا : شيء إيجابي لأنّه ينفع الخلق ذلك ويساعدهم على التخفيف من أتعاب السفر والذهاب والإيّاب , أمّا صنع الأسلحة الفتّاكة مثلا كالقنابل والرؤوس النووية مثلا فهي دليل ظلمة وفساد قلب صانعها.
فكان التلبيس الحاصل بين النور والظلمة في عالم المادة والطبيعة , وفي عالم الروح والقلب أو تقول عالم اللطافة , وهذا العالم الذي نراه اليوم ونشاهده لا جدال في أنّه عالم المسيخ الدجّال وهو مؤسّسة الماسونية العالمية التي تحكم العالم بأسره فكرا وسياسة وثقافة وإقتصادا قوّة عسكرية وإجتماعا , فكلّ من لم يوفّقه الله تعالى للوقوف على هذه الحقيقة فلا يمكنه أن يفهم ولا أن يستوعب ما يحصل الآن وما حصل بالأمس القريب والبعيد.
قلت : العلاقة واضحة جدّا عند كلّ عاقل ولكلّ قلب سليم منوّر بنور الله تعالى بين عالم التكنولوجيا و بين خروج وظهور المسيخ الدجّال الذي إختار هذا الوقت بالذات ليخرج فيه لأنّ التكنولوجيا تساعده على ذلك كي يحكم العالم ويقاتله ويحاربه ويسيطر عليه , وبين المسيخ الدجّال وإبليس لأنّ نهاية إبليس قربت ويوم القيامة قرب لذا فإنّه سيخرج إبليس على العالم في وصف لم يسبق له مثيل وهو وصف المسيخ الدجّال تلك الفتنة الهائلة التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية بأسرها من عهد آدم وإلى قيام الساعة.
فكما بدأ إبليس إساءة أدبه في حضرة الله تعالى فإنّه سينهيها بإساءة أدبه في أرض خلافة الله تعالى فيخرج إبليس خروجين خروج ظاهر متمثّل في هذه التكنولوجيا الظاهرة والتي هي سلاح المسيخ الدجّال والذي سيسيطر به على العالم بأسره وخروج باطن يتمثّل في عوالم الجنّ والشياطين فإنّهم سيخرجون على الملأ في خروج لم يسبق به مثيل وهذه من علامات الساعة الكبرى ويتمثّل هذا في خرق العادات الباطنة في عوالم الجنّ والشياطين فيخبرك الدجّال بما في قلبك قبل أن تتكلّم مثلا وهذا واقع لا محالة وله دليل الأحاديث والإستقراء منها.
قلت : بالنسبة للأنبياء قبل خروجهم يسبقهم شيء يدلّ على وشوك إشراق شمس مجيئهم يسمّى إرهاصات كما وقعت بالنسبة للكثيرين منهم كسيّدنا موسى وأمّ عيسى وو....
وكذلك سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم فمن إرهاصات نبوّته سقوط شرفات قصر كسرى وخمود نار فارس وو... وهي معروفة في كتب البيهقي وغيره .
وكذلك أهل الولاية لهم علامات تدلّ على مجيئهم وعلى أنّهم أولياء منذ صغرهم ومذهبنا أنّ الوليّ يمكنه أن يعرف أنّه وليّ ولا تقدح معرفته تلك في عبوديته ولا مقامه شيئا بالقياس على أنّ النبيّ يعلم بنفسه أنّه نبيّ والشهيد يعلم بنفسه أنّه شهيد كما علم أهل الكهف ذلك والخضر وغيرهم , وكذلك الأمر بالنسبة لكلّ أمر أو خطب جلل , فمثلا القيامة لها علامات تسبق وتأذن بقرب حلولها كما ذكرتها الأحاديث وكذلك خروج المهدي له علامات تسبق خروجه وظهوره , وهكذا في كلّ أمر.
وكذلك هنا فللمسيخ الدجّال علامات تسبق خروجه وتدلّ على قربه ووشك حلوله , ومنها : وهو موضوعنا : هذه التكنولوجيا الحديثة المتمثّلة في هذا التواصل الهائل بين الشعوب حتّى إختلطت الثقافات وإمتزجت الديانات وتلبّس الحقّ بالباطل كثيرا مع ظهور القوى أعني قوى الظلم والقهر والإستعمار والحكم الجبري ... وكثير معلوم لا يخفى على أحد , فخروج قوى الظلم والقهر ومعاداة الله تعالى ورسوله إلى الساحة.
حتّى أنّهم صوّروا النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلّم بعمامة في صورة صاروخ أو قنبلة دلالة على أنّه إرهابي وأنّ الإسلام هو الإرهاب , كي يلبّسون الحقّ بالباطل فيضحى العدل والنور والرحمة والمحبّة هو جور وإرهاب وقسوة وظلمة وبغض وكره , بمعنى تنقلب فيه الحقائق فيعتقد الكافة من العوام في مختلف البلدان أنّ المفاهيم الحقيقية هي الموجودة والآن والتي تظهرها الشاشات , وقد أخبرت البصيرة المحمّدية عن هذا بقوله في آخر الزمان : يصبح الصادق كاذبا والكاذب صادقا والأمين خائنا والخائن أمينا.
هذا العالم وهذا الكوكب الذي يحكمه اليوم اليهود بإمتياز وعلى جميع الأصعدة فلا يصدر قرار أممي أو قرار إقليمي إلاّ بموافقتهم لأنّ حكمهم لا يتمثّل فقط في تلك البلاد الصغيرة في أرض المشرق بل الأمر أكبر من ذلك إنّما يحكمون ويمهّدون لملكهم الذي هو المسيخ الدجّال , فلا يجب علينا أن نعتقد أنّ الدجّال يخرج في وقت ضعف اليهود بل إنّه يخرج في أوّجّ قوّتهم وهو هذا الوقت بلا منازع لذا كتب بعض العلماء والمفكّرين في هذا الأمر كتبا وجاؤوا بما إستطاعوا من الشواهد سواء منها الشواهد الغيبية المستقاة من الدين أو الشواهد الملموسة من صميم الواقع مع البحث والمقارنة والإستقراء والتي أفلح في بيان الكثير من رموزها المفكّر المصري محمّد عيسى داود منذ أوائل التسعينات إبّان حرب الخليج الأولى فأخبر بالدليل والبرهان أنّ زمان المسيخ الدجّال قد أطلّ في كتابه ( إحذروا المسيخ الدجال على الأبواب ).
فتكلّم عن العلاقة الواضحة الجليّة بين مثلّث برمودا الغريب وبين الشكل الإهرامي في ورقة من فئة الدولار الواحد ثمّ ربط غيره من العلماء بين الشكل الهندسي لأهرامات مصر وبين شكل ذلك الهرم كصورة في ورقة من فئة الدولار الواحد , إلاّ أنّ المفكّر محمد عيسى تعصّب قليلا عندما تناول هذا البحث لحساب الأرض والوطنية المصرية على حساب الدين والشخصية الإسلامية.
وكان من الأجدر أن تقلب لديه الآية فيسبّق الوطنية الإسلامية قبل الوطنية المصرية وهذا أمر هو فيه معذور بحسب النشأة الطفولية وبما هنالك من أسباب حصلت في فكر القوميات في الخمسنيات والستّينيات وطغيان الفكر القومي العربي والعرقي على الفكر القومي الإسلامي وإلى الآن الأمّة ما زالت تئنّ تحت ألم تلك المفارقات الهائلة والغريبة فانعدمت الشخصية الإسلامية من الوجود أو أوشكت وهذا من مخطّطات الممهّدين لخروج الدجال وهي الصهيونية العالمية المتمثّلة في الماسونية فهما وجهان لعملة واحدة.
قلت : ظنّ محمد عيسى داود أنّ المسيخ الدجال غار من مصر ومن علم مصر وما تركه الفراعنة من حضارة قديمة حار فيها الناس إلى يومنا هذا , ولكن الحقيقة أنّ الحقيقة هذه التي ذكرها ليست بحقّ لا من قريب ولا من بعيد وإنّما يجب أن نبحث في الكون اليوم عن العلاقة بين أمرين : الحضارة الفرعونية القديمة فهي أمّ الحضارات السابقة , وبين هذه الحضارة التكنولوجية التي نشاهدها اليوم وهي أمّ جميع الحضارات على الإطلاقات , فهناك قاسم مشترك بين الحضارة الفرعونية وبين الحضارة الغربية اليوم وذلك كونهما معجزتين من جميع الوجوه وبهما إستعبد من إستعبد أهل الأرض , فاستعبد فرعون بني إسرائيل وطغى وتجبّر وتكبّر عليهم فقتل أبناءهم وإستحيى نساءهم ثمّ قال ( أنا ربّكم الأعلى ) أي بتلك القوّة الهائلة وتلك الحضارة التي وإلى اليوم نرى ونشاهد معالمها , ثمّ الأمر الثاني :
أنّ المسيخ الدجّال علامة حكمه هي تلك الأهرامات أي أنّ تلك الأهرامات هي علامة الفرعنة في الأرض وإدّعاء الألوهية التي سيدّعيها فرعون التاريخ الآدمي بأسره وهو ( المسيخ الدجّال ) , لتعلم أيضا أنّ فرعون مشهور في زمانه بسحرته وأنّ السحر وهو علم الشياطين كان القوّة النافذة في زمانه وبها بحسب فرعون وقع التحدّي لموسى عليه السلام , وكذلك المسيخ الدجّال فسلاحه هو ذلك العلم بعينه وهو علم السحر والشيطنة فسيعطيه إبليس جميع القوى القصوى في إستخدام ذلك , فبينهما علاقة قويّة جدّا أعني العلاقة بين الأهرامات الفرعونية وبين خاتم المسيخ الدجّال وهو علامة ( الأهرامات التي نشاهدها على ورقة الدولار ).
قلت : الشكل الهرمي كما أثبت الكثير من العلماء هو شكل له مناسبات من حيث معرفة أسرار الطبيعة والمقدّمات والنتائج كالتحنيط الذي إشتهر عنهم في زمنهم وكذلك الرموز الغريبة التي لا توجد إلاّ في علم السحر والتي يدّعي بعض العلماء أنّها لغات قديمة كانت سارية في زمن أهلها وهذا أراه العبد الضعيف فيه نوع من الخلط بين هناك لغات وأنا لا أتكلّم عنها وإنّما كلامي على الطلسمات والإشارات السحرية التي تحتويها.
فكانت العلاقة كبيرة ووثيقة بين الحضارة الفرعونية وبين هذه الحضارة التي نشاهدها اليوم , وإنّما الكثير من الباحثين وعلماء الآثار الذين يأتون إلى مصر ويبحثون في الأهرامات ماهم إلاّ يهود الأصل أو أقول أغلبهم فهم فرحون بتلك الأهرامات كفرحهم بالدجال لذا إتّخذوا صورة الأهرامات على شكل المثلّث كإمضاء من المسيخ الدجال ودلالة خاتمه وإلاّ فسد السحر وإنقلب على الساحر لأنّهم أيضا لهم قوانين تحكمهم ولا يحسنون أن يخفونها إذ لو أنّهم يخفونها لما حصل مرادهم منها ولا فيها.
لذا فإنّك ترى جميع الحفلات التي تقام في العالم للمغنّين الغربيين الكبار وحتّى بعض المشارقة تحتوي في كلماتها وأوزانها شكل ذلك الهرم وهذا ما تشاهده وتلحظه جليّا في ذلك بل حتّى دخولهم وخروجهم يكون في شكل هرم مثلّث وكذلك البنايات في العالم اليوم والتي تحمل شكل مربّعات وهذا ليس من كلامي بل حقّقه نخبة من المفكّرين والباحثين فلهم مجهودات إستفدنا منها جميعا إلاّ أنّ المجهود يجب أن يواصل وذلك بالخروج بالعلاج والدواء وكيفية فهم ذلك وتفهيمه ومن ثمّ الإقناع به والتصّدي له لذا فالعبد الضعيف أردت أن أشاركهم في هذا فليس لنا قصدا غير حماية أمّتنا الإسلامية الحبيبة وأمّتنا العربية لتعمل لذلك ألف حساب فسنخرج بحول الله من مكايد المسيخ الدجال وحيل الشيطان من الكتم إلى التصريح ومن التلميح إلى التوضيح.
يجب أن تعلم الأمّة أنّ القتال وجها لوجها مع الأعداء الذين لا يريدون خيرا للبشرية جمعاء ولأهل الأرض جميعهم من إنس وجنّ وحيوان وجماد , إنقلبت كيفيته اليوم وتغيّرت قوانين الحرب فيه شكلا ومضمونا فاليوم أضحت الحروب حروب عقول وتخطيطات قبل كلّ شيء ومنها الصنع والتصنيع والتكنولوجيا الحديثة في المخابر وتحت تخوم الأرض قبل أن تتجسّد في الواقع والظاهر فتغيّرت اليوم موازين فهم الحرب وإستراتيجيتها فهي حرب عقول وخفاء قبل حرب أبدان وظهور.
فإنّ أكبر سلاح للمسيخ الدجال اليوم هو سلاح ( الخفاء ) وما أعظمه وأشرسه من سلاح , عدوّ يحاربك في وضح النهار من غير أن تراه أو تشعر به : في أكلك وشربك , في حياتك الثقافية , الإجتماعية , والإقتصادية , في حياتك الشخصية , في طريقة تفكيرك , في برمجة عقلك بحسب قوانينه , في تقنينك وصفا وفعلا , في لباسك , في طريقة فهمك للأمور والأشياء , في عاطفتك ....
وهذا بالذات التمهيد كي يتسنّى للدجّال أن يعبده أهل الأرض جميعهم وإلاّ فكيف يعبده العبد إلاّ بعد السيطرة التامّة عليه ذهنيا وماديّا وأدبيّا , فلا تظنّ كلامي هذا مجرّد وهم بل له من مواقع الحقيقة نصيب وافر بل هائل.
لتعلم أيّها المسلم : أنّك اليوم تعيش في مقدّمات ظهور المسيخ الدجّال تلك الفتنة التي قال عنها رسولك صلى الله عليه وسلّم بأنّها أعظم فتنة ستخرج للبشرية جمعاء من عهد آدم وبها أخبر جميع الرسل أتباعهم وحذّروهم منها غاية التحذير بل لقد أبلغ القول عليه الصلاة والسلام في ذلك حتى قال أحد الصحابة ( ... حتّى ظنّنا أنّه في طرف النخيل ) هذا لتعلم أنّك اليوم في زمن الدجّال لذا ترى التدجيل في كلّ شيء : في الأخبار في السياسة في الحكم , في الدين , في الجامعات , في العائلة , في المجتمع , .... ألا يكفيك كلّ ذلك كي تستدلّ على أنّ المسيخ الدجّال حاضر معنا موجود ويرتقب فقط خروجه العيني الذي لن يكون حتّى يستوفي أتباعه ترتيب وتمهيد مملكته التي توشك أو أوشكت على تمام التمهيد.
لذا تشاهد اليوم بصماته في كلّ شيء وعلى كلّ شيء : فأوّل ما تلاحظ بصمته تراها في مناهج التعليم في المشارق والمغارب , في النظام العالمي الجديد , في القوّة العسكرية والبطش ...إلخ.
0 التعليقات:
إرسال تعليق