بسم الله الرحمان الرحيم -
سيدي فارس النور الغالي العزيز
أردت قبل أن أكمل الإستفاضة على السؤال أن أتحفك بهذا فلا تقل لماذا :
أنّ أهل الطريق ذهبوا بالطريق فقلّ من يعرفهم اليوم , فمتى كنت مأذونا سيدي فتكلّم فالحضرة معك فأنت ممدّ من قبلها فلا يعترضك عارض إلا أهلكته ولا معاند إلا فضحته فهذا حكمها.
واليوم كنت مع أحد ساداتنا الفقراء بمدينة باريس وكان هذا الفقير ممّن يحبّون العبد الضعيف حبّا كثيرا حتى أنّه كان يقدّمني على نفسه وأولاده وجميع أهله بل يقول لي : ( لولاكم لما عرفنا الطريق إلى الله تعالى ) من شدّة محبّته وصدقه فأخرجت الحضرة على لساننا ما تراه مسطورا وفي الكتاب معمورا :
قال لي سؤالا بلسان الحال : حبيبي أحك لي عن أنهار الجنّة :
فأجبته : اي وليّ : أنهار الجنّة أربعة على عدد الظهور والبطون الأوتاد والفصول.
فمنها :
نهر الخمر :
وهو لأهل الشطح والغيبة بحقّ لذا قال تعالى ( لا يصدّعون عنها ولا ينزفون ) وغاية هذا النهر أنّه من شرب منه نسي الأكوان جملة وتفصيلا إذ أنّ الخمر ينسي فيجعل الإنسان يهيم ويغيب لذا قال ( لا يصدّعون عنها ) أي الأكواب والأباريق , أي أنّ الذي يفيد الصدع هو الأكوان وملاحظتها فمن غاب عن الأكوان فلا يصدّع أبدا بل الصداع والصدع من جرّاء الأكوان وهذا مقام المجاذيب.
ومنها :
نهر العسل :
وهو لذّة للشاربين فمن إدّعى الشرب منه ولم تحصل له تلك اللذّة فهو من أهل الدعاوى , فاللذّة في حقيقتها لذّة الروح وهو حياة أهل الجنّة في الجنّة والعسل لا يعرف إلا بذوقه وهذا مقام الأبدال.
ومنها :
نهر الماء :
وهو الماء المطلق يفيد التفريد في عالم التيه والتنزيه وهو مقام الأفراد.
ومنها :
نهر اللبن :
وهو الخاصّ بالذوق المحمّدي في عالم الجمع والترتيب وهو أحسن العوالم وهو خاص بالأقطاب والخلفاء.
ثمّ قال لي بلسان حاله : أخبرني عن إبليس : فقلت له وأنا محبّ له في هذا الجواب :
سيدي إبليس هو الملعون ألا تدري لماذا لعن وهل تدري حقائق اللعن :
إنّه لعن في عالم الصفات فحجب عن النور فهو إلى الآن رافض السجود بمعنى رافض الذلّ لله تعالى حدّثته نفسه بأحاديث فلعن بسببها فما لعن إلاّ بسبب باطنه وما كان عليه في قلبه لأنّ الكبر والحسد من صفات القلب , والقلب أمره صفاتي فلعنته الصفات إذ أنّ الكلام الرباني مصدره الصفات , وكلام الله صفة من صفاته فهل علمت الآن مصدر الكلام الرباني , فما لعن إلا بسبب قلبه , وهل رأيت أنّه يبقى في عالم الأسماء إلى يوم القيامة ولن يعذّب العذاب الحقيقي إلاّ يوم القيامة في عالم الصفات , ألا تعلم بأنّ يوم القيامة هو يوم صفاتي لذا يتقدّم سيّد الوجود فذلك اليوم يومه وهو صاحب الشفاعة فيه فهو اليوم المحمّدي فهل علمت.
فقال لي : سيدي زدني زادك الله : فقلت ولسان حالي يقول : وعندنا مزيد :
الجنّة والنار مجلى الصفات لذا كان أمرها قائما بقيّوميّة الله بخلاف السرّ التوحيدي فهو قائم وباقي ببقاء الله وهو مجلى ذاتي وليس صفاتي فهل علمت الآن مجلى الصفات ومجلى الذات.
فقال لي حبيب زدني زادك الله : فقلت ولسان حالي يقول ( أإله مع الله ) إعلم أنّ القبض قبضان : قبض الخواطر وقبض الروح , فلا بدّ لكلّ مؤمن أو غير مؤمن منهما أي عندما يأتي ملك الموت لأحدنا فهو إذا كان ليس له خواطر شيطانية أو نفسانية يقبض له روحه فقط لأنّه في حياته كان معاينا لعالم الآخرة بأسره ( وبالآخرة هم يوقنون ) يقين البصيرة وليس يقين العلم فافهم.
أمّا صاحب الخواطر مهما كان فيقبض له الخواطر أوّلا حتى تنقشع السحب عن قلبه فيعاين مقامه من الجنّة أو من النّار ثمّ يقبض له الروح بعد أن يتيقّن مصيره.
وإنّ أهل الله تعالى يقبضون خواطرهم في الدنيا بنفوسهم ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) لأنّ الحساب موقعه من الخواطر النفسانية والشيطانية أمّا من نجا منهما فهو يدخل الجنّة بغير حساب ( وسنجزي الشاكرين ).
فقال لي زدني ولا تحرمني : فقلت ولسان حالي يقول ( يبتغون إلى ربّهم الوسيلة ).
إعلم سيدي الولي : حباك الله بما أنت له أهل :
أنّ الخواطر النفسانية والشيطانية هي اللعنة المقصودة من الآيات التي حلّت بإبليس اللعين فعلى قدر حصول تلك الخواطر في قلبك يكون إتّباعك لإبليس فيكون نصيبك من اللعنة التي حلّت به , فهل تدري معنى اللعنة حقيقة : هي الخواطر الشيطانية والنفسانية فافهم.
فقال لي زدني ولا تتركني : فقلت له ولسان حالي يقول ( عفا الله عنك ).
لا تتبع رأي الأغلبية فإنّه يقول وقد ورد في الآيات أنّك لو إتّبعت أكثر أهل الأرض يضلّونك عن سبيل الله والذي تراه اليوم من الديمقراطية هو رأي الأغلبية أهل الضلالة وهو من قاموس الخواطر فإنّ الخواطر تكثر بكثرة عدد النفوس فهو حيلة المسيخ الدجال في الحكم وأهل الله يعلمون هذا ونحن مذهبنا ( أمرهم شورى بينهم ) يقصد به أهل الديوان من أهل التصريف فهل فهمت وإلا فعليك السلام.
فقال لي بعد أن قبّلني ( الله يسامحك ).
والسلام
سيدي فارس النور الغالي العزيز
أردت قبل أن أكمل الإستفاضة على السؤال أن أتحفك بهذا فلا تقل لماذا :
أنّ أهل الطريق ذهبوا بالطريق فقلّ من يعرفهم اليوم , فمتى كنت مأذونا سيدي فتكلّم فالحضرة معك فأنت ممدّ من قبلها فلا يعترضك عارض إلا أهلكته ولا معاند إلا فضحته فهذا حكمها.
واليوم كنت مع أحد ساداتنا الفقراء بمدينة باريس وكان هذا الفقير ممّن يحبّون العبد الضعيف حبّا كثيرا حتى أنّه كان يقدّمني على نفسه وأولاده وجميع أهله بل يقول لي : ( لولاكم لما عرفنا الطريق إلى الله تعالى ) من شدّة محبّته وصدقه فأخرجت الحضرة على لساننا ما تراه مسطورا وفي الكتاب معمورا :
قال لي سؤالا بلسان الحال : حبيبي أحك لي عن أنهار الجنّة :
فأجبته : اي وليّ : أنهار الجنّة أربعة على عدد الظهور والبطون الأوتاد والفصول.
فمنها :
نهر الخمر :
وهو لأهل الشطح والغيبة بحقّ لذا قال تعالى ( لا يصدّعون عنها ولا ينزفون ) وغاية هذا النهر أنّه من شرب منه نسي الأكوان جملة وتفصيلا إذ أنّ الخمر ينسي فيجعل الإنسان يهيم ويغيب لذا قال ( لا يصدّعون عنها ) أي الأكواب والأباريق , أي أنّ الذي يفيد الصدع هو الأكوان وملاحظتها فمن غاب عن الأكوان فلا يصدّع أبدا بل الصداع والصدع من جرّاء الأكوان وهذا مقام المجاذيب.
ومنها :
نهر العسل :
وهو لذّة للشاربين فمن إدّعى الشرب منه ولم تحصل له تلك اللذّة فهو من أهل الدعاوى , فاللذّة في حقيقتها لذّة الروح وهو حياة أهل الجنّة في الجنّة والعسل لا يعرف إلا بذوقه وهذا مقام الأبدال.
ومنها :
نهر الماء :
وهو الماء المطلق يفيد التفريد في عالم التيه والتنزيه وهو مقام الأفراد.
ومنها :
نهر اللبن :
وهو الخاصّ بالذوق المحمّدي في عالم الجمع والترتيب وهو أحسن العوالم وهو خاص بالأقطاب والخلفاء.
ثمّ قال لي بلسان حاله : أخبرني عن إبليس : فقلت له وأنا محبّ له في هذا الجواب :
سيدي إبليس هو الملعون ألا تدري لماذا لعن وهل تدري حقائق اللعن :
إنّه لعن في عالم الصفات فحجب عن النور فهو إلى الآن رافض السجود بمعنى رافض الذلّ لله تعالى حدّثته نفسه بأحاديث فلعن بسببها فما لعن إلاّ بسبب باطنه وما كان عليه في قلبه لأنّ الكبر والحسد من صفات القلب , والقلب أمره صفاتي فلعنته الصفات إذ أنّ الكلام الرباني مصدره الصفات , وكلام الله صفة من صفاته فهل علمت الآن مصدر الكلام الرباني , فما لعن إلا بسبب قلبه , وهل رأيت أنّه يبقى في عالم الأسماء إلى يوم القيامة ولن يعذّب العذاب الحقيقي إلاّ يوم القيامة في عالم الصفات , ألا تعلم بأنّ يوم القيامة هو يوم صفاتي لذا يتقدّم سيّد الوجود فذلك اليوم يومه وهو صاحب الشفاعة فيه فهو اليوم المحمّدي فهل علمت.
فقال لي : سيدي زدني زادك الله : فقلت ولسان حالي يقول : وعندنا مزيد :
الجنّة والنار مجلى الصفات لذا كان أمرها قائما بقيّوميّة الله بخلاف السرّ التوحيدي فهو قائم وباقي ببقاء الله وهو مجلى ذاتي وليس صفاتي فهل علمت الآن مجلى الصفات ومجلى الذات.
فقال لي حبيب زدني زادك الله : فقلت ولسان حالي يقول ( أإله مع الله ) إعلم أنّ القبض قبضان : قبض الخواطر وقبض الروح , فلا بدّ لكلّ مؤمن أو غير مؤمن منهما أي عندما يأتي ملك الموت لأحدنا فهو إذا كان ليس له خواطر شيطانية أو نفسانية يقبض له روحه فقط لأنّه في حياته كان معاينا لعالم الآخرة بأسره ( وبالآخرة هم يوقنون ) يقين البصيرة وليس يقين العلم فافهم.
أمّا صاحب الخواطر مهما كان فيقبض له الخواطر أوّلا حتى تنقشع السحب عن قلبه فيعاين مقامه من الجنّة أو من النّار ثمّ يقبض له الروح بعد أن يتيقّن مصيره.
وإنّ أهل الله تعالى يقبضون خواطرهم في الدنيا بنفوسهم ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ) لأنّ الحساب موقعه من الخواطر النفسانية والشيطانية أمّا من نجا منهما فهو يدخل الجنّة بغير حساب ( وسنجزي الشاكرين ).
فقال لي زدني ولا تحرمني : فقلت ولسان حالي يقول ( يبتغون إلى ربّهم الوسيلة ).
إعلم سيدي الولي : حباك الله بما أنت له أهل :
أنّ الخواطر النفسانية والشيطانية هي اللعنة المقصودة من الآيات التي حلّت بإبليس اللعين فعلى قدر حصول تلك الخواطر في قلبك يكون إتّباعك لإبليس فيكون نصيبك من اللعنة التي حلّت به , فهل تدري معنى اللعنة حقيقة : هي الخواطر الشيطانية والنفسانية فافهم.
فقال لي زدني ولا تتركني : فقلت له ولسان حالي يقول ( عفا الله عنك ).
لا تتبع رأي الأغلبية فإنّه يقول وقد ورد في الآيات أنّك لو إتّبعت أكثر أهل الأرض يضلّونك عن سبيل الله والذي تراه اليوم من الديمقراطية هو رأي الأغلبية أهل الضلالة وهو من قاموس الخواطر فإنّ الخواطر تكثر بكثرة عدد النفوس فهو حيلة المسيخ الدجال في الحكم وأهل الله يعلمون هذا ونحن مذهبنا ( أمرهم شورى بينهم ) يقصد به أهل الديوان من أهل التصريف فهل فهمت وإلا فعليك السلام.
فقال لي بعد أن قبّلني ( الله يسامحك ).
والسلام
0 التعليقات:
إرسال تعليق