إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأحد، 3 نوفمبر 2013

شهادتي على نفسي

بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين

الكثير من إخواني الفقراء في الكثير من البلدان يكاتبني ويسألني عن أمور متعلّقة بحياتهم الشخصية أو الدينية وخصوصا في الطريقة ظنّا منهم ( لحسن ظنّهم في العبد الفقير ) أنّي العبد الضعيف من كمّل العارفين ومن أهل الحقائق أجمعين ... لما يرونه ويقرؤونه في مشاركاتي معتقدين أنّ من يكتب مثل تلك الكتابات هو من العارفين رغم أنّ هذا غير صحيح بالمرّة بل قد يكتب المحجوب متى كان مأذونا ما لا يكتبه كبار العارفين رغم أنّه لا قياس أصلا بينهما بمعنى أنّ العارف عارف والمحجوب محجوب فلا ترقى خصوصية المحجوب إلى معرفة هذا العارف أو ذاك ...

وكذلك لما يرونه منّي من حكاية حالي في العديد من المرّات أو تجربتي في الطريقة ومع مشائخي حتّى أنّي رأيت الكثير من ساداتنا ينعتني بالعارف والواصل لحسن ظنّهم الجميل جزاهم الله خيرا على حسن ظنّهم ولكن الحقيقة هي الحقيقة والواقع هو الواقع لا يغيّره حسن ظنّ رغم أنّ صاحب حسن الظنّ مجازى على حسن ظنّه.

فالذي أردت أن أخبر به إخواننا في الله تعالى أنّ العبد الضعيف لست بعارف بالله تعالى ( المعرفة التي يحكيها القوم من أهل الله تعالى ) بل بعيد عنها كثير وهذه الحقيقة التي يجب أن يعلمها كلّ واحد منهم ...

الأمر الثاني : قد يسأل سائل : إذن من أين تأتي وتكتب كلّ تلك الدقائق والمعاني : فالجواب : يا أخي هي من عند الله هكذا أجدها في قلبي فأكتبها رغم علمي بعدم معرفتي ... قد يقول قائل : بل هي كتابات حالية ذوقية لا يختلف على ذلك من فتح الله تعالى بصيرته ؟ فالجواب : نعم العبد الضعيف أراها أيضا كذلك ( من باب لأ أجحد فضل الله تعالى ) فربّما تقول : كيف لغير عارف أن يكتب مثل هذا ؟ فالجواب : نعم وهذا كثير موجود ... هناك من يرث وهناك من يجود الله تعالى به عليه ... 


فكم من محجوب يأتي بغرائب اللطائف والمعاني والسرّ في كلّ ذلك هو الكتابة بصدق حال بمعنى أنّك متى كتبت فأنت في نيّتك أنّك تكتب شيئا مفيدا تريد به وجه الله تعالى ثمّ نفع من يقف عليه من المسلمين فلا تكتب بنيّة مغشوشة وفاسدة كأن تكتب لتردّ على غيرك أو كي تظهر علمك أو لتنافس العلماء وتضحك على الجهلاء كما نراه كثيرا في الكثير ممّن ينتسبون إلى العلم حتّى أنّ الإمام أبا حامد الغزالي رضي الله عنه قال ( طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلاّ له ) فكم من طالب لعلم ديني لغير الله تعالى لهذا فسدت نوايا الكثير من طلبة العلم فتنافسوا الدنيا وحبّ الظهور ...

قد يسأل سائل : لك سنوات وأنت تكتب فلمن تكتب ؟ الجواب : العبد الفقير يكتب لله تعالى أي لوجه الله فإذا شاء الله تعالى أن ينفع بما أكتب أحدا من خلقه نفعه متى كان ما أكتب ينفع حقيقة وإذا لم يشأ فهو على ما يشاء قدير.

فإذا قلت : إذن إذا كنت غير عارف ولا سالك فما سبب هذه الوصلة بأهل الله تعالى ؟ الجواب : قد لا تصدّقني ولكنّها الحقيقة : إنّها محبّة أهل الله يا سيدي كنت أحبّ هؤلاء القوم منذ كنت صغيرا وإلى اليوم ما انزاحت محبّتهم من قلبي قيد أنملة فالحمد لله والعبد الفقير طالب المزيد منها ..

فإذا سألت : وهل ما تكتبه في السرّ أو العلن يقوم مقام العبادة ؟ الجواب : لا أبدا فالعبادة شيء والمعاملة شيء آخر أمّا إذا جعلت المعاملة عبادة فلك ذلك ... ففي دين الله تعالى لا تقوم عبادة مكان عبادة ... وتذكّر معي قول الجنيد رحمه الله تعالى لمّا رأوه في المنام بعد موته : لقد طاحت تلك الإشارات وذهبت تلك العبارات وما نفعنا غير ركيعات كنّا نصلّيها في جوف الليل .

الأسئلة كثيرة والأجوبة أكثر ولكن المفيد والخلاصة : توجّه إلى الله تعالى يعلّمك من علمه فهو باسط يديه بالليل والنهار .. وحذار من أن تتّخذ من يصدّك عن سبيل الله تعالى باثبات نفسه لك فيكون حجابا فيما بينك وبين ربّك ...

هذه شهادة على نفسي أكتبها وهي الحقيقة ...

والسلام

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È