بسم الله -
الحمد لله -
وصلى الله وسلّم على الشفيع وآله وصحبه أجمعين
أمّا بعد :
فقد وقفنا وقفة متدبّرة لما حواه حديث توسّل عمر والصحابة رضي الله عنهم بالعبّاس رضي الله عنه في صلاة الإستسقاء.
وقد بيّنا إن شاء الله تعالى المراد بذلك التوسّل وذكرنا بأنّ التوسّل ما كان بدعاء العبّاس بل هو توسّل صريح بقرابة العبّاس من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهو توسّل بالقرابة والمكانة من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهذا ما يعطيه منطوق الحديث ومفهومه هذا طبعا إذا طوينا صفحا عن جميع الأحاديث والروايات وأقوال السلف والخلف الواردة في موضوع التوسّل والتي وصلت حدّ إجماع جميع العارفين بالله تعالى وأغلب إئمّة الفقه المعتبرين كالإمام مالك وغيره من أئمّة المذاهب حتى أن الإمام مالك قال للخليفة في زمنه ( لم تولّي وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ) ..إلخ.
وإنّما رمنا فقط في هذه الخانة أن نفسّر حديث توسّل عمر بالعباس رضي الله عنهما وأنّ التفسير الحقيقي هو ما قلناه بدليل ورود أحاديث أخرى صحيحة تدلّ على مشروعيّة التوسّل وأنّه مذهب الصحابة رضوان الله عليهم وكلّ من درس السيرة النبويّة علم لا محالة بأن الصحابة كانوا يتبرّكون برسول الله صلى الله عليه وسلّم ذاتا وصفاتا وما قول ذلك الصحابي الذي قال : ( أحببت أن يكون آخر عهدي بك يا رسول الله أن يلامس جسمك جسمي ) لمّا قبّل بطن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( أو فيما معناه في الرواية ).
وكانوا يتبرّكون بشعره وعرقه وبماء وضوئه حتى أن الإمام مالك كان يمشي حافيا في المدينة فلمّا سألوه عن ذلك قال ( علّ رجلي تلامس مكان من الأرض مسّته رجل رسول الله ) ذكر هذا الإمام الشعراني وغيره من أهل المنقول والمعقول والكشف.
فالتوسّل برسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يختلف فيه إثنان في جوازه بل نحن وغيرنا نعتبره قربة إلى الله تعالى كما إعتبره من قبلنا من الصحابة ومن جرى مجراهم حتى أضحت آثار رسول الله صلى الله عليه وسلّم موجودة إلى اليوم في المتاحف كشعره وبردته ونعله الشريف ..إلخ فلو كان هذا شركا كما يزعمه الوهابية لكان الصحابة رضوان الله عليهم هم أولى منّا ومن سائر الناس في طمس ذلك وإذهابه.
ونحن نقول : بأن التوسّل والتبرّك والإستغاثة وما جرى مجرى هذا كلّه من عائلة واحدة ومن نفس الموضوع.
نعود فنقول :
بالنسبة للمدقّق في الأحاديث والمحقّق لها وخاصّة أهل الله تعالى أهل الكشف والوجود من أكابر العارفين بالله تعالى وهم أشدّ الناس غيرة على جناب التوحيد كانوا أوّل الناس تبرّكا برسول الله صلى الله عليه وسلّم وآثاره مع ما هم عليه من مقامات عالية وأحوال راقية شريفة ويكفيك أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وما أدراك ما عمر رضي الله عنه الذي قيل فيه على لسان الحضرة النبويّة ( ما سلكت فجّا يا عمر إلا سلك الشيطان فجّا غيره ) كان يقدّم من كان أدنى منه منزلة عند الله تعالى ويتوسّل به إلى الله تعالى في قضاء الحاجة وما هذا إلا معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعرفة شأن وجاه رسول الله عند الله تعالى والذي سيقول له الله يوم القيامة ( يا محمّد سل تعطى وإشفع تشفّع ) وقال له :
( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) وقال له : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ...إلخ
فالتوسّل برسول الله عليه الصلاة والسلام إنّما هو توسّل إلى الله تعالى بسرّه مع الله تعالى ويكفيك بأنه كما قيل فيه " كان قرآنا يمشي على رجليه " وقيل فيه " كان خلقه القرآن " حتى قال الإمام البوصيري رضي الله عنه في بردته :
ياربّ بالمصطفى بلّغ مقاصدنا *** وأغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
فالتوسّل بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم أدعى للقبول من التوسّل بغيره فهو الشفيع الأعظم والنور الأكرم وهو أكرم العالمين على الله تعالى وقد قال الله تعالى فيه:
( إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ).
وقال البوصيري : لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
أمّا الوهابية اليوم أدعياء التوحيد فنقول لهم :
عن أي توحيد تتحدّثون وأنتم أجهل الناس بالتوحيد فكفّرتم الأشاعرة والماتريدية ودخلتم معهم في جدال عقيم ونقاش غير مستقيم بلا ذوق ولا فهم ولا فطنة ولا ذكاء ودخل شيخكم إبن تيمية في نقاش مع أولياء الله تعالى وجادلهم في علوم ليس له فيها ذوق ولا فهم ولا علم ولا قنطير ولا قطمير وأراد أن يكون الشيخ الأوحد والإمام الأوّل والأخير فدخل في تلبيسات الشيطان وأوهام النفس وأصحابه على شاكلته إلى اليوم حتى غدا فيهم الإنكار والتشكيك في العلماء سائرا إلى يومنا هذا فيضحكون ويستهزؤون من أهل الله تعالى وقد نسوا يوم القيامة ذلك اليوم العظيم وغابت عنهم مراقبة الله تعالى فدخلوا في التحريف والتدليس وفي الكذب والبهتان.
وقالوا اليوم :
يجوز لنا فقط أن نتوسّل إلى الله بدعاء الرجل الصالح فيا ليت شعري فليخبرونا من أي حديث إستنبطوا هذا الحكم , فهو حكم مردود عندنا وهو بدعة عندنا وهكذا أغلب إستدلالاتهم فهي باطلة وقد أحدثوا في دين الله ما ليس منه في الأحكام وقالوا قولا عظيما وأنزلوا الشرك في الأمّة وحاربوا أهل الولاية بكلّ ممكن بالمال والجاه والسيف والنار حتى غدا عندهم توحيد النصارى أهل الشرك هو أكثر وأمتن توحيدا من توحيد المسلمين الذين يصلّون ويصومون ويحجّون ويقرؤون القرآن والحديث ويتصدّقون ويزكّون ..فانظر فهمهم للتوحيد.
نعم من كثرة فهمهم للتوحيد غدا عندهم توحيد النصارى أكثر من توحيد المسلمين توجّها إلى الله تعالى.
أقول : ما كان قطّ التوحيد هكذا ولا عرفه السابقون ولا اللاحقون فبعدا لهم وسحقا لهم إلى يوم القيامة.
فحديث الإستسقاء ضدّ تلبيساتهم وليس الحديث لهم بل عليهم من كلّ وجه وقد بيّنت في الأعلى ذلك بلا مزيد عليه.
فشبه الوهابية لا تنطلي على أهل الله تعالى أبدا فهم أكثر الطوائف شبهات , وكتابهم وإنجيلهم ( كشف الشبهات ) فهو بصراحة لو كان عنوانه هكذا لكان أصدق :
( بثّ الشبهات ).
ونحن نشاهد الآن : فهل سمعتم أن للوهابية وليّ من أولياء الله تعالى من العارفين ؟
فأين أولياؤكم ؟
يتبع ...
الحمد لله -
وصلى الله وسلّم على الشفيع وآله وصحبه أجمعين
أمّا بعد :
فقد وقفنا وقفة متدبّرة لما حواه حديث توسّل عمر والصحابة رضي الله عنهم بالعبّاس رضي الله عنه في صلاة الإستسقاء.
وقد بيّنا إن شاء الله تعالى المراد بذلك التوسّل وذكرنا بأنّ التوسّل ما كان بدعاء العبّاس بل هو توسّل صريح بقرابة العبّاس من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهو توسّل بالقرابة والمكانة من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهذا ما يعطيه منطوق الحديث ومفهومه هذا طبعا إذا طوينا صفحا عن جميع الأحاديث والروايات وأقوال السلف والخلف الواردة في موضوع التوسّل والتي وصلت حدّ إجماع جميع العارفين بالله تعالى وأغلب إئمّة الفقه المعتبرين كالإمام مالك وغيره من أئمّة المذاهب حتى أن الإمام مالك قال للخليفة في زمنه ( لم تولّي وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم ) ..إلخ.
وإنّما رمنا فقط في هذه الخانة أن نفسّر حديث توسّل عمر بالعباس رضي الله عنهما وأنّ التفسير الحقيقي هو ما قلناه بدليل ورود أحاديث أخرى صحيحة تدلّ على مشروعيّة التوسّل وأنّه مذهب الصحابة رضوان الله عليهم وكلّ من درس السيرة النبويّة علم لا محالة بأن الصحابة كانوا يتبرّكون برسول الله صلى الله عليه وسلّم ذاتا وصفاتا وما قول ذلك الصحابي الذي قال : ( أحببت أن يكون آخر عهدي بك يا رسول الله أن يلامس جسمك جسمي ) لمّا قبّل بطن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( أو فيما معناه في الرواية ).
وكانوا يتبرّكون بشعره وعرقه وبماء وضوئه حتى أن الإمام مالك كان يمشي حافيا في المدينة فلمّا سألوه عن ذلك قال ( علّ رجلي تلامس مكان من الأرض مسّته رجل رسول الله ) ذكر هذا الإمام الشعراني وغيره من أهل المنقول والمعقول والكشف.
فالتوسّل برسول الله صلى الله عليه وسلّم لا يختلف فيه إثنان في جوازه بل نحن وغيرنا نعتبره قربة إلى الله تعالى كما إعتبره من قبلنا من الصحابة ومن جرى مجراهم حتى أضحت آثار رسول الله صلى الله عليه وسلّم موجودة إلى اليوم في المتاحف كشعره وبردته ونعله الشريف ..إلخ فلو كان هذا شركا كما يزعمه الوهابية لكان الصحابة رضوان الله عليهم هم أولى منّا ومن سائر الناس في طمس ذلك وإذهابه.
ونحن نقول : بأن التوسّل والتبرّك والإستغاثة وما جرى مجرى هذا كلّه من عائلة واحدة ومن نفس الموضوع.
نعود فنقول :
بالنسبة للمدقّق في الأحاديث والمحقّق لها وخاصّة أهل الله تعالى أهل الكشف والوجود من أكابر العارفين بالله تعالى وهم أشدّ الناس غيرة على جناب التوحيد كانوا أوّل الناس تبرّكا برسول الله صلى الله عليه وسلّم وآثاره مع ما هم عليه من مقامات عالية وأحوال راقية شريفة ويكفيك أن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وما أدراك ما عمر رضي الله عنه الذي قيل فيه على لسان الحضرة النبويّة ( ما سلكت فجّا يا عمر إلا سلك الشيطان فجّا غيره ) كان يقدّم من كان أدنى منه منزلة عند الله تعالى ويتوسّل به إلى الله تعالى في قضاء الحاجة وما هذا إلا معرفة برسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعرفة شأن وجاه رسول الله عند الله تعالى والذي سيقول له الله يوم القيامة ( يا محمّد سل تعطى وإشفع تشفّع ) وقال له :
( ولسوف يعطيك ربّك فترضى ) وقال له : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ...إلخ
فالتوسّل برسول الله عليه الصلاة والسلام إنّما هو توسّل إلى الله تعالى بسرّه مع الله تعالى ويكفيك بأنه كما قيل فيه " كان قرآنا يمشي على رجليه " وقيل فيه " كان خلقه القرآن " حتى قال الإمام البوصيري رضي الله عنه في بردته :
ياربّ بالمصطفى بلّغ مقاصدنا *** وأغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
فالتوسّل بجاه رسول الله صلى الله عليه وسلّم أدعى للقبول من التوسّل بغيره فهو الشفيع الأعظم والنور الأكرم وهو أكرم العالمين على الله تعالى وقد قال الله تعالى فيه:
( إن الله وملائكته يصلّون على النبي يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما ).
وقال البوصيري : لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
أمّا الوهابية اليوم أدعياء التوحيد فنقول لهم :
عن أي توحيد تتحدّثون وأنتم أجهل الناس بالتوحيد فكفّرتم الأشاعرة والماتريدية ودخلتم معهم في جدال عقيم ونقاش غير مستقيم بلا ذوق ولا فهم ولا فطنة ولا ذكاء ودخل شيخكم إبن تيمية في نقاش مع أولياء الله تعالى وجادلهم في علوم ليس له فيها ذوق ولا فهم ولا علم ولا قنطير ولا قطمير وأراد أن يكون الشيخ الأوحد والإمام الأوّل والأخير فدخل في تلبيسات الشيطان وأوهام النفس وأصحابه على شاكلته إلى اليوم حتى غدا فيهم الإنكار والتشكيك في العلماء سائرا إلى يومنا هذا فيضحكون ويستهزؤون من أهل الله تعالى وقد نسوا يوم القيامة ذلك اليوم العظيم وغابت عنهم مراقبة الله تعالى فدخلوا في التحريف والتدليس وفي الكذب والبهتان.
وقالوا اليوم :
يجوز لنا فقط أن نتوسّل إلى الله بدعاء الرجل الصالح فيا ليت شعري فليخبرونا من أي حديث إستنبطوا هذا الحكم , فهو حكم مردود عندنا وهو بدعة عندنا وهكذا أغلب إستدلالاتهم فهي باطلة وقد أحدثوا في دين الله ما ليس منه في الأحكام وقالوا قولا عظيما وأنزلوا الشرك في الأمّة وحاربوا أهل الولاية بكلّ ممكن بالمال والجاه والسيف والنار حتى غدا عندهم توحيد النصارى أهل الشرك هو أكثر وأمتن توحيدا من توحيد المسلمين الذين يصلّون ويصومون ويحجّون ويقرؤون القرآن والحديث ويتصدّقون ويزكّون ..فانظر فهمهم للتوحيد.
نعم من كثرة فهمهم للتوحيد غدا عندهم توحيد النصارى أكثر من توحيد المسلمين توجّها إلى الله تعالى.
أقول : ما كان قطّ التوحيد هكذا ولا عرفه السابقون ولا اللاحقون فبعدا لهم وسحقا لهم إلى يوم القيامة.
فحديث الإستسقاء ضدّ تلبيساتهم وليس الحديث لهم بل عليهم من كلّ وجه وقد بيّنت في الأعلى ذلك بلا مزيد عليه.
فشبه الوهابية لا تنطلي على أهل الله تعالى أبدا فهم أكثر الطوائف شبهات , وكتابهم وإنجيلهم ( كشف الشبهات ) فهو بصراحة لو كان عنوانه هكذا لكان أصدق :
( بثّ الشبهات ).
ونحن نشاهد الآن : فهل سمعتم أن للوهابية وليّ من أولياء الله تعالى من العارفين ؟
فأين أولياؤكم ؟
يتبع ...
0 التعليقات:
إرسال تعليق