بسم الله الرحمان الرحيم -
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ).
هؤلاء أهل الملامتية بإستحقاق فإنّ آياتهم غير متوفّرة في غيرهم وفي هذه الآية عدّة حقائق ومفاهيم لا يعرفها سواهم لأنّ الذوق في القرآن الكريم والخطاب الحكيم لا يدريه إلا من ذاقه بمعنى أنّ كلّ عارف من العارفين يذوق مقامه وحاله في القرآن ذوقا حقيقيا وحالا شعوريّا فيعبّر عنه بما معه من الفهم الذوقي الذي يتناول الفكرة وجولانها في ميادين الغيوب ثمّ رجوعها إلى عالم قلبه ببدائع المعاني والفهوم.
وإنّما جالت الفكرة في ميادين غيوب القرآن بما معها من الصفاء والذوق فعلى قدر الصفاء يكون النظر وبحسب المقام يكون الكلام فهناك من يتكلّم بحقّ كحالة أهل هذه الآيات وهم السادة الملامتية رضي الله عنهم وقدّس أسرارهم العزيزة وهناك من يتكلّم بتقليد وهم الأتباع فشتّان ما بينهما.
وقد إستنتجنا من هذه الآيات الكثير من الحكم نسردها بحكم تقليدنا لهؤلاء الرجال وليس بحكم تحقّقنا بما هم عليه من الأحوال الشريفة والحقائق العليا المنيفة لا والله بل هم ساداتنا نحبّهم ونرجو الله تعالى أن يحبّنا من أجل حبّنا لهم ( ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب ) فكيف بمحبّتها.
فمن ذلك :
- ذكره سبحانه في هذه الآية أنّهم أهل محبّة له خالصة من شوائب العلل فذكر إنزواءهم وخلوتهم في الليل إليه فيختلي كلّ حبيب وحبيبه فيه وهم أحباب الله تعالى فقال تعالى ذاكرا أحوالهم مبيّنا أنوارهم:
(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ).
قال عليه الصلاة والسلام : إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني ).
- ومنها : أن مبيتهم كان لربّهم بلا شريك له كطلبهم للأحوال والمقامات أو الثواب فهم أهل إخلاص في العبادة وهذه لا تكون بغير محبّة فإن سرّ الإخلاص تولّده المحبّة التي هي في نهايتها علم ذوق من علوم أهل الكمال.
- ومنها : أنّه قدّم ذكر سجودهم على ذكر قيامهم فدلّ على أنّهم أهل فناء وجذب فتغلب حقائقهم في هذا المقام شرائعهم متى توجّهوا في ذكرهم إليه.
- ومنها : ذكره أنّهم أصحاب النظرة فتحصل لهم الجمعيّة والفناء من غير توجّه لذا سبّق سجودهم على قيامهم لأنّ القيام توجّه والسجود مواجهة.
- ومنها : أنّه ذكر المبيت كناية عن حال الجمال والدلال والكمال وهذا يعطي مفهوم المحبّة فليس بين المحبّ وحبيبه إلا الأمان والسلام.
- ومنها : ذكره محابه لهم وشوقه إلى لقائهم فكان الليل مجال هذا اللقاء وقد ورد بأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل لما فيه من أسرار ألهية وأنوار صمدية محلّ الإجابة والقبول.
- ومنها : أنه ذكر جمعيتهم ومن ثمّ ذكر قيامهم بمعنييه.
- ومنها : أنّه ذكر مبيتهم وأنّه مجال راحتهم وسكناهم وخمود بشريّتهم فكانت راحتهم عنده وسكناه في رداء صونه وستره فهم مطمئنّون عنده معتكفون لديه يأكلون ويشربون على موائد فضله ( إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني ).
- ومنها : أنّه نسب فعل المبيت إليه إشارة إلى جذبهم إليه فلا يتخلّفون عنه فلا صبر لهم على ذلك وكيف يصبر المحبّ على حبيبه ( يحبّهم ويحبّونه ).
- ومنها : ذكره جذبهم إليه وأنه الذي جذبهم إليهم لأنّه يحبّهم فجعل لهم الليل زمان للخلوة والإنفراد بهم.
يتبع...
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ).
هؤلاء أهل الملامتية بإستحقاق فإنّ آياتهم غير متوفّرة في غيرهم وفي هذه الآية عدّة حقائق ومفاهيم لا يعرفها سواهم لأنّ الذوق في القرآن الكريم والخطاب الحكيم لا يدريه إلا من ذاقه بمعنى أنّ كلّ عارف من العارفين يذوق مقامه وحاله في القرآن ذوقا حقيقيا وحالا شعوريّا فيعبّر عنه بما معه من الفهم الذوقي الذي يتناول الفكرة وجولانها في ميادين الغيوب ثمّ رجوعها إلى عالم قلبه ببدائع المعاني والفهوم.
وإنّما جالت الفكرة في ميادين غيوب القرآن بما معها من الصفاء والذوق فعلى قدر الصفاء يكون النظر وبحسب المقام يكون الكلام فهناك من يتكلّم بحقّ كحالة أهل هذه الآيات وهم السادة الملامتية رضي الله عنهم وقدّس أسرارهم العزيزة وهناك من يتكلّم بتقليد وهم الأتباع فشتّان ما بينهما.
وقد إستنتجنا من هذه الآيات الكثير من الحكم نسردها بحكم تقليدنا لهؤلاء الرجال وليس بحكم تحقّقنا بما هم عليه من الأحوال الشريفة والحقائق العليا المنيفة لا والله بل هم ساداتنا نحبّهم ونرجو الله تعالى أن يحبّنا من أجل حبّنا لهم ( ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب ) فكيف بمحبّتها.
فمن ذلك :
- ذكره سبحانه في هذه الآية أنّهم أهل محبّة له خالصة من شوائب العلل فذكر إنزواءهم وخلوتهم في الليل إليه فيختلي كلّ حبيب وحبيبه فيه وهم أحباب الله تعالى فقال تعالى ذاكرا أحوالهم مبيّنا أنوارهم:
(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ).
قال عليه الصلاة والسلام : إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني ).
- ومنها : أن مبيتهم كان لربّهم بلا شريك له كطلبهم للأحوال والمقامات أو الثواب فهم أهل إخلاص في العبادة وهذه لا تكون بغير محبّة فإن سرّ الإخلاص تولّده المحبّة التي هي في نهايتها علم ذوق من علوم أهل الكمال.
- ومنها : أنّه قدّم ذكر سجودهم على ذكر قيامهم فدلّ على أنّهم أهل فناء وجذب فتغلب حقائقهم في هذا المقام شرائعهم متى توجّهوا في ذكرهم إليه.
- ومنها : ذكره أنّهم أصحاب النظرة فتحصل لهم الجمعيّة والفناء من غير توجّه لذا سبّق سجودهم على قيامهم لأنّ القيام توجّه والسجود مواجهة.
- ومنها : أنّه ذكر المبيت كناية عن حال الجمال والدلال والكمال وهذا يعطي مفهوم المحبّة فليس بين المحبّ وحبيبه إلا الأمان والسلام.
- ومنها : ذكره محابه لهم وشوقه إلى لقائهم فكان الليل مجال هذا اللقاء وقد ورد بأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل لما فيه من أسرار ألهية وأنوار صمدية محلّ الإجابة والقبول.
- ومنها : أنه ذكر جمعيتهم ومن ثمّ ذكر قيامهم بمعنييه.
- ومنها : أنّه ذكر مبيتهم وأنّه مجال راحتهم وسكناهم وخمود بشريّتهم فكانت راحتهم عنده وسكناه في رداء صونه وستره فهم مطمئنّون عنده معتكفون لديه يأكلون ويشربون على موائد فضله ( إنّي أبيت عند ربّي يطعمني ويسقيني ).
- ومنها : أنّه نسب فعل المبيت إليه إشارة إلى جذبهم إليه فلا يتخلّفون عنه فلا صبر لهم على ذلك وكيف يصبر المحبّ على حبيبه ( يحبّهم ويحبّونه ).
- ومنها : ذكره جذبهم إليه وأنه الذي جذبهم إليهم لأنّه يحبّهم فجعل لهم الليل زمان للخلوة والإنفراد بهم.
يتبع...
0 التعليقات:
إرسال تعليق