إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

الخلل والخطر فيمن يعتقد أنّه المهدي المنتظر

بسم الله الرحمان الرحيم - 

الحمد لله  و الصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه


إنّ دعوى المهدية أمر أبتلي به المسلمون عبر تاريخهم الطويل ففي كلّ زمان لا بدّ أن يخرج من يدّعي هذا المقام وهذه الخصوصية وإنّي أعرف في بلدنا تونس أحد إسمه ( الطاهر ) كان قد إدّعى ذلك سنة 2000 ميلادي وكان بعض الناس من عمّالنا بالخارج وتحديدا ( فرنسا ) صدّقوا بذلك فخدموه خدمة العبيد بمالهم وسياراتهم وبكلّ ما يملكون وكان هذا الشخص يخبرهم بأمور وأشياء توحيها الشياطين إليه حتّى أنّه أخبر بالكسوف وحدوده وبهكذا أمور كونية ثمّ أدخل هذا المستدرج السجن بسبب قضيّة من قضايا المجتمع إرتكبها ...فانتهت حكايته عند هذا الحدّ ...


وكذلك اليوم وعلى الساحة نرى الكثير ممّا يدّعي المهدوية كما هو الحاصل الآن على الساحة اليمنية في المسمّى ( ناصر محمد اليماني ) الذي يدّعي ذلك حتّى صدّقه الكثير من العوام كما هي عادة الأغبياء الذين لا يعلمون عن دينهم شيئا فخدعهم سجاح اليمن الجديد ليأخذ مشعل الأسود العنسي هناك وما أراه إلاّ كذلك.

وقد إدّعاها من قبله في اليمن غير واحد من الوهابية وغيرهم وقصّة ( جهيمان ) معروفة.

فترك الجماعة كلّ الأحاديث النبوية والآثار الحديثية وذهبوا إلى البحث عن قول من هنا وهناك يغذّي ما كمن في بواطنهم من الزور والتلبيس والمكر والإستدراج .

هذا ولا يسعنا اليوم إلاّ أن نقول لأخينا المنافح ( إتّق الله يا هذا ) فإنّ دعوى المهدية هي مثل دعوى النبوّة تماما وقد قال سيدي أحمد التيجاني رضي الله عنه ( من إدّعى المشيخة في طريق الله زورا وبهتانا لا يموت إلاّ على سوء الخاتمة إن لم يتب ) فإذا كان هذا العقاب لمن إدّعى فقط المشيخة فما البال والحال فيمن يدّعي المهدوية فيأتي فلان أو علاّن يقول : أنا المهدي المنتظر ...فيكتب على النت بل ويفتح موقعا فيه كما هو شأن صاحب اليمن.

أقول : للمنافح : يا هذا إتّق الله في نفسك ودعك من تلك الهموم والغموم والوساوس والخواطر الرديئة وراء ظهرك كلّها , ولا تعد تفكّر في هذا الأمر البتّة وعش عبدا لله , قم بالفرائض واجتنب النواهي وأذكر الله ذكرا كثيرا وسبّحه بكرة وأصيلا.

ولقد طلبت من أخينا المنافح مرّة فيما أذكر أن يتحاور معي بخصوص هذا الموضوع فأبى وترفّع بل وأضحى يصفني بأنّي : ( عارف بالله ولكن دون رتبة أهل الأسرار ). بمعنى ليس لي حظّ في الإطّلاع على سرّه هو ومهدويته.

والعبد الفقير يقول :

عاش من عرف قدره : فإنّي لست من العارفين بالله تعالى ولا برسوله وما غايتي هنا إلاّ نشر أحكام الدين في هذا الزمن الذي تجرّأ فيه أمثالنا لمّا غاب الرجال فتكلّموا في التصوّف , وأقسم بالله العظيم لو كان أهل السلف الصالح من الصوفية حاضرا معنا هنا لأجمعوا كلّهم على ضربي بالنعال ورجمي بالحجر حتى الموت تعزيرا وتنكيلا ...ولكن فقد غلبني حبّي لهم فلعلّه يشفع لي عندهم.

واليوم ذهبت لأقضي حاجة لي ما قدّر الله قضاءها إلى ذلك الوقت , فقلت يا ربّ أقضها لي : فحملت كتاب الرسالة القشيرية في يدي وقلت : اللهمّ أسألك بمن ورد ذكره من الرجال في هذه الرسالة ما رددتني خائبا - فقضى الله لي حاجتي ببركة أولائك القوم .. 

هذا لنعلم قدر نفوسنا فنقف عنده - أمّا أن نعتقد في نفوسنا أنّنا من أهل الله فهذا أراه من المضحكات بل ومن الجنونيات ...فتبّا لي وسحقا إن إعتقدت في نفسي أنّي من أهل الجنّة فضلا عن أن أكون من الأولياء فضلا عن أكون من العارفين.

فوالله مازال إعتقادي يزاولني في نفسي أنّي من أهل النار وما أرى نفسي إلاّ عبد قيل فيه ( إنّ الله ليؤيّد هذا الدين بالرجل الفاجر ) فوالله ما العبد الفقير إلاّ رجلا فاجرا فاسقا لئيما خائبا.

وليس هذا تواضعا أو أدبا ...بل هي الحقيقة ..الحقيقة التي غابت عن الكثيرين فما علموها.

وقد كتبت موضوعا سمّيته ( التجاوزات بتوزيع الرتب والمقامات ).

هذه الأمور أضحكت علينا الأمم وجعلتهم يستريحون كثيرا , فأين نضجنا وأين فهمنا , وأين مسؤوليتنا أما الله ورسوله وأمام القطب الأعظم في كلّ زمان.

مرّة سأل أحد الفقراء شيخنا عن رتبته في الولاية فقال له : وحتّى وإن أخبرتك بذلك فإنّها لا تنفعك.

فالمهدوية أمرها جليل وفضلها كبير , وهي مخصوصة برجل واحد يعلم الله متى يكون ظهوره ويشعّ نوره فعساه أن يكون قريبا رغم أنّني أعتقد أنّه لن يخرج قبل مائة عام آخرى كما قلت هذا سابقا , أقول هذا لنطوي هذه الصفحة فنكون أبناء وقتنا فلا نعيش وقت غيرنا فإنّه وهم وسوء أدب.

نعم هنا في الرياحين بعض الفقراء ذكروا أخانا المنافح بخير وأثنوا عليه ومنهم العبد الفقير لكن لا أظنّ أحدا أنّه ذكره بالمهداوية فغرّه بذلك أو إعتقد جزما بذلك وإنّما هو ناشئ من حسن الظنّ وهذا ما أخالف فيه أخانا الطالب الكناني فأهل الرياحين لا يحملون ذنب دعوى المنافح , بل من يتحمّل ذنب ذلك هو المنافح ولا أعتقد أنّ شيوخه أخبروه بأنّه المهدي المنتظر , نعم قد يمدح الشيخ الفقير ببعض الأمور الخاصّة الموجودة فيه من الميّزات لكنّه لا يجب أن ينظر أو يلتفت إلى ذلك لأنّ الشيخ غير معصوم ولا هو بنبيّ ولا يجب أن يلتفت إلى أقواله إلاّ ما يخصّ العبودية والتوجّه إلى الله تعالى.

وليس معنى هذا أن الشيخ متى خالف كلامه من حيث الكشف أنّه لا يعتدّ به أو يتسرّب لنا الشكّ في الطريق والولاية , فهذا فهم سقيم وهو يدلّ على عدم فهمنا لماهية الولاية ولا ماهية الكشف وأقسامه ...إلخ فالخلل فينا لا في أقوال الشيوخ ...

فيا منافح : العبد الفقير لا يسلبك خصوصياتك ولا ميّزاتك فإنّ كلّ إنسان في الوجود له خصائص ميّزه الله بها , وإنّي أرجو متى تركت هذا الوهم جانبا أن تكون فقيرا إن شاء الله سائرا محبّا كاملا وما ذلك على الله بعزيز , بل لا أسلبك مقامات الولاية فهي عامّة وخاصّة وكلّ مؤمن وليّ كما في الآية بشرط الإيمان والتقوى.

فدع عنك أخي هذا الكابوس وأرح نفسك وإخوانك ومشائخك , ويجب أن تقبل أن تعيش بإعتقاد أنّك لست المهدي , فإذا لم تستطع ذلك فأكيد أنّ الخلل فيك لا في غيرك.

فقد لاحظت أنّك لا تحسن أن تسمع غير ما يشير إلى مهدويتك وإصطفائك , فما لو جاءك أحد العارفين وقال لك ( أنت لا شيء في طريق الله ولن يجيء منك شيء ...وهكذا من هذه الأقاويل , فإذا تقبّلت هذا وفرحت به فقد عرفت نفسك حقيقة وإتّهمتها إتّهاما كاملا وهذه ميزة الفقير في سيره.

أمّا العبد الضعيف سيدي فوالله ما من كلمة تقال من حقائق نفسي إلاّ وسمعتها من شيخي , فالحمد لله ما سمعت من شيخي ممدحة قطّ وإلاّ كنت هلكت منذ بدايتي , حمانا الله من ذلك بجاه الحبيب وآله.

أمّا أنّ شيوخك مدحوك فيجب أن تبكي على هذا المدح لا أن تفرح به بل وتعتبره مقدّمة على الإبتلاء وربّما الهلاك , لا أن تفرح به وترقص ...

والفاهم أقلّ عبارة أو نصيحة تكفيه , والناجي من جعل الله له زاجرا في قلبه يزجره.

هذا وإنّي كتبت هذا ليس حسدا لك ( فعلى ماذا أحسدك وأنا أتمنّى لك الخير أكثر ممّا أتمنّاه لنفسي , بل ,اسأل الله أن لا ينقلك من هذه الدار إلى تلك الدار إلاّ وأنت من زمرة الصالحين الأبرار.

فليس متى نفينا عنك المهدوية أنّنا نحسدك بل نحن نقيمك سيدي ونأخذ بيدك ( سنشدّ عضدك بأخيك ).

وهذا ما نحسب عليه الشيخ الطالب الكناني أنّه يقصده.

ولا أبالغ إن قلت لك بأنّ إخوانك هنا كلّهم يحبّونك بما فيهم الشيخ الطالب الكناني وكذلك سيدي محبّ الشعراني وكذلك سيدي يسار وبقية الإخوة , فلا تعتقد في إخوانك ما لا تحبّ أن يعتقدوه فيك , فما ترى في الحقيقة إلاّ صورتك فيهم.

فها إنّي نصحتك لأنّي أحبّك وأرجو لك يا أخي الخير كلّه بل وأسأل الله تعالى أن يجعلك خيرا من كثير من عباده ( واجعلني للمتّقين إماما ) أي للمتّقين : إماما في التقوى نهاية الخضوع والخنوع لله تعالى ومراقبته في الأنفاس.

وأسأل الله تعالى أن يثيبني بحسب نيّتي في هذا النصح وما أزكّي نفسي فهي أعظم وأعظم و والله ما أعتقد ولو للحظة بأنني أفضل من أحد من المسلمين , واقاني الله تعالى شرّ نفسي وأسأله أن يغفر ذنبي وإلاّ فيا خيبتاه ويا خسراه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

È